حرب في الخليج... معركة الصواريخ المؤجلة

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: فاقمت كلا من الازمة السورية والاحتجاجات البحرينية من حجم الصراعات السياسية القائمة بين ايران من جهة وبعض دول الخليج من جهة أخرى، خصوصا بعد اعلان ايران نيتها استهداف المصالح الامريكية في المنطقة، في اشارة الى القواعد العسكرية المتواجدة في دول الخليج العربية.

وفي تطور لافت اعلنت الجيوش العربية استعدادها لحرب وشيكة مع ايران، كاشفة عن اجراءها لمناورات عسكرية او تعزيز ترسانة الاسلحة، فيما كان لتداول بعض الانباء عن توجيه السعودية منصات صاروخية صوب ايران دورا في تأزم العلاقات بين الطرفين.

وتقف ايران حجر عثرة منيع ضد تطلعات السعودية وقطر في مشروعهما الرامي الى اسقاط حكومة بشار الاسد، مع استقتال طهران في الذود عن حليفها الاستراتيجي في دمشق، الى جانب دعم الحكومة الايرانية اللا محدود لحزب الله اللبناني الذي بات يمثل غصه في حلقوم حلفاء الرياض في بيروت.

فقد كشفت تقارير إخبارية أن وفدا دبلوماسيا عسكريا إيرانيا التقى سرا قبل أيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبلغه أن الجمهورية الإسلامية ستدخل الحرب بكل ثقلها عند انطلاق أول صاروخ أمريكي على سورية، حتى لو سقط في الصحراء.

ونقلت صحيفة (الرأي) الكويتية عن مصادر وصفتها بأنها مصادر موثوقة في القيادة الإيرانية القول إن طهران فوجئت، كما فوجئ الجميع بالموقف الروسي الذي عبر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف مع بدء قرع طبول الحرب الأمريكية يوم أعلن أن بلاده لن تكون جزءاً من المواجهة العسكرية، كاشفة عن أنه على إثر هذا الموقف، أرسل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي وفداً رفيع المستوى من القيادة الإيرانية، ضم شخصيات دبلوماسية وعسكرية للقاء الرئيس بوتين، وهو ما تم بسرية تامة.

وتحدثت المصادر الإيرانية عن أن بوتين “سمع كلاماً حاسماً بأن القرار الإيراني لا يضمر أي مناورة ولا رجوع عنه، وهو قرار مصيري اتخذته الجمهورية الإسلامية وستتحمل نتائجه أياً تكن، لأن سورية جزء من الأمن القومي الإيراني ومن غير المسموح ضربها وإضعافها أولاً، ولأن الضربة التالية ستكون في قلب إيران ثانيا”.

وأشارت إلى أنه عندما لمس بوتين عزم طهران الدفاع عن الأسد، عدل موقفه السياسي على النحو الذي يمكنه من لعب دور متوازن لتجنيب المنطقة حربا.

وخلصت هذه المصادر إلى القول إنه لا يمكن الآن ترجيح كفة الحرب ولا ترجيح كفة اللاحرب، لكن إيران ما زالت تتصرف على أساس أن الحرب واقعة، وقرار خامنئي الذي يُطبق بحذافيره هو الدفاع عن سورية، مهما كلف الأمر.

منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض

كما ذكرت تقارير إخبارية إيرانية أن قوات الحرس الثوري تسلمت من منظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية عددا كبيرا من منصات إطلاق صواريخ أرض – أرض بعيدة المدى.

وأوضحت وكالة أنباء (فارس) أن مراسم التسليم جرت برعاية وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد أحمد وحيدي وقائد القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية العميد علي حاجي زادة.

وفي كلمة له خلال المراسم، وصف وزير الدفاع تسليم هذا العدد الكبير من منصات إطلاق الصواريخ لقوات الحرس الثوري بأنه تجسيد للاقتدار والاكتفاء الذاتي في وضع التصاميم وصنع هذه المنظومة الاستراتيجية ومؤشر للقوة والحجم الهائل للنيران الصاروخية للقوات المسلحة الايرانية والتي بامكانها في ظروف تعرض البلاد الى تهديدات من استهداف العدو بعدد كبير من الصواريخ بشكل متزامن.

وأكد أن الجمهورية الإسلامية “لا حرب لها مع أحد ولن تكون البادئة بأي حرب أو مواجهة، لكنها لن تسمح لأحد بالعدوان عليها وسترد بكل اقتدار ردا مدمرا على أي عدوان بما يجعل الأعداء يندمون على فعلتهم”.

في حين أعلن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أن لدى الحرس الثوري حالياً آلاف الصواريخ الجاهزة للاطلاق باتجاه “المصالح الحيوية للأعداء في المنطقة.

ونسبت وسائل إعلام إيرانية الى العميد سلامي، قوله في كلمة له خلال الملتقى الكبير لقوات التعبئة (البسيج)” في طهران، انه “اذا كان اكبر سلاحنا كحرس ثوري، يوماً ما، بندقية الكلاشينكوف وبندقية ج 3.. فإن لنا الآن آلاف الصواريخ الجاهزة للاطلاق على الأهداف التي تأتي في اطار المصالح الحيوية للأعداء بالمنطقة”.

واضاف “لقد قطعنا شوطاً طويلاً في طريق مقارعة الإستكبار، وتجاوزنا أصعب المنعطفات، ولقد انعكس ميزان القوى اليوم.. ونحن الآن في ذروة الإقتدار في حين أن شمس اقتدار العدو آيلة نحو الغروب”.

وقال سلامي “اننا نشهد اليوم الإكتفاء الذاتي للبلاد في جميع الصناعات العسكرية والدفاعية، والعالم يشهد لنا بذلك، ولقد اقتحمنا الفضاء ايضا ولسنا تابعين لأية قوى عالمية وهو الإنجاز الأكبر للثورة الإسلامية.

منظومة الدفاع الجوي حرز9

فيما ذكر تقرير إخباري أن إيران دشنت خط الإنتاج المكثف لمنظومة الدفاع الجوي الجديدة (حرز 9). وذكرت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء أن وزير الدفاع أحمد وحيدي حضر مراسم تدشين خط إنتاج منظومة الدفاع الجوي الجديدة (حرز9).

وذكر الوزير الإيراني أن منظومة الدفاع الجوي تم تصنيعها بيد “الخبراء الصفوة” من قسم التصنيع الجوي – الفضائي التابع لوزارة الدفاع حيث بلغت اليوم مرحلة الإنتاج المكثف. كما أوضح وحيدي أن “حرز 9.. منظومة دفاعية معقدة وذكية حيث تتمكن من رصد الأهداف المحلقة على علو منخفض وتتبعها بشكل تلقائي”.

إيران تجهز زوارق حرسها الثوري بصواريخ يفوق مداها 300 كيلومتر

وأعلنت إيران عن تجهيز زوارق القوة البحرية للحرس الثوري بصواريخ كروز متطورة بمدى يفوق الـ300 كيلومتر في المستقبل القريب.

جاء ذلك في تصريحات ادلى بها رئيس منظمة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد سيد مهدي فرحي لوكالة أنباء فارس.

واشار العميد فرحي الى تزويد القوات المسلحة من قبل وزارة الدفاع الايرانية بمختلف أنواع الاسلحة العسكرية بما فيها الصواريخ والقنابل ومنها تسليم سلاح البحر للحرس الثوري صواريخ يبلغ مداها 300 كيلومتر.

واكد انه سيتم تسليم اسلحة مختلفة المدى ومتطورة من نوع كروز إلى هذه القوات، متابعا ان دقة ومدى الصواريخ الجديدة ازدادت، بالنسبة إلى الصواريخ التي يمتلكها سلاح البحر التابع للحرس الثوري الايراني والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر.

الصواريخ السعودية

من جانب آخر أعلن الناطق بلسان الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي أن بلاده تدقق بمدى صحة الصور التي نشرت حول توجيه صواريخ سعودية ضد ايران. وقال عراقجي للصحافيين، إن وزارة الخارجية تبحث بمدى صحة الصور المتداولة حول نشر صواريخ سعودية ضد إيران ونحن نقوم بدراسة الموضوع.

وتساءل حول أسباب التوقيت والهدف من وراء نشر تلك الصور، قائلا ان نشر مثل هذه الصور يدل بأن ثمة اياد تحاول توتير العلاقات بين البلدين الإسلاميين، معتبراً أن ذلك يشكل مؤامرة مريبة تهدف الى رفع حدة التوتر في المنطقة.

واشار عراقجي، إلى أن إيران تحرص على الحفاظ على علاقاتها مع السعودية وفق اسس الصداقة المبنية على الإحترام المتبادل.

البحرية الاميركية تعزز تواجدها في الخليج

من جهتها نشرت البحرية الاميركية ثلاث سفن دورية تضاف الى المقر العام للاسطول الخامس في البحرين ما يرفع الى ثمان عدد هذه السفن التي تقوم بمهمة مراقبة مياه الخليج، كما اعلنت البحرية الاميركية.

ووصلت سفن الدورية "يو اس اس تمبست" و"يو اس اس سكوال" و"يو اس اس ثاندربولت" الى المرفأ العسكري الاميركي في المنامة حيث ستتخذ موقعا لها.

وهذه السفن الاضافية توفر "مرونة غير معقولة" للاسطول الخامس لادارة عمليات امنية بحرية، كما اكد قائدها الاميرال جون ميلر في بيان.

وفي ربيع 2014، سيكون هناك ما مجموعه عشر سفن دورية ساحلية وهي سفن طولها 52 مترا وغير مجهزة بالكثير من الاسلحة وستتمركز في منطقة عمليات الاسطول الخامس الاميركي التي تشمل الخليج وبحر عمان والبحر الاحمر والساحل الافريقي الشرقي.

والبحرية الاميركية عززت بصورة تدريجية منذ اكثر من عام تواجدها في المنطقة في مواجهة ايران بعد التوترات المتكررة منذ بداية 2012 في مضيق هرمز الممر الاستراتيجي لتجارة النفط العالمية.

واضافة الى سفن الدورية الثماني التي باتت متمركزة في البحرين هناك ايضا اربع كاسحات الغام. ولا تزال في المنطقة كاسحتا الغام اضافيتان --من اصل اربع ارسلت كتعزيزات الى الخليج في حزيران/يونيو 2012.

مجلس التعاون والتهديدات الإيرانية

من جهته دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إلى ضرورة أخذ التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز بـ«عين الاعتبار»، وقال إن الأمن البحري هو مفتاح الأمن في الخليج العربي، وأنه يشكل أهمية قصوى ليس فقط لشعوب دول مجلس التعاون بل لشعوب العالم أجمع.

وشدد الأمين العام لمجلس التعاون - بحسب وكالة الأنباء السعودية - على أهمية توفير الحماية الشاملة للممرات المائية في الخليج بالتعاون بين القوات البحرية لدول مجلس التعاون والدول الحليفة.

الى ذلك فيما اختتم قادة القوات البرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الرياض، فعاليات اجتماعهم التشاوري الـ13، الذي استمر لثلاثة أيام، وسبقته اجتماعات تحضيرية لمديري العمليات بالقوات البرية في دول المجلس، وترأس الاجتماع في دورته الحالية قائد القوات البرية الملكية السعودية الفريق ركن عيد الشلوي. وأكد المجتمعون أهمية تعزيز التعاون في المجالات العسكرية المتنوعة، خصوصاً التي تعنى بالتدريب والإمداد والتموين والتمارين المشتركة بين القوات البرية في دول المجلس.

طائرة تجسس إيرانية شمال البحرين

من جانبه قال وزير الداخلية البحريني إنه تم رصد طائرة استطلاع إيرانية بدون طيار شمال مملكة البحرين بالقرب من المملكة العربية السعودية. ونقلت وسائل إعلام رسمية بحرينية عن الوزير استنكاره الشديد لـ”مثل هذه الأعمال العدائية والتي تعكس إصرار إيران على التدخل في شئون الأمن الداخلي لدول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها”.

وقال إن الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين “سبق وأن ضبطت خلية إرهابية بعد أن قامت بالتحري عن أعضائها وتنقلاتهم وأماكن تدريبهم على الأسلحة والمتفجرات لمهاجمة أهداف حيوية واستهداف شخصيات مهمة”.

في السياق ذاته أشاد الوزير بـ “اليقظة والجاهزية العالية التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال تمكنها من القبض على عناصر خلية تجسس، تعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/أيلول/2013 - 9/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م