أعطني مشكلة... أعطيك نخلة

حسين علي غالب

 

يعج وطننا الجريح اليوم بمشاكل كثيرة تطفو على سطحه بشكل دائم ومن هذه المشاكل مشاكل متعلقة بالوضع الاقتصادي المتدهور وأعداد العاطلين وعلى الخصوص عند فئة الشباب والمصيبة البيئية التي تسود العراق بأسره من شماله إلى جنوبه ووضع بطون المواطنين الخاوية بسبب نسب الفقر المرتفعة والدخل المنخفض عند البعض الأخر وإنعدام الحصة التموينية والأسعار الجنونية للمواد الغذائية عالميا ومحليا.

 وان نظرت نظرة شاملة على كل هذه المشاكل تجد بأن حلها بين أيدينا وهو متمثل بشجرة النخيل المباركة تلك الشجرة التي كانت تكسو أرض العراق بالسابق بأكمله وتصبغه باللون الأخضر الجميل.

 ودعونا الآن نناقش كيف أن النخلة سوف تساهم بتطوير الاقتصاد فان زرعنا أشجار النخيل بأعداد هائلة فأن العراق سوف يعود كما كان بالسابق المنتج الأول والأفضل للتمور حيث أن إيران حاليا باتت تحتل هذه المرتبة وبعدها دول الخليج وتونس والاهتمام بالمنتج الزراعي يوفر مبالغ طائلة للبلاد ويمكن الإطلاع على تجارب دول كثيرة والتي تربح مبالغ أكثر من كل أرباح دول الخليج المنتجة للنفط لبيعها مواد غذائية معينة وبسيطة.

 وان لم نستطع الوصول لمرحلة الدول المتقدمة زراعيا فلنحاول جاهدين الوصول لمرحلة السعودية حيث أن الزراعة تحقق دخلا جيدا للمواطن وللدولة ويكفي أن نطلع على ميزانية العراق في بداية تأسيس المملكة العراقية قبل أن نتحول إلى النظام الجمهوري لنجد أن الزراعة عموما وزراعة النخيل خصوصا كانت تحقق ميزانية جيدة للعراق وأن استثمرنا بقطاع زراعة أشجار النخيل فأن هذا القطاع يتطلب كوادر مهنية وأيدي عاملة كثيرة وتعليم زراعة النخيل ليس بالأمر الصعب بما أن العراق هو موطن النخيل الرئيسي والعراقي يعرف بأمراض وعيوب شجرته.

 وبهذا أنهينا النقاش فيما يتعلق بنقطتين وبقتنا نقطتان أخيريتان وهما الوضع البيئي وحالة الجوع فشجرة النخلة من الأشجار المعمرة أي ذات العمر الطويل فان زرعنا أشجار النخيل فلن نهدر كميات كبيرة من المياه ويمكن الاستفادة من المياه الملوثة بري أشجار النخيل وبهذا نتخلص من المياه الملوثة بري الأشجار وكذلك تعتبر الأشجار المعمرة حل جيد ومفيد لإيقاف ظاهرة التصحر الخطيرة حيث أن العالم يدق ناقوس الخطر من هذه الظاهرة حيث أن الأرض بدأت بالتصحر بالتدريج وحينها لن نجد مساحات خضراء فلذلك شجرة النخيل يمكنها العيش والنمو في الطقس الحار وهذا معناه بأن العراق عندما سوف يزرع أشجار النخيل بأعداد هائلة فأنه لن يشعر بالخوف من هذه الظاهرة الخطرة وفيما يتعلق بتلوث الهواء الناتج عن عمليات التخريب التي تتعرض لها أنابيب نقل النفط والأدخنة المنبعثة نتيجة احتراق النفط أو مشتقاته ومعه الأدخنة التي تأتي من مولدات توليد الطاقة الكهربائية والتي باتت موجودة في كل بيت في العراق فأن شجرة النخيل أو أي شجرة تستطيع شفط هذه الأدخنة وحينها ينقى الجو بطريقة طبيعية.

 اما فيما يتعلق بالنقطة الأخيرة فأن التمر معروف بفوائده الغذائية وأن وفرناه للفرد العراقي فإننا سوف نسد حالة الجوع التي يعاني منها الفرد العراقي حيث تظهر إحصائيات كثيرة بأن العراقي يعيش أزمة غذائية حقيقية وعلى الأخص عند الأطفال لأنهم لا يحصلون على احتياجاتهم من الفيتامينات والبروتين والكالسيوم وكل هذه المكونات متواجدة ان تناول الإنسان عدة حبات من التمر كل يوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5/آب/2013 - 27/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م