"تنظيم القاعدة" في العراق حرب استخبارية ونفوذ تدريجي

أكثر من 800 قتيل ضحايا شهر أغسطس/آب

شبكة النبأ: يشهد العراق تصاعدا خطيرا في موجة العنف والإرهاب منذ مطلع العام الجاري، وأفادت الأمم المتحدة بمقتل أكثر من 800 شخصا في العراق في شهر أغسطس/آب الماضي، وسط تصاعد عمليات العنف في العراق خلال الاشهر الأخيرة الذي يهدد بعودة تفجر العنف الطائفي والحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في عام 2006.

ولعل سقوط القسم الاكبر جراء العمليات الارهابية في صفوف المدنيين يؤشر بوضوح الى ان الجماعات الارهابية المسلحة تسعى الى حصد اكبر عدد من ارواح الناس الأبرياء بصرف النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم.     

وتجدر الاشارة الى انه وبحسب تقارير البعثة الاممية كانت العاصمة بغداد الاكثر تضررا جراء الارهاب خلال الشهر الماضي، جاءت بعدها محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى والانبار وكركوك وبابل وواسط والبصرة. 

وأشارت إحصاءات بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى أن 804 أشخاص قد قتلوا وأصيب نحو 2030 شخصا بجروح جراء أعمال العنف في شهر أغسطس/آب.

وتعد تلك الحصيلة أقل من حصيلة ضحايا شهر يوليو/تموز الذي شهد أكبر عدد من القتلى خلال هذا العام، وبلغت 1057 قتيلا.

وأوضحت أن معظم القتلى هم من المدنيين الذين راحوا ضحية أعمال العنف بتفجير القنابل أو السيارات المفخخة وعمليات إطلاق النار.

وتقول البعثة الأممية في العراق إن نحو 5000 من المدنيين قد قتلوا وأصيب أكثر من 12 ألف شخص آخر في عمليات العنف في العراق منذ بداية عام 2013. حسب بي بي سي

وكانت محافظة بغداد الأكثر تضررا في عمليات العنف الشهر الماضي من مناطق العراق الأخرى، إذ كانت حصتها منها أكثر من الثلث.

وكانت عمليات العنف في عام 2008 انخفضت عن معدلاتها التي وصلت ذروتها عام 2006- 2007 ، بيد أنها عادت إلى التصاعد من جديد خلال العام الحالي مع تواصل الأزمة السياسية وخروج تظاهرات واعتصام في محافظات البلاد ذات الغالبية السنية ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، متهمين إياها بتهميشهم.

وفي غضون ذلك تواصلت عمليات العنف مطلع الشهر الجاري، إذ قتل خمسة أشخاص واصيب نحو 20 آخرين في هجومين أحدهما بسيارة مفخخة على مسجد شيعي في مدينة طوزخورماتو الواقعة قرب مدينة كركوك وعلى بعد نحو 175 كيلومترا الى الشمال من العاصمة العراقية.

وأوضح مصدر أمني أن السيارة المفخخة كانت مركونة في سوق شعبي وسط قضاء الطوز 80 كم جنوب كركوك، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 اخرين ، بالإضافة الى أضرار مادية لحقت بالمحلات وعدد من السيارات بالقرب من موقع الانفجار.

ووقع الحادث الثاني في بلدة الدجيل ذات الأغلبية الشيعية والواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا الى الشمال من العاصمة العراقية بغداد، عندما انفجرت عبوة ناسفة على الطريق العام الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية، ما أدى الى مقتل 3 أشخاص وجرح اثنين آخرين.

وكانت بغداد والمناطق القريبة منها على وجهة الخصوص، شهدت الأربعاء موجة هجمات أغلبها بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية وأدت إلى مقتل 75 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من مئتين بجروح.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في بيان أصدره أنه نفذ تلك الهجمات ردا على اعدام السجناء، وذلك في اشارة على ما يبدو إلى اعدام 17 سجينا في وقت سابق من الشهر الجاري بتهم تتعلق بالارهاب.

رص الصفوف

ويرى الكاتب الصحفي في شبكة النبأ علي الطالقاني ان تنظيم القاعدة لا يزال يعمل على رص صفوفه عبر تحالفات جديدة، فان أجهزة الأمن تعثر باستمرار على وثائق ومعسكرات وأكداس للسلاح تابعة للتنظيمات الإرهابية. الولايات المتحدة الأمريكية من جهتها تقف خجولة من إبداء رأيها أو مساعدتها فقد تركت الباب مفتوحا امام التدخلات الدولية في العراق ويشهد العراق رعب ودما خطير.

ويقول الكاتب إننا حين نحذر من هجمات القاعدة فهناك أسباب حقيقية، وإن مطالبتنا باتخاذ الأجهزة الأمنية إجراءات أمنية على مستوى عال فهو امر ضروري. لكن الحكومة العراقية عمدت إلى اتخاذ تدابير أمنية مكثفة تحمي من خلالها بعض المواقع المهمة التابعة لها فقط.

ويروي الكاتب كيف ان التنظيم استعاد عافيته حيث يقول: وبرغم الحد من قدرة التنظيم خلال عام 2010 على تنفيذ هجمات كبيرة، حيث بلغت العمليات الإرهابية 10 هجمات فقط خلال الشهر الواحد، بينما كان عدد الهجمات خلال العام 2006 بلغ نحو سبعين هجوماً شهرياً. وان التنظيم فقد قيادته المتمثلة بـ أبو مصعب الزرقاوي وبدأ التنظيم يتشظى ويعمل على هيئة عصابات تستفز وتسرق. ولكن بحلول نهاية عام 2012، بدء التنظيم يستعيد عافيته، حيث كان يشن أكثر من أربعين هجوماً كبيراً شهرياً بشكل منتظم.

وأضاف الكاتب ان التنظيم يعتمد بمهامه على المعلومات التي يحتاجها من اجل إعداد هيكلته وتنظيمه، فقد شن حملة اغتيالات وعمليات إرهابية منسقة ضد مؤسسات الدولة والمدنيين وقادة الصحوات والعشائر الذين تعاونوا مع الحكومة.

"القاعدة" تدعي المسؤولية

تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" المرتبط "بالقاعدة" من جهته قال في وقت سابق ومن خلال بيان نشر في الانترنت مسؤوليته غن موجة الهجمات الاخيرة التي شهدتها بغداد وعدة مدن عراقية، ويقول إنها انتقام "لاعدام سجناء سنة" في السجون العراقية.

وكانت موجة الهجمات التي شهدها العراق مؤخرا قد اسفرت عن مقتل المئات، وذلك في اسوأ تصعيد لاعمال العنف منذ اكثر من خمس سنوات.

وقد قتل في الاسبوع الماضي فقط اكثر من مئة شخص.

وقالت الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام في بيانها إنها نفذت تلك الهجمات ردا على اعدام السجناء، وذلك في اشارة على ما يبدو الى اعدام 17 سجينا في وقت سابق من الشهر الجاري بتهم تتعلق بالارهاب.

وجاء في البيان الذي نشره موقع يستخدمه الجهاديون "سننتقم لدماء اخوتنا."

وأشار البيان إلى أن الهجمات نفذت في "ذروة الانتشار الامني في بغداد والمناطق المحطية بها والتي أصبحت سجوناً كبيرة مقفلة على اهلها". واكد بأن هذه الهجمات توزعت على "مقرات حكومية ومراكز امنية وعسكرية وأوكار لأنصار الرافضية واحلافهم". ولكن اغلب المناطق التي استهدفتها هجمات الاربعاء تمثلت باسواق ومناطق للمدنيين.

وشهدت بغداد والمناطق القريبة منها على وجهة الخصوص، الأربعاء موجهة هجمات أغلبها بسيارات مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية وأدت إلى مقتل 75 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من مئتين بجروح.

ويرتفع إلى أكثر من 600 قتيل عدد الذي سقطوا في هجمات في مختلف أنحاء العراق خلال شهر آب/أغسطس الحالي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/أيلول/2013 - 26/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م