أفول نجم أمريكا كقوة عظمى

مظاهر نفوذ السياسة الأمريكية على الصعيد الدولي وتناقص سيطرتها

 

شبكة النبأ: منذ ستون عاما تبوأت الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها كقوة عظمى، لكن هذه المكانة بدت تتزلزل بشكل تدريجي. حيث تتجه الأبحاث والدراسات التي حددت الاتجاهات العالمية بحلول عام 2013 وإيجاد عوالم بديلة للقوة. بأن عودة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى معدلات نمو ما قبل عام 2008 مسألة بعيدة الاحتمال للغاية، على الأقل لمدة عشر سنوات قادمة بسبب ما تعانيه اقتصادات الغرب الضعيفة من عجز هائل في موازناتها وديون طاحنة.

وأشارت صحف غربية ذات ميول يمينية متطرفة إلى أن الثروة والسلطة ظلت تنساب من الغرب إلى الشرق طوال العقود الماضية، على حساب أميركا. 

وظهرت العديد من الكتب والدراسات خلال العامين الماضيين التي تنبأت بصورة واضحة بتراجع أكيد لمظاهر نفوذ السياسة الأمريكية على الصعيد الدولي وتناقص سيطرتها على حماية علاقات القوة السائدة على ضوء أزمتها المالية التي أظهرت مدى اعتماد أميركا على الاستثمارات وصناديق السيادة الأجنبية، وخاصة من دول الخليج العربية والصين، وفقدت بعدها الأخلاقي المزعوم بعد فضائح "أبوغريب" وغوانتانامو والتشريعات التي تسمح بالتنصت والاعتقال والترحيل.

إعادة هيكلة

لا شك أن السياسات المتبعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أزاء دور قواتها العسكرية تأثرت بشكل واضح مما أستدى الجيش الأميركي ان يعلن عن خطط لخفض 12 لواء مقاتلاً في سياق برنامج تقشفي تسعى من خلاله وزارة الدفاع (النبتاغون)، عقب إنتهاء حربي العراق وأفغانستان، إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتوفير 500 بليون دولار على مدى 10 أعوام.

ونقلت وسائل إعلام أميركية، عن الجنرال ريه أوديرنو، قوله في مؤتمر صحافي، إن الجيش يعتزم أيضاً تقليص كوادره البشرية بنحو 14%، أي نحو 80 ألف جندي من إجمالي قواته الفعلية التي بلغت الذروة إبان حرب العراق، وذلك خلال 5 اعوام، متوقعاً أن تكون قوات الحرس القومي الأكثر تأثراً بهذا الخفض.

وأضاف أن قوام الجيش سيبلغ عقب الاستقطاعات، 490 ألف جندي منخرط بالخدمة، و350 ألف من قوات الحرس القومي، إضافة إلى 205 آلاف جندي احتياط، وذلك ضمن خطة تقشف يعيد بها البنتاغون هيكلة الجيش لتوفير 500 مليار دولار على مدى عقد من الزمن.

واشار إلى أن إعادة تنظيم الألوية المقاتلة إلى 33 لواء سيخفّض عدد المقرات القيادية العسكرية مع الحفاظ، في الوقت عينه، على قدرات الألوية القتالية العالية على قدر المستطاع.

وتوقع أن يبقى لواءان مقاتلان في أوروبا، بعد إلغاء فعالية 12 لواء بالقارة، مشيراً إلى أن القواعد الداخلية بالولايات المتحدة ستشهد، من ناحيتها، خفضاً بواقع 10 ألوية، مع العلم أن اللواء الواحد يضم نحو 3500 جندي.

ومن المتوقع اكتمال عملية التغييرات العسكرية بحلول نهاية العام 2017.

تقليص 15 بالمئة من سلاح البر

البنتاغون من جهته جعل عدد سلاح البر الاميركي بين 420 الفا و450 الف جندي فعلي مقابل 535 الفا حاليا، اي خفض اضافي نسبته 15 بالمئة وذلك لمواجهة الاقتطاعات المالية، كما اعلن وزير الدفاع تشاك هيغل.

والبنتاغون الذي يواجه احتمال اقتطاع تلقائي من الموازنة بقيمة 500 مليار دولار على مدى عشرة اعوام، عمد في الاشهر الاربعة الاخيرة الى مراجعة استراتيجية بينها خيار يثبت انه لا يزال بامكاننا تنفيذ المهمات ذات الاولوية في استراتيجيتنا الدفاعية مع خفض حجم سلاح البر الى مستوى بين 420 الفا و450 الف رجل في تشكيلته الفعلية في الوقت نفسه، كما قال وزير الدفاع موضحا ان اي قرار لم يتخذ بعد بهذا الشان.

واضاف ان الدراسة خلصت الى ان بامكاننا خفض حجم قواتنا البرية والجوية التكتيكية بطريقة استراتيجية الى ما يفوق الخفض المبرمج اصلا.

وبعد عقد من الزمن تضاعفت فيه موازنته لصالح حربي العرق وافغانستان، توقع البنتاغون ان يجعل عدد الجنود الفعليين 490 الفا بحلول 2017 وخفض قوات المارينز من 201 الف الى 182 الف رجل.

لكن الجيش الاميركي يواجه على خط مواز للمرة الاولى هذه السنة اقتطاعا تلقائيا في موازنته بقيمة 37 مليار دولار بسبب عدم التوصل الى اتفاق في الكونغرس حول خفض العجز.

وينص الخيار ايضا على جعل عديد الاحتياط 490 الف رجل بدلا من 550 الفا اضافة الى الغاء ما يصل الى خمس" فرق من الطائرات التكتيكية و"خفض حجم اسطول طائرات النقل سي-130 مع تقليص الخطر الى الحد الادنى، كما اكد هيغل وهو يعرض للصحافيين ما توصلت اليه الدراسة الاستراتيجية.

وتسمح الدراسة برأي هيغل في تحقيق وفر من 150 مليار دولار. الا انه لم يتطرق في المقابل الى احتمال خفض اضافي في قوات المارينز.

فضائح جنسية

وليس بعيدا عن تداعيات السياسة الأمريكية المتبعة أزاء الجيش الأمريكي الذي بدأ يتأثر بما يجري من أحداث أمنية وسياسية، فقد تزايدت التداعيات حول حوادث التحرش والاستغلال الجنسي بالجيش الأمريكي التي دفعت بالبعض لمحاولة الانتحار، وإقالة آخرين، فإن التحرش الجنسي طالما كان من الأسرار القذرة للجيش الأمريكي، فقد قال مسؤولون أمريكيون إن 60 شخصا فصلوا من العمل كمجندين بالجيش ومدربين ومستشارين للضحايا نتيجة عمليات فحص طلبتها القيادة بعد قفزة في عدد الاعتداءات الجنسية في القوات المسلحة الأمريكية.

وقال الجيش إن 55 شخصا اوقفوا عن العمل منذ بدء عمليات الفحص التي امر بها تشاك هاجل وزير الدفاع الامريكي الشهر الماضي. وقال متحدث ان عمليات الفحص مازالت مستمرة وان الجيش يأمل بالانتهاء من مراجعة20 الف شخص بحلول اول اكتوبر تشرين الاول. بحسب رويترز.

وقالت القوات البحرية انها راجعت اكثر من عشرة الاف مجند ومدرب واشخاص مسؤولين عن مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية واعفت خمسة اشخاص من مناصبهم.

وامر هاجل الجيش في مايو ايار بمضاعفة جهوده لضمان ان كل فرد في القوات المسلحة “يفهم تماما” انه مسؤول عن تعزيز مناخ لا يمكن التغاضي فيه عن الاعتداءات الجنسية. وامرت القوات المسلحة بمراجعة الاشخاص الذين يتولون مناصب حساسة لضمان تمتعهم بالمؤهلات المناسبة لمناصبهم.

تبريرات

وتعرض سيناتور أمريكي لانتقادات حادة بعدما ألقى باللوم على هرمونات الشباب في الاعتداءات الجنسية في الجيش. وأدلى السيناتور الجمهوري عن ولاية جورجيا ساكسبي تشامبليس بتعليقاته في جلسة استماع حضرها ضباط عسكريون كبار وهم يرتدون الزي الرسمي من البحرية وسلاح الجو وسلاح مشاة البحرية وخفر السواحل، وحضرها أيضا رئيس هيئة الأركان المشتركة.

وقال تشامبليس الشباب الذين يأتون للخدمة كل عام تتراوح أعمارهم من 17 إلى 22 أو 23 عاماً. حسب رويترز

وأضاف لا عجب أن المستوى الطبيعي للهرمونات في هذه الفئة العمرية يؤدي إلى إمكانية حدوث مثل هذه الأشياء وذلك قبل أن يوجه اللوم إلى الجيش والكونجرس نفسه لفشلهما في وقف الاعتداءات الجنسية.

وفي نفس الجلسة قالت كلير مكاسكيل وهي ديمقراطية من ولاية ميزوري وممثلة ادعاء سابقة تعاملت مع جرائم جنسية ليست هذه مسألة تتعلق بالجنس. وأضافت قائلة خبرتي لسنوات في هذا المجال تقول لي أنهم يرتكبون جرائم للسيطرة والعنف. ودعت رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية ديبي واسرمان شولتز السيناتور إلى تقديم اعتذار.

القضاء على آفة الاعتداءات

من جهته دعا وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الى القضاء على افة الاعتداءات الجنسية المتزايدة في الجيش الامريكي. وفي كلمة القاها في احتفال تسليم شهادات للتلامذة الضباط في اكاديمية وست بوينت العسكرية في ولاية نيويورك (شمال شرق)، دعا هيغل قادة الكوادر المقبلة في الجيش الامريكي الى تحمل مسؤولياتهم على هذا الصعيد. حسب فرانس برس.

واعتبر ان التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية في الجيش تشكل خيانة مطلقة للقسم الذي يؤديه كل جندي، مضيفا ينبغي القضاء على هذه الافة.

واعلن سلاح الجو في الجيش الامريكي ان مدربا في اكاديمية وست بوينت العسكرية الامريكية تمت ادانته بعد قيامه خصوصا بتصوير ضابطات متدربات خلسة وهن يغتسلن.

ويتلقى نحو 4500 تلميذ ضابط دروسهم في وست بوينت، 15 في المئة منهم نساء.

وكشف تقرير للبنتاغون صدر اخيرا ان الاعتداءات الجنسية داخل الجيش ازدادت بنسبة ستة في المئة خلال عام، وبلغ عددها ثلاثة الاف و374 حالة في 2012.

واثار هيغل ايضا مشاكل الكحول والمخدرات وعمليات الانتحار التي تسجل ارتفاعا في صفوف الجنود الاميركيين بعد عقد حافل بالحروب. واعتبر الرئيس الامريكي باراك اوباما ان العسكريين الذين يقترفون اعتداءات جنسية يقوضون الثقة بالجيش الامريكي.

تقوض الثقة

الرئيس الاميركي باراك اوباما من جانبه اعتبر ان العسكريين الذين يقترفون اعتداءات جنسية يقوضون الثقة في الجيش الاميركي.

وقال امام ممثلي سلاح البحرية في انابوليس (ميريلاند-شرق) ان اولئك الذين يقترفون اعتداءات جنسية لا يرتكبون جرائم فقط بل يهددون الثقة والانضباط اللذين يشكلان قوة جيشنا.

واضاف الرئيس اوباما في الوقت الذي تعددت فيه فضائح التحرش الجنسي داخل الجيش الاميركي في الاونة الاخيرة لهذا السبب علينا ان نبدي تصميمنا على وقف هذه الجرائم التي لا مكان لها في اكبر جيش في العالم.

واشار تقرير لوزارة الدفاع الى تصاعد في هذه الظاهرة. وتابع اوباما علينا ان نعترف بانه حتى هنا ، حتى داخل الجيش الاميركي، شهدنا كيف ان السلوكيات السيئة للبعض يمكن ان يكون لها اثار معدية في اماكن اخرى. وحذر الرئيس الاميركي من نشر صور تتعلق بهذه السلوكيات المدانة. حسب فرانس برس.

واضاف في هذا العصر الرقمي يمكن لصورة واحدة من ساحة معركة تظهر عسكريين ليسوا في المستوى  ان تصبح فيروسا معديا وتعرض قواتنا للخطر وتقوض جهودنا من اجل السلام والامن.

وطلب اوباما من وزير دفاعه تشاك هاغل مقترحات بهذا الشان وايضا من الجنرال مارتن ديمبسي قائد الجيش الاميركي ومن مسؤولي مختلف افرع الجيش.

واعلن سلاح الجو في الجيش الاميركي ان مدربا في اكاديمية وست بوينت العسكرية الاميركية تمت ادانته بعد قيامه خصوصا بتصوير ضابطات متدربات خلسة وهن يغتسلن.

كما اعلن الجيش في 15 ايار/مايو انه فتح تحقيقا ضد سرجنت آخر مكلف الوقاية من العنف الجنسي اشتبه في انه اجبر احدى جندياته على ممارسة البغاء. وتم توقيف ضابط بسلاح الجو مكلف هو الاخر بالوقاية من العنف الجنسي، في حالة سكر بعد ان اعتدى جنسيا على امراة قرب مقر وزارة الدفاع.

تعهد بحل مشكلة الاعتداءات

وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل من جهته أمر كبار قادة الجيش بمضاعفة جهودهم لمعالجة مشكلة الاعتداءات الجنسية قائلا ان تكرار هذه الجريمة والتغاضي المتصور عنها يؤثر على قدرة الجيش على اداء مهامه.

وقال هاجل في مؤتمر صحفي بعد يوم من التقاء كبار قادة الجيش مع الرئيس باراك اوباما لمناقشة سلسلة من الحوادث التي قلصت الثقة في اسلوب معالجة الجيش لهذه الجريمة سنحل هذه المشكلة قريبا. وقال كان الرئيس بناء للغاية. وكان واضحا تماما. لم يكن احد في تلك القاعة غير محبط ومحرج ولم يعترف باننا فشلنا باوجه كثيرة.

واصدر هاجل مذكرة تعطي لقادة الجيش اسبوعا لوضع خطة لمناقشة مشكلات الاعتداءات الجنسية مع الجنود على كل المستويات وضمان ان يكون لدى من يتعاملون مع المجندين الجدد وضحايا الاعتداءات الجنسية تدريبا وشهادات مناسبة.

وقال هاجل في المذكرة ان الهدف هو ضمان ان يفهم كل عضو في القوات المسلحة بشكل واضح انه مسؤول عن تعزيز مناخ لا يتم التغاضي فيه عن السلوك الجنسي والتحرش الجنسي والاعتداء الجنسي. حسب رويترز

وجاءت هذه الحملة للقيام بتحرك بعد اسبوع من اصدار وزارة الدفاع تقريرها السنوي عن الاعتداءات الجنسية في الجيش وهي دراسة قدرت ان حالات الاعتداء الجنسي زادت بنسبة 37 في المئة في 2012 الى 26 الف حالة مقابل 19 الف حالة في 2011.

وجاء نشر هذا التقرير في خضم سلسلة من الحوادث التي اثارت الغضب في الكونجرس بسبب اسلوب معالجة الجيش لهذه المشكلة ودفعت النواب لبدء العمل في قانون لمعالجة المشكلة.

واعتقل رئيس مكتب منع الاعتداءات الجنسية في القوات الجوية في مطلع الاسبوع الماضي قبل نشر التقرير ووجهت له تهمة ملامسة امرأة بطريقة غير لائقة عندما كان مخمورا في ساحة انتظار للسيارات غير بعيدة عن مقر وزارة الدفاع.

وفي الايام التالية للتقرير عزل عسكريان من منصبهما في مكتب منع الاعتداءات الجنسية بعد التحقيق معهما احدهما بتهمة الاعتداء الجنسي والاخر بعد اتهامه بخرق امر قضائي حصلت عليه زوجته السابقة بحمايتها منه.

إقالة ضابط أمريكي

الجيش الأمريكي من جانبه قال إن ضابطا ادار مكتب منع الاعتداءات الجنسية في قاعدة فورت كامبيل العسكرية في كنتاكي اقيل من منصبه لمزاعم بانتهاكه أمر حماية طلبته زوجته السابقة.

واقيل اللفتنانت كولونيل دارين هاس من منصبه كمدير لمكتب مكافحة التحرش والحماية من الاعتداءات الجنسية وتكافؤ الفرص حيث تحقق الشرطة في المزاعم.

وقال الجيش في بيان إن هاس كان سيتقاعد على اي حال وأن عملية ابداله ستتم على الفور. واشار الى طلاق هاس من زوجته السابقة محل نزاع وانه صدر لكل منهما امر حماية من الآخر.

إعفاء 17 ضابطاً

وفي تدبير يُعتبر سابقة، أعفى سلاح الجو الأميركي 17 ضابطاً من سلطتهم في السيطرة على الصواريخ النووية، وإطلاقها إذا لزم الأمر، بعد إخفاقات غير معلنة، بينها تراجع قدراتهم على إطلاق الصواريخ.

وأشار المقدّم جاي فولدز، نائب قائد الوحدة المعنية، إلى أنها تعاني تعفناً في صفوفها، قائلاً في رسالة إلكترونية داخلية: نحن في أزمة.

وبدأت ملامح الأزمة بعد تفتيش نُفِّذ في آذار (مارس) الماضي، للوحدة الصاروخية الرقم 91 في قاعدة مينوت الجوية، في نورث داكوتا، إذ نالت ما يعادل علامة «دي» في اختبار على إطلاق صواريخ. كما أن اللياقة البدنية للوحدة اعتُبرت ضعيفة، بحيث صدر في نيسان (أبريل) الماضي، قرار بإعفاء 17 ضابطاً في القاعدة من مهمتهم الشديدة الحساسية في المراقبة على مدار الساعة، لأقوى صواريخ نووية يملكها سلاح الجو وصواريخ باليستية عابرة للقارات تطاول أهدافاً في العالم.

في غضون ذلك، أعلن آشتون كارتر، نائب وزير الدفاع الأميركي، أن الجيش أطلق برنامجاً تأخر كثيراً لحماية الأقمار الاصطناعية الخاصة بالأمن القومي الأميركي وتطوير سبل التصدي للقدرات الفضائية لخصوم محتملين.

وأضاف: قمنا للمرة الأولى بجهد متكامل لنجمع كل برامجنا الفضائية، مع أشخاص يفهمون في شكل جيد الأخطار التي تهدد الأقمار الاصطناعية وكيفية العمل من دون سفينة للفضاء، إذا اضطررنا لذلك.

وأشار كارتر إلى أن الجيش الأميركي الذي يوظف حوالى 780 ألف مدني، ينوي خفض عددهم بحوالى 5 - 6 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، قائلاً: سيكون ذلك مشابهاً لخفض عدد العسكريين».

وبحلول 2017، سيكون عديد القوات الناشطة في الجيش الأميركي 490 ألف رجل، وعديد أفراد البحرية الأميركية (المارينز) 182 ألفاً. وستخسر القوات البرية حوالى 100 ألف رجل، لكن عديدها سيكون أكثر مما كان عام 2001، حين كان عدد الموظفين المدنيين 670 ألفاً.

سرقة سيارات

وعلى صعيد آخر وجهت اتهامات إلى سبعة من عناصر مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) الموجودين حاليا في الخدمة وسبعة من العناصر السابقة ، من بين 64 شخصا يوم الخميس في أعقاب عملية سرية في جنوب كاليفورنيا استهدفت تشكيلا مزعوما لسرقة السيارات.

وأسفرت العملية المسماة بـ(العاصفة الكاملة) عن ضبط 92 سيارة مسروقة تصل قيمتها إلى 700 ألف دولار، بحسب ما ذكره الادعاء في سان دييجو.

وتتويجا لعملية استغرقت ثمانية أشهر، تم توجيه دعوة إلى المشتبه بهم إلى مكان سري لبيع مسروقاتهم.

وتم تصوير المشتبه بهم في الموقع وهم يبيعون سيارات مسروقة وأسلحة نارية ومخدرات ومستلزمات عسكرية مثل سترات واقية من الرصاص ونظارات رؤية ليلية إلى مخبرين سريين.

ويواجه المتهمون اتهامات جنائية مختلفة من بينها الاحتيال التأميني وسرقة سيارات وبيع الكوكايين وحبوب الميثامفيتامين المخدر وحيازة أسلحة وحيازة ممتلكات مسروقة والسطو.

ردود فعل

وعلى الصعيد الخارجي علق رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية، اللواء حسن فيروزأبادي، على قضية انتشار التعديات الجنسية في الجيش الأمريكي، قائلا إن ما وصفه بالفساد الاخلاقي والاعتداءات تحولت الى أمر واقع لا يمكن إنكاره لدى قوات الولايات المتحدة بسبب عدم اهتمام المسؤولين في ذلك البلد.

وأشار فيروزآبادي إلى اعتراف الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، وقادة الجيش بالفشل في الحد من الفساد الأخلاقي بين أفراده قائلا: "بسبب انعدام الاهتمام المفرط من قبل الساسة الأمريكان وقادة الجيش فإن الفساد الاخلاقي والاعتداءات الجنسية تحولت الى أمر واقع منتشر ولا يمكن إنكاره.

ووصف الجنرال الإيراني اعتراف أوباما بزيادة الاعتداءات الجنسية في الجيش الأمريكي بأنه: أمر مرير ولا يمكن تصديقه بالنسبة للشعب الأمريكي.

وأضاف: عدم كفاءة المسؤولين وقادة الجيش الأمريكي في الحد من الفساد والاعتداءات الجنسية بين أفراد الجيش بهذا البلد، دليل على عدم توفر الإرادة لدى مسؤولي الولايات المتحدة.

 واعتبر اللواء فيروز آبادي أن البيت الأبيض، وما قال إنها سياسته الخاطئة في العدوان على الدول ونهب ثروات الشعوب الأخرى والغفلة عن المعضلات والاحتياجات في المجتمع الامريكي، هي السبب الرئيسي للمشكلات الموجودة في الولايات المتحدة. حسب سي ان ان

وكانت وزارة الدفاع الأمريكي قد أعلنت قبل أيام أن 26 ألف عنصر لديها تعرضوا خلال 2012 إلى شكل من أشكال "الاتصال الجنسي غير المرغوب به" بزيادة كبيرة عن أعداد عام 2010 التي لم تتجاوز 19300 حالة.

حوادث غير مرتبطة بالمعارك

افادت دراسة اميركية ان حوادث الانتحار التي تزايدت بشكل كبير في صفوف العسكريين الاميركيين خلال السنوات الاخيرة ليست مرتبطة بالصدمات الناتجة عن القتال بل هي ناتجة عن امراض نفسية سابقة.

وتدقق الدراسة الصادرة في مجلة جورنال اوف ذي اميريكان ميديكال اسوسييشن في عوامل الخطر لدى مجموعة تضم اكثر من 150 الف عسكري حالي وسابق من جميع فروع الجيش. حسب فرانس برس

وتبين بعد تحليل بيانات استمارات الاسئلة ل83 عسكريا اقدموا على الانتحار بين 2001 و2008 ان بين العوامل المرتبطة بزيادة مخاطر الانتحار كونهم من الذكور، ويعانون من الاكتئاب او الاضطراب الهوسي الاكتئابي، ويسرفون في تناول الكحول او يعانون من مشاكل على علاقة بالكحول.

غير ان الباحثين لم يجدوا رابطا بين زيادة مخاطر الانتحار والمشاركة في المعارك، او تراكم ايام الانتشار او عدد عمليات الانتشار التي شارك فيها الجنود.

وقالت الدراسة التي قادتها سينثيا ليردمان من مركز الدراسات البحري للصحة في سان دييغو بكاليفورنيا ان تزايد نسبة الانتحار بين العسكريين قد تكون تعكس الى حد بعيد عن تزايد انتشار الاضطرابات العقلية لدى هذه الشريحة. وهذا الانتشار قد يكون ناتجا عن الضغط المتراكم خلال عمليات الانتشار او في القاعدة الاساسية.

وراى الباحثون انه من المفترض توفير وقاية افضل بفضل رصد الاضطرابات العقلية وسوابق استهلاك المخدرات او الاسراف في تناول الكحول مع توفير علاج نوعي.

ولاحظ الجيش الاميركي زيادة في عمليات الانتحار منذ 2005 تتزامن مع الانتشار العسكري في العراق وافغانستان غير ان السبب لم يعرف بشكل واضح.

وبحسب اخر تقرير صدر عن البنتاغون حول هذا الموضوع فان 301 من العسكريين انتحروا عام 2011 (بالمقارنة مع 268 عام 2008)، كما ان 64% من الذين قاموا بمحاولات انتحار لديهم سجل معروف من الاضطرابات السلوكية.

ولفت تشارلز إنغل الطبيب في الكلية العسكرية للعلوم الصحية في بيثيسدا بمريلاند في مقالة نشرته الصحيفة مع الدراسة، الى ان الابحاث الجديدة تبعث املا في خفض نسبة الانتحار بين العسكريين.

وكتب ان هذه الاستنتاجات تقدم فرصا مطمئنة لتحقيق تقدم. فالسوابق العقلية لانتحار العسكريين التي يمكن تعديلها من اضطرابات في المزاج وسوء استهلاك الكحول هي اضطرابات عقلية توجد بشأنها علاجات فعالة.

ورأت ريشل يهودا استاذة الطب النفسي في جامعة جبل سيناء الطبية في نيويورك ان هذه الدراسة تثبت ان الامراض العقلية مسؤولة عن عدد كبير من عمليات الانتحار وان هذه الاضطرابات يمكن معالجتها.

واضافت يبقى ان نعرف كيف تتفاعل حالات القتال مع الاضطرابات العقلية القائمة سابقا وتزيد من مخاطر الانتحار.

جندي أمريكي يقتل 16 مدنياً أفغانياً

وفي إطار العنف فقد أعلن محامي جندي أمريكي متهم بقتل 16 مدنياً في هجوم نفذه في قندهار العام الماضي بأن موكله سيعترف بذنبه بغية تفادي إصدار عقوبة الإعدام بحقه.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن جون هنري براوني محامي الجندي الأمريكي روبرت بايلز قوله في رسالة قصيرة انه لا بد من انتظار موافقة أحد القضاة والجنرالات على اتفاق يقضي باعتراف موكله بذنبه في قتل 16 مدنياً أفغانياً مقابل عدم الحكم عليه بالإعدام.

ولم يعلن الجيش الأمريكي عن أي اتفاق من هذا النوع، فيما حددت جلسة في 5 حزيران/ يونيو المقبل للنظر في القضية.

وكان جندي أمريكي من قوة المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) فتح النار في آذار/ مارس 2012 على مدنيين أفغان بإقليم قندهار ما أسفر عن مقتل 16 بينهم 9 أطفال وثلاث نساء. وتعهّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء تحقيق شامل بالهجوم الذي نفذه الجندي الأمريكي والحرص على تحميل كافة المتورطين مسؤولياتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/آب/2013 - 13/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م