الحرب على الإرهاب... أخطاء تذكي الدماء

 

شبكة النبأ: إن الفوضى التي يشهدها اليمن عرضت خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستئناف عملية إعادة النزلاء اليمنيين إلى بلادهم لانتقادات متزايدة بسبب التركيز في الآونة الأخيرة على هذا البلد باعتباره مرتعا لنشاط تنظيم القاعدة.

وهناك موجة من التحذيرات والهجمات جعلت الولايات المتحدة تغلق بعثاتها الدبلوماسية في أنحاء الشرق الأوسط قد تعوق خطط الرئيس باراك أوباما لإغلاق سجن خليج جوانتانامو.وأكد محللون أمريكيون أن الأمور تزداد فوضى في اليمن في الوقت الراهن بسبب الطائرات بدون طيار. ويبدوا أن البلاد ستصبح مليئة بالدماء نتيجة الحرب على الإرهاب.

وأكد مراقبون ارتفاعا في أعداد المنتمين لتنظيم القاعدة رغم الضربات الجوية، حيث كان عددهم في عام 2009 يصل إلى 300 عضو ووصل عددهم اليوم  إلى ما يقدر ب 1000 شخص، وقالوا في التقرير الصحفي قامت الولايات المتحدة في محاولة لمكافحة ارتفاع قوى القاعدة العاملة بتصعيد برنامجها سيئ السمعة الطائرات بدون طيار والذي يزعم استهداف الأعضاء الرئيسيين للقاعدة في الجزيرة العربية. بالرغم  من انهم لم يقتلوا اياً منهم (وفقاً لتقارير).

فيما اعتبر محللون، موجة الهجمات الصاروخية الأميركية المُنفذة بطائرات بدون طيار، تتعارض مع تعهد الرئيس أوباما في مايو الماضي باستخدام الطائرات بدون طيار فقط لاستهداف وقتل الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً مستمراً ووشيكاً للأميركيين، ويقول المنتقدون إنه من الصعب رؤية الموجة الحالية من الهجمات تطبق هذا المعيار الصارم، أو لماذا لا يتم بذل المزيد من الجهود للقبض على المشتبه بهم بدلا من قتلهم.

وصعدت الولايات المتحدة بشكل ملحوظ ضرباتها الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة المتحصن في اليمن والذي يقف وراء التهديدات التي اسفرت عن اطلاق انذار امني واسع بحسب صحيفة وول ستريت جرنال.

استنفار أمني كبير

فقد اكدت مصادر قبلية ومصدر عسكري ان 12 عنصرا مفترضين من تنظيم القاعدة في اليمن قتلوا في ثلاث غارات نفذتها طائرات من دون طيار اميركية على الارجح. بحسب فرانس برس

وبذلك، تكون هذه الطائرات التي تحوم منذ ايام على مدار الساعة فوق اليمن لا سيما فوق العاصمة صنعاء، قد نفذت منذ 28 تموز/يوليو ثماني غارات اسفرت عن سقوط 36 قتيلا في صفوف عناصر التنظيم المفترضين.

واستهدفت الغارة الاولى سيارتين في محافظة مأرب شرق صنعاء واسفرتا عن مقتل ستة عناصر من التنظيم المتطرف، في حين استهدفت الغارة الثانية سيارة ثالثة في محافظة حضرموت الجنوبية واسفرت عن مقتل عنصرين كانا على متنها، بحسب ما اوضحت المصادر.

وقال مصدر قبلي في مأرب ان الطائرة استهدفت سيارتين في منطقة آل شبوان بالقرب من وادي عبيدة في محافظة مأرب الصحراوية شرق العاصمة اليمنية، ما اسفر عن مقتل ستة عناصر من القاعدة، مشيرا الى ان الغارة وقعت.

ولاحقا اعلن مصدر قبلي آخر في حضرموت ان طائرة من دون طيار استهدفت سيارة كان على متنها اثنان من تنظيم القاعدة بالقرب من مدينة غيل باوزير في المحافظة الجنوبية.واضاف المصدر لقد قتل العنصران، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

وقتل اربعة عناصر من القاعدة في غارة ثالثة شنتها طائرة اميركية بدون طيار في نفس المنطقة، حسب ما اعلن مصدر عسكري.وكانت غارة مشابهة اسفرت عن مقتل سبعة عناصر من القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية، بحسب ما افادت مصادر قبلية، وذلك في ظل ارتفاع وتيرة الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار على اهداف للقاعدة في اليمن بشكل ملحوظ.

ومع غارات الخميس الثلاث، يرتفع الى ثماني عدد الغارات التي شنتها منذ 28 تموز/يوليو طائرات اميركية من دون طيار. واسفرت هذه الهجمات عن سقوط 36 عنصرا مفترضين في القاعدة.

ويأتي تصعيد الغارات فيما يشهد اليمن استنفارا امنيا كبيرا بعد ان قررت عدة دول ابرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا، اغلاق سفاراتها في هذا البلد بسبب مخاوف جدية من هجمات وشيكة محتملة.

وكان متحدث رسمي يمني اكد ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين.

من جهتها، ذكرت صحيفة وول ستريت جرنال ان فرع القاعدة في اليمن وليس زعيم التنظيم ايمن الظواهري، يقف وراء خطة الهجمات على مصالح غربية والتي ادت الى اطلاق الانذار الامني الواسع النطاق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي لم تكشف هويته ان مخطط هذه الهجمات هو ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن.وكشف الاتصال الذي التقطته الاستخبارات الاميركية بين الظواهري ومسؤولين في القاعدة في اليمن، ان الظواهري لم يقم سوى بالموافقة على هذه الخطة.

وقال مسؤول للصحيفة ان مباركة الظواهري للعملية امر يختلف جدا عن اصدار امر بنفسه بالخطة او عن قدرته على شن هجوم من نوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واذا تأكد ذلك، فان هذا الدور الهامشي للظواهري في خطة الهجمات يعزز تأكيدات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال ان النواة المركزية للقاعدة في طريقها الى الهزيمة.الا ان اوباما دعا الى اخذ التهديدات الاخيرة للمتطرفين على محمل الجد.

وكان متحدث رسمي يمني اكد ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين يعملون فيها.الا ان صنعاء عبرت عن غضبها ازاء اغلاق السفارات واجلاء البعثات الدبلوماسية عن اراضيها معتبرة ان ذلك يصب في مصحلة الارهابيين.

الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية السعودية في وقت متأخر الخميس اعتقال شخصين كانا على اتصال بتنظيم القاعدة.ونقلت وكالة الانباء السعودية عن المتحدث الامني باسم الوزارة اللواء منصور التركي قوله ان الرجلين وهما يمني وتشادي اجريا اتصالات مع قيادات في تنظيم القاعدة خارج المملكة، وكانا يروجان لفكر التنظيم المتطرف عبر الانترنت.

وقال التركي ان التشادي الذي طرد سابقا من السعودية تمكن من العودة الى البلاد بجواز سفر دولة اخرى، حسب المسؤول السعودي. وتابع ان الاتصالات مع قيادات في القاعدة سعت الى تبادل المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة.

واوضح موقع قناة العربية الاخبارية نقلا عن التركي ان الرجلين قد يكونا مرتبطين بتهديدات القاعدة الأخيرة الموجهة ضد السفارات الأجنبية في المنطقة.وتشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في كانون الثاني/يناير 2009 بعد دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وهو بقيادة ناصر الوحيشي.

قصف امريكي

من جهتها قالت وزارة الداخلية اليمنية إن خمسة أشخاص يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة قتلوا في هجوم جوي في شرق اليمن وهو ما يأتي في اطار حملة متصاعدة على فرع التنظيم في اليمن بعد تحذيرات في الفترة الأخيرة من احتمال وقوع هجمات.وقالت الوزارة إن الرجال هوجموا وهم يستقلون سيارة في محافظة حضرموت في منطقة غيل باوزير على مسافة 45 كيلومترا من المكلا عاصمة المحافظة. بحسب رويترز

ولم تذكر الوزارة مصدر النيران لكن مسؤولا محليا قال في وقت سابق بان طائرة أمريكية بلا طيار أطلقت الصواريخ على السيارة.وقال السكان انهم سمعوا دوي انفجار شديد ورأوا السيارة بعد ذلك مدمرة.وقالت الوزارة ان سلطات الامن في حضرموت تحتفظ بالجثث في مشرحة مستشفى ريثما تكتمل الاجراءات القانونية.

وقال اليمن إنه أحبط مخططا لتنظيم القاعدة للسيطرة على المكلا وهي مدينة تطل على خليج عدن وكذلك على مرفأين لتصدير النفط والغاز، وجاء ذلك بعد ان أعلنت الولايات المتحدة إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في عدة دول بالشرق الأوسط وقامت هي وبريطانيا بإجلاء موظفي سفارتيهما في اليمن بسبب معلومات تفيد باحتمال تعرض تلك البعثات للهجوم على ايدي متشددين.

مقتل ثمانية متشددين

فيما لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة حتفهم في اليمن في هجمات شنتها طائرات بدون طيار ليصل عدد من قتلوا بهذه الطائرات في أقل من أسبوعين إلى 25 قتيلا على الأقل.وتأتي الهجمات في أعقاب إعلان اليمن عن إحباط مؤامرة لتنظيم القاعدة للسيطرة على منشآت للنفط والغاز وعاصمة إحدى المحافظات في شرق البلاد، ودفعت تحذيرات من هجمات محتملة واشنطن إلى إغلاق مقرات عدد من بعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط ودفعت الولايات المتحدة وبريطانيا لإجلاء عاملين بسفارتيهما من اليمن، وقال شهود ومسؤولون محليون في مأرب - وهي منطقة في جنوب شرق البلاد أغلبها صحراوية ويتخذها المتشددون معقلا - إن طائرة بدون طيار قصفت مركبتين يعتقد أنهما تقلان أعضاء في تنظيم القاعدة عند الفجر مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. بحسب رويترز.

وشاهد السكان العربتين وقد اشتعلت فيهما النيران وجابت الطائرة سماء المكان لفترة بعد الهجوم.

وقال مسؤولون محليون إن شخصين آخرين قتلا في محافظة حضرموت شرق البلادن وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا يشتبه أنهم متشددون منذ 28 يوليو تموز الماضي عندما قتلت طائرة بدون طيار أربعة من أعضاء جماعة أنصار الشريعة اليمنية وهي وحدة تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أنشط أفرع التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.

وشهد شمال اليمن المزيد من أعمال العنف حينما لقي خمسة سلفيين حتفهم في كمين نصبه سكان شيعة.ووقع الهجوم في مدينة صعدة الواقعة قرب الحدود مع السعودية وعلى مسافة 130 كيلومترا شمالي العاصمة صنعاء. وتخضع صعدة لسيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة منذ عدة أعوام، وقال سرور الوادعي المتحدث باسم السلفيين في صعدة إن السلفيين الخمسة كانوا يستقلون مركبة عندما تعرضوا لإطلاق النار في كمين أسفر عن إصابة اثنين آخرين.

واليمن من الدول القليلة التي تعترف الولايات المتحدة باستهداف متشددين فيه بطائرات بدون طيار رغم أنها لا تعلق على الأمر علنا.وقالت مصادر أمريكية أن الاتصالات التي تم رصدها بين أيمن الظواهري زعيم القاعدة الذي خلف بن لادن والجناح اليمني للتنظيم كانت ضمن المواد الاستخبارية التي أدت إلى التحذير الصادر الأسبوع الماضي والذي دفع إلى إغلاق السفارات.

والأمن في اليمن مبعث قلق عالمي كبير فهو يضم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أعنف أفرع تنظيم القاعدة الدولي وتربطه حدود طويلة مع السعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم، وأصدرت السلطات اليمنية بيانا أوردت فيه أسماء 25 إرهابيا مطلوبا وقالت إنها تعتزم شن هجمات أثناء عيد الفطر. وعرضت كذلك خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليهم.

ضربة جوية

على صعيد ذو صلة زعماء قبليون في اليمن من جهتهم قالوا إن أربعة على الأقل يشتبه أنهم من أعضاء تنظيم القاعدة قتلوا في هجوم بطائرة بلا طيار في وسط البلاد في أعقاب تحذير أمريكي بهجوم كبير محتمل يشنه متشددون في المنطقة، وأصدرت واشنطن التحذير مما دفع عددا من السفارات الغربية في اليمن إلى غلق أبوابها كما أغلق عدد من البعثات الأمريكية في شتى أنحاء الشرق الأوسط وافريقيا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة أقدمت على اغلاق سفاراتها بعد رصد اتصالات بين أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.

وقال زعماء قبائل يمنيون إن خمسة صواريخ قصفت سيارة في محافظة مأرب في هجوم مما أسفر عن مقتل كل ركابها.وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن التقارير الأولية تشير إلى أن أربعة يشتبه أنهم من متشددي تنظيم القاعدة قتلوا في غارة جوية في مأرب إلا أنها لم تذكر المزيد من التفاصيل. بحسب رويترز.

وعادة ما تنفذ قوات أمريكية الهجمات بطائرات بلا طيار على أهداف يشتبه أنها تابعة للقاعدة في اليمن غير أن واشنطن لا تعلق علنا على هذا الأمر، وأمن اليمن مثار قلق عالمي إذ أنه مقر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أحد أخطر أذرع التنظيم المتشدد ولأن لليمن حدود طويلة مع السعودية حليف الولايات المتحدة وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وأصدرت السلطات اليمنية بيانا أدرجت فيه أسماء 25 "من أخطر العناصر التي شاركت في الكثير من العمليات الإرهابية" قائلة إنهم يعتزمون تنفيذ هجمات.ورصد البيان مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين ريال يمني (23 الف دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القاء القبض عليهم.

وكان هجوم شن في 11 سبتمبر أيلول العام الماضي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين في بنغازي، وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام في مطلع الاسبوع إن الاجراءات الأخيرة التي اتخذت لغلق السفارات الأمريكية توضح أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعلمت من درس بنغازي.

وفي اطار تداعايات الهجمات الإرهابية، وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من جهتها قالت إن سلاح الجو الأمريكي نقل بعض الموظفين الأمريكيين من صنعاء.وكانت الولايات المتحدة طلبت من رعاياها مغادرة اليمن فورا وأمرت بإجلاء كل الموظفين الحكوميين غير الضروريين بسبب تهديد إرهابي.

وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون في بيان ردا على طلب وزارة الخارجية الأمريكية في وقت مبكر صباح اليوم نقل السلاح الجوي الأمريكي موظفين من العاصمة اليمنية صنعاء في إطار خطة خفض العاملين في حالة الطواريء. بحسب رويترز

وقال البيان ما زال هناك موظفون من وزارة الدفاع الأمريكية على الأرض في اليمن لدعم وزارة الخارجية ومتابعة الوضع الأمني.كما قتل اثنان على الأقل يشتبه أنهما إسلاميان متشددان في هجوم بطائرة بلا طيار في محافظة شبوة بجنوب اليمن في أحدث تصاعد للاضطرابات منذ أن حذرت واشنطن من هجمات محتملة قد يشنها تنظيم القاعدة في المنطقة.

وقتل 73 شخصا على الأقل خلال أسبوعين في حملة استهدفت متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يصفه مسؤولون أمريكيون بأنه أخطر أذرع التنظيم الجهادي العالمي، وجرى تصعيد الحملة بعد رصد اتصالات بين ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إضافة إلى معلومات استخباراتية أخرى الامر الذي دفع واشنطن إلى اغلاق 19 من سفاراتها الشهر الحالي.

فوضى أمنية

من جهته حذر سناتور أمريكي شارك في المناقشات بشأن إغلاق سجن جوانتانامو من مغبة نقل سجناء إلى اليمن وأقر مسؤول في حكومة أوباما بأن الأوضاع الحالية ستؤخذ حتما في الحسبان عند تقييم مسألة هل ينبغي إعادة أي معتقلين إلى اليمن. بحسب رويترز.

وقال دانييل جرين الخبير بشؤون اليمن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني من غير المحتمل أن يحدث في المستقبل القريب.ويضم السجن 166 معتقلا تم اعتقالهم في عمليات لمكافحة الارهاب منذ غزو أفغانستان عام 2001. ومن هؤلاء 86 اعتبر أنهم لا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة وسمح بنقلهم إلى مكان آخر أو الإفراج عنهم. ومن هؤلاء 56 ينحدرون من اليمن وكان من المتوقع ان يبدأ أوباما إعادتهم الى وطنهم قريبا بعد أن رفع حظرا على عمليات نقل السجناء الى اليمن في مايو آيار.

غير ان جناح القاعدة في اليمن المعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب زاد نشاطه في اليمن مثيرا قلق المسؤولين الأمريكيين الذين يخشون ان السجناء المفرج عنهم قد ينتهي بهم المطاف بالانضمام إلى المتشددين الإسلاميين.

وقال السناتور ساكسبيشاملبيس العضو الجمهوري في لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب حيث أنه بات معروفا الآن ان جناح القاعدة في اليمن يتآمر علينا بقوة فإني لا أفهم كيف يمكن ان يقول الرئيس بصدق أن أي معتقل ينبغي نقله الى اليمن، واضاف قوله في بيان ارسالهم إلى بلدان ينشط فيها تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له ويواصلون الهجوم على مصالحنا ليس هو الحل.

إحباط مؤامرة

الى ذلك قالت الحكومة اليمنية إن قوات الأمن أحبطت مخططا لتنظيم القاعدة للسيطرة على مرفأين رئيسيين لتصدير النفط والغاز وعلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في شرق البلاد وظلت سفارات دول غربية مغلقة في صنعاء وحلقت طائرة استطلاع فوقها.

ويأتي الاعلان عن إحباط المؤامرة بعد أن دفعت تحذيرات من احتمال وقوع هجمات واشنطن الى اغلاق بعثاتها الدبلوماسية في انحاء الشرق الاوسط وأفريقيا الاسبوع الماضي واصدار تحذير سفر عالمي، وتحول الاهتمام الى اليمن عندما قالت مصادر أمريكية ان اتصالات اعترضت بين زعيم القاعدة أيمن الظواهري وجناح التنظيم في اليمن هي ما ادى الى اتخاذ هذه الاجراءات، وسحبت الولايات المتحدة وبريطانيا بعض موظفيهما الدبلوماسيين من اليمن وكررتا دعوة رعاياهما الى مغادرته. وأغلقت دول أوروبية أخرى مثل فرنسا والنرويج سفاراتها.

واليمن مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو من أنشط فروع شبكة القاعدة وشن المتشددون هجمات على الغرب من هناك، وقال راجح بادي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إن اكتشاف هذه المؤامرة لتنظيم القاعدة هو الذي أدى الى اتخاذ الاجراءات الامنية الامريكية. بحسب رويترز

وأضاف ان المؤامرة كشفت بمساعدة غربية وعربية وكانت تشمل تهريب متفجرات الى صنعاء لتنفيذ هجمات هناك.وقال بادي إن المؤامرة كانت تتضمن استخدام عشرات من متشددي القاعدة المتخفين في زي قوات الجيش في اقتحام المنشآت المستهدفة والسيطرة عليها ليلة 27 رمضان، وصرح لرويترز بأن المؤامرة كانت تهدف إلى السيطرة على مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز وكذلك مدينة المكلا.وتابع أن المؤامرة أحبطت بوضع قوات الامن في حالة تأهب قصوى وتشديد اجراءات دخول المنشآت المستهدفة.

وقال مسؤول يشرف على الامن لشركات النفط العاملة في اليمن ان مؤامرة القاعدة كانت تشمل فيما يبدو قتل الخبراء الأجانب العاملين في تلك المنشآت أو أخذهم رهائن.ومن شأن التخطيط لمثل هذا الهجوم على منشأتي الدباح وبلحاف لتصدير الغاز أن يدق أجراس الانذار في واشنطن، وقال شهود عيان ومسؤولون محليون ان طائرة امريكية بدون طيار قتلت ما لا يقل عن ستة أشخاص يشتبه في أنهم من أعضاء القاعدة عندما أطلقت النار على سيارتين في محافظة شبوة بجنوب اليمن. وهذا خامس هجوم تشنه الولايات المتحدة في اسبوعين.

ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز التي تكلفت 4.5 مليار دولار وافتتحت في عام 2009 من أهم المشروعات الاستراتيجية في اليمن. وتقوم بتشغيلها ادارة مشتركة من شركة يمنية لتسييل الغاز وشركة توتال الفرنسية، ومرفأ الدباح هو منشأة تصدير النفط الرئيسية في شرق اليمن. ويأتي نحو 90 في المئة من ايرادات اليمن من العملة الصعبة من النفط والغاز ويمثل نحو 70 في المئة من الصادرات، وأغضب اجلاء بعض الدبلوماسيين المسؤولين اليمنيين.

وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان الاجراءات الغربية تخدم فعليا الاهداف التي تسعى لتحقيقها العناصر الارهابية.وقال بادي ان الدول الغربية أكدت لليمن ان السفارات ستفتح أبوابها من جديد بعد عطلة عيد الفطر.

وقال المسؤول ان المعلومات بخصوص مؤامرة القاعدة بدأت تصل الى اجهزة الامن اليمنية في اوائل يوليو تموز مع بداية شهر رمضان وزاد تواترها منذ اسبوعين، وقال ان اليمن رد بتشديد الامن حول البعثات الغربية وتعزيز قوات الجيش حول منشآت النفط والغاز في انحاء البلاد، وقال شهود عيان ان طائرة استطلاع حلقت في سماء العاصمة عدة ساعات وعادت مرة أخرى للتحليق.وأصدرت اللجنة الامنية العليا في اليمن بيانا في وقت سابق هذا الاسبوع جاء فيه انها تلقت معلومات بان القاعدة تخطط لتنفيذ هجمات اثناء عيد الفطر، ونشرت اللجنة ايضا قائمة بأسماء 25 متشددا من القياديين في القاعدة مطلوبون لدى قوات الامن وعرضت مكافأة قيمتها خمسة ملايين ريال (23 الف دولار) لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض عليهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/آب/2013 - 18/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م