بدانة الأطفال... اضرار بدنية ونفسية

 

شبكة النبأ: تعتبر مشكلة البدانة عند الأطفال من أكثر المشاكل انتشارًا حول العالم، وهو امر اشغل بال بال الكثير من المتخصصين، خصوصا وان السمنة عند الأطفال تسبب أضرارا نفسية وجسمانية خطيرة. من الأضرار الصحية التي يمكن أن تسببها السمنة عند الأطفال نذكر زيادة خطر أمراض الجهاز التنفسي، مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، زيادة الكوليسترول وأمراض القلب. هذا بالإضافة الى الاضرار النفسية، وتسهم عدّة عوامل في زيادة الوزن عند الأطفال وبوتيرة مطّردة ويشارك نمط الحياة الحديثة في تضخيم نسب هذه المشكلة.

فالأطفال يقضون أوقاتًا طويلة في مشاهدة التلفزيون، وفي ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية ما يحدّ من حركتهم ونشاطهم البدني، ويشجّعهم في الوقت عينه على تناول الأطعمة السريعة المصنّفة غير صحيّة، والتي تكون عادة مشبّعة بالدهون والوحدات الحرارية، ولا تحتوي على البروتين والفيتامينات بمقدار ما تحويه منها الأطعمة المنزلية أو الصحيّة، ما يزيد من تجمّع الدهون الناتجة عن الزيادة في كميّة السعرات اللازمة لإمداد الطاقة عن النشاط المطلوب لتلك الطاقة.

وهناك نسبة معيّنة أيضًا من أسباب البدانة تنتج عن عوامل وراثية وخلل هرموني يربط بين الجهاز الهضمي والجزء المتحكّم في الشهية بالدماغ، ويؤدّي إلى زيادة الشهيّة وبالتالي زيادة الإقبال على الأكل. ويشكّل نقص نشاط الغدّة الدرقيّة أيضًا سببًا إضافيًّا للبدانة يرافقه تسبّب بعض الأدوية كالكورتيزون بالمشكلة عينها.

وفيما يخص هذه المشكلة المعقدة فقد أكد باحثون بمستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين، أن بدانة الأطفال تبدأ في رحم الأم. وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعد تحليل 66 دراسة عالمية تتضمن بيانات نحو 640 ألف مريض. وتبيّن من هذه الدراسة التحليلية أن الأطفال، الذين يزيد وزنهم على أربعة كيلوغرامات عند الولادة، يتضاعف لديهم خطر زيادة الوزن في الكبر أكثر من غيرهم ممَن وُلدوا في معدل وزن طبيعي.

وخلص الباحثون إلى أن أسلوب حياة المرأة خلال فترة الحمل يؤثر بشكل مباشر في صحة الطفل طوال حياته. لذا أكدّ الباحثون على أهمية أن ينتبه الأطباء عند متابعتهم لحالة المرأة خلال فترة الحمل إلى عوامل معيّنة كالتغذية الزائدة أو قلة ممارسة الأنشطة الحركية، أو إذا كانت مصابة بالسكري. فبذلك يُمكن حماية الطفل من زيادة الوزن بعد ذلك على مدار حياته. وأكدّ الباحثون أن زيادة وزن الآباء أنفسهم أو الأجداد لا يُؤثر بشكل كبير في زيادة وزن الطفل، حيث لا تُشكل العوامل الوراثية لزيادة الوزن أي تأثير في وزن الطفل عند الولادة.

العجز الجنسي والعقم

في السياق ذاته نبهت دراسة حديثة إلى مخاطر البدانة على الصبية، واحتمالات تسببها في العجز الجنسي والعقم بالإضافة إلى أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالبول السكري وأمراض القلب، إذ يعاني الصبية البدناء من انخفاض معدل هرمون "تستوستيرون". ولاحظت الدراسة، التي ركزت على قياس تأثير البدانة على معدل هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) عند الشباب من الذكور، أن الصبية البدناء يعانون من انخفاض مستوى الهرمون بواقع 40 و50 في المائة أقل من أقرانهم ممن لا يعانون زيادة الوزن.

وتؤكد الدراسة نتائج أبحاث سابقة بأن الإصابة بالبول السكري والبدانة مرتبط بزيادة معدلات ضعف القدرة التناسلية عند كبار السن من الرجال بنسبة تتراوح بين 25 و 33 في المائة. ويقول البحث الأخير، الذي قام به باحثون من جامعة بافالو، ثة إن هذه النسبة تصل إلى 50 في المائة عند الرجال الذين يعانون الإصابة بالبول السكري ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، كما أن تركيزات هرمون التستوستيرون الحر ترتبط بشكل سلبي مع كتلة الجسم، فكلما زادت كتلة الجسم كلما قل تركيز هذا الهرمون الخصوي عند الرجال. بحسب CNN.

وقال د. باريش داندونا، رئيس قسم الغدد الصماء والبول السكري بكلية طب جامعة بافالو الأمريكية، إن "البدانة يمكن أن تؤدي للإصابة بالبول السكري وأمراض القلب بالإضافة إلى أنها تتسبب في انخفاض مستوى هرمون تستوستيرون مما يؤدي لانخفاض أو وقف النضج الجنسي، مما يعني أن يكبر هؤلاء الفتية وهم يعانون من ضعف جنسي وعدم قدرة على الإنجاب". وحذر داندونا من السمنة: "إنها بوابة الكوارث الصحية على المنظور البعيد: السكري، أمرض القلب والآن عدم النضج الجنسي."

المضادات الحيوية

من جانب اخر قال باحثون امريكيون ان تناول الاطفال مضادات حيوية قد يؤدي الى زيادة الوزن في مراحل عمرية لاحقة. وأظهرت دراسة شملت 11532 طفلا نشرتها صحيفة "انترناشيونال جورنال اوف اوبيسيتي" المعنية بقضايا البدانة أن تناول الاطفال دون سن ستة اشهر لمضادات حيوية يعرضهم لزيادة الوزن في سنوات لاحقة. ويقول الباحثون إن العقاقير الطبية قد تؤثر على بكتريا القناة الهضمية، الامر الذي يؤدي الى حدوث تغيرات في وزن الجسم. لكنهم استطردوا بأن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود لمعرفة طبيعة الصلة .

ويفوق عدد البكتريا التي تعيش على الانسان عدد خلايا الجسم نفسه بكثير، الامر الذي يثير اهتماما متزايدا بشأن معرفة تأثير "المايكروبايوم" على صحة الإنسان. والمايكروبايوم هي مجموع البكتيريات النافعة التي تساعد الجسم على هضم الطعام واستقلاب المغذيات الأساسية. وفي الظروف القصوى، توجد هناك حتى أمثلة على قيام أطباء بزرع مادة من البراز بغية توليد بكتريا نافعة للقناة الهضمية تفيد في علاج امراض مُعدية حال اخفاق طرق علاج اخرى.

وتشير هذه الدراسة الى ان الاطفال الذين تناولوا مضادات حيوية بين سن الولادة وخمسة اشهر زاد وزنهم بصورة طفيفة مع بلوغهم سن 10 اشهر و 20 شهرا، في حين زاد الوزن على الارجح بنسبة 22 في المئة بعد بلوغهم سن 38 شهرا. وأوضح ليوناردو تراساند، أحد الباحثين لدى كلية طب جامعة نيويورك، قائلا "دأبنا على اعتبار البدانة وباء ينتج عن اتباع نظام غذائي وتمرين غير صحي ، فيما اشارت دراسات متزايدة إلى أن الأمر أكثر تعقيدا".

واضاف ان الميكروبات التي تصيب الامعاء "ربما تسهم بدور بالغ الاهمية يؤثر على كيفية امتصاص اجسامنا للسعرات الحرارية، كما ان تناول المضادات الحيوية لاسيما في مراحل عمر مبكرة قد يقتل البكتريا النافعة التي تؤثر على امتصاص المغذيّات الاساسية في الجسم وتصيبه بالوهن". وقال كورماك جاهان، المتخصص في علم الجراثيم بجامعة كوليج كورك، ان ثمة اهتماما كبيرا بهذا المجال، لكنه أوضح أن "هذا العمل مايزال في مراحله الاولى". واضاف ان تغير بكتريا القناة الهضمية يمكن ان يغير وزن الجسم من خلال "التأثير المباشر على استخلاص الطاقة" او "الهرمونات المؤثرة".

محيط الخصر

في السياق ذاته أظهرت نتائج إحدى الدراسات الألمانية الحديثة أن زيادة الوزن والدهون في منطقة الخصر لدى الأطفال، لاسيما في مرحلة البلوغ، تُزيد من خطر إصابتهم بأمراض التمثيل الغذائي والجهاز القلبي الوعائي. وأكدت الخبيرة الألمانية سوزان بلوهر، من مركز الأبحاث والمعالجة المتكاملة بمدينة لايبزغ الذي أشرف على هذه الدراسة، أنه قبل إجراء هذه الدراسة لم يكن تم اكتشاف العلاقة بين منطقة الخصر وبين الإصابة بنوعيات معينة من الأمراض كالسكري مثلاً إلا لدى البالغين فحسب.

ولإجراء هذه الدراسة، أوضحت بلوهر أنه تم فحص بيانات 1287 طفلاً في مرحلة المراهقة تراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً. وتبين من ذلك ارتفاع خطر الإصابة بزيادة مستويات حمض اليوريك، وكذلك مقاومة الأنسولين لدى المراهقين، الذين يعانون زيادة في الدهون في محيط خصرهم.

ومن خلال هذه الدراسة تم التوصل إلى قيم مرجعية ثابتة يُمكن من خلالها تحديد مراحل الخطورة، وهي أنه يجب ألا يزيد محيط الخصر لدى الفتيات عن 2ر74 سنتيمتراً، بينما يجب ألا يزيد لدى الذكور عن 5ر76 سنتيمتراً. وشددت الخبيرة الألمانية بلوهر على أهمية أن يقوم الآباء الأطفال بقياس محيط بطن طفلهم، الذي يُعاني زيادة الوزن، عند فحصه دائماً، لافتة بقولها: يُمثل زيادة الوزن حول منطقة البطن الأمر الأسوأ على الإطلاق، سواء لدى البالغين أو المراهقين، مع العلم بأن 80% من المراهقين، الذين يعانون زيادة الوزن في صغرهم، يظلوا على هذا النحو عندما يبلغون أيضاً.

البدانة والرياضيات

على صعيد متصل كشف أحد البحوث الصادرة عن جامعة ميسوري الأمريكية، عن وجود علاقة وترابط بين وزن الأطفال الزائد "البدانة" وبين أدائهم العلمي والتحصيلي وخصوصا في مادة الرياضيات. وجاء في تقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية، أن البحث الذي شمل أكثر من 6250 طفلا بين أن الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد لا يحصلون على علامات جيدة في مادة الرياضيات مقارنة مع الأطفال من نفس العمر ممن لا يعانون من مشاكل الوزن.

وبين البحث أنه لا يوجد دليل قاطع على وجود رابط فسيولوجي بين البدانة والأداء العقلي المتعلق بإجراء حسابات وحل معادلات رياضية، إذ من الممكن أن تكون العلاقة لها صلة بنظرة الطفل ومدى ثقته بنفسه ونظرته لجسمه فإن كان يعتقد أنه بدين فإن نفس النتائج الأكاديمية ستنطبق عليه. وفي دراسة منفصلة أشارت الأرقام الى أن الأطفال من كان "مؤشر كتلة الجسم" لديهم الأضخم، تضاعف خطر وفاتهم مبكراً مقارنة بغيرهم الأقل حجماً. بحسب CNN.

وتصل فاتورة الإنفاق السنوي الأمريكي، المباشر وغير المباشر، على معالجة السمنة إلى 147 مليار دولار. ووجدت الدراسة التي تابعت نحو خمسة آلاف أمريكي من أصول هندية من سن الطفولة وحتى منتصف العمر، أن الذين كانوا بدناء أثناء الطفولة، تزايد بينهم خطر الوفاة إلى أكثر من الضعف قبيل بلوغ سن الـ55.

الى جانب ذلك ذكرت دراسة أميركية جديدة أن توتر الوالدين يزيد خطر إصابة الأطفال بالسمنة، ونسبة تناولهم للوجبات السريعة. وقالت اختصاصية التغذية بجامعة الأطفال في مدينة فيلادلفيا الأميركية، وكاتبة الدراسة التي نشرت في دورية "بيدياتريكس" الطبية، إليزابيت براوت باركس، إن "توتر الوالدين يزيد خطر إصابة أطفالهم بالسمنة، ويزيد نسبة تناولهم للوجبات السريعة".

وقام الباحثون من جامعة الأطفال في فيلادلفيا بمعاينة إجابات تعود إلى استطلاع هاتفي أجري عام 2006 على عينة من 2100 منزل في المنطقة، ويتراوح أعمار الأطفال فيها بين 3 سنوات و17 سنة، وكان 25% من الأطفال سمينين. واستنتج الباحثون أن الأطفال، الذين أكّد والداهم أنهم يعانون ضغطاً نفسياً في حياتهم، مثل المشكلات الصحية، والضيق المالي، والبطالة، والوالد الأعزب، والفقر، كانوا أسمن من نظرائهم الذين لا يعاني والداهم من هذه المشاكل، كما استنتجوا أن الأطفال الذين كان والداهم يعانون ضغطاً نفسياً كبيراً كانوا أكثر تناولاً للوجبات السريعة.

دراسات اخرى

من جانب اخر أكدت دراستان أوروبيتان ان برامج التخسيس يمكن ان تساعد الاطفال حتى صغيري السن منهم على أنقاص أوزانهم وأوصتا بالبدء في وقت مبكر لان ذلك يزيد من فرص نجاح البرنامج. والوزن الزائد لدى الاطفال عادة ما يبقى معهم في الكبر وهو مرتبط بكثير من الامراض منها مشاكل القلب والسكري ومشاكل صحية أخرى.

وفي دراسة نشرت في دورية أرشيف طب الاطفال والبالغين قال علماء في هولندا ان الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات ويعانون من زيادة في الوزن يستفيدون من التدخل لانقاص أوزانهم حتى بعد انتهاء البرنامج بعدة اشهر. وفي تقرير آخر من السويد قال باحثون ان الاطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن او من مرض السمنة وهم في العاشرة او أقل هم على الارجح أبطأ في استعادة الوزن من البالغين الذين يلتزمون بنفس برامج التخسيس السلوكية.

وقالت إلسي تافيراس وهي طبيبة أطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى الاطفال في بوسطن وشاركت في كتابة افتتاحية عن نتائج الدراستين إنهما "تظهران ميلا مستمرا بدرجة كبيرة انه اذا تدخلنا مبكرا يمكننا حقا ان نحقق تغييرا في مسار زيادة الوزن لدى الاطفال." وذكرت تافيراس ان هناك أدلة متزايدة على ان الاهتمام بالأطفال الصغار يمكن ان يكون وسيلة مبشرة بالقضاء على وباء انتشار مرض السمنة عالميا. وطبقا لمراكز مكافحة الامراض والوقاية منها كان أكثر من ثلث الشبان الامريكيين عام 2008 يعانون اما من زيادة الوزن او السمنة.

وزادت الاعداد أيضا في اوروبا وان ظلت أقل من الولايات المتحدة.

على صعيد متصل تقول دراسة حديثة إن قضاء الأطفال المزيد من الوقت في النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع يخفض مخاطر إصابتهم بالسمنة. وبحسب الدراسة المنشورة في "دورية طب الأطفال"، فإن نوم الأطفال ساعات إضافية أثناء العطل يعزز قدرتهم على مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن عدم تلقي قسط كاف من النوم خلال أيام الأسبوع والحد من مخاطر السمنة.

وحلل باحثون من "جامعة شيكاغو" أنماط النوم ومؤشر كتلة الجسم لدى 308 أطفال تتراوح أعمارهم من سن 4 أعوام وحتى العاشرة، وتقسيمهم إلى تسع مجموعات، ومراقبة ساعات نومهم بواسطة جهاز يثبت في المعصم. ووجدت الدراسة أن مجموعة الأطفال التي تمتعت بنمط نوم عادي تدنت بينهم مخاطر الإصابة بالسمنة ومضاعفات خلل الأيض.

وفي المتوسط، نام الأطفال ما معدله ثماني ساعات كل ليلة، أي أقل مما ينبغي حصولهم عليه، أي ما يتراوح ما بين 9 إلى 10 ساعات للأطفال في سن الخامسة وحتى الثامنة. وعقب ديفيد غوزال، رئيس قسم طب الأطفال في جامعة شيكاغو، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن لا ندرك أن هناك ثمنا فادحاً ندفعه بتقصير مدة النوم واتباع جداول غير منتظمة للغاية للنوم، فهما معاً يرفعان مخاطر السمنة."

فعدم أخذ قسط كاف من النوم إضافة لعدم الانتظام في ساعاته، يضاعف بواقع 4.2 مرات احتمالات اكتساب الوزن والإصابة بالسمنة بين الأطفال، وتراجعت الاحتمالات إلى 2.8 مرة مع تمتع تلك المجموعة بقسط أوفر من النوم خلال العطل، وبالرغم من ذلك كانت عالية مقارنة بمن ينامون لفترات كافية وفي أوقات منتظمة.

وكانت دراسة أمريكية أخرى وجدت أن الإصابة بالسمنة في الطفولة قد تمهد الطريق إلى وفاة مبكرة. ووجدت الدراسة التي تابعت نحو خمسة آلاف أمريكي من أصول هندية من سن الطفولة وحتى منتصف العمر، أن الذين كانوا بدناء أثناء الطفولة، تزايد بينهم خطر الوفاة إلى أكثر من الضعف قبيل بلوغ سن الـ55.

وقال د. نيكولا ستيتلر، أخصائي علم التغذية والأوبئة في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن الدراسة ليست على غرار دراسات سابقة ربطت بين الوفاة المبكرة والسمنة عند الطفولة، بل إنها وجدت المزيد من الروابط المباشرة بين بدانة والأطفال والمضاعفات الصحية التي قد يعانوا منها جراء ذلك على المدى الطويل. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين كان "مؤشر كتلة الجسم" لديهم هو الأضخم، تضاعف خطر وفاتهم مبكراً مقارنة بغيرهم الأقل حجماً.

وتصل فاتورة الإنفاق السنوي الأمريكي، المباشر وغير المباشر، على معالجة السمنة إلى 147 مليار دولار. ومؤخراً، بدأت الولايات المتحدة حملة تقودها السيدة الأولى، ميشيل أوباما، لمكافحة السمنة بين الأطفال، على أمل تقليص النفقات في معالجة أمراض ذات علاقة بالسمنة، مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.

من جهة اخرى وجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يصبرون على تلقي المكافأة على أعمالهم في سن الرابعة هم أقل عرضة للوزن الزائد لاحقاً في حياتهم. وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن باحثين من جامعة ستانفورد وجدوا أن الأشخاص الذين يستطيعون تأخير الحصول على مكافأة على أعمالهم وهم في عمر أربع سنوات، يتمتعون بمؤشر كتلة للجسم أقل بعد ثلاثة عقود من الزمن. ووجد العلماء أن كل دقيقة يقاوم فيها الطفل الرغبة في تناول حلوى وضعت أمامه، فإن مؤشر كتلة جسمه يتراجع بمعدل 0.2 نقطة في سن الرشد.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة تانيا سشلام في عالمنا الحالي هناك الكثير من الطعام غير الصحي في كل مكان، مضيفة أن فهم حدود قدرات الأشخاص على ضبط أنفسهم قد يؤدي إلى أساليب فعالة في معالجة السمنة. وشملت الدراسة 653 طفلاً خلال الفترة من 1968 إلى ،1974 قدمت لهم حلوى المارشميلو، وأخبروا بأنهم إن لم يأكلوها في فترة محددة من الوقت، سيحصلون على اثنتين أخريين. بحسب يونايتد برس.

وتابع العلماء خلال عقود الأشخاص، فوجدوا تداخلاً بين قدراتهم على الانتظار كأطفال وأوجه مختلفة من حياتهم في المراهقة والرشد. وقالت سشلام إن التفاعلات الأكاديمية والاجتماعية تصبح أفضل لدى الأطفال الذين يتمكنون أكثر من تأخير الحصول على المكافأة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/تموز/2013 - 20/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م