ألمانيا... حنين قد يسترجع النازية

 

شبكة النبأ: جسدت الحقبة النازية جرائم إنسانية أبان الحرب العالمية الثانية مبنية على العنصرية والتشدد ضد الأعراق الأخرى وكذلك على علوّ جنسهم الآري على أجناس أخرى، لكن اليوم ما زال الكثير من ألمان  وخصوصاً المسنين منهم، يشعرون بالخزي والعار مما فعله الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر المثير للجدل تاريخيا، وفي الكثير من  المناسبات يقدم كبار المسؤولين الألمان الاعتذار عما حدث في الحرب العالمية الثانية، ويسعى أغلب ألمان التخلص من وصمة النازية التي لا يزال هناك من يعمل للحفاظ عليها.

إذ يسعى بعض الألمان او ما يسمون بالنازيين الجدد وذلك من خلال تقديمه صورة نازية ناعمة جديدة، حيث يرى اغلب المحللين أن النازيون الجدد يغرسون احدى قدامهم في الماضي النازي لألمانيا كما تبديه دلائل عديدة في رغبتهم بالرجوع للماضي، وتمثلت بالتظاهرات وارتكاب العنف السياسي ضد خصومهم السياسيين، فضلا عن نشر وايديولوجيا النازيين وخاصة في الاونة الاخيرة.

ويخشى الكثير من الالمان ان تزاد شعبية النازيون الجدد بالتأثير الواسع  توسع القاعدة الشعبية الشبابية للحزب وراء أوهام هذا الحزب الذي يملك خبرة في اصطياد هذه الفئة بالذات، خصوصا شباب اليوم لا يعرفون مرارة الحرب، ولا كيف جرّت ألمانيا إليها. لذا يجب أن اعادة رواية التاريخ لهم مجدداً كلما سنحت الفرصة.

في المقابل يقلل آخرون من قيمة تأثير الحزب. علينا ألا نتوهّم كثيراً، إذ لا يتجاوز عدد ناخبي حزب النازيون الجدد ٣ في المئة، على رغم كونه أكبر الأحزاب النازية في البلاد، خصوصا وان هناك وجود أحزاب أخرى مشابهة من حيث المبدأ، ولكنها لا تشكل أي حجم يذكر.

يرى اغلب المحللين حيث ان عودة النازية تحت الحكم المالنيا الحالية شبه مستحيل كونها تنتهج ايدلوجية سياسية مختلف وجديدة تمهد الطريق لإعادة توازن القوى العالمية الكبرى من خلال التطور الاقتصادي والعسكري المتصاعد في الاونة الاخيرة، وكذلك باعتمادها اتجاهات عديدة في سياستها الداخلية والخارجية من خلال اعتماد مبدأ المصلحة السياسية بغطاء براغماتي، لكي تتمكن من تحقيق غاية عودة الى الامجاد النازية السابقة عسكريا وليس ايديولوجيا.

خطة النازيين الجدد

في سياق متصل  احبطت الشرطة الالمانية خطة للنازيين الجدد تتضمن استخدام نماذج طائرات محملة بمتفجرات لاستخدامها ضد خصومهم السياسيين، وقالت الشرطة في مدينة فرايبورغ جنوب غربي المانيا إنها القت القبض على رجل مرتبط بمتطرفين من اقصى اليمين بشبهة طلب اعداد قنبلة يمكن ايصالها الى هدفها بواسطة نموذج طائرة، وتقول الشرطة إن القنبلة التي كان ينوي المعتقل استخدامها كان بمقدورها احداث اضرار واصابات في دائرة نصف قطرها 30 مترا.

وتشير الاحصاءات الرسمية الالمانية الى ان النازيين الجدد ارتكبوا اكثر من 800 جريمة استخدم فيها العنف هذا العام فقط، وكانت الشرطة قد اكتشفت امر "القنبلة الطائرة" لدى تفتيشها منازل اربعة من المشتبه بهم ومكانا يستخدمه النازيون الجدد لعقد اجتماعاتهم في فرايبورغ عقب تسلمها اخبارية، وقالت الشرطة إن الخطة - التي اجهضت وهي ما زالت في مراحلها الاولى - كانت تتضمن توجيه الطائرة الى مكان يتجمع فيه خصوم النازيين الجدد.

وقال وولفغانغماير، الناطق باسم مكتب الادعاء العام في فرايبورغ، لوكالة اسوشييتيد برس "كانوا ينوون استخدامها ضد الناشطين اليساريين والمناوءين للنازيين الجدد"، وللمعقتل البالغ من العمر 23 عاما سجل بالقاء الالعاب النارية على متظاهرين مناوءين للنازيين الجدد خلال مظاهرة نظمها النازيون الجدد الشهر الماضي. بحسب البي بي سي.

واضافت الشرطة بأنها تحقق مع مشتبهين آخرين. وكان رجل ثالث يقال إنه ركب القنبلة قد احتجز لفترة وجيزة قبل الافراج عنه بكفالة، ويقول ستيفن ايفانز مراسل بي بي سي إن الخطة التي اكتشفت الشرطة اليوم تشبه خطة مماثلة اكتشفتها الشرطة عند مداهمتها منازل تعود لاسلاميين، ويضيف مراسلنا ان هذا يعتبر اسلوبا جديدا لارتكاب العنف السياسي، وتخضع امرأة في المانيا للمحاكمة حاليا بتهمة الضلوع في سلسلة من جرائم القتل تتعلق بالنازيين الجدد.

زيارة تاريخية الى معسكر داخاو النازي

على الصعيد نفسه ستصبح انغيلا ميركل التي تزور داخاو للمشاركة في تجمع انتخابي قبل 33 يوما من الانتخابات التشريعية، اول رئيسة حكومة المانية تزور معسكر الاعتقال النازي السابق في هذه المدينة البافارية الصغيرة، ويرتقب وصول المستشارة التي تخوض حملة انتخابية من اجل ولاية ثالثة، الى المعسكر القريب من ميونيخ حيث ستلقي كلمة مقتضبة وتضع باقة من الزهور في ما بقي من تلك المنشآت، واعلنت الناطقة باسم المستشارة شتيفنسايبرت "ستكون المرة الاولى التي يزور فيها رئيس حكومة الماني معسكر الاعتقال هذا"، ويرافق انغيلا ميركل (59 سنة) رئيس لجنة قدماء معتقلي داخاو ماكس مانهايمر وعدد من الناجين الاخرين من ذلك المعسكر، لكن الصحافة ستغطي جزءا من الزيارة فقط.

وقد بذل مانهايمر (93 سنة) جهودا كبيرة لتقوم ميركل بهذه الرحلة التي قال انها "تاريخية" ويرى فيها "دليلا على احترام قدماء المساجين"، واثارت الزيارة التي تندرج في اطار حملة الانتخابات الاقليمية البافارية المقررة في 15 ايلول/سبتمبر والتشريعية الفدرالية بعد اسبوع من ذلك، ردودا متفاوتة، وقالت رئيسة كتلة الخضر في البرلمان ريناتاكوناست في صحيفة لايبتسيغر فولكس تسايتونف "انه ذوق ردىء". واضافت "لا يجوز القيام بمثل هذه الزيارة في خضم الحملة الانتخابية اذا اردنا فعلا التأمل في هذا المكان الرهيب"، وانتقدت صحيفة سودويتشهتسايتونغ من يسار الوسط زيارة "على هامش تجمع انتخابي خلال عيد شعبي في خيمة تشرب فيها البيرة"، واضافت ان "جدول اعمال المستشارة مثقل بالتأكيد لكن منذ توليها مهامها في 2005 كان يمكن ان تجد شيئا من الوقت خلال زياراتها العديدة الى ميونيخ للتوجه الى داخاو" في ضاحية العاصمة البافارية.

في المقابل اعتبرت زعيمة الجالية اليهودية في ميونيخ شارلوت كنوبلوخ في تصريح لصحيفة ليبتسيغر فولكس تسايتونغ "انه جدير بالثناء ان تغتنم المستشارة فرصة زيارتها الى المنطقة لزيارة معسكر الاعتقال"، وفي تصريحها الاسبوعي المسجل قالت المستشارة انها تزور داخاو يحذوها "شعور بالخجل والشفقة" لان "ما جرى في معسكرات الاعتقال لا يمكن فهمه وسيظل كذلك"، واضافت "يجب علينا الا نقبل ابدا بوجود لتلك الافكار (اليمين المتطرف) مكان في قارتنا الاوروبية الديموقراطية".

واعتبر المؤرخ من جامعة الجيش الالماني في ميونيخ مايكل فولفسون ان ليس هناك مبرر للاعتقاد بان انغيلا ميركل التي تحظى بشعبية كبيرة، تحاول الاستفادة من هذه الزيارة من اجل اعادة انتخابها، واوضح في حديث نشرته صحيفة تاغيس-شبيغل البرلينية الاثنين ان "ليس من السهل كثيرا في هذا البلد اثارة الحماسة من خلال التاريخ وخصوصا تاريخ القومية الاشتراكية".

واضاف "لكن شيئا ما تغير خلال السنوات الاخيرة، اذ انه يبدو ان زيارة معسكرات الاعتقال النازية في خضم الحملة الانتخابية لم تعد مجازفة (سياسية)"، وتابع ان "خيار ميركل شخصي ودليل على ان علاقة الالمان بتاريخهم تغيرت واصبحت اقل تشنجا"، وقد فتح النازيون معسكر داخاو في اذار/مارس 1933 بعد قليل من تولي هتلر الحكم وذلك لاحتجاز المعتقلين السياسيين، وكان اول معتقل نازي ويعتبر نموذجا، واودع في داخاو اكثر من مئتي الف شخص من معارضين سياسيين ومثليي الجنس ومعوقين وغجر وحتى اسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية بمن فيهم رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليون بلوم الذي كان يهوديا. ومات اكثر من 41 الف من هؤلاء قتلا او من الانهاك والجوع والمرض قبل ان يحرر الاميركيون المعسكر في نيسان/ابريل 1945، واصبح المعسكر اليوم بمثابة متحف تذكاري يزوره نحو 800 الف زائر في السنة، وقد زارت ميركل معسكرات نازية اخرى منها خصوصا بوشنفالد في نيسان/ابريل 2010 مع الرئيس الاميركي باراك اوباما. بحسب فرانس برس.

وحضر الرئيس الالماني (وهو منصب فخري في الاساس) السابق هورستكوهلر الاحتفالات بالذكرى الخامسة والستين لتحرير داخاو قبل ثلاث سنوات، وبعد زيارتها ستلقي ميركل خطابا في تجمع انتخابي قبل الانتخابات الاقليمية البافارية المقررة في 15 ايلول/سبتمبر والتشريعية الفدرالية بعد اسبوع من ذلك، وتاتي زيارة داخاو قبل اسبوعين من زيارة تاريخية اخرى سيقوم بها رئيس الجمهورية جواكيم غاوك الى قرية اورادور الفرنسية التي ارتكب فيها النازيون مجزرة بحق 642 شخص خلال الحرب العالمية الثانية، وسيكون اول رئيس الماني يزور تلك القرية الشهيدة.

وتحدث رئيس متاحف بافاريا التذكارية كارل فريلر عن اهتمام متزايد بالمعسكر النازي السابق منذ بداية محاكمة نازيين جدد في ميونيخ متهمين بعشرة جرائم بحق مهاجرين. وابرزت القضية تقصير المحققين الذي استبعدوا طيلة سنوات فرضية تورط نازيين وركزوا خصوصا على الجالية التركية، واوضح في حديث مع مجلة دي فيلت "يبدو ان المحاكمة تدفع بالناس الى تركيز الاهتمام اكثر على التيار القومي الاشتراكي" وايديولوجيا النازيين.

وفاة آخر حراس هتلر

على صعيد آخر توفي آخر الحراس الشخصيين الباقين على قيد الحياة لادولف هتلر عن 96 عاما، بحسب ما اعلن احد المقربين منه، ليذهب بذلك آخر الشهود على الايام الاخيرة للزعيم النازي، وتوفي روشوس ميش في برلين، بعد اصابته بنوبة قلبية لم يتعاف منها، بحسب ما قال مايكل شتيل ناشر كتاب "كنت حارسا لهتلر" المطبوع في العام 2007، ويصف الحارس في كتابه هذا الايام التي عاشها بالقرب من "القائد" كما كان يصفه، وسبق ان شارك هذا الحارس في فيلم وثائقي اسرائيلي عن هتلر يحمل اسم "آخر الشهود"، وفي هذا الفيلم، وصف الحارس هتلر بالقول "كان رئيسا طيبا".

وكان هذا الرجل انضم الى اجهزة الاستخبارات النازية وهو في العشرين من عمره. وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة دير شبيغل في العام 2004، وردا على سؤال حول ما اذا كان مقتنعا بأفكار النازية قال "لم أكن شيئا على الاطلاق، كنت مجرد جندي مثل ملايين الجنود الآخرين، كنت يتيما وعرفت انهم يريدون تجنيد شباب، فقلت لم لا اعمل في وظيفة حكومية". بعد ذلك وجد الرجل نفسه ملتصقا بهتلر اعبارا من العام 1940.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في العام 2005، روى الرجل انه كان من آخر الذين تركوا حصن هتلر في وسط برلين في العام 1945، عندما اصبحت قوات الجيش الاحمر السوفياتي على مشارفها، وكان ذلك في الثاني من ايار/مايو، وروى ايضا ان هتلر ودع المقربين منه، وهو واحد منهم، ودخل الى غرفته الخاصة حيث قتل زوجته بالسم قبل ان ينتحر بطلقة في رأسه، واكد انه رأى جثته بعد انتحاره، سجن الحارس في معسكر سوفياتي في كازاخستان، ثم اطلق سراحه في العام 1953 ليعود الى برلين.

مجرمي الحرب النازيين الملاحقين

على صعيد ذو صلة توفي المجري لاسلوشاتاري المطلوب الاول على لائحة الملاحقين المتهمين بارتكاب جرائم حرب نازية التي وضعها مركز سيمون فيزنتال في القدس، عن 98 عاما في احد مستشفيات بودابست كما اعلن محاميه غابورهورفات، وتوفي شاتاري السبت على اثر اصابته بالتهاب رئوي. وكان شاتاري يخضع للاقامة الجبرية في منزله في بودابست بانتظار محاكمته. وقد افلت بذلك من القضاء الذي كان يلاحقه "لجرائم ضد الانسانية" وخصوصا ترحيل حوالى 15 الف يهودي محتجزين في حي اليهود في كوشيشي في سلوفاكيا، الى معسكرات اعتقال نازية، وكانت كوشيشي تخضع لادارة المجر المتحالفة مع المانيا النازية.

واوضح المحامي انه "توفي صباح السبت في المستشفى حيث كان يعالج من آلام في البطن واصيب بالتهاب رئوي"، واوقف شاتاري الذي احتفل بعيد ميلاده الثامن والتسعين في آذار/مارس الماضي، في بودابست في تموز/يوليو 2012 لانه كان على رأس لائحة مركز سيمون فيزنتال لملاحقة مجرمي الحرب النازيين في القدس. بحسب فرانس برس.

وقد نفى الاتهامات الموجهة اليه، وبعد اكثر من عام على توقيفه، كانت عقبات قانونية تمنع مثوله امام القضاء كمتهم على الاراضي السلوفاكية، وفي 1948 صدر عليه حكم غيابي بالاعدام في كوشيشي بينما كان في تشيكوسلوفاكيا، فلجأ الى كندا حيث عمل بائعا للقطع الفنية، وفي 1995 اكتشفت السلطات الكندية هويته الحقيقية ففر الى المجر حيث عاش بهدوء على ما يبدو حتى توقيفه، وخفضت محكمة كوشيشي رسميا في نيسان/ابريل 2013 عقوبته من الاعدام الى السجن مدى الحياة بعد الغاء عقوبة الاعدام في سلوفاكيا، مما مهد لتسليمه الى براتيسلافا، وحدد القضاء السلوفاكي السادس والعشرين من ايلول/سبتمبر موعدا لمحاكمته.

مقهى نازي في اندونيسيا

على صعيد مختلف يباهي مقهى في اندونيسيا بصورة لادولف هتلر ويزين جدرانه باعلام مزينة بالصليب المعقوف، مستوحيا الحقبة النازية دون ان يثير أي اعتراض او استياء في هذا البلد، فتحت لوحة ضخمة كتب عليها "الفوهرر" (الزعيم النازي)، يحتسي شبان اقداح الشراب والى جانبهم اقنعة واقية من الغاز تعود الى الحرب العالمية الثانية، افتتح هذا المقهى ذو الحلة النازية في العام 2011، ويظهر مقطع مصور من يوم الافتتاح العمال والموظفين وهم يقطعون قالب حلوى على شكل دبابة المانية تسحق مدينة صغيرة.

ويحمل المقهى اسم "سولداتن كافيه" (مقهى الجنود)، وهو يقف في مدينة باندونغ شرق العاصمة جاكرتا، ولا يبدو ان حلته النازية تثير حفيظة أحد في اندونيسيا، سواء في صفوف المواطنين او من جانب السلطات، الا ان مقالا نشر في صحيفة محلية تصدر باللغة الانكليزية، اثار انتباه وسائل الاعلام العالمية لهذا المقهى، ودفع رئيس بلدية المدينة الى استدعاء صاحب المقهى "للاستفسار عن نواياه"، بحسب ما قال رئيس البلدية ايي فياناندا لوكالة فرانس برس.

واضاف "ما هو مؤكد ان مدينة باندونغ لن تتسامح مع أي احد يثير الكراهية العنصرية"، ويعاقب القانون الاندونيسي بالسجن خمس سنوات كل من يدان باثارة الكراهية العنصرية، لكن الأحكام القضائية الصادرة في هذا المجال نادرة، واثارت الحلة النازية للمقهى استياء منظمات يهودية اميركية نددت باقدام هذه المؤسسة على "تمجيد العقيدة النازية القائمة على التمميز بين الناس على اساس عرقي".

ويبدو ان التحرك المتأخر الذي قامت به السلطات الاندونيسية أتى تجنبا للتعرض لانتقادات من المجتمع الدولي بعدما سلطت الصحافة الاجنبية الضوء على الموضوع، ويقول اريا سيتيا، احد رواد المقهى، وهو يجلس الى جانب صديقته "نحن نعيش في اندونيسيا، والناس هنا لم يعانوا من المحرقة، ولذلك فالأمر لا يعنيهم"، ويضيف "ولكن يجب الاقرار ان النازيين كانوا اقوياء جدا خلال الحرب العالمية الثانية"، ويرتاد المقهى عدد من الاجانب، من بينهم المان. وسبق ان زار المقهى شاب الماني ونشر على صفحته على فيسبوك صورا له مع اندونيسيين مرتديا واياهم قمصان عليها شارة النازية. بحسب فرانس برس.

ويقول صاحب المقهى هنري موليانا "انا لا امجد هتلر، ولكن أنا احب فقط الذكريات العسكرية"ن ولا ينفي هنري وقوع المحرقة في الحرب الثانية، ويقول "الحروب تأتي دائما على أرواح الكثير من الناس"، ويقول المؤرخ اسفي وارمان ادم الباحث في معهد العلوم الاندونيسي "هنا لا نسمع الكثير من الانتقادات حول النازية او الفاشية"، ويضيف "كتاب كفاحي (لادولف هتلر) مترجم الى الاندونيسية ويباع بكثرة هنا"، يقول هنري موليانا ان العمل في المقهى يسير بشكل جيد لدرجة انه ينوي افتتاح فرع ثان في جزيرة بالي التي يقصدها ملايين السياح سنويا، ويضيف "سأعرض فيها صورا لهتلر ولونستون تشرشل، ومقتنيات من الجيش الاميركي والياباني في الحرب العالمية الثانية"، وتعد اندونيسيا اكبر بلد مسلم في العالم، ويبلغ عدد سكانها 240 مليونا، وتسود البلاد اجواء داعمة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل تتحول احيانا الى عداء لليهود، ولا تعترف الدولة بالديانة اليهودية ضمن الديانات الست المعترف بها في اندونيسيا، رغم وجود طائفة صغيرة تضم بضع عشرات من اليهود في البلاد، وقبل سنوات، تعرض كنيس يهودي في جزيرة جاوا للتدمير اثناء تظاهرة غاضبة داعمة للفلسطينيين.

مئات النازيين الجدد تظاهرو في اثنيا

الى ذلك تظاهر مئات من ناشطي الحزب النازي الجديد "الفجر الذهبي" في شوارع اثينا في الذكرى الـ450 لسقوط القسطنطينية والامبراطورية البيزنطية في 29 ايار/ مايو 1459، وردد المتظاهرون شعارات الحزب القومي "دم، شرف، فجر ذهبي" وكذلك "اليونان لليونانيين"، وبعد إلقاء خطب عدة ضد الاتراك والشيوعيين في ساحة كاتدرائية اثينا، توجه المتظاهرون الى البرلمان الذي دخلوا اليه للمرة الاولى في حزيران/ يونيو الماضي مع 18 مقعدا. بحسب فرانس برس.

وانتهت التظاهرة التي تجرى كل عام من دون مشاكل، لكن العام الماضي وفي التاريخ ذاته، تعرض باكستاني كان صودف مروره على الطريق الذي كانت فيه التظاهرة، للضرب من قبل 15 الى 20 متظاهرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/أيلول/2013 - 10/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م