لاجئو سوريا... الاستجارة بالنار هربا من الرمضاء

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشهد سوريا أسوأ كارثة إنسانية مشينة في التاريخ الحديث، متمثلة بأزمة النازحين واللاجئين السورين داخل وخرج وطنهم، منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو عامين ونصف عام، حتى وصل عدد النازحين داخل البلاد الى 4,25 ملايين شخص، يضاف اليهم اكثر من مليوني لاجىء في الدول المجاورة، حيث يعيش هؤلاء السوريين اوضاعا صعبة بسبب استمرار اعمال العنف وانعدام ادنى مقومات الحياة الى جانب الظروف المعيشية القاسية خاصة في المخيمات اللجوء، كما يسود لدى غالبية النازحين شعور مؤلم بفقدان مكانتهم الاجتماعية.

ففي الوقت الذي تتجه انظار العالم على الاستعدادات الحاصلة من لدن الولايات امريكا وبعض البلدان الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، تزايدت وتيرة النزوح السوريين بشكل مضطرد الى البلدان المجاورة حيث وصل عددهم الى اكثر من مليوني شخص نصفهم من الاطفال، فقد تسببت الحرب في سوريا بتشريد نحو مليون طفل كما تخطى عدد اللاجئين السوريين عتبة المليونين في الوقت قبل الحرب عامها الثالث.

إذ يرى بعض المراقبين أن الدول المجاورة التي يتدفق عليها اللاجئون السوريين تواجه مشاكل هائلة للتعامل مع هذا السيل من اللاجئين، خصوصا وأن هناك مخاوف من ان تواجه هذه الدول موجة نزوح كبيرة من سوريا في حال قيام الدول الغربية بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا، فضلا عما تواجهه من صعوبات و مشاكلات جمة في استضافة اللاجئين، على الرغم من الجهود الحثيثة من المنظمات الدولية الحقوقية المعنية بحقوق الانسان في تقديم العون لهم، مما يطرح سؤالا موحدا هو كيف تواجه دول الجوار مشكلة اللاجئين السوريين في حال توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا؟

في حين حذّرت بعض المنظمات غير الحكومية التي تعانى بهذا الشأن من أن العديد من الأسر السورية التي فرّت من بلادها خوفاً على حياتها تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، وبقي أمنها وسلامتها تحت التهديد.

بينما يرى الكثير من الحقوقين ان العالم يجازف بتغاضيه عن الكارثة الانسانية السورية، واذا استمر تدهور الوضع بهذه الوتيرة، سيزداد عدد اللاجئين ويمكن ان تصل بعض البلدان المجاورة الى نقطة اللاعودة، سيما وان مخاطر انفجار الوضع في الشرق الاوسط تزداد يوميا فاصبح تهديدا للسلام الشامل والامن، في الوقت الذي فشل فيه المجتمع الدولي بايجاد حل سياسي للنزاع السوري وعدم توقف طرفي النزاع في سوريا عن القتال مما يضفي مؤشرات قوية بان الحرب في سوريا لن تنتهي في المستقبل القريب، ليجسد تفاقم الحرب المدمرة في سوريا مشهدا لمأساة إنسانية تمهد لكارثة حقيقية.

اكثر من مليوني لاجىء

فقد بات عدد اللاجئين السوريين يتخطى المليونين، كما تقول المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وضعت خططا للاوضاع الطارئة من اجل مواجهة اي احتمال، وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف، اعلن المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غيتيريس "عندما ننظر الى التصعيد الاخير للنزاع، فان ما يصعقنا هو ان المليون الاول (من اللاجئين) قد فر خلال سنتين، والمليون الثاني خلال ستة اشهر"، وقبل عام بالضبط، كان عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا، 230 الفا و671 شخصا، وقد وصل الى 1,8 مليون لاجىء جديد في الاشهر الاثني عشر الماضية، كما تقول المفوضية العليا للاجئين. من جهة اخرى، تهجر 4,25 مليون سوري في بلادهم، كما تقول الامم المتحدة.

وتؤكد المفوضية العليا للاجئين ان هذه الارقام التي تتخطى بصورة اجمالية ستة ملايين مهجر، لا مثيل لها في اي بلد آخر، وقال غيتيريس ان "سوريا اصبحت المأساة الكبرى في عصرنا هذا، كارثة انسانية صادمة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث"، وتابع ان "العزاء الوحيد هو الانسانية والاخوة اللتين تبديهما دول الجوار باستقبالها هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين وانقاذ حياتهم".

من جهتها، اوضحت مندوبة المفوضية العليا للاجئين انجلينا جولي ان "العالم على خلاف مأساوي حيال طريقة وقف النزاع السوري" مضيفة "لكن لا ينبغي ابداء اي تافف من الحاجة الى تخفيف الالام البشرية، ولا اي شك على الاطلاق في مسؤولية العالم ببذل المزيد. علينا ان نساعد ملايين الابرياء المهجرين من منازلهم وان نزيد قدرة البلدان المجاورة على التعاطي مع تدفق" اللاجئين.

وفي نهاية آب/اغسطس، بلغ عدد اللاجئن 110 الاف في مصر و168 الفا في العراق و515 الفا في الاردن و716 الفا في لبنان و460 الفا في تركيا. وحوالى 52% من هؤلاء اللاجئين هم اطفال في السابعة عشرة من العمر او ما دون، وعلى رغم تراجع تدفق اللاجئين بشكل طفيف، بعدما كان ثمانية الاف منهم يصلون يوميا في شباط/فبراير-اذار/مارس، في مقابل خمسة الى ستة الاف في المتوسط منذ كانون الثاني/يناير، تستعد المفوضية العليا للاجئين لكل احتمال، فيما تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في مناقشة امكان توجيه ضربة عسكرية على سوريا، وحتى الان، تتوقع المفوضية ان يبلغ عدد اللاجئين ثلاثة ملايين في نهاية 2013. بحسب فرانس برس.

وتعرب المفوضية العليا عن قلقها من ازدياد اعداد اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان البلدين الصغيرين اللذين يواجهان صعوبات اقتصادية. وبات عدد السوريين في لبنان يناهز 20% من السكان، وقال غيتيريس "بما ان الوضع غامض، فاننا نواجه الضرورة التي تقضي بتقديم دعم كثيف للبلدان التي تستقبل اللاجئين"، ولم تتسلم المفوضية العليا في الوقت الراهن الا حوالى 50% من الاموال التي تحتاجها لمساعدة اللاجئين السوريين (الاموال المطلوبة 1,17 مليار دولار، اي 888 مليون يورو). وما زالت الولايات المتحدة المساهم الاكبر مع 228,46 مليون دولار، تليها المفوضية الاوروبية والكويت والمانحون التقليديون اي البلدان الاوروبية واليابان وكندا واستراليا والسعودية مؤخرا، من جهتها، قدمت روسيا 10 ملايين دولار منذ بداية الازمة السورية حتى تتمكن المفوضية العليا للاجئين من مساعدة السوريين، والصين مليون دولار، وينوي غيتيريس خلال زيارة سيقوم بها الى بكين اواخر 2013، ان يطلب من الصين زيادة مساعدتها المالية لسوريا.

تشريد مليون طفل

على الصعيد نفسه ذكرت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم بلغ حاليا مليون طفل في الوقت الذي دخل فيه الصراع عامه الثالث، وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): “يتعين علينا جميعا أن نتقاسم الخزي لانه بينما نعمل على تخفيف معاناة أولئك الذين تضرروا من هذه الأزمة، فإن المجتمع العالمي أخفق في مسؤوليته تجاه هذا الطفل”، وحذرت اليونيسيف ووكالة الأمم المتحدة للاجئين من أن الصراع المستمر منذ 29 شهرا كبد الأطفال ثمنا باهظا، وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس إن مكمن الخطر ليس شيئا سوى بقاء وسلامة جيل من الأبرياء، وأضاف: “شباب سورية يفقدون منازلهم وأفراد أسرهم ومستقبلهم… فحتى بعد أن عبروا الحدود من أجل سلامتهم تعرضوا لصدمة وإحباط ويحتاجون إلى سبب للأمل”. بحسب وكالة الانباء الامانية.

ويمثل الأطفال نحو نصف جميع اللاجئين في النزاع السوري وأظهرت أحدث الإحصاءات أن نحو 740 ألف لاجئ سوري يقل عمرهم عن 11 عاما، بحسب الأمم المتحدة.

بدلا من السياح

في حين باتت فنادق حي المرجة الشعبي في دمشق وجهة لـ "سياح" غير مألوفين، هم سوريون نزحوا الى العاصمة هربا من العنف في مناطقهم، وباتوا يشغلون غرفا لا تتجاوز مساحتها 15 مترا مربعا يضطرون فيها لاعداد الطعام في الحمامات.

في أحد الفنادق المتواضعة في حي المرجة، تستعيد هناء ذكريات منزلها القديم المبني من الحجر البركاني الاسود اللون في حي بستان الديوان، احد الاحياء القديمة وسط حمص، ثالث مدن سوريا، وتقول هذه الارملة البالغة من العمر 30 عاما لوكالة فرانس برس "كان في المنزل فناء جميلا ونوافذ عدة مطلة على الشارع، لكن قيل لي انه دمر في شكل كامل"... قبل ان تصمت برهة محاولة حبس دموعها.

خلال عامين، تنقلت هذه الام لثلاثة اولاد (فتيان وبنت) بين ثلاثة فنادق، لينتهي المطاف بالعائلة الصغيرة في غرفة ضيقة تلتصق فيها اربعة أسرة جنبا الى جانب في مقابل جهاز التلفزيون، وتقول هناء "نمضي الوقت في مشاهدة التلفزيون او اعداد الطعام"، قبل ان تشير الى "المطبخ"، وهو كناية عن موقد صغير موضوع داخل الحمام، وفي غرف اخرى من الفندق، بات ورق الجدران باهتا بفعل الرطوبة، ومصابيح "النيون" شبه المعطلة تبعث نورا متقطعا، وترشح المياه من اجهزة التكييف.

وبحسب الموظفين في الفندق، يشغل نازحون من حمص وريف دمشق قرابة نصف غرفه الاربعين، علما ان الفندق اعتاد قبل بدء الأزمة ان يمتلأ بالسياح الايرانيين القادمين لزيارة مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق، وتقول هناء "استعير احيانا الغسالة من جيراني في الطابق نفسه، وهم نازحون من حرستا" قرب دمشق، المدينة التي ما زالت في بعض الاحيان تشهد اشتباكات بين القوات السورية والجماعات المسلحة، وتتابع "عندما افكر في الاوضاع، يكاد رأسي ينفجر. في بعض الاحيان، لجأت الى الحبوب المهدئة".

فقدت هناء زوجها منذ بداية النزاع السوري، اذ قتل بعدما خطفه مجهولون، وتشرح وهي تعدل حجابها الملون، وعلى وجهها ابتسامة حزينة، ان زوجها "كان سائق سيارة أجرة، ويوفر له عمله مدخولا جيدا جعلنا غير محتاجين الى شيء"، حتى اشهر خلت، كانت هناء تستفيد من مساعدة تقدمها لها إحدى المحسنات، الا ان هذه الاخيرة غادرت البلاد، وباتت هناء في حالة من العوز الشديد. وتقول "أدين للفندق ببدل اقامة لثلاثة أشهر"، يعمل نجلها الأوسط البالغ من العمر 16 عاما في تحضير النراجيل في احد المقاهي المجاورة للفندق، وهو "يحصل احيانا على بقشيش يومي يعادل نحو 500 ليرة سورية (قرابة دولارين اميركيين)، وهذا ما يمكننا من العيش. بحسب فرانس برس.

ويقول ابو عامر المقيم في الفندق الدمشقي نفسه "كنت أملك محلا لبيع الهواتف الخليوية، واشعر بأنني شخص مهم. حاليا، عندما نذهب لطلب المعونة من مؤسسة خيرية، نشعر بأننا متسولون"، ويضيف هذا الرجل المتحدر من حي الخالدية في حمص الذي استعادته القوات السورية نهاية تموز/يوليو الماضي، "أتدركون من يقدم لنا أكبر كمية من المساعدات؟ كنائس باب توما"، في اشارة الى الحي ذي الغالبية المسيحية في دمشق القديمة، وتحول رواق الفندق وسلالمه فسحة لأبناء النازحين الباحثين عن اللهو، ان عبر التزحلق على منحدرات السلالم، او الجلوس ارضا لتبادل الاحاديث، وفي قاعة الطعام التي تفتقر لاي خدمة، يجلس ابو عامر واصدقاؤه النازحون من حمص كل يوم حول الطاولات الفارغة للعب الورق، وخفضت غالبية هذه الفنادق التي هجرها السياح باستثناء بعض التجار العرب، من تعريفاتها، علما ان بعضها يؤكد استضافة النازحين مجانا، الا انه وعلى رغم اثبات هذه الفنادق كرمها في استضافة ابناء بلدها، الا انها ما زالت مضطرة الى تغطية بعض المصاريف، ويقول ابو عامر "كنا ندفع 25 ألف ليرة سورية شهريا (قرابة 125 دولارا اميركيا). حاليا يطالبنا الفندق بثلاثين الف ليرة نظرا لارتفاع اسعار المازوت"، رغم ذلك، ما زالت غالبية النازحين في العاصمة تفضل هذا النمط من الحياة على ان يختبروا مرارة اللجوء الى دول اخرى. وتقول هناء "على الاقل نحن في بلدنا".

الكفاح من أجل البقاء

من جهة أخرى قال تقرير وكالة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام) ومركز الموارد للمساواة بين الجنسين (أبعاد) في بيروت، إن "غالبية الأسر السورية تشعر بالضعف داخل وخارج بلادها، فيما تتحمّل النساء العبء الأكبر من أزمة اللاجئين ولجأن إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة"، وأشار إلى أن "90% من النساء السوريات اللاجئات اللاتي قابلتهن المنظمتان في لبنان يتخطين وجبات الطعام بانتظام لعدم وجود ما يكفي من الغذاء، ولتمكين أطفالهن وأزواجهن من الأكل".

وأضاف التقرير أن اللاجئات السوريات "يواجهن زيادة العنف المنزلي بسبب مكافحة أزواجهن من أجل التأقلم مع بيئة اللجوء ومعاناة الكثير منهم من الضغوط وشعور العجز عن أداء دورهم التقليدي كداعمين لأسرهم وحامين لها، كما أن غياب فرص العمل جعلت الأسر السورية اللاجئة تعتمد على المساعدات الإنسانية، مثل القسائم الغذائية والدعم النقدي للإيجار، وجعلت رجالها يشعرون في نهاية المطاف بأنهم خذلوا أسرهم"، ووجد أن بعض الأسر السورية اللاجئة في لبنان "أُجبرت على اللجوء إلى طرق يائسة للتعامل مع الضغوط المالية وقامت بتزويج بناتها لأسباب مالية أو لجعلهن أكثر أماناً، على الرغم من المخاوف التي أُثيرت بشأن صغر أعمارهن، حيث كان من غير المألوف بالنسبة للفتيات السوريات أن يتزوجن قبل سن 18 عاماً في بلادهن قبل اندلاع الأزمة".

وقالت كوليت فيرون مديرة برنامج سورية في منظمة أوكسفام إن "الحياة تحولت رأساً على عقب للرجال والنساء والأطفال السوريين الذين أُجبروا على الفرار من بلادهم، غير أن العديد من النساء اللاجئات اظهرن شجاعة وقوة ومهارات تنظيمية في جهودهن لاعادة بناء حياة أسرهن"، وأضافت فيرون أن "الضغوط الناجمة عن العيش كلاجئين تمزق العديد من العائلات السورية عن بعضها البعض وتجعل غالبيتها تفتقد إلى ما يكفي من الطعام، وهذه الضغوط تتصاعد بشكل يدفع الناس إلى التطرف، كما أن الحرب يمكن أن تبرز أسوأ ما في الناس وسمعنا روايات مثيرة للقلق عن تزايد العنف المنزلي بين أوساط اللاجئين الذين تحدثنا إليهم". بحسب يوناتيد برس.

ومن جانبها، قالت رولا المصري، منسقة برنامج المساواة في منظمة أبعاد "هناك توترات متزايدة في المجتمعات المضيفة في لبنان بسبب تزايد عدد للاجئين السوريين على الرغم من مساعداتها السخية، مما يجعل حياة النساء اللاجئات أكثر صعوبة"، وأضافت المصري أن النساء السوريات اللاجئات في لبنان "يتجنبن الخروج الآن بسبب المخاوف الأمنية والخوف من التحرّش الجنسي، في حين تتظاهر الأرامل علناً بأن أزواجهن على قيد الحياة في سورية لتجنّب الكشف عن أنهن وحيدات وضعيفات، كما أن الرجال والنساء والفتيات والفتيان لديهم احتياجات مختلفة ويواجهون تهديدات مختلفة ولديهم مهارات وتطلعات مختلفة.. تحتاج إلى استجابة إنسانية ملحة من قبل جميع وكالات الإغاثة".

معاناة دول الجوار

في سياق متصل وصف رئيس المفوضية انطونيو جوتيريز الازمة التي تواجهها سوريا بانها "مأساة القرن" واصفا الوضع بانه "محنة انسانية لم يشهد العالم مثيلا لها خلال السنوات الماضية من حيث المعاناة والتشرد"، ففي نهاية شهر اغسطس/آب الماضي وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية او في طور التسجيل 716 آلفا في لبنان و515 الفا في الاردن و460 الفا في تركيا و168 الفا في العراق و110 الاف في مصر. بحسب البي بي سي.

فقد اشارت وسائل الاعلام التركية الى ان كلفة اللاجئين السوريين على الخزانة التركية بلغت ملياري دولار بينما الدول الاخرى مثل الاردن ولبنان غير قادران على تحمل الاعباء الكبيرة بسبب محدودية مواردهما المالية، وتعاني المنظمات الدولية مصاعب كبيرة في تلبية الاحتياجات الاولية للاجئين والنازحين السوريين وتوجه نداءات متكررة للمجمتع الدولية لتمويل انشطتها الخاصة بالتصدي للازمة الانسانية الناتجة عن الحرب الدائرة في البلاد منذ اكثر من عامين.

السويد اول بلد اوروبي يمنح اللجوء لكل السوريين

على صعيد ذو صلة قررت السويد منح اللجوء لكل السوريين الذين تقدموا بطلب الحصول على هذا الحق كما اعلنت وكالة الهجرة، لتصبح بذلك اول دولة في الاتحاد الاوروبي تتخذ مثل هذا القرار، وقالت المتحدثة باسم الوكالة اني هورنبلاد "ستتم الاستجابة لكل طلبات اللجوء المقدمة من سوريين"، واضافت "وكالة الهجرة اتخذت هذا القرار الان لانها ترى ان اعمال العنف في سوريا لن تنتهي في مستقبل قريب".

واوضحت ان هذا القرار ساري المفعول حتى اشعار اخر، وكانت وكالة الهجرة تستطيع حتى الان منح اللجؤ المؤقت لمدة ثلاث سنوات بعد دراسة وضع مقدمي الطلب كل حالة على حدة، ومنذ عام 2012 تستقبل السويد نحو 14 الفا و700 طالب لجؤ سوري حصل نصفهم تقريبا على هذا اللج المؤقتن وترى الوكالة ان "اغلبية السوريين الحاصلين على اللجؤ المؤقت سيطلبون لجؤا دائما"، ولا يحق سوى للحاصلين على اللجؤ الدائم طلب لم الشمل الاسري. بحسب فرانس برس.

واشاد وزير الهجرة توبياس بيلستروم بقرار وكالة الهجرة. وقال لصحيفة افتونبلادت "لا يوجد في العالم اليوم نزاع اكثر رعبا ودموية وطولا من النزاع السوري. يجب ان يدعو ذلك الكثير من الشخصيات السياسية داخل الاتحاد الاوروبي وخارجه الى التفكير في مسؤوليتنا تجاه امثالنا من البشر"، وتلقت السويد عام 2012 اكبر عدد من طالبي اللجؤ منذ عام 1992 وقت النزاع اليوغوسلافي، مع توافد نحو ثمانية الاف سوري. واحصى معد الاحصاء الوطني نحو 44 الف طلب من مواطني نحو 130 دولة بزيادة بنسبة 48% عن عام 2011.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/أيلول/2013 - 1/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م