نووي إيران... انفراجة مرتقبة على طاولة المفاوضات

 

شبكة النبأ: منذ انتخاب روحاني وهو رجل دين وسطي هزم مرشحين اكثر ميلا للاتجاه المحافظ بعث الرئيس الايراني الجديد اشارات متزايدة على الانفتاح على اجراء محادثات نووية مباشرة مع القوى العالمية الكبرى سعيا لانهاء النزاع النووي الذي بدأ قبل نحو عقد.

فبعد سنوات احمدي نجاد التي كثرت فيها المشاكسات مع الغرب فان النبرة الجديدة ذات الطابع التصالحي من الرئيس روحاني منعشة وهو امر مهم لتشجيع النقاش والتواصل لبدأ محادثات فعالة بين طهران والقوى العالمية، وتشعر الحكومات الغربية بالتفاؤل مما تراه لكنها ايضا تتشكك فيما اذا كان يبشر بتغيير حقيقي، علما بأن المحادثات بشأن الانشطة النووية لايران بدأت بين الجانبين قبل عشر سنوات -منها ثماني سنوات خلال ولاية الرئيس المتشدد السابق محمود احمدي نجاد- وكانت دائما تصطدم بعقبات وتعاني من افتقاد الثقة المتبادلة ومن الشكوك التاريخية.

غير ان المستجدات الاخيرة التي جسدتها التصريحات المرنة للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في البرنامج النووي الايراني خطوة جديدة في محاولة غير مسبوقة لتمهيد رؤى جدية في المفاوضات القادمة ويقول هؤلاء المحللين انه حدث تغير مهم في تعاملات الايرانية بشأن القضية النووية لكن السؤال الحقيقي هو ان كان روحاني سيحمل اي مبادرة جديدة، وهل يمكن أن تكون هذه المرونة اعداد لتقيدم تنازلات ايرانية بشأن الملف النووي الإيراني، لكن يعتقد معظم المحللين وصف ان ايران في الحاجة للمرونة في التفاوض تمثل بالنسبة لهم امرا مسلما به، خصوصا وان اشادة خامنئي بالمرونة اسلوب لتمهيد الطريق لروحاني كي يجري محادثات نووية مطولة. لكن يبدو ان روحاني لم يغير آراء خامنئي او نظرته فربما يكون دعم خامنئي القوي للبرنامج النووي الايراني، صورة جيدة من صور المناورات السياسية من اجل تحقيق صفقات بين الدول الكبرى من جهة وايران من جهة أخرى، لان اي حدوث انفراجة في هذه القضية النووية المستعصية يحتاج الى خطوات ملموسة وجادة بين طرفي الصراع، أما الواقع فيشير الى أن تكون خطوة المحادثات النووية لا تغير كثير من واقع حال القضية النووية.

وكان روحاني تعهد بشفافية اكبر بشان برنامج بلاده النووي، فالقوى الكبرى تنوي افساح المجال امام الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني كي يترجم تصريحاته المتكررة الداعية الى التهدئة في الاسابيع الاخيرة الى افعال، فالرئيس الايراني المعتدل الساعي الى التفاوض لتخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد البلاد اعرب عن الاستعداد "لاجراء محادثات جدية" حول النووي مكررا التاكيد على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم من اجل انتاج الكهرباء او لاغراض طبية. كما انه جدد فريق مفاوضي بلاده في الملف النووي بالكامل.

فيما يرى بعض الخبراء ان روسيا مستعدة لبناء مفاعل ثان في محطة بوشهر للطاقة في صفقة غير مربحة بشكل خاص من وجهة النظر الاقتصادية، ولكنها خطوة سياسية، وتعاونت موسكو مع طهران في برنامجها لتوليد الطاقة النووية رغم المعارضة الدولية للبرنامج الايراني الذي تعتقد القوى الغربية واسرائيل انه يخفي وراءه برنامجا لانتاج الاسلحة النووية، وحثت روسيا الغرب على تخفيف العقوبات المفروضة على ايران عقب انتخاب روحاني في حزيران/يونيو الماضي معربة عن املها في تحقيق انفراج كبير في الازمة حول برنامج ايران النووي.

بينما يرى محللون آخرون ان في هذه المرحلة ما زالت عدة سيناريوهات محتملة، لكن الخبراء يستبعدون تهدئة مفاجئة للتوتر وكذلك حربا مفتوحة في الوقت القريب، كما توقع خبراء بهذا الشأن بأن ايران ستستخدم معدات اكثر تطورا في موقع نووي خلال الاونة المقلبة، مما سيفاقم من حدة الخلاف الشرس بين الخصوم حول برنامج إيران النووي بصورة متواترة، وبالتالي يصعد من السخونة السياسية، التي قد تزايد العقوبات الدولية على دولة إيران، وعليه فعلى الرغم من مؤشرات المرونة والتهدئة من طرف الفريق الحاكم الجديد في الجمهورية الاسلامية لايزال ملف ايران النووي شائكا ينتظر انفراجة بافعال ملموسة.

استراتجية المرونة

في سياق متصل يشير حديث الزعيم الايراني الاعلى عن "المرونة" قبل ايام من اول مشاركة للحكومة الايرانية الجديدة في افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الى استعداد جديد على اعلى مستوى لدراسة حل لتسوية الصراع النووي لطهران مع الغرب.

وبالنظر الى ان اية الله على خامنئي مدافع صلب عن برنامج ايران النووي فليس من الواضح مساحة المساومة التي سيسمح بها لمفاوضيه سواء في محادثات سرية مع واشنطن او في المحادثات المتعددة الاطراف مع القوى الكبرى.

لكن توقيت تصريحاته قبل ايام من التقاء الرئيس الجديد للبلاد ووزير الخارجية مع مسؤولين غربيين على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة يبعث برسالة بأن الغرب يجب ان يتوقع رغبة جديدة في التوصل لاتفاق وينبغي ان يتجاوب مع ذلك، ونقلت وكالة انباء الطلبة عن خامنئي قوله "اتفق مع ما وصفته قبل سنوات بأنه مرونة بطولية لأن هذا احيانا تحرك ضروري وجيد جدا لكن مع الالتزام بشرط اساسي، "يظهر المصارع احيانا مرونة لاسباب فنية لكنه لا ينسى من يكون خصمه وهدفه الحقيقي".

ويقول الخبير الايراني باقر معين ان الكلمة كانت استثنائية، واضاف انها "تفتح فصلا جديدا في العلاقات الايرانية الداخلية والخارجية وقد يثبت انها بأهمية قبول (الزعيم الايراني الاعلى الراحل) اية الله الخميني لوقف اطلاق النار مع العراق في 1988، وقال معين وهو كاتب مقيم في بريطانيا ان خامنئي يريد ان يخلق مساحة سياسية داخليا للرئيس الجديد حسن روحاني المنتخب في يونيو حزيران لحل النزاع وانهاء العقوبات، واضاف "يمكن لروحاني الان التفاوض مع الولايات المتحدة بدون قلق من ان المعارضين المتشددين قد يضعفون مكانته". بحسب رويترز.

وقال مهران كامراوا وهو خبير ايراني في جامعة جورجتاون في الدوحة ان طهران ترى فرصة سانحة لمفاوضات ذات مغزى، واضاف ان تصريحات خامنئي اشارة الى اطراف اخرى في النظام السياسي لعدم تقويض جهود روحاني. وقال "هذه واحدة من تلك الاشارات على ان روحاني يحظى بدعم ومباركة من اعلى مستويات النظام السياسي ايا كان من يشارك فيه.، وجاء رد الفعل الاولي من المسؤولين الغربيين حذرا، وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "ينبغي اغتنام كل الاشارات على تغير في الاتجاه لكن ما يهم هو الافعال. لم نصل لذلك بعد ويجب ان نكون منتبهين"، وقال الدبلوماسي "تبين كلمات خامنئي ان ايران قد يكون لديها قليل من المساحة لتقديم تنازل لكن ليس من الواضح على الاطلاق الى اي مدى سيكون ذلك، وليس من الواضح ان كان ذلك تغييرا في اساليب التفاوض او اعدادا لايران لتقديم تنازل".

واثناء اجتماع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية اكدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول اخرى رسالة الغرب بأن النبرة الاكثر تصالحا من ايران يجب دعمها بتحرك ملموس، وبعدما قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي انه يرى "انفراجة" في النزاع النووي قال وزير الطاقة الامريكي ايرنست مونيز للصحفيين "التجربة اكبر برهان. يجب ان يلي الكلمات تحرك ملموس، وليس لدى روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف تفويض مطلق بابرام اتفاق اذ ان اي اتفاق لابد ان يوافق عليه خامنئي كما يجب على اي حال ان يسويا اولا الترتيبات التي ستجرى بموجبها اي محادثات جديدة.

وقال بيتر جنكينز مندوب بريطانيا لدى الوكالة الذرية من 2001 الى 2006 والشريك حاليا في مؤسسة امباسادور بارتنرشيب لاستشارات التفاوض ان تصريحات خامنئي تظهر ان روحاني وظريف حصلا على "مباركته لعمل ما يلزم للتوصل الى اتفاق"ن وقال جنكينز ان اغلب التحرك في نيويورك سيكون محادثات بشأن المحادثات وربما يعد لمحادثات سرية بين ايران والولايات المتحدة. واضاف ان "كلا الطرفين يفهمان انهما معا الاكثر احتياجا للاتفاق بخصوص القضية النووية".

وفي اسرائيل كان رد الفعل لدى مراقبي الشؤون الايرانية فاتران وتقول اسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الاوسط انها تبقي كل خياراتها مفتوحة لمنع ايران من تخزين ما يكفي من اليورانيوم لانتاج قنبلة نووية واحدة، وقال جنكينز انه يتوقع معارضة اسرائيلية قوية لأي اتفاق. واضاف "اعتقد اننا سنرى الاسرائيليين يفعلون المستحيل في الاسابيع والشهور القادمة لمحاولة عرقلة المفاوضات."

ايران وامريكا

على صعيد ذو صلة نددت ايران بتصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لم يستبعد اللجوء الى القوة ضدها في الازمة حول ملف طهران النووي المثير للجدل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم خلال مؤتمرها الصحافي ان "الولايات المتحدة لا تزال تستخدم لغة الوعيد ضد ايران. قلنا لهم ان يستبدلوها بلغة الاحترام"، وكانت اعلنت قبل ذلك في بيان انه "من غير المبرر اللجوء الى الخيار العسكري لضمان مصالح مجموعات الضغط النافذة (الموالية لاسرائيل) ولو ادى ذلك الى انتهاك القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة"، وتابعت ان "لغة الوعيد .. لن يكون لها اي تاثير على تصميم الحكومة والامة على الدفاع عن حقوقنا النووية المطلقة ولا سيما تخصيب اليورانيوم". بحسب فرانس برس.

وقال اوباما في مقابلة تلفزيونية "يتهيأ لي ان الايرانيين ادركوا جيدا اننا ان لم نضرب (سوريا) فهذا لا يعني اننا لن نضرب ايران"، واضاف "اعتقد ان الايرانيين يدركون ان مسالة النووي تطرح مشكلة اهم بنظرنا من الاسلحة الكيميائية" السورية، ومن المقرر استئناف المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى حول الملف النووي الايراني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة التي تفتتح في نيويورك، واكدت مرضية افخم انه تم تبادل رسائل بين الرئيس الايراني حسن روحاني واوباما "عبر القنوات الدبلوماسية" واوضحت ان اوباما هنأ روحاني على فوزه في انتخابات 14 حزيران/يونيو مشيرة الى ان روحاني "شكره مع توضيح بعض النقاط" بدون اضافة اي تفاصيل.

وذكرت انه من غير المقرر عقد اي لقاء بين روحاني ومسؤولين اميركيين وبريطانيين في نيويورك، ومن المقرر في المقابل ان يجري وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف المكلف المفاوضات في الملف النووي الايراني محادثات مع نظرائه الاوروبيين وبينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، وكتب ظريف على صفحته على موقع فيسبوك "اغادر هذا المساء الى نيويورك وساعقد لقاءات مع بعض وزراء الخارجية، السيدة آشتون وعلى الارجح مع مجموعة 5+1" التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.

كما قالت الولايات المتحدة إنها رصدت "تطورات مثيرة للقلق" في برنامج إيران النووي ودعت الرئيس الإيراني الجديد إلى اتخاذ خطوات ملموسة عاجلة لتخفيف بواعث القلق من أهداف الجمهورية الإسلامية، وذكر السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوزيف مكمانوس أن واشنطن مستعدة للتعاون مع الحكومة الإيرانية الجديدة من أجل "الوصول إلى حل ديبلوماسي يعالج كل بواعث قلق المجتمع الدولي" بخصوص برنامج إيران النووي. بحسب رويترز.

وقال أمام مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة "نأمل أن تفي إدارة روحاني بتأكيداتها الالتزام بالشفافية والتعاون وذلك باتخاذ خطوات ملموسة خلال الشهور المقبلة"، وجاء في نسخة من الكلمة التي ألقاها السفير "نأخذ في الاعتبار هذه اللحظات الفريدة وندعو إيران إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتبديد بواعث القلق الدولية بخصوص طبيعة برنامجها النووي"، وأضاف مكمانوس أن إيران تحقق المزيد من التقدم أيضا في بناء المفاعل "أراك" الذي ينتج يورانيوم يمكن استخدامه في صنع قنابل وأن ذلك التقدم يشمل تركيب وعاء المفاعل وبدء إنتاج وقود. وقال "هذه كلها تطورات تثير القلق".

ايران وروسيا

فيما تستلم طهران محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا في جنوب ايران وفق ما اعلن علي اكبر صالحي رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية، ونقلت وكالة الانباء الرسمية ايرنا عن صالحي قوله "غدا تستلم ايران محطة بوشهر النووية (بقدرة) الف ميغاوات لكنها ستظل لمدة سنتين تحت ضمانة الطرف الروسي وسيبقى فيها عدد من الخبراء الروس لتقديم نصائح ومساعدات تقنية"، وسيقام حفل رسمي بحضور صالحي ووزير الطاقة حميد شيت-شيان ومسؤولين روس.

وقد بنت روسيا محطة بوشهر تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد تاجيله مرارا بدأت المحطة انتاجها في خريف 2011، وقد استأنفت موسكو في 1995 بناء المحطة بعد ان رفض الالمان الذين بدأوا الاشغال قبل الثورة الاسلامية في 1979، انهاءها، والتزم الروس بتوفير الوقود للمحطة طيلة عشر سنوات والتكفل بالوقود المستخدم، وبلغت بوشهر طاقة انتاجها الكاملة في 2013. بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال حول المفاوضات بين ايران وروسيا حول بناء محطة ثانية بقوة الف ميغاوات في بوشهر قال صالحي ان "المفاوضات مستمرة بعد ان حققت تقدما جيدا"، وقد افادت صحيفة كومرسانت الروسية في 11 ايلول/سبتمبر استنادا الى مصدر قريب من الكرملين ان موسكو مستعدة للتوقع على اتفاق مع طهران لبناء مفاعل ثان في محطة بوشهر، وتريد ايران على المدى المنظور انتاج عشرين الف ميغاوات من الكهرباء النووية الامر الذي يقتضي بناء عشرين مفاعلا بقدرة الف ميغاوات، واعربت دول الخليج العربية مرارا عن مخاوفها من سلامة محطة بوشهر ومخاطر التلوث بالاشعة في حال وقوع زلزال عنيف لكن ايران وروسيا تؤكدان ان محطة بوشهر بنيت طبقا للمعايير الدولية وانها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في الوقت نفسه يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني لاول مرة حيث من المتوقع ان يعرض عليه تزويد بلاده بانظمة صاروخية وبناء مفاعل نووي ثان من المرجح ان يثير غضب الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "كومرسانت" الروسية.

ومن المقرر ان يلتقي بوتين نظيره الايراني على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي ستعقد في قرغيزستان الجمعة في اول لقاء للرئيس الايراني المعتدل المنتخب حديثا مع زعيم دولي، وذكرت الصحيفة المتخصصة بالاعمال ان بوتين سيعرض على ايران تزويدها بانظمة صواريخ الدفاع الجوي اس-300 اضافة الى بناء مفاعل نووي ثان في محطة بوشهر النووية، وكانت روسيا الغت في 2010 صفقة لتزويد ايران بانظمة مشابهة بسبب ضغوط اسرائيلية واميركية كبيرة.

وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين للصحيفة انه من المتوقع ان يبحث بوتين وروحاني "العمل معا في مجال الطاقة النووية" اضافة الى بحث "مسائل متعلقة بالتعاون العسكري الفني" في قمة بشكيك، ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الكرملين ان بوتين سيقدم تنازلات كبيرة لايران بعرض تزويدها بخمسة انظمة صواريخ ارض جو متطورة من طراز اس-300.

وقال المصدر "حتى الان، لا يقوم مصدرو الاسلحة الروسية باي عمل تحضيري حول هذه المسالة"، واضاف "لا تزال العقوبات سارية. لقد احترمنا دائما القواعد الدولية في ما خص صادرات الاسلحة ولن نبدأ بانتهاكها"، وكانت روسيا وقعت في 2007 عقدا لتسليم ايران خمسة انظمة من صواريخ ارض جو اس-300 بكلفة 800 مليون دولار، الا انه في عام 2010 الغى الرئيس الروسي في ذلك الحين ديمتري مدفيديف ذلك العقد بسبب ضغوط اميركية واسرائيلية. بحسب فرانس برس.

ونقلت صحيفة كومرسانت عن مصدر قوله ان العرض الروسي سيعتمد على سحب ايران دعوى قضائية رفعتها في المحكمة الدولية في جنيف ضد وكالة تصدير الاسلحة الروسية تطالب فيها بتعويض قيمته 4 مليارات دولار، وقال المصدر ان بوتين سيعرض على ايران تزويدها بانظمة اس-300 معدلة مخصصة للتصدير اطلق عليها اسم اس-300 في ام انتي-2500. وصرح الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الروسي امام البرلمان الاربعاء ان روسيا ستزيد امداداتها من الاسلحة لايران اذا قررت واشنطن التدخل عسكريا في سوريا، ونقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء قوله "اذا انتصر +حزب الحرب+ في الولايات المتحدة .. فانني اعتبر انه من المبرر تماما التفكير في اجراءات اكثر جدية من جانب روسيا ومن بينها توسيع امداداتها من الاسلحة الدفاعية لايران".

ايران واسرائيل

الى ذلك اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لا يثق بالتصريحات الايرانية الاخيرة التي خلت من نبرة تصعيدية، متهما طهران بالسعي الى حرف الانظار عن برنامجها النووي، ووجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة تهانيه لمناسبة السنة اليهودية الجديدة، منددا ب"المجزرة" التي ارتكبت في حق اليهود من جانب "النازيين"، وقال نتانياهو في بيان "لم تؤثر في التمنيات الصادرة من نظام توعد الاسبوع الفائت بتدمير اسرائيل". بحسب فرانس برس.

واضاف "لن يحكم على النظام الايراني سوى انطلاقا من افعاله وليس من تمنياته"، معتبرا ان "هدفه الوحيد هو حرف الانتباه عن كونه، حتى بعد الانتخابات، يواصل تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعل للبلوتونيوم بغرض امتلاك سلاح نووي سيهدد اسرائيل والعالم اجمع"، وقال ظريف الجمعة ان "هدفنا الاول هو تبديد المخاوف الدولية لان السلاح النووي لا يشكل جزءا من السياسة الايرانية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/أيلول/2013 - 18/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م