غسل الجمعة وغسيلها القذر

علاء الخطيب

 

يوم الجمعة من الأيام المباركة لدى المسلمين وجاء عن رسول الله الجمعة حج الفقراء ومن المستحبات المؤكدة فيها الغسل لتطهير الجسد من الأدران وسميت الجمعة لاجتماع المسلمين فيها على الخير والمحبة وكانت الجمعة تسمى سابقا بيوم العروبة فسماه رسول الله بالجمعة أي الجامعة، ويقول القران الكريم بحق الجمعة (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فسعوا الى ذكر الله وذروا البيع..) وهناك شروط لخطيب الجمعة ان يكون عالماً فصيحاً عاقلاً معروفاً بالخير والصلاح.

على ما يبدو أن المسلمين ساروا عكس التوصية الإلهية فتركوا الذكر وسعوا إلى البيع، هذا اليوم تراجع كما تراجعت كل القيم الإسلامية على يد المتطرفين فالجمعة لم يعد يوم بركة واجتماع من اجل الخير بل من اجل استصدار فتاوى القتل والتحريض الطائفي، وبث الكراهية والفرقة بين المسلمين، وليس من شروط الخطيب ان يكون صالحاً عالماً عقلاً، بل المطلوب ان يكون سباباً لعاناً طائفياً، فكلما كان الخطيب طائفياً ومتعطشاً للدماء يصبح أكثر شهرةً وكانت بضائعته أكثرُ رواجاً فيصبح حديث الاعلام والناس ويتحول إلى نجم على صفحات الفيسبوك يتناقل الشباب مقاطعه الفيديوية، وأظنه يرقص طرباً وهو يقرأ التعليقات التي تصفه بأسد الإسلام وقاهر الصفويين و مذل النواصب الخ.... من الالقاب....

 ولم يعد غسل الجمعة للتخلص من الأدران والأوساخ الروحية بل هو مكب نفايات وسطلة قمامة لكثرة ما يعرض من عروض الكراهية والطائفية، فما من فتوى للقتل وسفك الدماء إلا وخرجت يوم الجمعة وما من متطرفٍ يمتلك شهوة القتل والموت إلا وامتطى صهوة منبر الجمعة وما من مجموعة تأتمر على الشر إلا وكانت الجمعة ملاذهم، وبدلاً من ان يسعى المسلم الى ذكر الله راح يسعى لذكر الشيطان وبدلاً ان يترك الدنيا و(البسنس) راح يلهث وراءها أي مفارقةٍ هذه التي يعيشها المسلمون اليوم على ايدي الجمعويين أي غوايةٍ تطبق على هذا العالم فلم يعد يوم الجمعة حج الفقراء بل تحول إلى حج الإرهابيين ومنبره محجة الإرهاب وصار يوم مشؤوم وزالت البركة منه كما زالت من أكثر الطقوس الدينية بفضل الجهل المتربص بعقول المسلمين، قديماً كان المسلمون يخشون من الغزو الثقافي الغربي ولشدة هلعهم منه وعدم القدرة على مواجهته استعانوا بالجهل ليحتلهم، وبالجهلاء لتوعيتهم، فمن يشاهد خطباء الجمع في عالمنا الاسلامي اليوم لابد ان يصاب بالرعب ويتقيأ، فالاصوات التي تتعالى من منبر الجمعة ومن الجمعويين تثير الإشمئزاز وتصدم المسلم فضلاً عن غيره، وهم يهللون ويكبرون للقتل وللدمار، فاختزل الدين بالقضاء على المعارضين وتحول الى عصابات تطلق اللحى وتحمل السلاح. وصرنا نخشى يوم الجمعة لأنه يحمل لنا بشائر الشر ورسائل القتل، فهل بقي من يوم الجمعة شيء ؟؟؟؟؟

وغاية الدين ان تحفوا شواربكم **** يا امةً ضحكت من جهلها الامم

* لندن

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alaaahkateeb.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/آب/2013 - 16/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م