هل تحسن إدارة وقتك؟

احلام الجندي

 

قالوا:

الرجل ينام ست ساعات.

والمرأة تنام سبع ساعات

والأغبياء ينامون ثماني ساعات

فأي الأنواع انت؟؟؟

وإن كنت لا أدرى سبب التفرقة بين الرجل والمرأة في عدد الساعات، إلا أنى اعلم أن العلماء بينوا ان الإنسان يلزمه وقت من ست الى ثماني ساعات للنوم يوميا، فأصحاب الهمم والغايات تتأبى هممهم أن يأخذوا كامل قسطهم من النوم دون انجاز غاياتهم.

لذا أدركوا قيمة الوقت... فاستعظموا ان يقضوه في ساعات نوم اطول ما دام القليل يكفي بل هناك من لا يزيد نومه عن اربع او خمس ساعات في اليوم أو أقل من ذلك أحيانا لأن مهامهم أكثر من أوقاتهم.

فكم من عمل يمكن ان ينجز في ساعة نوم لسنا في حاجة إليها، وكم من صفحات يمكن أن تقرأ، وكم من فكرة يمكن ان تطرأ، وكم من كلمة يمكن ان تكتب، وكم من نصيحة يمكن أن تسدى، وكم من خطة يمكن ان توضع، وكم من سؤال يمكن ان يجاب، وكم من محتاج يمكن ان يعان، وكم من مصلحة يمكن أن تقضى، وكم من صفقة يمكن ان تتم، وكم من مريض يمكن أن يعالج، وكم من مبنى يمكن ان يرفع، وكم من محاضرة يمكن أن تهذب وترقى وتفيد وتعلم، وكم من قريب يمكن أن يوصل، وكم من أهل يمكن أن يٌستأنسوا ويتواددوا، وكم من نقاش يمكن ان يثمر، وكم من بحث يمكن ان يتم، وكم من قضية يمكن ان تنظر، وكم من حق يمكن أن يرد، وكم من ظلم يمكن أن يرفع، وكم من ركعة يمكن ان تصلى، وكم من ذكر يمكن أن يتلى، وكم من درس يمكن ان يلقى، وكم من دعاء يمكن ان يجاب، وكم، وكم، وكم.

وما أرى من يزيد في ساعات نومه إلا متكاسل، معدوم الحيلة، تائه الخطى، ضعيف الهمة، فاقد الهدف، كريشة في مهب الريح تحمله وتضعه كيفما شاءت، فلا يملك زمام أمره، ولا يحسن تقدير سيره، ولا يعرف الى أين ستصل به خطاه، وصدق رسول الله (ص) القائل فيما معناه " إثنان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " فكم من مريض عظيم الهمة أقعده مرضه عن آماله ومآربه، وكم من قوى أقعده استهتاره وعدم تقديره لوقته وحياته وعمره عن أن يذكر أو يترك أثرا او بصمة.

ويا ليت شعرى كيف سيكون حال هؤلاء بين يدى خالقهم عندما يسألهم: عن أعمارهم فيما أفنوها؟ وعن شبابهم فيما أبلوه؟ وعن علمهم إذا حصلوه فيما انفقوه وإذا لم يحصلوه لما أهملوه ولم يحرزوه؟ وعن مالهم من أين اكتسبوه وفيما انفقوه وإذا لم يكتسبوه لما قصروا ولم يجدّوا ليحصلّوه ورضوا أن يكونوا عالة على غيرهم وعبئا على مجتمعاتهم.

فما أحوجنا لأن ننتبه إلى أن انفاسنا معدودة، وأيامنا محسوبة، وأعمارنا محدودة، وأعمالنا محصاة، لنحسن التخطيط لحياتنا وامتلاك دفة اوقاتنا، وتحديد أدوارنا ومهامنا، ونوجهها أينما نريد، ونتحكم فيها كيفما نشاء، لا نترك أنفسنا تتقاذفنا المواقف والأحوال والظروف حتى ينتهى بنا المطاف ويمر العمر بشبابه وقوته وقدراته ثم نندم حين ولاة مندم.

وما أحوجنا الى التناصح والتعاون كي يأخذ الناجي بيد أخيه ويترك كل منا بصمته ويعين غيره فينبه اليقظ الغافل، ويرشد المستنير الضال الى الطريق الذى يجب ان يسلك، ويجذب النشط المتكاسل، ويعين القادر المحتاج على العمل، ويبذل كا منا مايستطيع بذله من جهد وفكر ونفع في كل لحظة، ونتكاتف جميعا لنكون منظومة متكاملة الأداء عالية الهمة واضحة الهدف، ترفع قامة أمتها وتعيد مجدها وسيادتها.

أرجو ان نكون تعلمنا من نظام شهر رمضان كيف ننظم حياتنا..

وكيف نحرص على إحراز أعلى فائدة من أعمالنا..

وكيف نحرص على اقتناص الفرص الهادفة والنافعة.

دمتم بخير وطاعة وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم وبلغكم ليلة القدر ورزقكم عظيم الأجر، وحفظ مصر وأبناءها من كل مكروه وسوء، وهدانا سبلنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 6/آب/2013 - 28/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م