حرب الأكراد

هادي جلو مرعي

 

أكد المتحدث الرسمي بإسم برلمان كردستان طارق جوهر ماجاء من تصريحات سابقة أدلى بها رئيس الإقليم مسعود برزاني والتي هدد فيها بالتدخل لحماية الشعب الكردي في سوريا، ووصف مايتعرض له بالإبادة الجماعية، وإنه تكرار لحملات الأنفال التي قامت بها قوات عراقية نهاية ثمانينيات القرن الماضي ضد القرى الكردية، وتم فيها قتل عشرات آلاف النساء والأطفال، كل ذلك تقوم به جماعات دينية متشددة متمثلة بجبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية، وبدعم في بعض الأحيان من الجيش الحر السوري الذي يقاتل نظام بشار الأسد في مناطق شمال وشرق سوريا حيث يكثر تواجد الأكراد وآبار النفط الغنية هناك.

ليس من المستبعد على الإطلاق تدخل قوات البيشمركة العراقية الى جانب قوات حماية الشعب الكردي ضد جبهة النصرة والقوى الحليفة لها، وليس غريبا أن يكون الصراع قوميا تتداخل فيه المصالح وتتشابك، مع رؤية تركية معارضة لقيام كيان كردي في المناطق التي تقع خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد والمحاذية لتركيا، ويتداخل السياسي بالإقتصادي بالقومي في تلك المناطق التي تتواجد فيها أقليات عرقية لكنها موسومة بالوجود الكردي على أية حال، ولهذا يجئ التصريح المهدد بالتدخل بعد حصول عمليات قتل وأسر للمئات من المواطنين السوريين من أصول كردية قامت بها المجموعات الدينية المتشددة.

وهناك إحتمال كبير أن تقوم حكومة إقليم كردستان العراق بفتح المعابر الحدودية لتوريد السلاح والمقاتلين وإمداد القرى والبلدات الكردية في الداخل السوري بما تحتاج إليه من مساعدات مع توفير كافة الإحتياجات الطبية للمقاتلين والجرحى الذين يمكن أن يتم نقلهم الى كردستان، إضافة الى تأمين سلامة العائلات الكردية النازحة بفعل القتال العنيف.

العامل الإقتصادي يلعب دورا في تحديد الأولويات. فالأكراد لديهم رغبة في بناء كيان مستقل شبيه ربما بنظيره العراقي المزدهر على أساس قومي دون إغفال حقيقة وجود العامل الإقتصادي، فمايميز المناطق الكردية في سوريا إنها تتوافر على كميات من النفط يرى فيها الأكراد موردا إقتصاديا سيجعل من تلك المدن والبلدات مزدهرة إقتصاديا في محاكاة لنموذج كردستان العراق.

لكن هذا الطموح يصطدم بعقبة كأداء متمثلة بالجيش الحر المعارض الذي يفكر في إقامة نظام سياسي ديمقراطي لايسمح بتجزئة سوريا، وفي نفس الوقت فإن جبهة النصرة والقوى الدينية المتشددة التي لاتعترف لا بالجيش الحر، ولا بالوجود الكردي تسعى هي الأخرى للسيطرة على آبار البترول التي جرى حديث سابق عن قيام الإتحاد الأوربي بإتصالات مع المعارضة السورية وإمهالها مدة أسابيع لتولي عملية إستخراج وتصدير النفط من الحقول المنتشرة هناك، لكن ظروفا معقدة تمنع أي تطور بهذا الإتجاه يسعى إليه أي طرف في معادلة الصراع، بل يمكن الجزم بأن الطريق مايزال طويلا أمام الجميع للتفكير بإنجازات حقيقية على الأرض.

الأكراد لن يسكتوا، ففرصتهم التاريخية تكبر وتزدهر في منطقة مضطربة وهم عازمون على خوض الحرب حتى النهاية وعلى كافة الصعد الإقتصادية والسياسية والعسكرية.. هي حرب الأكراد إذن..

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/hadijalomarei.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آب/2013 - 10/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م