القاعدة في القارة السمراء... خطر يتنامى

 

شبكة النبأ: يشكل تنظيم القاعدة تهديدا خطيرا ومباشرا لأغلب دول القارة السمراء، خصوصا وأن هذا التنظيم يجسد ابرز الصور الدائمة للتنظيمات الإرهابية الأخرى والموالية له مثل حركة شباب المجاهدين الصومالية وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ومجموعة الموقعون بالدم التابعة للجهادي الجزائري مختار بلمختار التي تتسع جغرافيا حول افريقا.  

حيث يرى بعض المحللين ان هذه الحركات المتطرفة اقامت علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة اجنبية على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، مما يجعلها مسجل خطرا على مستوى العمليات الإرهابية يهدد امن القارة الإفريقية.

فعلى الرغم من إحياء أنشطة مكافحة الإرهاب في أفريقا مازالت التهديدات الأمنية تلوح في الأفق، ومصدرها تنظيم القاعدة كما تمثل تهديداً جدياً لأمن والمصالح بعض الخارجية الاستعمارية كفرنسا وحربها الدائمة الولايات المتحدة أيضا.

إذ يرى الكثير من المحللين ان التصعيد الأمني المضطرد في بعض الثكنات الفرنسية والأمريكية، هو نتيجة للسياسة التخبط  المتبعة في مواجهة الإرهاب من السلطة الغربية، مثل قرار الحرب على مالي المتسرع والمكلف، وانتهاج إستراتجية الطائرات دون طيار لمواجهة الإرهاب، فضلا تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة في بعض الدول الساخنة أمنيا، إذ تظهر تلك الأحداث الأمنية انفة الذكر انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب وخاصة في أفريقا ومنطقة المغرب العربي.

ويرى الخبراء بهذا الشأن انه على الرغم من  تحسين التعاون في مكافحة الإرهاب القاعدي وانحدار مستوى هجماته، الا ان تنظيم القاعدة يبقى قادرا على التكيف مع مثل هكذا ظروف وانه مازال يمثل تهديدا مستمرا وخطيرا على العالم أجمع.

لذا يرى معظم المحللين ان تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الحروب وتمكن بعض الجماعات المتطرفة من الاستيلاء على بعض المناطق، قد يزيد من خطر اتساع رقعة التحالفات بين تلك المنظمات الإرهابية وبالتالي سيؤثر على امن واستقرار القارة السمراء.

توقيف الزعيم التاريخي لحركة شباب المجاهدين

في سياق متصل اعتقلت قوات الامن الصومالية الزعيم التاريخي لحركة شباب المجاهدين الصومالية الشيخ حسين عويس لدى وصوله الى مطار مقديشو، بحسب ما اعلنت مصادر متطابقة، وقال ضابط شرطة لوكالة فرانس برس "وقعت مشادة حامية وتحول الامر الى عراك بين افراد قوات الامن ووفد الشيخ عويس الذي تم توقيفه"، وحطت طائرة عويس قادمة من ادادو (وسط) كبرى مدن منطقة هيمان وهيب الذاتية الحكم. وكان الزعيم الاسلامي لجأ اليها بعد مواجهات الشهر الحالي مع فصيل منافس من الشباب في ميناء براوي.

وبحسب احد المقربين منه فقد قبل عويس القدوم الى مقديشو بعد وعد بمفاوضات مع الحكومة. وتم ارسال طائرة خاصة من العاصمة الصومالية لجلبه مع عدد كبير من افراد فصيله، واتهم يوسف محمد سياد الجنرال ووزير الدفاع السابق قبل انشقاقه في 2010، الحكومة بعدم الوفاء بالتزاماتها، وقال سياد وهو من قبيلة عويس (الهوية) "الحكومة لم تحترم وعودها من خلال توقيف الشيخ عويس. لقد اهانوا ايضا النواب الذين اقنعوه بالقدوم الى مقديشو"، وعويس السبعيني او الثمانيني بحسب المصادر والملاحق بعقوبات اميركية ودولية بسبب علاقته بالارهاب، يعتبر زعيما تاريخيا لحركة شباب المجاهدين الاسلامية المتطرفة في الصومال، وكان رئيس اتحاد المحاكم الاسلامية التي سيطرت على معظم مناطق البلاد وضمنها مقديشو في النصف الثاني من 2006 قبل هزمها في كانون الاول/ديسمبر 2006 بايدي قوات اثيوبية دخلت الصومال. بحسب فرانس برس.

وبعد ان لجأ الى اريتريا العدو اللدود لاثيوبيا، تزعم عويس حركة حزب الاسلام التي اندمجت لاحقا في 2010 مع حركة الشباب التي مثلت الشق الاشد تطرفا في اتحاد المحاكم الاسلامية، ومنذ اكثر من عام كان عويس يعارض سلطة احمد عبدي غودان القائد الاعلى للشباب الراغب في ادراج كفاح جماعته ضمن "الجهاد العالمي"، وانضمت حركة الشباب رسميا الى القاعدة في 2012، ومنذ ان تم طردهم من مقديشو في آب/اغسطس 2011 فقد الشباب كافة معاقلهم في جنوب البلاد ووسطها لكنهم ظلوا يسيطرون على مناطق واسعة من ارياف الجنوب والوسط، واصبحوا يعتمدون اسلوب حرب العصابات والاعتداءات، وعويس المعروف بدهائه هو عقيد سابق في الجيش الصومالي وحارب اثناء الحرب الصومالية الاثيوبية عامي 1977 و1978. وقاد اثر ذلك ميليشيا الاتحاد الاسلامية اثناء الحرب الاهلية التي تلت سقوط نظام سياد بري في 1991 التي اغرقت الصومال في عقدين من الفوضى.

تصفيات محددة لارهابيين في افريقيا تتم ادارتها من المانيا

من جهة أخرى كتبت صحيفة سودايتشي تسايتونغ ان منشآت الجيش الاميركي على الاراضي الالمانية استخدمت لعمليات تصفية محددة لإرهابيين في افريقيا بواسطة هجمات لطائرات من دون طيار، وقالت الصحيفة التي تستند الى وثائق حصلت عليها مع شبكة تلفزيون "ان دي آر" الاقليمية "منذ 2011 يتولى مركز قيادة جوية في قاعدة رامشتاين (جنوب غرب) قيادة هجمات سلاح الجو الاميركي في افريقيا"، وبحسب هذه الوثائق، فان منشأة للاقمار الصناعية في رامشتاين تسمح لمن يقوم بتوجيه الطائرات من دون طيار في الولايات المتحدة بالتواصل مع هذه الطائرات وتوجيهها حتى تصل الى الاهداف التي تقررت تصفيتها.

ومن دون هذا الاتصال بالاقمار الصناعية "لا يمكن لهجمات الطائرات من دون طيار ان تتم"، بحسب الصحيفة الالمانية التي تستند الى وثيقة داخلية لسلاح الجو الاميركي، وهذا الاتصال يستخدم للطائرات من دون طيار من طراز بريديتور وريبر وغلوبال هوكس، وفقا للصحيفة، ومركز القيادة الجوية الذي افتتح في تشرين الاول/اكتوبر 2011 في القاعدة، يسمح ل650 شخصا بمراقبة المجال الجوي الافريقي واستغلال الصور التي يحصل عليها بفضل الطائرات من دون طيار والاقمار الصناعية والتخطيط للهجمات.

وحتى اليوم، شنت تسع هجمات في الصومال بواسطة طائرات من دون طيار وقتل بسببها 29 شخصا، بحسب مصادر مختلفة من صحافيين يعملون في الصحيفة الالمانية وشبكة تلفزيون "ان دي آر"، وقد وافق الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا على كل من هذه الهجمات، بحسب المقال، والدور الدقيق لقاعدة رامشتاين في كل من هذه العمليات السرية ليس واضحا، كما تعترف الصحيفة والشبكة التلفزيونية، لكن الجيش الاميركي اكد للصحافيين ان مركز قيادة القوات الاميركية لافريقيا (افريكوم) في شتوتغارت مسؤول عن كل العمليات العسكرية في القارة، وتؤكد الصحيفة ايضا انها اطلعت على عروض عمل ل"محللين في الاجهزة السرية" التي تتخذ من شتوتغارت مقرا ومهمتهم "تحديد اهداف - بما فيها افراد" للجيش الاميركي ما يدعو الى اظهار انه يتم التخطيط لهجمات من شتوتغارت. بحسب فرانس برس.

واعتبر ثيلو ماروهن استاذ القانون الدولي في جامعة غيسن ان بالامكان اتهام الحكومة الالمانية ان كانت على علم بتصفية ارهابيين مفترضين خارج اي نزاع مسلح وان كانت لا تعترض على ذلك، بحسب ما اوردت الصحيفة، وردا على سؤال للصحيفة ولشبكة تلفزيون "ان دي آر"، اعلنت الحكومة الالمانية ان ليس لديها ما يدعو الى الاعتقاد ان هجمات لطائرات من دون طيار تم شنها او التخطيط لها من المانيا.

ابقاف خلية ارهابية مرتبطة بالقاعدة في مصر

فقد كشفت تحريات جهاز الامن الوطني المصري ان الخلية الارهابية المرتبطة بالقاعدة والتي تم الاعلان عن ايقافها، خططت لتفجير السفارتين الفرنسية والاميركية بسيارات مفخخة، حسبما اعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، وقالت الوكالة نقلا عن تحريات الامن الوطني ان "المتهمين كانوا يعتزمون القيام بأعمال إرهابية تفجيرية داخل مصر عن طريق تنفيذ عمليات انتحارية من خلال اختراق الاطواق الأمنية المتواجدة أمام السفارتين الفرنسية والامريكية بسيارة مفخخة"، واوضحت التحقيقات ان تخطيط الخلية الارهابية لتفجير السفارة الفرنسية كان يتم بهدف "الاحتجاج على تدخل فرنسا عسكريا في دولة مالي".

وكانت الوكالة الرسمية اوضحت ان اثنين من المشبوهين الثلاثة كانا في مالي حيث تدخلت القوات الفرنسية ضد جماعات اسلامية، واوضحت تحريات الامن الوطني المصري ان المتهمين الثلاثة الموقوفين في الخلية هم من الهاربين في أحداث اقتحام السجون خلال الأيام الأولى للثورة في مصر في كانون الثاني/يناير 2011، وكشفت التحريات ان اثنين منهم جرى ترحيلهما من الجزائر وايران لمصر في العام 2009 حيث جرى سجنهما الى ان هربا.

وكشفت التحريات أن أحد عناصر الخلية كان على اتصال بخلية مدينة نصر الإرهابية التي اوقفتها السلطات في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ويحاكم أعضاؤها حاليا، واعترف المتهمون الثلاثة بالتواصل مع تنظيم القاعدة الا انهم أنكروا نيتهم القيام بأعمال تخريبية إرهابية، حسب التحقيقات معهم والتي نشرتها الوكالة، وكان وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم اعلن في مؤتمر صحافي السبت ان الاجهزة الامنية قبضت على ثلاثة اعضاء في خلية ارهابية خططت لهجوم انتحاري على سفارة غربية واهداف اخرى في البلاد، بدون ان يوضح السفارة المستهدفة، واوضح ابراهيم السبت انه جرى ضبط 10 كلغ من مادة نيترات الامونيوم التي تستخدم في صنع المواد المتفجرة مع افراد الخلية بالاضافة لجهاز كمبيوتر يحتوي على تعليمات لصنع المتفجرات، وامرت النيابة المصرية بتوقيف اثنين من المتهمين 15 يوما قيد الاستجواب، وفرضت الاقامة الجبرية على ثالث، يذكر ان الموقوفين الثلاثة مصريون.

القاعدة تدعو لضرب مصالح فرنسا في العالم

فيما دعا احد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في شريط مسجل وضع على الانترنت، الى ضرب المصالح الفرنسية في "كل مكان"، وسارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الاعلان انه يأخذ هذه التهديدات "على محمل الجد"، وانتقد رئيس "مجلس الاعيان" في التنظيم ابو عبيدة يوسف العنابي في التسجيل "الحملة الصليبية الجديدة من فرنسا واحتلالها لارض من اراضي المسلمين"، ملمحا بذلك الى مالي، داعيا المسلمين "الى التعبئة الشاملة والنفير العام"، وقال هولاند ان فرنسا "تأخذ على محمل الجد" هذه التهديدات، مشيرا الى ان "التهديد الارهابي لم يتبدد" على رغم الخسائر "الكبيرة" التي مني بها هذا التنظيم في مالي، وفي رسالة تحمل تاريخ 25 نيسان/ابريل، دعا العنابي "اهل الاسلام في مشارق الارض ومغاربها" الى "التعرض للمصالح الفرنسية في كل مكان، لانه منذ اليوم الذي بدأ فيه هذا العدوان اصبحت تلك المصالح اهدافا مشروعة لكم".

وكان يشير الى التدخل العسكري الفرنسي في مالي في كانون الثاني/يناير، وردا على سؤال في مؤتمر صحافي في الاليزيه مع الرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكي، قال هولاند ان "مسألة التهديد التي ذكر بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، نأخذها على محمل الجد"، واضاف "لقد الحقنا خسائر فادحة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبر التدخل في مالي، لكن شبكات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي موجودة خارج مالي".

وقال هولاند "لذلك نعتبر ان من واجبنا متابعة التدخل في مالي طالما تطلب الوضع ذلك، حتى لو اننا قلصنا وجودنا، والاحتفاظ برقابة حول مالي للاستمرار في مكافحة الارهاب"، وقد بدأت فرنسا سحب قسم من 4500 جندي ارسلتهم الى مالي ونقل مهماتهم الى فرق المهمة الدولية لدعم مالي المؤلفة من 6300 رجل.

لكنها اعلنت ان الفا من جنودها سيبقون في مالي الى ما بعد 2013 حتى يدعموا عند الحاجة قوات الامم المتحدة التي ستحل محل المهمة الدولية لدعم مالي، واكد هولاند "يتعين علينا ايضا حماية منشآتنا، وهذا ما اصدرت تعليمات في شأنه حتى لا نكون ضحايا اي من عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، واتاح التدخل الفرنسي استعادة كبرى المدن في شمال مالي التي احتلتها منذ العام الماضي مجموعات اسلامية متصلة بالقاعدة، وقال هولاند "اذكر، من دون ان اقيم مع ذلك اي رابط، بالاعتداء على مصالحنا في طرابلس، لذلك فان التهديد الارهابي لم يتبدد". واضاف "لذلك نريد ان يتصدى له جميع الاوروبيين".

تفكيك خلية اسلامية متطرفة في باماكو

من جانب آخر فككت اجهزة الامن خلية تابعة لحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا احدى المجموعات الاسلامية المتمركزة في شمال مالي منذ 2012، في باماكو واوقفت سبعة اشخاص، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر في الشرطة، وقال هذا المصدر المالي "منذ بداية هذا الاسبوع كانت لدينا الادلة القاطعة. والاشخاص السبعة الذين تم توقيفهم الشهر الماضي في الاحياء الشعبية بباماكو كانوا يشكلون اول خلية لحركة التوحيد والجهاد في باماكو"، واضاف المصدر "للوصول الى هذه النتيجة عملنا بشكل وثيق مع جهاز امن الدولة (مخابرات) الذي كان دوره حاسما في تفكيك هذه الخلية (..) والتحقيق مستمر".

وتعذر معرفة اي تفاصيل بشان تواريخ الاعتقالات او مكان اعتقال الاشخاص السبعة، بيد انه اشير الى هذه الاعتقالات في تقرير سري تمكن مراسل وكالة فرانس برس من الاطلاع عليه، وبحسب هذا التقرير فان الاعتقالات ادت الى "تفكيك الخلية الوليدة لحركة التوحيد والجهاد في باماكو". والاشخاص الموقوفون "هم جميعا ماليون (..) اعمارهم بين 16 و57 عاما. وتلقوا تدريبا عسكريا و(تعبئة) ايديولوجية في شمال مالي بايدي الاسلاميين" هناك، وقال التقرير "ان محاولات التسلل الى جنوب مالي ستتزايد على الارجح. (..) وخلية التوحيد والجهاد التي تم تفكيكها في باماكو كانت ستقوم خصوصا باعتداءات في باماكو". بحسب فرانس برس.

وكانت حركة التوحيد والجهاد وحركات اسلامية مسلحة اخرى بينها بالخصوص القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي احتلت لعدة اشهر في 2012 ابرز مدن شمال مالي وارتكبت فيها انتهاكات وعمليات تدمير لاضرحة صوفية، ومنذ كانون الثاني/يناير الماضي تمكن قوات فرنسية وافريقية من طرد المسلحين الاسلاميين المتطرفين من المدن الكبرى في هذه المنطقة وخصوصا تمبكتو (شمال غرب) وغاو (شمال شرق). لكن المتطرفين الاسلاميين يبقون نشطين في بعض القطاعات وتمكنوا احيانا من التسلل الى المدن "المحررة" لتنفيذ اعتداءات انتحارية.

وحدث ذلك خصوصا في تمكبتو في آذار/مارس الماضي حيث شهدت هذه المدينة التاريخية التي تقع على بعد اكثر من 900 كلم من باماكو اول اعتداء انتحاري في تاريخها في 20 آذار/مارس وشهدت في 31 آذار/مارس اعتداء مماثلا تبعه تسلل مسلحين اسلاميين ومواجهات دامية مع القوات المالية المدعومة من الفرنسيين، وبحسب التقرير السري ذاته فان التحقيق المالي في اعتداء 20 آذار/مارس بتمكبتو تم ختمه وكشف ان شخصا فرنسيا ماليا كان بين الاسلاميين الذين قتلوا في هذه المدينة، وقال التقرير "ان الاثباتات تؤكد ان المدعو موسى تيام المكنى ابوحفص وهو جهادي قتل في 20 آذار/مارس في تمكبتو، هو فرنسي مالي عمره 24 عاما". وفي التقرير توجد صورة له وهو اسود البشرة يرتدي ثيابا بنية اللون وقد مزق الرصاص صدره وذراعيه.

المغرب: خليتان متشددتان نشطتا بـ"استحلال" السرقة

على صعيد ذو صلة أعلنت الشرطة المغربية أنها تمكنت من تفكيك خليتين قالت إنهما "متشبعتين بالفكر المتطرف" شمال المملكة، وقد نشطتا في مجال نسج علاقات مع عناصر متشددة في شمال مالي، كما قامتا بعمليات سرقة في إطار ما وصفته البيانات الرسمية بـ"استحلال" الأموال، وأعلنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عن العملية، وذكرت أن الخليتين نشطتا بنواحي الزغنغن وبني بوغافر وسلوان وفرخانة وبني شيكر بإقليم الناظور، تحت اسم "الموحدين" و"التوحيد"، وأوضح البيان، أن أفراد الخليتين "اعتنقوا أفكارا تكفيرية اتجاه المجتمع٬ وقاموا بسرقات في إطار ما يسمى بالاستحلال٬ ونسجوا علاقات مع عناصر متطرفة تنشط بشمال مالي تنتمي لشبكة متخصصة في تجنيد وإرسال متطوعين للقتال بمنطقة الساحل٬ والتي سبق تفكيكها شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012". بحسب السي ان ان.

 وتعلن السلطات المغربية بشكل دوري عن اعتقال مجموعات ناشطة ضمن التنظيمات المتشددة، وفي يناير/كانون الثاني الماضي تمكنت أجهزة الأمن تمكنت من تفكيك خلية قالت إنها كانت تنشُط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة بقصد إرسالهم "للجهاد" ضمن التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، وتضم الخلية عدة أشخاص، بينهم معتقلان سابقان في معسكر غوانتانامو الأمريكي.

التهديد الارهابي لا يزال كبيرا في منطقة الساحل

من جهته اكد الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي لمنطقة الساحل ميشال ريفيران دو منتون في دكار ان "التهديد الارهابي لا يزال كبيرا" في الساحل على رغم تراجع قوة المجموعات الاسلامية التي كانت تحتل شمال مالي، وقال دو منتون خلال مؤتمر صحافي "تسببت عملية سرفال (التدخل الفرنسي في شمال مالي) باضعاف هذه المجموعات (الاسلامية) بصورة كبيرة. لكننا نرى جيدا ان لديهم قدرات لاعادة تشكيل قواهم بسرعة كبيرة وهذا يظهر ان التهديد لا يزال كبيرا: لقد رأينا ذلك مع حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وايضا في النيجر". وسمحت عملية سرفال التي قام بها ائتلاف دولي بقيادة فرنسا بطرد مجموعات اسلامية من شمال مالي بعد احتلالها هذه المنطقة لاشهر عدة في العام 2012، وتم تنفيذ هجومين انتحاريين في 23 ايار/مايو في النيجر ما ادى الى سقوط حوالى عشرين قتيلا غالبيتهم من العسكريين النيجريين. بحسب فرانس برس.

وهذه الهجمات، الاولى من نوعها في البلاد، تم تبنيها من جانب مجموعة "الموقعون بالدماء" بزعامة الجهادي الجزائري مختار بلمختار وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، واضاف دو منتون ان "الخطر الارهابي وعمليات التهريب خصوصا للمخدرات، تتنامى على مساحة واسعة ومع اخصام متحركين. لقد سجلنا النقاط لكن يبقى علينا التحرك لمعالجة مصادر كل هذا. مكافحة الارهاب تتطلب وسائل كثيرة"، وقال دو منتون الذي ينهي الجمعة زيارة الى العاصمة السنغالية بدأها "يجب ان يكون العالم كله مدركا لمخاطر التعصب من دون حدود والطريقة الافضل للمواجهة هي الاقتناع بقيم الديموقراطية والحرية".

اعتقال متشدد بارز في ضربة للاسلاميين الصوماليين

قال مسؤولون محليون وحكوميون ان احد اشهر قادة المتمردين الإسلاميين الصوماليين اعتقل وموجود في قبضة ادارة اقليمية وذلك في ضربة لمقاتلي حركة الشباب في البلاد، وقال متحدث باسم الحكومة الاتحادية الصومالية ان شيخ حسن ضاهر عويس اعتقل في المنطقة الساحلية من وسط الصومال واخذ الى منزل آمن في بلدة أدادو، وقالت الولايات المتحدة ان عويس "مرتبط بالارهاب" بعد فترة قصيرة من هجمات 11 من سبتمبر ايلول 2011 على نيويورك وواشنطن وادرجه مجلس الأمن الدولي على قائمة عقوبات الإرهاب.

ومن شأن اعتقال رجل كان لاعبا رئيسيا في مراحل عديدة من التمرد الطويل الذي شهده الصومال تعزيز كفاح الحكومة وحلفائها الأفارقة لاحتواء أشهر من الهجمات على غرار حرب العصابات، ولمح دبلوماسيون الى ان عويس كان قد فر من الاقتتال الداخلي مما اشار الى خلافات في الجماعة. وقال محللون ان مقديشو قد تكون منفتحة على التفاوض مع عويس الذين يقولون انه يدعم فصيلا في الشباب يعارض استخدام مقاتلين اجانب.

وقال شيوخ عشائر وإدارة أدادو - التي ينظر لها بشكل عام على انها موالية لمقديشو- انه كانت هناك مفاوضات جارية مع الحكومة المركزية بشأن كيفية التصرف مع عويس، وقال المتحدث باسم الحكومة المركزية عبد الرحمن عمر عثمان "نناقش كيفية حل هذه القضية ... سياستنا دائما هي بالنسبة لاولئك الذين ينتمون الى الشباب ويحملون الجنسية الصومالية ويرغبون في نبذ العنف فنحن مستعدون لنقدم لهم يد المساعدة"، وقال حسن نور احد سكان أدادو ان البلدة كانت متوترة حيث ان المتشددين وقوات امن موالية لإدارة هيمان وهيب الإقليمية انطلقت في حافلات محملة بالبنادق الالية. بحسب رويترز.

وقال عبدي كاداو رئيس شرطة ادادو لرويترز بالهاتف "عويس ورجاله موجودون الآن في قصر هيمان وهيب في بلدة ادادو"، وقال راشد عبدي هو محلل في شؤون القرن الافريقي ان اعتقال عويس سيكون ضربة نفسية لكن من غير المرجح ان يغير ميزان القوى في حركة الشباب التي ضعفت جراء غارة شنتها قوات حفظ السلام الافريقية، وقال لرويترز ان تأثير عويس "تقلص بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة"، وعويس رجل دين يعتقد انه في اواخر السبعينات من العمر وينظر اليه العديد من الصوماليين على انه القائد الروحي للشباب ويوقره المتشددون كأب للحركة الاسلامية الصومالية.

مجموعة بلمختار تتبنى الاضطرابات في سجن نيامي

الى ذلك اعلنت مجموعة "الموقعون بالدم" التابعة للجهادي الجزائري مختار بلمختار انها كانت وراء الاضطرابات التي وقعت في سجن نيامي في الاول من حزيران/يونيو وادت الى مقتل ثلاثة حراس وفرار عدد من السجناء، وفي بيان نشرته وكالة انباء نواكشوط الالكترونية، قالت المجموعة ان العملية في سجن نيامي جرت تحت اشرافها وادت الى تحرير "ثلاثين جهاديا"، واضاف البيان ان "المقاتلين هاجموا حراس السجن واستولوا على اسلحتهم قبل ان يسيطروا على مخزن الاسلحة" فيه و"البدء بتامين خروج السجناء"، موضحا ان السجناء الذين تم تحريرهم هم من التابعية السودانية والنيجيرية والنيجرية والمالية. بحسب فرانس برس.

وحسب الحكومة النيجرية، فان عشرين سجينا بينهم العديد من "الارهابيين" فروا خلال هذه الاضطرابات ومن بينهم مالي معروف باسم شيداني واسمه الحقيقي شيبان ولد حمة وكان حكم عليه بالسجن لارتكابه عدة جرائم بينها قتل اربعة سعوديين في العام 2009 وقتل اميركي في العام 2000، وجاءت عمليات الفرار بعد عملية انتحارية مزدوجة وقعت في 23 ايار/مايو في شمال النيجر ضد معسكر اغاديز كبرى مدن الشمال، وموقع لليورانيوم تابع لمجموعة اريفا الفرنسية في ارليت على بعد اكثر من 200 كلم الى شمال اغاديز، واشار البيان الذي نشرته مجموعة "الموقعون بالدم" والتي تبنت العملية الانتحارية المزدوجة، الى ان "116 عسكريا نيجريا بينهم عدد كبير من الضباط اضافة الى مدربهم الفرنسي قتلوا في اغاديز"، وحسب الحكومة النيجرية، فان العمليتين اوقعتا اكثر من 20 قتيلا معظمهم من العسكريين النيجريين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تموز/2013 - 21/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م