نووي إيران... فرصة ضئيلة ولكن ممكنة

 

شبكة النبأ: أصبح المعتدل الإصلاحي حسن روحاني الرئيس السابع لإيران لولاية من اربع سنوات خلفا لمحمود احمدي نجاد الذي طبعت ولايتاه المتتاليتان بتوتر وخلافات شديدة مع الغرب ولا سيما حول الملف النووي، وتعهد روحاني الذي تولى السلطة في الشهر الحالي باتباع نهج اقل تصادما من محمود احمدي نجاد الذي تعرضت ايران تحت رئاسته التي استمرت ثماني سنوات لعقوبات دولية تزداد شدة، بدعوته الى التفاهم البناء مع العالم لتسوية هذه الازمة والحصول على رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الغربية المشددة،  حيث تشتبه الدول الغربية في ان ايران، وعلى الرغم من نفيها المتكرر، تريد امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وتواجه ايران عدة قرارات من مجلس الامن الدولي اضافة الى عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الاوروبي الامر الذي انعكس سلبا على اقتصاد البلاد.

ويرى أغلب المحللين ان حصول حسن روحاني على منصب الرئاسة الإيرانية يمثل فرصة ممكنة لحل الخلاف مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة بشأن طموحات طهران النووية، إلا أنهم حذروا من أن رجل الدين المعتدل لا يملك زمام الأمور لفرض تغييرات، وسيظل القول الفصل في البرنامج النووي الايراني للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي، ويحتاج اي اتفاق مع الغرب لموافقته، ويواجه الرئيس الايراني الجديد تحديات داخلية أولها الاقتصاد الذي يعاني بسبب ارتفاع التضخم وضعف العملة.

لكن يعزو الكثير مكن المحللين أن روحاني يعد عنصرا فعالا في هذا الملف النووي المثير للجدل، كونه وقد تولى حتى 2005 المفاوضات النووية بين ايران والقوى الكبرى إبان رئاسة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ووافق في 2003 على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم وعمليات التفتيش غير المتوقعة للمنشآت الايرانية، ويرى هؤلاء المحللين انه بعدما اصبح رئيسا الان، توجد كمية كبيرة من المؤشرات المتطابقة لتأكد انه هو الذي كان المقرر الابرز الذي قدم القرار الى المرشد الاعلى وخصوصا الذي طبقه وارغم الحرس الثوري على وقف هذا البرنامج الذي كانوا يحافظون عليه كما يحافظون على بؤبؤ عيونهم.

لكن يرى بعض محللين ان من غير المؤكد ان تكون ايران مستعدة الان بدرجة اكثر لتحقيق مطالب القوى الدولية بالوقف الفوري لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة ووقف العمل في منشأة فوردو، ومنذ ذلك الحين تحافظ ايران على أن يكون مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة أقل من هذه الكمية من خلال تحويل جزء منه الى وقود للمفاعلات وهو ما يؤجل اي موعد نهائي لقيام اسرائيل بعمل عسكري.

فكما يبدو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستمضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم وهو ما يشير الى عدم حدوث اي تغيير في موقف طهران، على الرغم من زيادة الآمال في حل الخلاف النووي بالزعيم الجديد حسن روحاني وهو شخصية معتدلة نسبيا رئيسا للبلاد.

فعلى الرغم من ما يتمتع به الرئيس الجديد من النفوذ في هذا الملف، تبقى هيمنة خامنئي على السياسة النووية الايرانية تمنحه القرار الحاسم في هذا الشأن، ومع اتهامه للغرب بالسعي إلى تغيير النظام أكثر من سعيه لانهاء النزاع لم يعبر خامنئي عن رغبة في حل قضية أدت إلى فرض عقوبات صارمة على قطاع النفط الايراني وعلى الاقتصاد بشكل عام، وفي وقت سابق تصطدم المحادثات بين طهران ومجموعة 5+1 (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) منذ عدة سنوات بمسالة تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم في ايران، وانتهى آخر اجتماع عقد في نيسان/ابريل في كازاخستان بفشل، علما بأن الجمهورية الاسلامية تخضع لسلسلة عقوبات دولية عززتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من طرف واحد بحظر مصرفي ونفطي، في حين أعربت روسيا والولايات المتحدة عن تفاؤل حذر حول الملف النووي الايراني بعد انتخاب روحاني، وعبرت روسيا عن امله في ان تتاح فرص جديدة لتسوية مشكلة البرنامج النووي الايراني.

لكن معظم المحلين يرون ان مهمة روحاني قد تكون معقدة اذ ان كلمة الفصل في المسائل السياسية والاقتصادية الكبرى في البلاد تبقى بيد المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي، وعليه يبقى حل الأزمة النووي الإيرانية خلال الاونة المقبلة ما بين توجهات روحاني وأجندات خامنئي، مما يعني تسوية النزاع النووي مازال يتأرجح بين المراوغات السياسية من أجل التهدئة أو حدوث انفراجة مرتقبة بعيدة المنال.

انتظار تعهدات روحاني

في سياق متصل اعلنت المانيا انها تنتظر لتتحقق ما اذا كان تعهد الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني باتخاذ موقف اكثر ايجابية مع الاسرة الدولية يشير الى الاستعداد لفتح حوار، وقال وزير الخارجية غيدو فيسترفيلي ان المانيا مستعدة ل"محادثات مهمة" وانها ستحكم على ايران وفقا "لافعالها"، وقال الوزير في بيان ان برلين "تابعت" باهتمام خطاب روحاني لدى تنصيبه رئيسا و"خصوصا اعلانه استعداده للتعاون مع الاسرة الدولية"، واضاف "سنتابع عن كثب ما اذا كان ذلك بداية استعداد بناء للتحاور. اننا مستعدون لمباحثات مهمة"، وتابع "سنحكم على ايران وفقا لافعالها".

واعلن روحاني استعداده للعمل لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وادى روحاني اليمين امام مجلس الشورى، واقال فسترفيلي انه يأمل في احراز تقدم في الخلاف حول البرنامج النووي بعد تولي روحاني الرئاسة مؤكدا لوكالة الانباء الالمانية ان ذلك يشكل "فرصة" للخروج من المأزق وان "الافعال اهم من الاقوال". بحسب فرانس برس.

واضاف فسترفيلي "لكننا سنحكم عليه شخصيا وعلى حكومته بناء على اعماله وليس على تصريحاته"، واعلن دبلوماسي غربي رفيع المستوى الشهر الماضي ان مجموعة 5+1 تأمل في تعيين فريق جديد "قريبا" في طهران لاستئناف المباحثات حول البرنامج النووي "في اقرب فرصة"، واتت هذه التصريحات بعد لقاء في بروكسل للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة اضافة الى المانيا) هو الاول منذ الانتخابات الايرانية في حزيران/يونيو، وتتهم الدول الغربية واسرائيل ايران بالسعي الى انتاج السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وتنفي طهران ذلك على الدوام.

روحاني اوقف مشروعا سريا لصنع القنبلة النووية

من جهته اعلن فرنسوا نيكولو سفير فرنسا في طهران من 2001 الى 2005 ان الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني، هو الذي اوقف برنامجا سريا لصنع قنبلة نووية في ايران اواخر 2003، وفي مقالة نشرتها صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون"، اكد نيكولو "بالاستناد الى محادثات اجريتها في تلك الفترة بصفتي سفير فرنسا في طهران مع مسؤولين ايرانيين كبارا على علاقة بالملف، اعتقد اعتقادا جازما ان روحاني كان العنصر الاساسي في هذه العملية"، وقال السفير السابق ان "التخصيب كان الجزء المنظور لكن ثمة جزء خفي، سري، هو صنع قنبلة نووية - بعد صنع اليورانيوم المخصب كيف نضعه على رأس صاروخ وكيف نرسله الى +اصدقاء+ في المنطقة- وهذا هو البرنامج الذي اوقفه روحاني". بحسب فرانس برس.

وكتب "بالتأكيد، لم يكن في وسع الايرانيين في تلك الفترة الاعتراف امام اجنبي بوجود هذا البرنامج، ولا استطيع ان احدد المسؤولين الذين تحدثت معهم في تلك الفترة"، ووجود هذا البرنامج السري ووقفه في 2003 اكدتهما "بدرجة عالية من الدقة" اجهزة الاستخبارات المركزية الاميركية في 2007 ثم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير في 2011، "وما لم يتم قوله هو من اوقف هذا البرنامج" كما ذكر نيكولو.

البرنامج النووي مابين حسن نية واشطن وجدية طهران

على صعيد ذو صلة اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستكون "شريكا ذي ارادة حسنة" في الملف النووي الايراني في حال التزمت الحكومة الايرانية الجديدة "بشكل جوهري وجاد باحترام واجباتها الدولية"، وجاء في بيان صدر عن الرئاسة الاميركية يوم اداء الرئيس الايراني الجديد اليمين الدستورية "ان تنصيب الرئيس (حسن) روحاني يشكل فرصة لايران من اجل التحرك سريعا لطمأنة المخاوف الكبيرة لدى الاسرة الدولية بشأن برنامجها النووي"، وكتب البيت الابيض "ان اختارت هذه الحكومة الجديدة الالتزام بشكل جوهري وجاد باحترام واجباتها الدولية وايجاد حل سلمي لهذه المشكلة فان الولايات المتحدة ستكون شريكا ذي ارادة حسنة"، وهنأت الرئاسة الشعب الايراني "لاسماعه صوته" مشيرة الى ان "الرئيس روحاني اقر بان انتخابه يشكل نداء من الايرانيين من اجل التغيير"، واضافت "نأمل ان تأخذ الحكومة الجديدة بارادة الناخبين باتخاذها الخيارات التي ستحسن حياة الايرانيين". بحسب فرانس برس.

وقال روحاني (64 عاما) في خطاب امام مجلس الشورى متوجها الى الدول الغربية التي فرضت عقوبات اقتصادية غير مسبوقة تخنق اقتصاد بلاده "لا يمكن ارغام الشعب الايراني على التنازل (عن حقوقه النووية) بالعقوبات والتهديدات بالحرب، ان الطريقة الوحيدة للتعامل مع ايران هي الحوار على قدم المساواة وفي اطار الاحترام المتبادل لخفض مستوى العداء"، وتابع غداة توليه رسميا مهامه كرئيس للجمهورية الاسلامية "اذا اردتم ردا مناسبا لا تستخدموا لغة العقوبات بل الاحترام".

وجود موقع نووي جديد

من جهتها نفت ايران المعلومات التي اوردها معارضون في المنفى في منظمة مجاهدي خلق حول وجود موقع نووي سري جديد قرب دمواند في محافظة طهران، كما ذكرت وكالة مهر، وقال عباس عرقشي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان "هذه المعلومة خاطئة وننفيها"، وكشف معارضون ايرانيون من منظمة مجاهدي خلق انهم حصلوا على معلومات حول وجود موقع سري جديد ضمن البرنامج النووي الايراني بالقرب من دمواند في محافظة طهران (شمال)، واعلن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي تنتمي اليه منظمة مجاهدي خلق في بيان ان "شبكة منظمة مجاهدي خلق داخل ايران حصلت على معلومات موثوقة حول وجود موقع جديد سري مخصص للبرنامج النووي للنظام، تم جمعها طيلة عام من قرابة خمسين مصدر في مختلف مؤسسات النظام"، والمجلس الذي يوجد مقره في المنطقة الباريسية، هو التنظيم الرئيسي للمعارضة الايرانية في المنفى، وقد اورد مرارا في الماضي معلومات حول البرنامج النووي الايراني. بحسب فرانس برس.

وصرح جيل تودور المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في بريد الكتروني ان "الوكالة ستقيم المعلومات التي اعلنت كما نفعل حيال كل معلومة جديدة نتلقاها"، وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فان "الموقع هو مركز جديد مخصص لنشاطات نووية. الاسم السري للمشروع هو +منجم الشرق+ نسبة الى منجم قريب او +مشروع كوسار+. والموقع موجود وراء سلسلة من الانفاق داخل الجبل في ضواحي مدينة دمواند (شمال طهران)"، وتابع ان "بناء المرحلة الاولى من المشروع بدا في العام 2006 وانتهى مؤخرا. وشملت المرحلة الاولى حفر الانفاق واربعة مستودعات في المنطقة الخارجية ومنشآت الموقع وتشييد الطرقات من اجله".

بوتين في إيران

من جهته يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ايران بعد تنصيب الرئيس الجديد حسن روحاني، في محاولة لتحريك المفاوضات حول الملف النووي الايراني، على ما افادت صحيفة كومرسانت، وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس عراقجي لوكالة الانباء الايرانية "ايسنا" تعقيبا على هذا الخبر "لا يمكنني تأكيد النبأ حول زيارة السيد بوتين"، وبدوره، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين انه لا يسعه "في الوقت الحاضر تاكيد" المعلومات بشان هذه الزيارة، وكتبت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على التحضيرات لهذه الزيارة ان "الكرملين يعتزم اغتنام فرصة تولي الرئيس الجديد حسن روحاني السلطة لتحريك المفاوضات المتعثرة حول البرنامج النووي الايراني". بحسب فرانس برس.

وقال مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة كومرسانت ان زيارة بوتين التي ستكون الاولى منذ 2007 "ستسمح بفهم ما اذا كانت السلطات الايرانية الجديدة على استعداد لبذل المزيد من الجهود للاخذ بمطالب الاسرة الدولية".

بناء محطات الطاقة النووية بمساعدة روسية

من جهته أعلن الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد إن بلاده تأمل ببناء المزيد من محطات الطاقة النووية بمساعدة روسية، ونقلت وسائل إعلام روسية عن أحمدي نجاد قوله في الكرملين أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "أظن انه بإمكاننا مواصلة التعاون في هذا القطاع وبناء المزيد من محطات الطاقة النووية، وعقدت المحادثات الأولية"، يشار الى ان روسيا قامت ببناء محطة بوشهر الكهرو ذرية الايرانية. بحسب يونايتد برس.

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن الغرب لا يريد انتهاء الأزمة السورية ويعمل على إطالة أمدها، وأضاف ان "استمرار الوضع الحالي (في سورية) يصب في مصلحة الكيان الصهيوني"، مشيرا الى انه اذا استمرت الأزمة 20 سنة أخرى فستستفيد اسرائيل من ذلك، وقال ان الغرب يسعى لانتشار الأزمة لتشمل الدول الأخرى في المنطقة، واعتبر ان الحل العسكري لتطور الاحداث في سورية "طريقاً خاطئاً"، مشددا على ضرورة تحقيق التوافق في البلاد، وأعرب عن اعتقاده بان الازمة ستستمر لفترة طويلة، وفي معرض حديثه عن العلاقات بين ايران والولايات المتحدة، اشار أحمدي نجاد إلى ان الحوار المباشر هو السبيل الأفضل لحل المشاكل، ولكن لا يمكن إجراء الحوار إلا على أساس التكافؤ.

من جانبه قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية ان بلاده ستمضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم وهو ما يشير الى عدم حدوث اي تغيير في موقف طهران رغم الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 يونيو حزيران وفاز بها رئيس معتدل، وقال فريدون عباسي دواني رئيس الهيئة ان انتاج الوقود النووي "سيستمر بما يتفق مع أهدافنا المعلنة. التخصيب من اجل انتاج الوقود لن يتغير أيضا"، وخلال حديثه مع صحفيين من خلال مترجم في مؤتمر عن الطاقة النووية في سان بطرسبرج في روسيا قال ايضا ان العمل في منشأة فوردو وهي منشأة تحت الارض سيستمر أيضا. ويطالب الغرب ايران باغلاقها، وتعمل ايران على تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو في خطوة قريبة نسبيا من تخصيبه إلى درجة يمكن استخدامها في صنع الاسلحة النووية.

وقال عباسي دواني ان محطة توليد الكهرباء من الطاقة النووية الوحيدة في بوشهر الايرانية - والتي واجهت توقفا اكثر من مرة - قد "اعيدت للعمل" قبل ثلاثة ايام وانها تعمل بقدرة 1000 ميجاوات، وقال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو ايار ان مفاعل بوشهر الذي انشأته روسيا توقف عن العمل لكنه لم يقدم اسبابا لهذا التوقف، وقال عباسي دواني "الحمد لله لم تبلغني أي عيوب كبيرة في المنشأة خلال الايام الاخيرة"، وزاد الامل في التوصل الى حل للنزاع النووي بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا هذا الشهر بعد ان وعد بانتهاج مسار أقل تصادما في العلاقات الخارجية من سلفه المنتهية ولايته محمود أحمدي نجادوقال علي خامنئي الزعيم الاعلى الايراني ان الازمة النووية من الممكن ان تحل بسهولة اذا أقلع الغرب عن عناده. بحسب رويترز.

وسئل عباسي دواني ان كانت سياسة ايران النووية ستتغير بعد انتخاب روحاني رئيسا وعما اذا كانت ستتوقف عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 في المئة فقال ان البرنامج النووي الايراني يهدف إلى توليد الكهرباء وله اغراض طبية، وقال "وفقا لهذين الهدفين بالطبع فلن يتوقف انتاج الطاقة"، وقال ان منشأة فوردو تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ولذا ووفقا لخططنا المعلنة فسوف نواصل العمل في هذا المركز"، وقال وهو يقف امام نموذج لمحطة بوشهر في معرض الصناعة النووية في سان بطرسبرج ان طهران ستسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها قائمة تتضمن مواقع مفاعلات جديدة تنوي ايران انشاءها.

الخلاف النووي يمكن حله بسهولة

الى ذلك قال الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي ان الخلاف الخاص بالبرنامج النووي لبلاده يمكن حله بسهولة اذا كف الغرب عن التصلب، وبينما اتهم الزعيم الإيراني الغرب بأنه مهتم بتغيير النظام اكثر من إنهاء الأزمة عبر خامنئي عن رغبته في حل القضية التي أدت الى فرض عقوبات هي الأقسى من نوعها على قطاع النفط الايراني وعلى الاقتصاد بوجه عام، ونقل الموقع الرسمي لخامنئي على الانترنت عنه قوله "بعض الدول كونت جبهة متحدة ضد ايران وتضلل المجتمع الدولي ولا تريد بعنادها حل القضية النووية"، واضاف "لكن اذا تخلوا عن تصلبهم فسيكون حل القضية النووية سهلا" دون ان يوضح ما هي التنازلات التي يريد ان تقدمها الدول الغربية.

وقال خامنئي مرارا ان التصويت في الانتخابات "الملحمية" هو تصويت للنظام لكنه ناشد اليوم ايضا المشاعر الوطنية في اعتراف نادر بأن بعض الايرانيين ربما لا يؤيدون الجمهورية الاسلامية لكنهم مع ذلك لا يقعون في فئة "العدو"، وقال لمجموعة من القضاة "هذا (الاقبال) يظهر انه حتى الناس التي لا تؤيد النظام تثق فيه وفي انتخاباته لانهم يعرفون ان قوة الجمهورية الاسلامية تجعلها تقف كالاسد وتدافع عن المصالح والكرامة الوطنية بشكل جيد". بحسب رويترز.

غير ان خامنئي الذي اختير لمنصب المرشد مدى الحياة عام 1989 مقتنع فيما يبدو بأن الغرب عازم على إزاحته وتدمير نظام ولاية الفقيه الذي يقوم عليه نظام الحكم في ايران، واضاف "الجمهورية الاسلامية تتصرف بشكل قانوني وشفاف في النقاش النووي وتعرض حججا منطقية لكن هدف الاعداء وعبر استمرار الضغط هو انهاك ايران وتغيير النظام ولن يسمحوا بأن تحل القضية"، وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما كتب خطابا لخامنئي في 2009 وفي 2012 عرض حوارا مباشرا شريطة ان تكون ايران جادة بشأن انهاء المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي، لكن هذه المحاولات لم تفعل شيئا يذكر في تهدئة مخاوف خامنئي، وقال "بالطبع الاعداء يقولون في كلماتهم وخطاباتهم انهم لا يريدون تغيير النظام لكن نهجهم يناقض هذه الكلمات".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/آب/2013 - 14/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م