|
فاجعة البقيع، في الثامن من شوال، صفحة سوداء خطت حروفها الدامية
شرذمة تكفيرية دفعتها نزعة متوحشة من وسط الصحراء لتهدم أضرحة أئمة من
أهل البيت(عليهم السلام)، حيث هجمت عصابات وهابية في العام 1922م لتعيث
هدماً وخراباً في (البقيع) الذي يضم أضرحة أولاد الرسول الأعظم(صلى
الله عليه وآله): المجتبى الحسن، والسجاد علي، والباقر محمد، والصادق
جعفر(عليهم السلام)، وعادت مرة أخرى في العام 1926م، لتقطع رؤوس عدد
غفير من الشيعة في الأحساء، وقد سبقت ذلك أعمال إجرامية عديدة، منها ما
جرى في سنة 1802م، حيث اجتاحت عصابة تكفيرية مدينة كربلاء المقدسة،
وانتهكت حرمة ضريح سيد الشهداء(عليه السلام) بعد أن قتلت مئات
الأبرياء، وصولاً إلى تعرّض مرقد الإمامين العسكريين(ع) في يونيو/2007
لهجوم هدمت بسببه منائره، بعد حوالي 16 شهراً من تفجير قبته الذهبية في
22/شباط/2006، وتفجيرات وعمليات انتحارية ضد زوار أضرحة أهل البيت
(عليهم السلام) في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان وغيرها.
مؤخراً صدرت عدة تهديدات وجرت عدة محاولات لضرب الضريحين المقدسين
لمولاتنا الحوراء زينب وسيدتنا رقية(عليهما السلام)، رافق ذلك، فتاوى
شيطانية تدعو "المجاهدين" إلى (هدم معبد السيدة زينب)، رافق ذلك نداء:
(يا أحفاد الأمويين يا أتباع معاوية ويزيد، عليكم باستهداف معبد السيدة
زينب وهدمه، وهدم معبد السيدة رقية في دمشق، وهدم كل قبر من هذه القبور
في النجف وكربلاء).
اليوم، ليس الأضرحة المقدسة في البقيع ما زالت مهدمة فحسب، بل إن
كثيراً من المراقد المقدسة وعشرات الحسينيات تعرضت - وتتعرض - إلى
اعتداءات التكفير الوهّابي، وأيضاً، فإن الأضرحة والمقامات والحسينيات
الأخرى تحت التهديد.
الخطر التكفيري بات - اليوم - يحدق بجميع المقدسات، مثلما هو في كل
يوم له "غزوة" في هذا البلد وذاك، لسحق الإنسان وتدمير المدن وتشويه
الحياة، يقول آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي في جانب من
محاضرته، حول قيام عصابات تكفيرية بهدم قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي
الكندي(رضوان الله عليه) في الشام: (إن هذه العصابات الإرهابية
العاتية، ينبغي أن تواجه بمجموعة منوعة متكاملة من المواجهات والردود،
ومن النمطين: (السريع والاستراتيجي)، لأنها عصابات لا تقل خطورة من مرض
الملاريا، بل هي أشد خطراً وفتكاً على الأمة من أنواع الأمراض القاتلة
في هذا العالم).. ((وقل اعملوا)).
* أجوبة المسائل الشرعية العدد (191) لشهر
شوال لسنة 1434 هـ
http://alshirazi.com/rflo/ajowbeh/ajowbeh.htm |
