الأزمة السورية... حسم غائب وانفراجة مستعصية

 

شبكة النبأ: تشهد سوريا منذ عامين تقريبا حرب ضارية أسقطت البلاد في فوضى أمنية وسياسية خطيرة ألقت بظلالها على الوضع الإنساني والحقوقي على نحو خاص خصوصا بعدما أتخذ الصراع بعدا طائفيا متزايدا، فضلا عن تتصارع القوى الكبرى لتحقيق غايتاها وأجندتها المشبوهة.

حيث أظهرت المستجدات والتطورات الأخيرة في الأزمة السورية، تصاعد حدة الصراع بين كبرى القوى الدولية التي تقود حربا بالوكالة باستخدام أدوات محلية وإقليمية، على الرغم من استمرار المبادرات الإقليمية والدولية لتسوية الازمة السورية، الا ان الكثير من المحللين لا يعتقدون أن هناك إجراء حاسما سيتخذ لإيقاف الازمة، فلم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة، بسبب تباين مواقف المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها، التي تسعى لتمرير أجنداتها من خلال الأزمة السورية الحالية، وبسبب تزمت كل طرف  بموقفه وانقسام القوى العالمية في دعمها لطرفي الصراع، وليس هناك أمل يذكر فيما يبدو في أنها ستحقق هدفها بالتوصل الى تسوية او توافق حتى المستقبل القريب، مما يضع النزاع السوري داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع من أجل النفوذ والهيمنة الذي يحرك بوصلة المصير المشترك بين الحلفاء وسوريا وخاصة روسيا، والغرب وخاصة الولايات المتحدة، وذلك من خلال وحدة المصالح بمختلف أشكالها، مما يزيد من مخاطر نشوب صراع حربي أوسع نطاقا من منطقة الشرق الأوسط.

في حين يؤكد المجتمع الدولي على أهمية دعم مؤتمر جنيف 2 المخطط عقده حول سوريا، مشدداً على أن الحل الوحيد لأزمة سورية هو الحل السياسي وليس العسكري، فيما أوضحت روسيا أنه ليست لديها أهداف إستراتيجية في سورية ولا تتصارع مع القوى الكبرى الأخرى هناك وإنما تسعى لحل سياسي سلمي يرضي جميع الأطراف السورية المتصارعة، بينما رأى بعض الخبراء في هذا الشأن أن حل الازمة السورية قد يستغرق عقد من الزمان، في الوقت نفسه لم تعد الحروب المذهبية خافية على أحد مما يعني أنها قد تهدد سلاما منشودا بالمنطقة.

في حين يجسد الصراع السوري حالة تدهور الوضع الإنساني بصورة مأسوية تمهد لكارثة حقيقية، وتشير بعض التقارير الرسمية وغير الرسمية الى أن الصراع الجاري في سوريا أدى إلى دخول ملايين السوريين دائرة الفقر، فيما تراجع مؤشر التنمية البشرية في البلاد 35 عاما إلى الوراء، كما تعرض تعليم 2.5 مليون طفل للخطر، فضلا توقعات تدهور وضع الغذاء في سوريا مستقبلا، وعليه فان عدم توقف طرفي النزاع في سوريا عن القتال وفشل المجتمع الدولي بايجاد حل سياسي لهذه الفوضى المضطردة والمتفاقمة على الأصعدة كافة، يبقى مستقبل سوريا تحت مسجل الخطر حتى على المدى البعيد.

الحل الوحيد لأزمة سورية سياسي

من جهته أكد الاتحاد الأوروبي أهمية دعم مؤتمر "جنيف 2" المخطط عقده حول سورية، مشدداً على أن الحل الوحيد لأزمة سورية هو الحل السياسي وليس العسكري، وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، عقب انتهاء قمة جمهورية جنوب افريقيا- الاتحاد الأوروبي في مدينة بريتوريا، إنه "لا يمكن أن يكون في سورية حل عسكري، بل إن الحل الوحيد هو الدفع قدماً في اتجاه عملية سياسية، وأشار إلى "أهمية دعم مؤتمر جنيف الذي يخطط له حول سورية"، كما أعرب عن القلق "إزاء استمرار العنف، وازدياد تدهور الوضع الإنساني في سورية"، وقال إن "الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه القوي للمساعدات الإنسانية". بحسب يونايتد برس.

كما دعت الصين إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية، مجددة حث الأطراف السورية على "الاستجابة للدعوات لجولة جديدة من المحادثات في جنيف"، ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شونيينغ قولها إن "الصين ترحّب بأية اقتراحات وجهود تفضي إلى وقف العنف والترويج لتسوية سياسية في سورية"، وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون حث الفائت كل الأطراف في سورية على وقف القتال والحفاظ على السلام خلال شهر رمضان. بحسب فرانس برس.

وعبّرت المتحدثة عن أمل الصين بأن تطبّق كافة الأطراف المعنية ما أورده بيان جنيف المؤرّخ في 30 حزيران/يونيو 2012، وتستجيب بشكل فعاّل للدعوات لعقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف.

روسيا لا تتصارع مع القوى الكبرى حول سوريا

من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ليست لديها أهداف إستراتيجية في سورية ولا تتصارع مع القوى الكبرى الأخرى هناك وإنما تسعى لحل سياسي سلمي يرضي جميع الأطراف السورية المتصارعة، وقال لافروف في حديث نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية إنه "على عكس الاعتقاد ليست لدينا أهداف استراتيجية في سورية، كما أننا لا نحرك دمى الظل من وراء الستار من أجل فرض إرادتنا، كل ما نهدف إليه هو أن يتمكن السوريون من تقرير مستقبلهم بشكل ديمقراطي وبكامل سيادتهم".

وأوضح "من هذا المنطلق، نحن لا نتدخل في النزاع السوري الداخلي ولا ننظر للسوريين على أنهم قسمان، من يتبعنا والآخرون، في المقابل ندين بشكل صريح وغير مشروط كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة وأعمال العنف التي تستهدف المدنيين، خاصة الجرائم المرتكبة بدافع الكراهية الدينية أو الطائفية"، وأضاف "لا نوافق على ما يقوم به كل من يرفض الجلوس إلى طاولة الحوار إلا بشروط مسبقة والذين يدفعون الأوضاع إلى مزيد من المواجهة والعنف وإراقة دماء الشعب السوري لمجرد تحقيق رغبتهم في الإطاحة بالنظام القائم بالقوة"، وأعرب لافروف عن قلق بلاده الكبير بخصوص "التنسيق المتزايد بين مختلف الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة الذي يهدف إلى إحباط كل محاولات استعادة السلم في سورية، وإثارة النعرات الطائفية والدينية، خاصة بين السنة والشيعة". بحسب يونايتد برس.

وقال "لا يمكن أن نتغاضى عن استهداف الجماعات الإرهابية وارتكابها جرائم مريعة في حق المدنيين في أماكن عامة بدمشق، التي تشهد عملية تطهير طائفي، مثلما حدث في المجزرة التي شهدتها بلدة هاتلة بدير الزور والتي أسفرت عن مقتل ستين مواطناً وتفجير منازلهم وشنق الإمام"ن واعتبر لافروف أنه "من الخطأ إقرار تزويد الجماعات المعارضة بالأسلحة، باعتبار أن مثل هذه الخطوة لن تجلب السلم لسورية، على العكس المزيد من التسليح يعني المزيد من إراقة دماء الشعب السوري وتدهور الوضع بشكل خطير في المنطقة".

كما اعتبر أنه "من الخطأ الفادح الاعتقاد أنه سيكون هناك طرف خاسر وآخر منتصر، الكل سيخسر، وهذا ما يميز العالم الذي نعيش فيه بترابطه وعولمته، وهو بالذات ما يجعله مختلفاً عن القرنين التاسع عشر والعشرين"، ورجح لافروف أن يكون "مؤتمر جنيف-2 فرصة حقيقية لعودة السلم والحياة الطبيعية إلى سورية، لهذا السبب نرى أنه على الدول المشاركة والمعنية والتي نسعد برؤية الجزائر ضمنها، أن تبذل المزيد من الجهد والعمل على تقديم يد العون للسوريين، الأمر صعب لكنه ليس مستحيلاً، كل ما يجب عمله هو الانتقال من الكلام إلى التجسيد"، ورفض لافروف وصف ما يجري في سورية بأنه صراع بين القوى الكبرى. وقال "لا أحبذ وصف ما يحدث في سورية بالصراع بين قوى دولية، موقف روسيا واضح ويقضي بضرورة إيجاد حل ومخرج للأزمة الخطيرة التي تشهدها سورية عن طريق الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي نوع من التدخل الخارجي العسكري أو إملاءات خارجية ".

الحرب الطائفية تهدد سلاما نادرا بالمنطقة

ظل ريف حمص بغرب سوريا طيلة أشهر نموذجا غير تقليدي للتعايش في الحرب الضارية التي تشهدها البلاد منذ عامين… والآن ثمة احتمال أن ينزلق إلى طريق يجعله نقطة سوداء في الصراع الذي يتخذ بعدا طائفيا متزايدا.

لكن هذا القطاع الاستراتيجي من الأرض الذي يسكنه مزيج من الطوائف الدينية ذات الانتماءات السياسية المتباينة تجنب هذا الخيار المتطرف، ونظرا لتوجس طرفي الصراع من فتح جبهة جديدة سمح الطرفان للقرى بأن تتعاون سرا مع كل من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وكذلك مقاتلي المعارضة.

وتتعامل كل من هذه القرى بطريقتها الخاصة.. فعلى سبيل المثال فإن قرية الزارة تبدو صباحا وكأنها منطقة موالية للنظام السوري إذ ان المدارس تفتح أبوابها كما أن علم النظام السوري يرفرف وصور الأسد معلقة في المصالح الحكومية.

لكنها في الليل تتحول سرا إلى مركز تهريب للغذاء والدواء والسلاح المتجه إلى مقاتلي المعارضة في القرى المجاورة والذين يحاربون قوات الأسد لإنهاء حكم هذه العائلة المستمر منذ اكثر من 40 عاما، قال سالم وهو عامل بناء من القرية التي يسكنها ثمانية آلاف نسمة "الجميع يعلم ما كان يحدث، الرجال يمررون الإمدادات عبر نقاط التفتيش التي تحرسها ميليشيات الأسد. امام أعينهم"، والآن اصبح الجيش السوري – الذي ازداد ثقة بسبب سلسلة من الانتصارات حققها في معارك بمناطق مجاورة – يجبر هذه القرى على الاختيار.. إما الاستسلام واما الهلاك.

ويمكن ان تكون النتيجة كارثية. ففي حين أن السكان هنا يشعرون بأن الغلبة ستكون للجيش على الأرجح – كما أن العديد من القرى التي بها أقليات علوية تحارب في صفوف الأسد – الا إن التكلفة ستكون باهظة، وقال ساكن آخر في الزارة "أي صاحب عقل هنا يرى أن نتيجة القتال هنا ستنتهي بلا شك بدمار الجانبين"، وربما يكون هذا هو الثمن الذي أصبح الجيش مستعدا لدفعه نظرا لأن المكاسب التي تحققت مؤخرا تعني أن هدف الأسد القائم على انشاء حزام من الأرض بين العاصمة دمشق ومعقله على ساحل البحر المتوسط أصبح قاب قوسين أو أدنى.

في الشهر الماضي سيطر الجيش بدعم من حزب الله اللبناني على بلدة القصير الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية. وإذا تمكنوا من ترسيخ ذلك المكسب من خلال السيطرة على هذا الجزء الريفي من حمص فربما يتمكنون أيضا من إغلاق خطوط الإمداد التي تصل لمقاتلي المعارضة وإلى وسط سوريا وقطع الطريق بين مقاتلي المعارضة في الشمال وأقرانهم في الجنوب.

حاولت القرى الكبرى مثل الزارة طوال شهور تحقيق توازن دقيق بين التعاطف الايديولوجي والواقع الجغرافي، فباعتبار أن هذه المنطقة تسكنها أغلبية سنية فإن السكان يتعاطفون مع الانتفاضة ضد حكم الأسد، وقد لجأ آلاف من أقارب المقاتلين الذين انضموا إلى الانتفاضة إلى هذه البلدة التي كانت تنعم بالهدوء يوما ما. لكن الزارة تحيط بها قرى يسكنها العلويون المنحازون بطبيعة الحال للرئيس العلوي.

ويوجد خارج طوق القرى العلوية واد مليء بالقرى المسيحية التي ألقت بثقلها وراء الأسد، وعلى خلاف العداء الذي سرعان ما أحدث انقساما بين العلويين والسنة فإن المسيحيين والسنة حاولوا ان يتجاهلوا هذا الانقسام الطائفي المتزايد استنادا إلى تاريخ طويل من التعايش بين الطائفتين.

لكن ميليشيات الشبيحة التي تضم مسيحيين تعهدت بدعم الهجوم الجديد للجيش. وهم يقولون إن الوضع الآن أصبح إما أبيض واما أسود أي ان عليهم الاختيار، وقال مقاتل من الوادي ذكر ان اسمه جوني "ليس هناك سنة طيبون. هناك فقط سنة سيئون.. لا يحملون السلاح.. وسنة أكثر سوءا يحملون السلاح"، وأضاف "إذا لم نهزمهم الآن فسوف يهزموننا… لذلك أقول أن نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا".

تقع قرية جوني على بعد كيلومترات من بلدة الحصن السنية التي تشتهر بقلعة الحصن المطلة على البلدة. وللمرة الأولى منذ قرون اصبحت هذه القلعة التي تعود إلى عصر الحملات الصليبية معرضة للخطر وهذه المرة من المدفعية والغارات الجوية التي تشنها قوات الجيش لدى محاولتها إخراج مقاتلي المعارضة، ويقول شبيحة في المنطقة إن الأسد ربما يجلب مقاتلين من حزب الله الذين كان لهم دور حيوي في النصر الذي تحقق في القصير، وكانت القصير أداة مفيدة لإخافة المحليين الذين يخشون من المصير المماثل.. اذ ان قوات الأسد وحزب الله سوت أغلب البلدة بالأرض عندما غزتها. بحسب رويترز.

وفي بلدة تلكلخ المجاورة نقضت قوات الأسد هدنة عقدتها مع المعارضة في أوائل 2013، ويقول نشط هناك إنهم هددوا السكان عبر مكبرات الصوت وقالوا لهم أن يتعظوا مما حدث في القصير وطلبوا منهم تسليم السلاح مقابل ضمان سلامتهم، وشأن بلدة تلكلخ شأن الكثير من البلدات في المنطقة فإن الحياة تسير بها بموجب صفقة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد اخرج الجيش بمقتضاها جنوده ونقاط التفتيش بينما طرد مقاتلو المعارضة المقاتلين الأجانب الذين يصلون من لبنان المجاور.

وقال سكان إن مقاتلي المعارضة بدأوا يتفاوضون على عدد موظفي الحكومة الذين يسمح لهم بدخول البلدة كل يوم وفقا لكمية المواد الغذائية التي يسمح الجيش بإدخالها، السكان هم الذين ضغطوا على مقاتلي المعارضة هناك للاستسلام هذا الشهر على أمل الحفاظ على السلام الهش في المنطقة، وفي ظل استسلام تلكلخ توقعت قوات الأسد سرعة استعادة قرية الزارة عندما أصدرت تحذيرا مماثلا هذا الأسبوع، لكن بدلا من ذلك تعرضوا لهجوم ضار من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يتجمعون سرا في المنطقة وقرروا القتال على عكس رغبة الكثير من السكان، وقال سالم عامل البناء من الزارة "قرى العلويين التي تحيط بنا تدافع عن النظام بضراوة".

ويحذر رائد الشاعر وهو قائد لمقاتلي المعارضة في الحصن من أن المسيحيين ربما يجدون مفاجآت مماثلة للتي وجدها العلويون في الزارة هذا الأسبوع، وقال لرويترز في مقابلة "مصيرنا مرتبط بسكان الوادي… لدينا خلايا نائمة بين سكان الوادي. لم نطلب منهم بعد أي عمل عسكري"، ويقول المقاتلون في الحصن إنه على عكس صفقات سابقة تم التوصل إليها فإن الاختيار بين الحرب والسلام لم يعد في أيدي السكان، وذكر أحد النشطاء في البلدة "الاختيار ليس معهم.. الثوار هم الذين يختارون… والاختيار هو: إما أن نحارب أو نموت ونحن نحاول".

حل قضية سوريا قد يتطلب عقداً من الزمن

من جهته رأى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الولايات المتحدة تواجه معضلة قد يستغرق حلها 10 سنوات في سورية، وقال ديمبسي في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأميركية ان النزاع في سورية يتحول إلى قضية إقليمية مرتبطة بالصراع بين السنّة والشيعة وهي تتمدد إلى لبنان والعراق، ورأى ان أميركا أمام معضلة في سورية قد يستغرق حلها 10 سنوات، فيما تقيّم مدى العمق الذي تريد التدخل فيه في ذاك البلد، وأوضح ان "للأمر علاقة بالتنافس في أحسن الأحوال، أو الصراع في أسوأ الأحوال، بين السنّة والشيعة، وقد تم اختطاف هذا النزاع عند مستويات معينة من قبل متطرفين في كلا الطرفين، وهم تنظيم "القاعدة" من جهة وحزب الله وتنظيمات أخرى من جهة ثانية".

وأضاف "هذا الأمر يتعلق بقضية تحتاج حوالى 10 سنوات، وإذا لم ندرك انها قضية إقليمية تتطلب كل ذلك الوقت فقد نرتكب بعض الأخطاء"، وذكر ديمبسي ان الحرب في سورية "ليست مسألة بسيطة تتعلق بوقف القتال عبر تقديم أية قدرات أميركية بل يبدو لي ان علينا أن نفهم كيف سيكون السلام قبل أن نبدأ الحرب".

الصراع في سورية يدفع أكثر من نصف سكانها إلى الفقر

من جهة أخرى قال مركز دراسات سوري يطرح نفسه كمستقل إن الصراع الجاري منذ أكثر من 28 شهرا أدى إلى دخول ملايين السوريين دائرة الفقر فيما تراجع مؤشر التنمية البشرية في البلاد 35 عاما إلى الوراء، وكشف (المركز السوري لبحوث السياسات) في تقريره عن الربع الأول من العام الحالي إن التراجع تركز بشكل رئيسي على ثلاثة قطاعات هي الدخل والتعليم والصحة.

كان تقرير صدر عن المركز نهاية العام الماضي أشار إلى أن مؤشرات التنمية البشرية في سورية تراجعت 20 سنة إلى الوراء، وأوضح التقرير أن أكثر من نصف سكان سورية أصبحوا فقراء وأن 7ر6 مليون مواطن سوري أصبحوا تحت خط الفقر بسبب الأزمة وأن 6ر3 مليون سوري دخلوا دائرة الفقر المدقع، وأضاف التقرير أن خسائر الاقتصاد السوري حتى الربع الأول من العام الحالي ارتفعت إلى 84,4 مليار دولار بعدما كانت 48,4 مليار دولار بنهاية العام الماضي وفقا للأسعار الجارية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأشار إلى أن "من بين الخسائر نحو 8 مليارات دولار خسائر بالناتج المحلي الإجمالي ونحو 13 مليار دولار خسائر في رأس المال ونحو 7 مليارات على الإنفاق العسكري"، وأشار المركز في تقريره  إلى أن "الدين العام لسورية داخليا وخارجيا ارتفع من 48% من الناتج المحلي عام 2012 إلى 65% خلال الربع الأول من هذا العام حيث شكل الدين الخارجي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 49% من الناتج المحلي الإجمالي".

حرب سوريا تعرض تعليم 2.5 مليون طفل للخطر

كما قالت منظمة (انقذوا الأطفال) الخيرية إن أكثر من خمس مدارس سوريا دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وهو ما يهدد تعليم 2.5 مليون طفل، وقالت المنظمة إن الحرب الأهلية في سوريا ساهمت في زيادة عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم، وأضافت أن أكثر من 70 بالمئة من 3600 حادث من هذه الحوادث عام 2012 وقعت في سوريا حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف وتعرض معلمون للهجوم وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة.

وقالت المنظمة انها كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سوريا ومخاوف بشأن إمكانية حصول الفتيات على التعليم في أجزاء من جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويتضمن التقرير بحثا جديدا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يظهر أن 48.5 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة وأن أكثر من نصفهم في سن المدرسة الابتدائية، وقالت منظمة (انقذوا الاطفال) إن ما يقدر بنحو 3900 مدرسة دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في سوريا بحلول يناير كانون الثاني 2013، وقالت المنظمة "لكن تقديرات احدث في ابريل تظهر زيادة سريعة جدا في هذا العدد إذ اصبح 22 بالمئة من 22 الف مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام".

وأضافت "تعرض تأثيرات النزاع تعليم 2.5 مليون طفل في سن المدرسة للخطر"، وقالت جاسمين ويتبريد الرئيسة التنفيذية لمنظمة (انقذوا الاطفال) في بيان مرفق مع التقرير "يجب أن يكون الفصل الدراسي مكانا للسلامة والأمن وليس لساحات قتال يعاني فيها الأطفال أكثر الجرائم ترويعا. يدفع الأطفال الذين يتم استهدافهم بهذه الطريقة الثمن حتى نهاية حياتهم".

ودعا التقرير إلى إنفاق المزيد من المساعدات الإنسانية على التعليم وقال إن قطاع التعليم السوري طلب 45 مليون دولار في يناير كانون الثاني من خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا لكن لم يتلق سوى 9 ملايين دولار بحلول يونيو حزيران، وظلت مستويات تمويل التعليم في وكالات الطوارئ الإنسانية "منخفضة بصورة كبيرة".

وقال التقرير إن التعليم انخفض إلى 1.4 بالمئة من التمويل الإنساني الشامل العام الماضي من 2 بالمئة في عام 2011 أي أقل من الهدف العالمي البالغ 4 بالمئة وتحدد عام 2010، وحث التقرير قادة العالم على حماية التعليم من خلال زيادة التمويل وتجريم الهجمات على التعليم وحظر استخدام المدارس من قبل الجماعات المسلحة والعمل مع المدارس والمنظمات من اجل اتخاذ تدابير للحفاظ على المدارس كمراكز للتعلم لاسيما في أوقات النزاع، وضع التقرير ليتزامن مع ظهور التلميذة الباكستانية ملاله يوسفزي في وقت لاحق اليوم الجمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أول خطاب علني لها منذ هاجمها مسلحون وهي في طريقها إلى المدرسة بباكستان في اكتوبر تشرين الاول.

وضع الغذاء في سورية سيتدهور عام 2014

الى ذلك اكدت الأمم المتحدة ان "أربعة ملايين سوري اي خمس السكان لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم" وإن "الوضع يمكن أن يتدهور العام القادم اذا استمر الصراع"، الذي بدأ منذ عامين، وعقب زيارة لسورية  قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير إن "الانتاج المحلي على مدى الأشهر الاثني عشر القادمة سينخفض بشدة على الأرجح"، وقدرت المنظمتان أن سورية ستحتاج الى استيراد 1.5 مليون طن من القمح في موسم 2013-2014. وانخفض إنتاج القمح الى 2.4 مليون طن اي أقل بنسبة 40 في المئة من متوسط المحصول السنوي قبل الصراع الذي كان يتجاوز أربعة ملايين طن. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/آب/2013 - 25/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م