القاعدة في سوريا... نشر ايدولوجية الجهاد الإرهابي

 

شبكة النبأ: منذ بداية الازمة السورية شكل تنظيم القاعدة ابرز فصائل القتال على ارض سوريا مع الجماعات الجهادية المسلحة المساندة من بعض الدول الاقليمية والغربية الداعمة للارهاب، وذلك لجعل سوريا محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط، لتحقيق أجندة خاصة بنقل وتداول أزمات تلك الدول، لتمرير أزماتهم الى داخل سوريا، من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم هذه الدول، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والانتهاكات الحقوقية، لتعكس هذه الغايات المشبوهة مدى التنافس والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة تحت غطاء الثورة المزعومة.

ولعل من أكثر الفصائل التي تحارب في سوريا فعالية وقوة جبهة النصرة وهي احدى أفرع القاعدة، ومنذ دخولها في الصراع السوري ارتكبت أبشع الجرائم الإجرامية بالقتل والعنف غير المبرر ونشر الموت والدمار ضد أبناء الشعب السوري، لتكشف هذه الجماعة الارهابية، الوجه الحقيقي لهذه الثورة المزعومة التي صنعة المؤامرة ضد الشعب السوري ونفذتها المجموعات الارهابية بتمويل خارجي.

كما جذبت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مقاتلين من عدة دول اجنبية يحاربون الى جانب الفريقين في الصراع الذي اخذ منحى طائفيا بشكل متزايد، وكانت الولايات المتحدة مترددة في تسليح المقاتلين بسبب مخاوف من ان تصل هذه الاسلحة في نهاية المطاف الى ايدي الجهاديين المعادين للغرب مثل مقاتلي جبهة النصرة. ومع ذلك وبعد سلسلة من المكاسب التي حققها لجيش السوري بدعم من حليفه حزب الله اللبناني، سعت الادارة الامريكية لزيادة الداعم العسكرية بصورة غير مباشرة للمجاميع المسلحة في سوريا، لكنها تحرز اي تقدم امام صمود الجيش السوري، وبهذا الفشل حولت خطة امريكا لضرب قوات السورية بذريعة هجوم كيماوي مزعوم الشهر الماضي لكن يتوقع ايضا انه سيصب في نهاية المطاف لصالح جبهة النصرة.

ويرى بعض المحللين ان تنظيم القاعدة والجماعات المتحالفة ستشكل خطرا على المدى الطويل مع الظروف المواتية في الشرق الاوسط المضطرب قد تبعث أيضا الحياة في التنظيم من جديد، فقد تصبح القاعدة في سوريا بؤرة جديدة للإرهاب العالمي.

فيما اظهرت التطورات الأخيرة بالانتصارات التي حققها الجيش السوري على حساب هذه المجاميع الإرهابية انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب، مما شكل تهديدا مباشرا لأمن الاتحاد الاوروبي الذي يستعد للتصدي المقاتلين الامريكين والاوروبيين الاسلاميين العائدين من سوريا.

في حين باتت حملات تجنيد مقاتلين في سوريا عبر الانترنت ابرز مظاهر التدخل بشكل مباشر في الصراع، كما ساهم تزايد نفوذ المتشددين الاسلاميين في نشر الدموية بأجندات طائفية قيادة حربا بالوكالة وشن هجمات كبيرة على أقليات مثل العلويين مما أذكى الحروب المذهبية فلم تعد تنطلي المزاعم الثورية التي يتخفى وراءها ما يجري في سوريا، بعد أن اتضحت أبعاد المؤامرة الكبرى على سوريا.

عودة نجم القاعدة

فقد جاء في تقرير لمؤسسة بحثية أمريكية نشر ان تنظيم القاعدة الذي ضعف أمامه فرصة من جديد لان تدب فيه الحياة في سوريا حيث تساعد حالة الاضطراب الناجمة عن الحرب في تعزيز نفوذ واحدة من الجماعات اللصيقة التابعة له.

وقال بيتر بيرجن الخبير في شؤون القاعدة وأحد المشاركين في اعداد التقرير "مصير نجم القاعدة في الصعود والهبوط يتحدد الى حد ما في سوريا. انظر حول العالم هناك بالفعل الكثير من الاماكن التي لا يؤدون فيها اداء جيدا لكن من الواضح انهم يؤدون اداء جيدا جدا في سوريا"، ويرأس مشروع مركز سياسة الحزبين توماس كين المحافظ الجمهوري السابق لنيوجيرزي ولي هاملتون النائب الديمقراطي السابق لانديانا اللذان رأسا تقرير لجنة 11-9 الذي حلل مدى استعداد الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 ورد فعلها.

ونشر تقريرهما الجديد قبل الذكرى الثانية عشرة لهجمات 11 سبتمبر وجاء فيه ان الولايات المتحدة تواجه خطرا ارهابيا غير متبلور بما في ذلك هجمات يشنها أفراد متشددون.

وفي سوريا بدأت جبهة النصرة العمل على توفير الخدمات الاجتماعية على نطاق واسع لكسب تأييد السكان في المناطق التي تسيطر عليها، وقال التقرير "هذا شيء تحققه جماعة تابعة للقاعدة لاول مرة.. تطوير منهج لمراكز سكانية على شاكلة ماو (الزعيم الشيوعي الصيني) لتنفيذ تمرد ناجح"، وجاء في التقرير ان تسليح مقاتلي المعارضة السورية قد يسمح بسقوط أسلحة ثقيلة في ايدي جماعات جهادية، وقال التقرير أيضا ان ترسانة الاسد من الاسلحة الكيماوية تشكل مشكلة محتملة اذا وصلت اليها جماعات مثل النصرة. وذكر ان الاسلحة يمكن ان تستخدم في سوريا ويمكن ان تهرب الى خارج البلاد وتستخدم في هجمات تشن مستقبلا، ويبذل أوباما جهودا مضنية لاقناع اعضاء الكونجرس والحكومات الاجنبية بتأييد خطته لتنفيذ ضربات محدودة ضد قوات السورية.

والخطر الاخر الناجم عن الحرب السورية هو وجود الاف من المقاتلين الاسلاميين المتشددين الاجانب ومن بينهم أمريكيون، وقال التقرير "المحاولات المستمرة ونجاح جماعات متشددة اجنبية في اقامة شبكات دعم داخل الولايات المتحدة يشكل خطرا محتملا في المستقبل لان الاموال التي يرسلها الافراد لجماعات ارهابية في الخارج يمكن ان تحول لشن هجمات في الداخل كما ان الامريكيين الذين يحاربون في الخارج يمكن ان يعودوا لارتكاب ارهاب داخل الولايات المتحدة".

وصرح روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق بأن المسؤولين في المكتب قلقون من ان الامريكيين الذين ربما يقاتلون في سوريا قد يعودون بتكتيكاتهم الارهابية الى الولايات المتحدة.

ويشعر مسؤولو أمن امريكيون وأوروبيون بالقلق أكثر من اشتراك مواطنين من دول اوروبية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا في القتال في سوريا. فمواطنو تلك الدول يمكنهم دخول الولايات المتحدة بسهولة دون الحصول على تأشيرة دخول ولذلك يشكل هؤلاء المقاتلون الذين حاربوا في سوريا خطرا ارهابيا، وقدر مسؤولون اوروبيون عدد البريطانيين الذين يحاربون في سوريا مع مقاتلي المعارضة ضد قوات الاسد بما يتراوح بين 70 و100 مقاتل عدد كبير منهم في صفوف جبهة النصرة.

تجنيد عبر الانترنت

في سياق متصل يجلس شاب حاملا بندقية كلاشنيكوف ومعتمرا كوفية قطنية وأمامه راية تنظيم القاعدة بلونيها الابيض والأسود قائلا في لقطات مصورة تبث على موقع يوتيوب "انا فرنسي. يا اخواني في الإسلام في فرنسا واوروبا والعالم بأسره الجهاد في سوريا فريضة"، ويدعو الشاب الاشقر الذي يتحدث الفرنسية بلكنة الجنوب من يشاهدونه الى الانضمام اليه ولاخيه الاصغر في سوريا مضيفا "عدد المسلمين في العالم كبير ونحن بحاجة إليكم".

وقال دبلوماسي فرنسي كبير لرويترز "ثمة عامل رئيسي في الحرب السورية الآن:عدد المواطنين الفرنسيين الذين يقاتلون هناك. انها قضية أمن قومي"، ويستقى المتطرفون الذين يتوجهون لسوريا انباء الحرب من خلال الانترنت من مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب ومنتديات لمستخدمي الشبكة. ويقول خبراء امن ان هذا الامر يزيد من صعوبة تعطيل الشبكات التي تجتذبهم إليها أكثر من اي وقت مضى.

وقال عالم الاجتماع سمير أمغار مؤلف كتاب (الإسلام المتشدد في اوروبا) "اليوم لم يعد التطرف الإسلامي يقتصر على شيوخ داخل مساجد بل افراد يستخدمون الانترنت كوسيلة للدعاية"، وفي حين يدرس الغرب توجيه ضربة عسكرية لسوريا انضم ما يصل الى 600 اوروبي الى القتال ضده حسب الاتحاد الأوروبي الذي أوصى في مايو أيار بتشديد مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لرصد المقاتلين الاجانب.

وذكر خبراء الكمبيوتر والشرطة ان وقف عمليات التجنيد عبر الانترنت صعب نظرا للكم المهول من المواد والتأخر في جمع الادلة عبر الوسائل الالكترونية وصعوبة التعاون عبر الحدود والشكوك بشأن إمكانية إدانة المتورطين في دول تحمي حرية التعبير، وقال شيراز ماهر من المركز الدولي لدراسات التشدد في كينجز كوليدج في لندن "اصفها بانها مهمة شاقة غير مجدية، تحاول وتنجح ثم تعود بشكل اخر".

وذكر المحلل ليث الخوري من فلاشبوينت جلوبل بارتنرز للاستشارات الامنية ان سوريا تصدرت مناقشات الإسلامييين على الانترنت وغطت على النزاعات في افغانستان والعراق وليبيا ومالي، ويحمل نحو 40 فصيلا معارضا تقارير عن الاوضاع على الارض في سوريا في حينه، وبقليل من الجهد يمكن ان تكتشف وجود المان وايطاليين وبلجيكيين وبريطانيين وامريكيين بل واستراليين سواء من ولد منهم مسلما او اعتنق هذا الدين فيما بعد يحثون مواطنيهم على التوجه لسوريا للقتال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب "اروان" على موقع انصار الحق الاسلامي المتطرف الفرنسي في 23 يونيو حزيران الجاري "اخواني لا تحتاجون لمن يأخذ بايديكم للوصول إلى هناك يمكن ان تفعلوا ذلك بشيء من الحيلة"، وأشار لبعض الروابط التي توضح أسهل وسيلة للوصول لسوريا من تركيا، وتلجأ السلطات احيانا لإغلاق او تعطيل مواقع جماعات تعتبرها ارهابية كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا باتلافهما اعدادا من مجلة تنظيم القاعدة الالكترونية (انسباير) التي تصدر باللغة الانجليزية.

وفي يونيو حزيران قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الشرطة محت اكثر من 5700 من المواد التي تحوى مضمونا ارهابيا من على الانترنت منذ عام 2011 لكنها لا تمثل سوى قدر ضئيل من نحو 50 ألف موقع متطرف على مستوى العالم حسب مشروع دارك ويب لجامعة اريزونا الذي يجمع بيانات من منتديات جهادية ويحللها.

وتسعى السلطات للتخلص من المواد التي تعتبرها خطيرة من على شبكة الانترنت غير ان عليها ان تميز بين الاحاديث السياسية التي تخضع للحماية في معظم الدول العربية والتحريض على العنف وهو نشاط محظور، ويقول عالم الاجتماع امغار إن الكثير من المواقع تروج لقضايا ايديولوجية ولا تحرض على العنف.

وقال "لا تهدف الكثير من هذه المواقع لتحريض الافراد على شن هجمات بل التذكير بالدعوة للجهاد. الامر الصعب هو تقييم التأثير بدقة"، وفي مؤشر على صعوبة محو التطرف من على الانترنت تخلت فرنسا والمانيا عن مساعي حجب هذا المضمون خلال العامين الماضيين.

ويرى القاضي الفرنسي الكبير مارك تريفيديك صعوبة في محاكمة الغربيين العائدين لديارهم نظرا لصعوبة اقتفاء اثر تحركاتهم في سوريا واثبات انضمامهم لجماعات مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة التي تعتبرها الدول الغربية جماعة ارهابية. ولا يرقى فيديو التجنيد لمستوى دليل الإدانة اللازم، وصرح تريفيديك أمام لجنة برلمانية لمكافحة الارهاب في فبراير شباط "نعتبر من يرغبون في الجهاد ارهابيين. لكن الأمر ليس بهذه البساطة."

وفتحت فرنسا خمسة تحقيقات رسمية في انشطة ارهابية متصلة بسوريا ولكن لم يبت اي قاض في تلك القضايا حتى الان حسب مصدر بوزارة العدل، وعبر الاطلسي وجهت اتهامات للمواطن الامريكي اريك هارون بزعم قتاله إلى جانب جبهة النصرة وكان قد ظهر في لقطات فيديو على الانترنت حاملا اسلحة مفاخرا بهجمات ناجحة.

ويقول خبراء امنيون ان ثمة فوائد لبقاء مواد متطرفة على الانترنت، وقال الان بوير المستشار الامني السابق للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي "إنها اداة ممتازة لجمع المعلومات. ينبغي ان تمنح وكالات المخابرات الغربية فيسبوك ويوتيوب والمواقع الاخرى وساما"، وذكر تقرير برلماني عن الارهاب ان 80 بالمئة من قضايا الارهاب التي تنظرها المحاكم الفرنسية تعتمد عل ادلة من الانترنت وحدها.

وحين تحاول السلطات رفع مواد من على الشبكة غالبا ما يكون ذلك بعد فوات آوان اي اجراء فعال. وتستغرق استجابة يوتيوب لطلب الحكومة رفع لقطات فيديو تعتبرها مسيئة عدة أشهر وخلال تلك المدة تكون المادة نسخت اكثر من مرة واعيد تحميلها بفعل الضجة التي اثارتها على تويتر،  وربما تكون عملية ابلاغ المتصفح عن مضمون غير لائق اسرع ولكن في ضوء تحميل 72 ساعة من لقطات الفيديو على يوتيوب كل دقيقة يتعذر رفع مثل هذا المضمون يالسرعة الكافية. بحسب رويترز.

وقال الخوري "تحميل فيديو مدته ساعة يحتاج خمس دقائق وقد يستغرق الامر خمسة أشهر حتى تدرك يوتيوب وجوده"، وقال متحدث باسم شركة جوجل المالكة ليوتيوب ان الشركة تستجيب بسرعة بعد ان يبلغ المتصفحون عن اي مضمون محظور وفقا لسياستها مثل التحريض على العنف، ويقول هسين تشون تشن الذي يدير مشروع دارك ويب في جامعة اريزونا ان اجهزة الشرطة الغربية بحاجة لادوات اكثر ذكاء لتضع يدها على المضمون الذي ينطوي على خطورة أكبر وتحليله في ضوء سيل المعلومات على الانترنت وهي قدرة لا تمتلكها.

وقال تشن "فيها (المخابرات) خبراء في التحقيقات ولكن الغالبية يفتقرون للخبرة في علوم الكمبيوتر. يفتقدون الموارد او الارادة او القدرة على جمع كم كبير من المعلومات بانتظام. ينبغي ان يتحلوا بها وهي متاحة.، والارجح ان تكرس الشرطة مزيدا من الجهد للتهديدات المحلية الانية وليس لتهديدات افتراضية مثل تلك التي قد يمثلها العائدون من سوريا.

وقال ماهر الخبير في التطرف "إذا كنت ضابط مخابرات في باريس فسيكون همي الأول هو الا يقع اي حادث في المترو ولن يكون اهتمامي الفوري بالشخص الذي يقول انه 'ذاهب لسوريا"، وتابع "التهديد العاجل هو ان الشخص الموجود في احد ضواحي باريس يعكف على صنع قنبلة. ينبغي ان توازن مواردك بين هذا التهديد وتهديد مهم يلوح ببطء سينمو في السنوات المقبلة."

دور جبهة النصرة

فيما ذكرت مجموعة سايت لمراقبة المواقع الإسلامية على شبكة الانترنت أن جبهة النصرة الإسلامية المتشددة اعلنت مسؤوليتها عن اغتيال محافظ حماة، واورد التلفزيون السوري الشهر الماضي أن "ارهابيين" اغتالوا انس عبد الرزاق محافظ حماة في انفجار سيارة ملغومة، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها على الفور الا ان اصابع الاتهام وجهت لجبهة النصرة النشطة في المنطقة والتي اضحت ابرز الجماعات التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت سايت عن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة قولها انها راقبت تحركات عبد الرزاق لمدة شهر قبل ان توجه ضربتها، وذكرت في ترجمة باللغة الانجليزية أن الجبهة التي تصفها الولايات المتحدة بانها منظمة ارهابية شرحت تفاصيل الحادث موضحة انها تركت سيارة ملغومة على جانب الطريق لتنفجر اثناء مرور موكب عبد الرزاق في 25 اغسطس آب الماضي، وتابعت الجبهة أن عبد الرزاق شارك فيما وصفته بجرائم الاسد ضد السنة في سوريا دون ذكر تفاصيل. بحسب رويترز.

وفي الشهر الماضي توعد زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني باستهداف الاقلية العلوية في سوريا التي ينتمي اليها الاسد بالصورايخ للثأر بعد مزاعم هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق.

وتسعى الإدارة الامريكية للحصول على تفويض من الكونجرس لتوجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم بأسلحة كيماوية في حين تنفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.

وذكرت سايت في رسالة الكترونية منفصلة ان أكثر من ثماني جماعات معارضة للاسد من بينها كتيبة شهداء الغوطة ولواء الحبيب المصطفى وكتيبة عيسى بن مريم تعارض التدخل الغربي في سوريا وتصفه "بعدوان جديد" على المسلمين.

مسيحيون يتهمون جهاديين بتسميتهم بـ الصليبيين

من جهتهم اتهم سكان فروا من بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق الى العاصمة جهاديين قالوا انهم دخلوا بلدتهم، باطلاق تسمية "الصليبيين" عليهم، وباجبار احدهم، تحت تهديد المسدس، على اشهار اسلامه، وروت ماري التي كانت تشارك في دمشق في مأتم ثلاثة مسيحيين قتلوا خلال مشاركتهم في القتال في معلولا من ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام، ان المقاتلين الجهاديين، بعد ان فجروا حاجز القوات النظامية عند مدخل البلدة، "نزلوا من الحارة الغربية وبدأوا يكبرون ويقولون +جبهة النصرة آتية اليكم يا صليبيين"، واضافت ان المقاتلين بقوا في ساحة البلدة ثلاث ساعات، وهم يصورون ويكبرون ويطلقون النار في الهواء.

وشارك في الماتم مئات الاشخاص، وسار الموكب في شوارع الاحياء المسيحية في دمشق القديمة، على راسه فرقة موسيقية تؤدي الحان الموت، وبرفقة مسلحين يطلقون النار في الهواء من دون توقف تكريما "للشهداء"، الطلقات الرشاشة غطت على الهتافات التي خرجت من الجمع: "معلولا هي جرح المسيح".

وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق، وهي من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح.

وينتمي غالبية سكانها البالغ عددهم حوالى 4500، الى الكنيسة الكاثوليكية، ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان العديد من شبان معلولا المسيحيين كانوا منضوين ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام التي شكلت مع بدء النزاع وتتولى اجمالا حماية الاحياء التي يقطن فيها افرادها. كما انضم اليهم بعد بدء المعركة مسيحيون من دمشق من قوات الدفاع الوطني، وقال عدنان نصرالله (62 عاما) الذي كان في الماتم ايضا انه يسكن قبالة مدخل المدينة، وانه سمع انفجارا كبيرا دمر القوس الذي يرتفع عند مدخل معلولا. "بعد ذلك، رايت اشخاصا يعصبون رؤوسهم بشريط كتب عليه النصرة يطلقون النار"، مشيرا الى انهم اطلقوا النار في اتجاه بعض الصلبان المرفوعة فوق كنائس واديرة، واضاف انه راى بعض هؤلاء "يضعون مسدسا في راس احد جيراني ويجبرونه على اشهار اسلامه، ثم سخروا منه"، وروى نصرالله انه امضى 42 عاما في واشنطن حيث كان يملك مطعما باسم "معلولا"، وانه عاد قبل بدء النزاع في منتصف آذار/مارس بوقت قصير الى بلده للاستثمار فيه، لكنه خسر كل شيء، وقال "كان لدي حلم بان اروج للسياحة في بلدي. بنيت فندقا صغيرا ومصنعا لتوليد الكهرباء على الرياح لتامين الكهرباء لكل سكان معلولا. كل ذلك ذهب ادراج الرياح"، وراى ان اسوأ ما حصل يكمن في موقف سكان معلولا المسلمين. "خرجت النساء على الشرفات واطلقت هتافات الترحيب، وكذلك الاولاد. اكتشفت ان صداقتنا كانت سطحية"، الا ان شقيقته انطوانيت رفضت تعميم الاتهام. وقالت "النازحون الذين قدموا من حرستا ودوما (ريف دمشق) واستقبلناهم في بلدتنا هم الذين نشروا سم التفرقة، لا سيما بين الشباب".

وروت رشا ان خطيبها ويدعى عاطف خطف بينما كان يقاتل من ضمن اللجان الشعبية. وقالت انها عندما عرفت باخبار معلولا وكانت في دمشق، اتصلت بعاطف على رقم هاتفه المحمول، فاجابها احدهم قائلا "اهلا رشروش.... انا من الجيش الحر. سالته: اين عاطف؟ قال لي: ذبحناه"، واشارت الى انها عرضت عليهم دفع فدية لاسترداده، لكن محدثها قال لها "نحن لا نمزح... ذبحناه، وقطعناه اربا. هذا شبيح ويحمل سلاحا"، مضيفا "طلبنا منه ان يتحول الى الاسلام، لم يرض"، وقالت رشا انها اتصلت في وقت لاحق "بالجهات المعنية وعرفنا انه مخطوف مع غيره، وانهم لا يزالون على قيد الحياة"، وعاطف هو احد ستة مقاتلين من اللجان الشعبية خطفوا في معلولا ولم يعرف مصيرهم بعد، وافاد مصدر امني سوري ان الاشتباكات مستمرة في معلولا وان الجيش يسعى الى استعادتها. بحسب فرانس برس.

واعلنت "جبهة تحرير القلمون" المؤلفة من الوية وكتائب عدة استعدادها للانسحاب من معلولا وتحييد البلدة شرط عدم دخول الجيش النظامي اليها، وجبهة تحرير القلمون هي من ابرز المجموعات التي شاركت في معركة معلولا ضد القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية له، وتمكنت من دخولها، مع جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، وقال متحدث باسم الجبهة في شريط فيديو نشر على الانترنت "حقنا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا، يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة"، واضاف "يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين"، موضحا ان معلولا هي "رمز التعايش السلمي"، و"نموذج للحمة الوطنية بين افراد الوطن الواحد"، واتهم المتحدث النظام ب"استهداف الكنائس والاديرة وبيوت الاهالي بكافة انواع الاسلحة".

جرائم ضد العلويا

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان التابع للمعارضة ان مقاتلين من جماعة لها صلة بتنظيم القاعدة قتلوا 12 شخصا من الطائفة العلوية في وسط سوريا بعد ان استولوا على قريتهم، وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا ان أحدث الهجمات وقعت حين هاجم مقاتلون ينتمون لجبهة النصرة التابعة للقاعدة قرية مكسر الحصان شرقي حمص، واستشهد تقرير المرصد الذي له شبكة من المصادر في أنحاء سوريا بأقوال سكان ومسعفون، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان مقاتلي جبهة النصرة قتلوا بعد الهجوم على القرية 12 مدنيا علويا على الاقل بينهم نساء وكبار في السن. بحسب رويترز.

ونفى ناشط من حمص يدعى وليد الفارس ان يكون مقاتلو المعارضة قتلوا مدنيين في المنطقة وقال ان العلويين الذين ماتوا لقوا حتفهم بينما كانوا يقاتلون في صفوف القوات الحكومية، وتستهدف حملة "العين بالعين" للمقاتلين الاسلاميين مناطق العلويين على وجه الخصوص، وتابع المرصد انه بعد ساعات من غارة مقاتلي جبهة النصرة على قرية مكسر الحصان استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في اشتباكات قتل فيها جنديان من القوات الحكومية على الاقل وعدد من مقاتلي المعارضة، واستمر القتال البري والغارات الجوية في كل محافظات سوريا تقريبا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/أيلول/2013 - 8/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م