العراق وسوريا... ازمة سينامية وتوأمة للعنف

 

شبكة النبأ: يعاني العراق من تصاعد العنف على أراضيه حاليا بصورة مضطردة، مع تحول الصراع السوري بشكل متزايد إلى حرب بالوكالة على أساس طائفي، حيث شهد العراق حالة من التوتر وعدم الاستقرار الأمني في الاونة الخيرة الأخيرة بسبب اعمال العنف اثر الهجمات الإرهابية نتيجتا للصراع السوري الذي يوحي بمؤشرات انتقاله الى العراق بصورة أكثر وضوحا من أي وقت مضى، في ظل هشاشة التوازن السياسي في هذا البلد، وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً على تركيبته العرقية والطائفية الهشة.

إذ يرى الكثير من المحللين أن الصراع السوري وتصاعد العنف في العراق منحا تنظيم القاعدة وسائر التنظيمات الإرهابية فرصة كانت تنتظرها إذ أن عناصرها يتجولون حاليا بين مناطق الحدود المتداخلة من دون أن يخشوا مراقبة أو مطاردة، ويرى هؤلاء المحللين ان التوترات الامنية والطائفية في  العراق مؤخرا جاء بفعل اطراف خارجية تسعى لتحقيق أجندة إقليمية من خلال نقل وتداول أزمات تلك البلدان، لتمرير الأزمة السورية الى العراق،  لجذبه الى دول محور الصراع في الشرق الأوسط.

كما يرى محللون آخرون أن الإرادات الإقليمية من لدن بعض الدول المجاورة للعراق وسوريا تسعى توأمة الأزمة السورية بجعلها أزمة مشتركة مع العراق خصوصا في ظل استمرار واتساع رقعة الصراع في سوريا الذي بدأ يؤثر بشكل سلبي على الاوضاع الامنية في العراق محذرين من عودة شبح الحرب الاهلية التي دمرت البلاد خصوصا مع وجود ازمة ثقه بين الاحزاب والتيارات، مما اثار مخاوف كبيرة داخل الشعب العراقي من انزلاق العراق في وحل الفوضى وعودة العنف الداخلي مجددا، خصوصا بعد التطورات الاخيرة اثر موجة العنف الدامية التي ضربت البلاد مؤخرا، ويعزو بعض المحللين أن  تفجيرات العراق منشأها سوريا، كونها جبهتها الحدودية مع العراق مفتوحة للتسلل الإرهاب والإرهابيين.

فيما تشكو القوى الغربية إن الحكومة العراقية تسمح لطائرات إيرانية تنقل السلاح لقوات الأسد بالمرور عبر المجال الجوي العراقي وهو اتهام تنفيه بغداد، حيث يقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن العراق لا يبذل جهداً كافياً لمنع إيران من استخدام مجاله الجوي في نقل السلاح لحكومة الأسد، حيث تسعى الولايات المتحدة والعراق الى تعزيز التعاون لمنع ايران من إرسال أسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا والتصدي لتداعيات الحرب في سوريا، وعليه فأن الاضطرابات التي تشهدها سوريا بما في ذلك على طول حدودها، جعلت العراق بموقف حرج، لذا ويخشى العراق من ازمة سوريا في ان تغذي العنف وتعيد الحياة للقاعدة والارهاب في البلاد، مع التدخلات العلنية والسرية من أغلب  الدول الإقليمية وحتى العالمية، لتصبح الأزمة السورية خطرا كبيرا تنذر آثارها وتداعياتها باحتمالية عودة مستنقع العنف للعراق مجددا.

العراق لن يتحول إلى سوريا أخرى

 قالت وزارة الداخلية العراقية إنها لن تسمح لتنظيم القاعدة الذي تحمله المسؤولية عن موجة من العنف الطائفي بتحويل العراق إلى سوريا أخرى، وقالت وزارة الداخلية في بيان صريح بشكل غير معتاد "شوارع العراق أصبحت ساحة حرب يستأسد فيها أناس مسعورون متعصبون طائفيا وتحركهم أحقاد وفتاوى دينية يقتلون الناس بدماء باردة"، واضافت "قدرنا للظفر بهذه المعركة التي تريد تدمير البلاد وتقطع أوصالها وتحويلها الى سوريا جديدة"، وصعدت جماعات سنية مسلحة من بينها القاعدة هجماتها على الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في الشهور الأربعة الاخيرة الأمر الذي أثار مخاوف من العودة إلى الحرب الطائفية الشاملة بعد 18 شهرا من انسحاب القوات الأمريكية. بحسب رويترز.

وأججت الحرب في سوريا التوتر الطائفي في الشرق الأوسط ودعمت المسلحين السنة في العراق الذين يستفيدون أيضا من الاستياء العام وسط الأقلية السنية، ووصفت وزارة الداخلية الصراع الشهر الماضي بأنه حرب مفتوحة وقالت الولايات المتحدة إنها ستتعاون بشكل وثيق مع الحكومة العراقية لمواجهة القاعدة، وقالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن تواصل عملياتها "لضرب أوكار الإرهاب" خارج بغداد وتداهم مصانع لصنع القنابل ومراكز لتجنيد الانتحاريين.

امريكا والعراق يتصديان لداعيات الحرب في سوريا

في سياق متصل إتفقت الولايات المتحدة والعراق على تعزيز التعاون لمنع ايران من إرسال أسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا والتصدي لنزعة التشدد بين الشبان العراقيين وغيرها من تداعيات الحرب في سوريا، وقال مسؤول امريكي كبير ان المساعدة الامريكية للعراق ستتضمن تبادل الاستخبارات والمعلومات في االأاجل القصير على ان يعقب ذلك بيع نظام متكامل للدفاع الجوي ومقاتلات إف-16 في صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار، وتم التوصل للاتفاق أثناء محادثات في واشنطن رأسها وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره العراقي هوشيار زيباري والتي عقدت في فترة تشهد تصعيدا للهجمات الدموية مما رفع العدد الشهري لقتلى العنف في العراق الى أعلى مستوياته في خمس سنوات.

وقال المسؤول الامريكي ان الدبلوماسيين الامريكيين والعراقيين ناقشوا تداعيات الحرب في سوريا الدائرة منذ مارس اذار 2011 والمشاكل السياسية وراء التمرد السني المتنامي بما في ذلك هجمات القاعدة ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

ويشكو مسؤولون امريكيون منذ وقت طويل من ان ايران الشيعية التي لها نفوذ كبير في العراق تستخدم المجال الجوي العراقي لنقل اسلحة الي حكومة الرئيس السوري بشار الارسد الذي تسانده طهران، وقال كيري ان العراق حقق بعض التقدم في التعامل مع هذه المشكلة والتدفق العكسي للاسلحة من سوريا الي العراق منذ ان زار بغداد في مارس اذار لكن هناك حاجة الي المزيد من الجهود، واضاف كيري قائلا "انه مسار ذو اتجاهين وهو مسار خطير"، وقال المسؤول الامريكي الكبير انه في الاشهر الستة السابقة على زيارة كيري لم يقم العراق بتفتيش أي طائرات حلقت عبرت مجاله الجوي من سوريا الى ايران، واضاف قائلا "من مارس الي الان السجل مختلف تماما.. شاهدنا تعطلا في تدفق ما نعتقد انها شحنات من ايران الي العراق"، لكن المسؤول سلم بانه في حين ان معدل الرحلات الجوية الايرانية عبر المجال الجوي العراقي انخفض فان العراقيين لم يعترضوا فعليا أي أسلحة وانه مازال هناك حاجة الي الكثير من العمل، وأكد العراقيون في المحادثات الصعوبة التي يجدونها في المراقبة والسيطرة على مجالهم الجوي. وتهدف المساعدة الامريكية الي تخفيف هذه المشكلة. بحسب رويترز.

وأخطرت وكالة التعاون الامني والدفاعي الامريكية الكونجرس في الخامس من اغسطس آب بخطط لبيع العراق نظام متكامل للدفاع الجوي يشمل أجهزة رادار وصواريخ وانظمة توجيه وتدريبات ومعدات للدعم. وقال المسؤول الامريكي ان العراق سيحصل ايضا على مقاتلات إف-16 في خريف 2014 وانه يجري تدريب طيارين عراقيين، ونسب المسؤول إلي كيري قوله للعراقيين ان قيادة القاعدة في العراق انتقلت الى سوريا و"انهم لديهم الان وفرة في المجندين الجهاديين الذين يأتون الى سوريا ونحن نعتقد انهم يرسلون عددا منهم الي العراق"، وقال مسؤولون امريكيون ان من بين الادلة التي تشير الي تسلل للقاعدة الي العراق زيادة حادة في الهجمات الانتحارية من 5-10 تفجيرات في الشهر في 2011 و2012 الي حوالي 30 تفجيرا شهريا في الاشهر الثلاثة الماضية نفذ معظمها مهاجمون يشتبه بانهم جاءوا من سوريا.

وقال زيباري بعد محادثاته مع كيري انه لا يوجد أي متشددين عراقيين يذهبون الي سوريا بموافقة الحكومة العراقية وقال المسؤول الامريكي ان واشنطن توافق على ان ذلك هو الحال، واضاف المسؤول الامريكي أن كيري أبلغ زيباري انه يجب على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان تعالج ايضا المشاكل السياسية والاقتصاية المستفحلة التي تتسبب في استعداء الاقلية السنية في العراق بما في ذلك إقرار تشريعات اقتصادية معطلة، وقال المسؤول "إذا شعر السكان السنة في العراق بالسخط بشكل كامل عندئذ ستكون هناك بيئة يستفيد منها المتطرفون".

العراق لا يمكنه منع ايران من ارسال اسلحة الى سوريا

من جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان العراق لا يملك وسائل منع شحنات اسلحة ايرانية مرسلة جوا الى الحكومة السورية، من دون ان يؤكد حصول مثل هذه الشحنات، وصرح زيباري في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط انه "أبلغ الغربيين أن بلاده غير قادرة على وقف عملية نقل السلاح من طهران إلى دمشق إذا كانت موجودة". ودعاهم "إلى إيقافها إذا كانت تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي الذي يمنع دخول وخروج السلاح من إيران"، واضاف "أصل الموضوع +مع الغربيين+ أنهم يعتقدون أن هناك جسرا جويا عسكريا من طهران إلى دمشق. ويمر فوق العراق. العراق يرد: هذا لا يحصل بموافقتي. ولا أمتلك القدرة والإمكانيات لمنع حصوله. إذا هم أرادوا أن يوقفوا ذلك فليفعلوا".

وتعتبر القوى الغربية المعارضة لنظام بشار الاسد ان ايران حليفة الرئيس السوري، تمد باستمرار قوات دمشق بالاسلحة، وطلبت على الدوام من العراق تفتيش الطائرات التي تعبر مجاله الجوي، واوضح "نحن تحركنا ومنذ شهر ايلول/سبتمبر الماضي، بدأنا عمليات تفتيش اعتباطية للطائرات الإيرانية والسورية. والمواد التي اكتشفناها ليست +فتاكة+ لأنها كناية عن معدات، أدوية، أغذية.. وبكل أمانة أقول إن هذه الطائرات ربما تحمل غير ما ذكرته. لكن نحن ليست لدينا وسائل ردع وأنظمة دفاع جوي ولا الطيران العسكري الذي يمنع حصول مثل هذه الأمور +أي نقل السلاح+". بحسب فرانس برس.

وقال زيباري ايضا ان "مهمته الأولى تتركز على توضيح موقف العراق من الأزمة السورية وتبيان أنه واقع بين نارين: إيران والولايات المتحدة الأميركية. لكنه يلتزم موقفا حياديا...، وتابع موضحا "نحن نقول إننا واقعون بين نارين: نار إيران وهي جارة قوية، حليفة وصديقة من جهة. ومن جهة أخرى، نار الولايات المتحدة الأميركية التي هي أيضا حليفتنا. ومشكلتنا هي كيفية المحافظة على موقفنا وحياديتنا من غير أن ننجر إلى هذا الطرف أو ذلك"، وقال "أود أن أشير إلى أننا اليوم في العراق، في أصعب المواقف ومهمتنا كانت خلال هذه الجولة الأوروبية أن نوضحها وأن نفهم الأوروبيين أنهم يفسرون مواقفنا من الأزمة السورية بشكل خاطئ"، واقر زيباري، وهو كردي سني، في حزيران/يونيو بان شيعة عراقيين يقاتلون في سوريا الى جانب قوات النظام، مؤكدا في الوقت نفسه انهم يقومون بذلك بصفة فردية.

القلق يتصاعد في العراق

حيث حذر العراق من أن الحرب سورية تمزق الشرق الأوسط ، ومني المعارضون بسلسلة انتكاسات في ساحة المعركة وهم محاصرون في ضواحي دمشق يواجهون تقدما بطيئا ولكن مطردا من جانب قوات الأسد التي بدأت تستعيد اليد العليا في الصراع.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد "العراق في أصعب موقف وسط هذه الاضطرابات الاقليمية والصراع في سورية أصبح صراعاً اقليمياً بكل المعايير"، وأضاف "نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف محايد لكن الضغوط هائلة وإلى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الاحداث في سورية"، وتقول الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة إنها لا تؤيد طرفاً في الحرب وتدعو إلى تسوية عن طريق التفاوض. بحسب فرانس برس.

في الوقت نفسه أقرت الحكومة العراقية التي تدعو إلى حل سياسي للازمة السورية للمرة الاولى وجود عراقيين يقاتلون في سوريا، مؤكدة على النأي بنفسها عن تحمل مسؤولية ذلك، حسبما أكد مسؤول عراقي رفيع، وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي لفرانس برس ان “الحكومة العراقية ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الازمة السورية، واكد على “انها (الحكومة) غير مسؤولة عما يذكر من وجود افراد عراقيين مع اي من طرفي النزاع″، وتابع الموسوي ردا على سؤال ان الحكومة غير مسؤولة عن اي شخص يقاتل الى جانب اي طرف” في اشارة إلى مقاتلين شيعة يدعمون النظام واخرين سنة يدعمون المعارضة.

تأزم الأوضاع في العراق امتداد للنزاع السوري

في حين قتل أحد عناصر شرطة الحدود العراقية وأصيب اثنان آخران بجروح باشتباك مع مسلحين مجهولين من الجانب السوري من الحدود بغرب محافظة الانبار العراقية، وقال مصدر أمني محلي “اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين نقطة مرابطة تابعة لشرطة الحدود بالقرب من منفذ الوليد الحدودي (650 كلم غرب بغداد) وبين مسلحين مجهولين من الجانب السوري، ما اسفرعن مقتل أحد عناصر حرس الحدود وإصابة اثنين آخرين بجروح ،بينما لم يعرف حجم الخسائر بالجانب الاخر”، وأضاف المصدر “الاشتباكات التي بداها مسلحون مجهولون من الجانب السوري استمرت نحو ساعة، وتوقفت بعد وصول تعزيزات من شرطة الحدود العراقية”، ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن بيان للخارجية قولها، تعليقاً على كثافة الانفجارات التي تهز العاصمة العراقية بغداد، إنه "من الواضح بالنسبة إلينا، أن ما يحصل في العراق يعتبر نتيجة التباينات والخلافات العميقة على الصعيدين الطائفي والاجتماعي، والتي أصبحت أعمق مع التدخل الأجنبي عام 2003 وما تبعه من حرب أهلية"،وأضاف البيان إن زيادة "حدة التوتر في العراق امتداد للصراع المسلح في سورية، والذي يخرج عن إطار النزاع الداخلي ليتخذ طابعاً إقليمياً أكثر". بحسب يونايتد برس.

ودعت روسيا القوى السياسية في العراق إلى "التوصل لاتفاق وطني لتحول دون تمكين المجموعات المتطرفة من إشعال حرب طائفية". وكانت بغداد شهدت أمس الاثنين انفجار 13 سيارة مفخخة استهدفت مناطق تجارية وسكنية مكتظة، ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 300 شخص.

إجراءات أمنية لمنع المتسللين من سوريا

كما أفادت مصادر عسكرية عراقية الجمعة بأن القوات العسكرية في الأنبار اتخذت احتياطات أمن مشددة على حدود البلاد الغربية مع سورية من جهة مدينة الأنبار "غرب بغداد"، وقال ضابط في الجيش العراقي، لوكالة الأنباء الألمانية، ان “قوات عراقية من الجيش وشرطة الحدود فرضت إجراءات أمن على طول الشريط الحدودي مع سورية بعد اعتقال متسلل عربي الجنسية في منطقة العياطية القريبة من الحدود العراقية السورية لدى محاولته الدخول الى الأراضي العراقية لتفادي حصول حالات تسلل بالمستقبل”.

وأضاف أن “من بين الاجراءات المتخذة نشر عديد من السيطرات الثابتة والمتحركة بالقرب من الشريط الحدودي السوري-العراقي وزيادة اجهزة المراقبة لمنع حالات التسلل ورصد أي حركة مشبوهة، خاصة وان الشريط الحدودي العراقي السوري يشهد اشتباكات مسلحة بين القوات النظامية السورية وقوات الجيش الحر من وقت لاخر”.

الى ذلك قتل أحد عناصر حرس الحدود العراقي في اشتباك مع مسلحين تسللوا من سوريا قرب منفذ حدودي يقع في غرب البلاد، بحسب ما افاد مصدر امني رفيع المستوى، وقال الضابط في قيادة حرس الحدود رائد شهاب لوكالة فرانس برس ان “احد عناصر حرس الحدود قتل واصيب خمسة اخرون بجروح في اشتباك مع عناصر مسلحة”، واضاف ان العناصر المسلحة “كانت تحاول التسلل في سيارات رباعية الدفع الى الاراضي العراقية اتية من سوريا في منطقة صحراوية قريبة من منفذ الوليد” الذي يبعد نحو 400 كلم غرب الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وتابع شهاب ان “مسلحين اثنين قتلا ايضا في الاشتباكات”.

وفي التاسع من حزيران/يونيو، قتل احد عناصر شرطة الحدود العراقية واصيب اثنان اخران في هجوم شنه مسلحون من داخل الاراضي السوري قرب المعبر ذاته، وقتل في اذار/مارس جندي عراقي في اشتباكات على الحدود بحسب وزارة الدفاع، قبل ان يقتل في الشهر نفسه 48 جنديا سوريا في كمين غرب العراق اثناء اعادة نقلهم الى بلادهم بعدما فروا الى العراق خلال معارك قرب معبر ربيعة في الموصل، ويشترك العراق الذي يدعو لمعالجة الازمة السورية عبر حلول سياسية، مع سوريا بحدود تمتد لاكثر من 600 كلم.

المالكي واكراد سوريا

الى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاكراد في سوريا الى عدم الانضمام الى "الجماعات المتطرفة"، مؤكدا في الوقت ذاته ان هناك "مشروعا طائفيا" يجري تنفيذه في المنطقة، وقال المالكي في مقابلة تلفزيونية نشر مكتبه الاعلامي في بيان مقتطفات منها "حذرنا من خطر المجموعات الارهابية في سوريا منذ الايام الاولى وقلنا انهم يشكلون خطرا على كل سوريا ووحدتها وعلى المجتمع السوري"، واضاف "ها هم يهددون اليوم كل المكونات بمن فيهم الكرد، الذين ادعوهم الى الا يعرضوا اهلهم وابناءهم لخطر الانضمام لهذه الجماعات المتطرفة مما يشكل تهديدا للجميع وللكرد بالذات وادعو الى توفير الحماية لهم من جبهة النصرة ومن يقف وراءها".

ومنذ اكثر من اسبوعين تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعات جهادية والاكراد في مناطق واسعة من شمال سوريا، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا "النفير العام"، من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين. بحسب فرانس برس.

ووضع المالكي الاحداث في سوريا وموجة العنف المتصاعدة في العراق في اطار "مشروع طائفي يجري تنفيذه في المنطقة"، داعيا العراقيين الى "الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذا المخطط الذي يحاول اختراق الصف الوطني"، وتابع "ان الارهابيين يريدون النيل من ارادة العراقيين وصلابتهم ولكنهم سيخسرون وسنتصدى لهم بكل قوة وكذلك كل من يتعاون معهم ويوفر لهم الحماية والدعم"، واعلن المالكي ان "العمليات العسكرية الجارية حاليا في مناطق حول بغداد تحرز تقدما كبيرا وتدمر مقراتهم ومراكز تصنيعهم للقنابل والمفخخات وغيرها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آب/2013 - 10/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م