التسمم الغذائي... خطر بنكهات شهية!

 

شبكة النبأ: تعتبر قضية تلوث الغذاء من القضايا المهمة التي تشغل المجتمع الدولي، وذلك لما لها من تأثيرات صحية خطيرة على حياة الكثير من البشر في مختلف دول العالم، ويمثل الغذاء عموماً جميع ما يتناوله الإنسان من المواد الجافة من طعام نباتي أو حيواني عضوي أو خلافه ، وكذلك السوائل المختلفة المتمثلة بالماء والمشروبات الأخرى. ويقصد بالتلوث الغذائي أو تلوث الأغذية وصول الكائنات الحية الدقيقة أو أي أجسام غريبة غير مرغوب بوجودها في المادة الغذائية، حيث يعتبر الغذاء ملوثاً إذا احتوى على جراثيم ممرضه أو تلوث بالمواد المشعة أو اختلط بمواد كيمائية السامة، وتسبب ذلك في حدوث ما يسمى التسمم الغذائي ، لهذا فان التلوث الغذائي يا خد أشكالاً عدة. مما يعجل في ظهور علامات الفساد عليها وبالتالي جعلها غير مرغوبة أو غير صالحة للاستهلاك البشري. والتلوث الغذائي يحدث بصورة مختلفة تبعاً لنوع المتسبب في هذا التلوث، فهو قد يكون تلوثاً ميكروبياً أو تلوثاً كيميائيا أو تلوث بالأشعة الذرية .

وهناك مصدران لتلوث الغذاء هما البيئة الطبيعية و الإنسان. حيث يتلوث الغذاء في البيئة الطبيعية نتيجة استخدام المبيدات الحشرية و الأسمدة الكيماوية في الزراعة. وتتجمع هذه المواد في المحاصيل الزراعية بمعدلات قد تكون ضارة للإنسان و الكائنات الأخرى و ذلك بسبب عدم التقيّد بإرشادات السلامة و فترة الأمان أثناء استخدامها، و التي تضمن انخفاض نسبة تلك المواد السامة في الأغذية إلى معدلات مطلوبة. ومن مصادر تلوث الغذاء الأخرى في البيئة الطبيعية: الهواء و مياه الري. فالملوثات التي يحملها الهواء قد تصل إلى النبات مباشرة أو عن طريق الأمطار و التربة. كما تحمل مياه الري الملوثة بالملوثات الكيماوية و الجرثومية المختلفة التلوث إلى التربة و النبات.

ويشكل الإنسان ايضا مصدرا لتلوث المواد الغذائية أثناء تعامله معها, إذ أن بعض المتعاملين مع تلك المواد الغذائية يكونون حاملين لجراثيم الأمراض كالتيفوئيد و الحمى المالطية و الكوليرا و غيرها، دون أن تظهر أعراض المرض عليهم، حيث تنتقل تلك الأمراض من شخص لآخر عن طريق الأغذية. ذلك نتيجة الافتقار إلى النظافة و سبل الوقاية الضرورية أثناء التعامل مع الأغذية.

وفي هذا الشأن قال مسؤول محلي يشرف على التحقيق الذي تجريه الشرطة في وفاة تلاميذ بالهند إن تقريرا للطب الشرعي أكد أن وجبة الغداء المدرسية المجانية التي أودت بحياة 23 تلميذا في ولاية بيهار بشرق البلاد كانت ملوثة بمبيد مركز للآفات ليس متاحا على نطاق واسع. وظهرت أعراض التسمم على الأطفال بعد دقائق من تناولهم وجبة من الأرز والبطاطا (البطاطس) بالكاري في مدرستهم التي تتكون من فصل واحد حيث بدأوا في التقيؤ والتألم من تقلصات معوية شديدة.

وأثار الحادث احتجاجات في بيهار. وقدمت الوجبة في إطار برنامج هندي يغطي 120 مليون طفل ويهدف إلى معالجة سوء التغذية والتشجيع على الذهاب إلى المدارس. وكان قد وردت بالفعل بشأنه شكاوى تتعلق بسلامة الطعام. وقال رافيندرا كومار المسؤول الكبير بالشرطة إن التقرير يظهر ان الوجبة أعدت بزيت طهي يحتوي على مادة المونوكروتوفوس احد مركبات الفوسفور العضوية وتستخدم كمبيد للآفات. وأظهر التقرير أن نسبة تركيز مبيد الآفات الذي عثر عليه في الزيت تتجاوز خمسة أمثال نسبة تركيز المبيد المستخدم بشكل تجاري.

وقال أبيجيت سينها المسؤول الإداري بالمنطقة "إنه عالي السمية.. سام للغاية وبالتالي لابد من تخفيفه عندما يستخدم كمبيد للآفات بشكل تجاري." وأضاف "لابد من تخفيفه خمس مرات. لذلك لتر واحد من المونوكروتوفوس يمزج بخمسة لترات من المياه." وقال سينها إن الشكل المركز ليس متاحا على نطاق واسع وإن هذا المبيد يباع عادة للمستهلكين في صورته المخففة. وقالت الشرطة إنها تعتقد ان الزيت كان محفوظا في وعاء استخدم من قبل في تخزين المبيد. وما زالت الشرطة تبحث عن ناظرة المدرسة التي فرت بعد الحادث. بحسب رويترز.

وتصف منظمة الصحة العالمية مادة المونوكروتوفوس بأنها خطيرة للغاية وتقول إنه يجب الا يسمح بالتعامل معها واستخدامها الا لأشخاص مدربين جيدا وتحت إشراف كاف. وتقول منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة أن كل المخلفات والمواد الملوثة المصاحبة لهذه المادة الكيماوية يجب اعتبارها مخلفات خطيرة وإعدامها داخل منشأة إحراق للمواد الكيماوية في درجة حرارة مرتفعة.

البان تسبب الشلل

في السياق ذاته يثير حليب تنتجه مجموعة فونتيرا النيوزيلندية وتستورده الصين ودول اخرى قلق السلطات في هذه البلدان التي اوقف بعضها استيراده بعد اكتشاف بكتريا فيه تسبب شللا وقد تؤدي الى الوفاة.

وقدمت شركة "فونتيرا" النيوزيلاندية العملاقة اعتذاراتها الى الصين التي واجه سكانها فضائح غذائية عدة. وقد نفت المجموعة في الوقت نفسه تأخرها عن التحرك في اعقاب العثور في منتجاتها من الالبان على هذه البكتريا التي يمكن ان تؤدي الى "التسمم الوشيقي" او التسمم المسبب للشلل وبالتالي الوفاة.

وكشفت شركة "فونتيرا" ان ثلاث كميات من الحليب المستخدم لصنع حليب الاطفال والمشروبات للرياضيين، كانت تحتوي على هذه البكتريا. في هذه الاثناء، ابلغت السلطة الصينية لتنظيم الادوية والمواد الغذائية ثلاث شركات للصناعات الغذائية استخدمت هذه الكميات ب "التوقف فورا عن بيع هذه المنتجات التي يمكن ان تحتوي على عناصر مؤذية "وسحبها".

وفي موسكو، اعلنت السلطات الروسية منع مشتقات الالبان التي تصنعها شركة "فونتيرا". وقالت وكالة "روسبوترنباندزور" الروسية لحماية المستهلك في بيان "سحب منتجات الالبان الملوثة التي تنتجها شركة فونتيرا من الاسواق ووقف استيرادها الى اراضي الاتحاد الروسي". وطلبت من المستهلكين "تجنب استهلاك" مشتقات الالبان التي تنتجها شركة "فونتيرا".

من جهتها، اعلنت السلطات الصحية السعودية انها رصدت كميات من حليب الاطفال المصنع في نيوزيلاندا من قبل شركة فونتيرا والملوث ببكتيريا يمكن ان تؤدي الى "التسمم الوشيقي"، مؤكدة ان الكميات لم تدخل السوق وسيتم اتلافها. ونقلت صحيفة الرياض عن الهيئة العامة للغذء والدواء تاكيدها ان "هذه المنتجات الملوثة لم تفسح بعد من قبل الهيئة ولم تصل الى الاسواق"، مؤكدة انه سيتم اتلاف هذه الكميات من حليب الاطفال التي تحمل العلامة التجارية "سيميلاك غين بلاس". وهذا النوع من الحليب مخصص للأطفال من عمر سنة الى ثلاث سنوات.

من جهة اخرى، سحبت مجموعة "دانون" الفرنسية من عدد كبير من البلدان الاسيوية كميات من الحليب المجفف للاطفال من ماركتيها المحليتين دومكس وكاريكاير بسبب التخوف من وجود تلوث في بعض المنتجات التي تنتجها فونتيرا لحسابها. وقالت المجموعة الغذائية العملاقة "في اجراء احتياطي سحبت شحنات من الصين وهونغ كونغ وماليزيا وتايلاند ونيوزيلندا، لكن ليست هناك اي شكوى من اي مستهلك حتى الآن".

وحرصا منه على طمأنة المستهلكين الصينيين خصوصا والحفاظ على صورة المجموعة في البلاد حيث تشهد سوق مشتقات الالبان ذروة ازدهارها، سافر رئيس شركة "فونتيرا" شخصيا الى بكين. وقال ثيو سبيرينغز في مؤتمر صحافي "نقدم اعتذارنا العميق الى الاشخاص الذين تضرروا"، لكنه اكد ان تعاونيته التي تضم 13 الف مزارع نيوزيلندي اصدرت تحذيرا فور تأكدها من التلوث.

وقد رد سبيرينغز بذلك على التأنيب الحاد الذي وجهه رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كاي والذي شدد على "المجازفة" التي اقدمت عليها المجموعة التي تعتبر نفسها المصدر العالمي الاول لمشتقات الالبان. وفي 2011، انتجت فونتيرا 89% من الحليب المنتج في نيوزيلندا. وقال كاي في تصريح لاذاعة نيوزيلند "يدهشني انه عندما انتج الحليب المعني، لاحظت فونتيرا شيئا خلال الفحوصات، لكنها لم تعتبر ذلك سببا كافيا للقلق على ما يبدو، لان الشركة سمحت" للكميات بالخروج من المصنع.

من جهته، اكد سبيرينغز ان المؤشرات الاولى لوجود تلوث في هذه الكميات لم تظهر الا خلال التحاليل التي اجريت هذه السنة، وبعد اشهر على مرحلة الانتاج وان من الضروري اجراء فحوص اضافية لتحديد "جذور" المشكلة و"الاصل الدقيق" للبكتريا. وشدد المدير العام ل"فونتيرا" على القول ان "ذلك يستغرق وقتا. واثبتت الفحوص وجود تلوث. واضاف "نتفهم تفهما تاما هواجس الاهالي. من حقهم ان يطمئنوا الى ان المنتجات التي يشترونها سليمة"، موضحا ان الشركة تنوي "اجراء فحوص على المنتجات التي تغادر نيوزيلندا على سبيل الوقاية".

ومن الشركات التي اشترت تلك الكميات من الحليب الملوث والتي استهدفتها السلطات الصينية، كوكا كولا الاميركية ومجموعة وهاها الصينية وشركة دومكس لحليب الاطفال المتفرعة من شركة دانون الفرنسية. واشار سبرينغز الى ان التلوث لم يسفر حتى الان عن اي ضحية معلنة.

ومنذ تفجر الفضيحة المدوية للحليب المغشوش بالميلامين الذي ادى في 2008 الى مصرع ستة اطفال وتضرر 300 الف آخرين، حصلت في الصين قضايا جديدة متتالية انتهت بتشويه سمعة صناعتها الوطنية لمشتقات الالبان. وفقدت ملايين العائلات الصينية في الواقع ثقتها بمشتقات الحليب المنتجة في الصين وباتت تتمون من الخارج او اذا ما تعذر ذلك تعمد الى شراء الماركات الاجنبية المطروحة للبيع في الصين التي تعد اكبر مستورد لمشتقات الالبان في العالم.

واستوردت الصين حوالى 95% من الحليب المجفف من نيوزيلندا في الفصل الاول من 2013، وهذا ما يفسر ردود الفعل السريعة لويلينغتون. بحسب فرانس برس.

وتمثل صناعة الالبان 25% من صادرات نيوزيلندا، كما تفيد الاحصاءات الحكومية، وتتمتع منتجات الالبان في نيوزيلندا بسمعة ممتازة في آسيا. وعبر احد مستخدمي الانترنت الصينيين على مدونة ويبو عن اسفه "لسوء حظ الرضع" الذين يواجهون "شركات محلية غير آمنة ومثلها الشركات المستوردة".

 الزبدة والفراولة المجمدة

على صعيد متصل قالت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إن 30 طفلا في 19 ولاية أمريكية اصيبوا بتسمم ببكتريا السالمونيلا جراء تناولهم زبدة ملوثة على الارجح. واضافت المراكز في بيان أن مسؤولي الصحة يشيرون إلى نوع من زبدة الفول السوداني يدخل في تصنيعها ملح البحر وتنتجها شركة تريدر جوز كمصدر مرجح لظهور تلك الاصابات بسلالة (بريدني) من بكتريا السالمونيلا.

وقال البيان إن متوسط اعمار الاطفال سبع سنوات وان اربعة منهم تلقوا علاجا في المستشفى. وتتفاوت الاصابة بالمرض في الولايات المتحدة وسجلت ولاية ماساتشوستس العدد الاكبر لحالات الاصابة وهو ثلاث حالات. وقالت شركة تريدر جوز إنها سحبت منتجاتها من زبدة الفول السوداني لاحتمال تلوثها ببكتريا السالمونيلا. بحسب رويترز.

وقالت شركة اخرى في نيو مكسيكو هي صن لاند إنها سحبت حوالي 100 نوع من زبدة الفول السوداني ومنتجات اخرى تحتوي على الجوز وحبوب. ويسبب المرض في العادة الاسهال والحمى وآلاما في البطن ويمكن ان يكون قاتلا لكبار السن والاطفال الصغار والاشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة.

من جانب اخر قالت السلطات الالمانية ان "من المحتمل جدا" ان يكون اكبر تفش لتسمم غذائي شهدته المانيا والذي اصاب اكثر من 11 الف تلميذ بحالات اسهال وقيء نجم عن كمية من الفراولة المجمدة. وتأثر بذلك اطفال في نحو 500 مدرسة ومركز للرعاية الاجتماعية في شتى انحاء شرق المانيا تلقت هذا الطعام من مقاول من الباطن لشركة سوديكسو لتوريد الاغذية وان ما لايقل عن 32 طفلا تتطلب الامر علاجهم في المستشفى.

وقال معهد روبرت كوتش الذي يقدم المشورة لوزارة الصحة الالمانية بشأن الامراض المعدية انه وجد" صلة قوية وذات دلالة احصائية" بين تفشي التسمم "وتناول منتجات صنعت من كمية من الفراولة المجمدة." وقالت شركة سوديكسو انها تعتزم تعويض الضحايا وقالت انه سيتم اعلان المزيد من التفاصيل خلال الايام القليلة المقبلة. واعتذرت في بيان للاطفال وعائلاتهم عن"حادث مؤسف للغاية لن يتكرر" وقالت انها ستختار مورديها في المستقبل "بشكل اكثر صرامة."

أقذر من مياه المراحيض

الى جانب ذلك ذكر تقرير نشرته وسائل الإعلام الرسمية بالصين أن مكعبات الثلج المستخدمة بسلسلة مطاعم "كنتاكي" في بكين، أقذر من مياه المراحيض بـ12 مرة، إذ تحتوي على تركيز بكتيريا أعلى بـ19 مرة من الحد المسموح به لمياه الشرب في الصين. ونقلت صحيفة "ميترو" البريطانية عن تلفزيون الصين المركزي قيامه باجراء فحوصات على البكتيريا المتواجدة بمكعبات الثلج المستخدمة بعدد من مطاعم الوجبات السريعة بالصين كـ"ماكدونالدز" و "كونغ فو"، و وجدت أن مكعبات الثلج بـ "ماكدونالدز" تعد أنظف من مياه المرحاض، بالرغم من عدم مطابقتها لمعايير النظافة الوطنية.

وحذر الخبراء من خطورة المستوى العالي من البكتيريا الذي قد يسبب أمراض خطيرة كمرض الزحار. من جانبها، قدمت "كنتاكي" اعتذارا لزبائنها بعد اذاعة التقرير هذا الاسبوع، حيث قال متحدث رسمي عن سلسلة المطاعم الأميركية الشهيرة "نعتذر بصدق عن ما حدث، قام اداريونا بزيارة الفرع للاطلاع على القضية". فيما بدأت "ماكدونالدز" و "كونغ فو" تحقيقات بشأن ما حدث.

أدوات من الميلامين

على صعيد متصل أفادت دراسة تايوانية بأن مادة الميلامين الكيميائية التي أصابت رضعا بالمرض في الصين وتسببت في وفاتهم بسبب حليب أطفال ملوث يمكن أن تتسرب من أدوات المائدة إلى الطعام. لكن الباحثين الذين ظهرت نتائجهم في نشرة (جاما) للطب الداخلي قالوا إن نتائجهم لا تثبت أن الميلامين مؤذ للبشر بالكميات التي رصدت عندما تناول المشاركون في الدراسة حساء ساخنا من أطباق مصنوعة من الميلامين.

وكانت جرعات كبيرة من الميلامين الذي يستخدم في بعض أنواع الأسمدة وفي مادة صمغية تستخدم في صنع أدوات المائدة قد تسببت في وفاة ستة رضع في الصين وأدت إلى مرض آلاف اخرين ونقلهم إلى المستشفى لاصابتهم بتلف في الكلية. ويمكن أن تتسبب كميات كبيرة من الميلامين في تكون حصوات بالكلية ومشاكل أخرى في الكلى لدى البالغين. بحسب رويترز.

وقال الباحث تشيا فانج وو من جامعة كاوهسيونج الطبية في تايوان "قد تسرب أدوات المائدة المصنوعة من الميلامين كميات كبيرة من الميلامين عندما تستخدم في تقديم أطباق ساخنة جدا." لكن الدراسة لم تقس أي آثار صحية محتملة لها علاقة بالميلامين ولم يتضح ما إذا كان الميلامين الذي يتسرب إلى البول بسبب أدوات المائدة المصنوعة من الميلامين قد يسبب مشاكل صحية على المدى البعيد أو أن أجسام المشاركين في الدراسة تخزن المادة الكيميائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آب/2013 - 10/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م