فلسطين والسلام الإسرائيلي... الحرث بالماء

 

شبكة النبأ: يبدو أن مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين بدأت خطوات جديدة هذا العام نتيجة جهود حثيثة بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري والتي نالت الاستحسان بسبب التقدم الذي حققته في وقت مبكر لكن هناك شكوكا بشأن مدى احتمال نجاحها في نهاية الأمر، فلا تزال النتائج الملموسة للانجازات التي حققها كيري مشكوك فيها، بالنظر إلى للعديد من المعوقات التي مازالت تقف امام التوصل الى تسوية لصراع طويل الامد، فقد مرت عملية السلام بمراحل من الصعود والهبوط طوال 20 عاما وكانت آخر مرة تنهار فيها عام 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

إذ يرى الكثير من المحللين ان تغيير موقف طرفي الصراع في الوقت الحالي يفرز العديد من العوامل والأسباب، على الرغم من توقف المفاوضات منذ ثلاثة اعوام.

 ويعد أهم تلك الأسباب الدافع الأساسي لدى كلا الجانبين من الاتفاق إلى الجلوس الى مائدة المفاوضات بافتراض أن كل الأمور ستسير على ما يرام هو مجرد تجنب تحمل اللوم على فشل المفاوضات، إذ يقول بعض المحللين إنهم لا يرون تغييرات ملموسة في النزاع منذ آخر مسعى الذي انهار خلال أسابيع من إعلان واشنطن بدء المحادثات، كما يشكل مطلب الفلسطينيون الذين يحظون في ذلك بدعم دولي إن الدولة الفلسطينية القادمة يجب أن تكون حدودها تماثل تقريبا حدود ما قبل حرب 1967 وهو مطلب من الصعب توفيقه مع إصرار اسرائيل على الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بموجب أي اتفاق للسلام في المستقبل.

فيما يرى محللون آخرون أن الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية تنذر بمتاعب سياسية لنتنياهو إذا حققت جهود السلام الأمريكية تقدما، وتشمل القضايا الأساسية التي يتعين تسويتها مصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس، لذا يرى معظم المراقبين انه نظرا للشكوك حول فرص نجاح جهود كيري فان كلا الطرفين مشغول بتحميل الاخر المسؤولية عن فشل الجهود الاميركية، لذا تدور الشكوك حول فرص التوصل الى اتفاق سلام نهائي واقامة دولة فلسطينية حيث من المقرر استئناف المحادثات المتعثرة منذ نحو ثلاث سنوات، وعليه فان المعطيات انفة الذكر تطرح العديد من التكهنات حول المديات والضمانات اتفاق سلام طويل الامد وبالتالي يبقى الحسم مبهما حتى اللحظة الراهنة.

إعلان كيري قرب استئناف محادثات السلام

في سياق متصل عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري  أن الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اتفقا من حيث المبدأ على استئناف محادثات السلام بعد توقف دام ثلاث سنوات كان يقف بمفرده مع حلول الظلام بالعاصمة الأردنية.

تظهر هذه الصورة مدى الإنجاز الذي حققه وحجم التحدي الذي يواجهه.. إذ لم يتوقع كثيرون ان يحقق نجاحا عندما استهل سعيه لدفع الطرفين لاجراء محادثات قبل نحو ستة أشهر لكن حتى عندما أعلن المفاوضات المزمعة لم يكن أي من الجانبين إلى جانبه.

وصرح كيري للصحفيين في مطار الملكة علياء بعمان أن الاسرائيليين والفلسطينيين مهدوا الطريق لاستئناف المفاوضات المباشرة، وفي حين أقر كيري بأن الاتفاق قيد الاعداد في إطاره الرسمي قال إنه "إذا سارت الأمور كما هو متوقع" فإن كبار المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيتوجهون إلى واشنطن لبدء المحادثات في الأسبوع القادم تقريبا ولإعلان هذا الخبر من الأطراف الثلاثة.

ربما يدل ظهور كيري بمفرده بعد المحادثات المباشرة التي استمرت اربعة ايام مع مسؤولين فلسطينيين ومكالمات هاتفية مكثفة مع نظرائهم الاسرائيليين على أن التوقيت هو الذي حال دون ظهور فلسطينيين أو اسرائيليين إذ إن الفلسطينيين بدأوا صيام رمضان كما أن اليهود كانوا يقتربون من عطلتهم الاسبوعية يوم السبت، غير أن مسؤولا امريكيا كبيرا سابقا قال إن ظهور كيري وحده ربما ينظر اليه أيضا على أنه مؤشر على أنه لا الاسرائيليين ولا الفلسطينيين يلتزمون باستنئاف المحادثات بنفس قدر التزام وزير الخارجية الأمريكي نفسه.

وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "يظهر هذا الإعلان نوعا ما... مدى تطلعات كلا الجانبين وحجم المخاطر التي يستعدان لتحملها ومن الواضح أنها ليست جمة"، وحتى قبل ان يصبح كيري وزيرا للخارجية أشار إلى اهتمام بالغ بمحاولة حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ اكثر من 60 عاما.

وقال امام جلسة التصديق على تعيينه وزيرا للخارجية امام مجلس الشيوخ في 24 يناير كانون الثاني "أملي... رجائي أنها ربما تكون لحظة يمكن ان نجدد فيها بعض الجهود لجعل الطرفين يجريان مباحثات"، وفي اول عطلة اسبوعية بعد توليه منصبه في الاول من فبراير شباط اتصل بكل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتأكيد "التزامه الشخصي" ببذل جهود في عملية السلام بالشرق الأوسط.

لكن بخلاف مدى إخلاص كيري لهذه القضية فقد قام بست رحلات إلى المنطقة في إطار جهود السلام خلال أربعة أشهر وقال محللون إنهم لم يجدوا أي تغييرات ملموسة في المناخ الأساسي للسلام.

وقال خالد الجندي من مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز في واشنطن "لست ممن يرون هذه انفراجة كبيرة... انا متشكك جدا لأنني لا أرى أي شيء مختلفا بشكل أساسي"، وقال الجندي الذي عمل مستشارا للقيادة الفلسطينية لمفاوضات السلام في وحدة دعم المفاوضات برام الله خلال الفترة من 2004 إلى 2009 انه من وجهة النظر الفلسطينية فان الهدف هو عدم القاء اللوم عليهم بسبب اي فشل لهذه العملية لذا فانهم يريدون المضي قدما لكنهم لا يتوقعون مفاجآت.

بالنسبة للاسرائيليين فإن دخول المحادثات ربما يؤدي أيضا إلى تجنب كارثة دبلوماسية في اجتماع الجمعية العامة بالأمم المتحدة في سبتمبر أيلول حيث يسعى الفلسطينيون إلى نيل اعتراف بدولتهم في ظل غياب تفاهم مباشر مع الإسرائيليين، يدل مشهد اجتماع كيري مع عباس في رام الله بعد عدة ساعات من التأخير فيما يبدو على وجود بعض التشكك الفلسطيني رغم الحماس الأمريكي.

وقال كيري الذي بدا عليه السرور "سيدي الرئيس.. لابد أن تبدو عليك السعادة" وذلك طبقا لممثل أمريكي لشبكات إخبارية أثناء عملية التقاط صور في مستهل المحادثات، وهناك سؤال آخر أثاره الجندي وآخرون وهو مدى التزام الرئيس الامريكي باراك أوباما بعملية السلام بعد فشل محاولة عام 2010، وقال الجندي "هناك تصور أن (أوباما) يقول 'امضوا قدما.. أنا معكم.. تفاهموا حول ما يمكن تحقيقه'.. لكنه ليس منخرطا بشكل كبير في العملية... التصور هو أنه سيحضر عندما تكون ثمة حاجة له.. عندما يحرزون تقدما.. لكنه لن يوسع من الجهود السياسية في مثل هذا الوقت المبكر"، وأثار الرئيس الامريكي بالفعل قضية السلام الاسرائيلية الفلسطينية مع نتنياهو خلال مكالمة هاتفية يأي قبل يوم واحد من إعلان كيري، وحث اوباما نتنياهو على "مواصلة التعاون مع الوزير كيري لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن" طبقا لوصف البيت الأبيض لهذه المكالمة.

لكن ليس من الواضح مدى تأثير اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال المكالمة التي وصفها البيت الأبيض بأنها تجيء في اطار المشاورات المعتادة وكانت القضايا الرئيسية التي تم التطرق إليها خلالها هي مصر وإيران وسوريا، وفي بعض الأحيان كان المسؤولون الأمريكيون في ظل إخفاقهم في الوساطة في اتفاق للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين يقولون للصحفيين "لا يمكن ان نكون راغبين فيها أكثر من الطرفين"، قال اليوت ابرامز الذي عمل نائبا لمستشار الأمن القومي خلال عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش "من الواضح ان كيري يرغب فيها اكثر من نتنياهو او عباس." وشارك ابرامز في محاولة بوش الفاشلة للتوصل إلى اتفاق سلام بحلول نهاية عام 2008، وأضاف "لا أعتقد أن من الصعب إدراك سبب ذلك. بالنسبة لكل من نتنياهو وعباس هذه المفاوضات تمثل مشكلات سياسية هائلة وكلاهما سيتهم في عدة مراحل... بتقديم تنازلات زائدة عن الحد... بالنسبة لهم هذه المسألة برمتها تمثل متاعب سياسية".

احتدام الخلافات داخل الائتلاف الحكومي في اسرائيل

على الصعيد نفسه قوبلت الموافقة المبدئية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنشيط محادثات السلام مع الفلسطينيين برعاية امريكية بتشكك واستخفاف من قبل بعض اعضاء الائتلاف اليميني الحاكم بمن فيهم اعضاء من حزبه.

وفي ضوء عدم تحديد موعد لبدء المفاوضات - ناهيك عن غياب برنامج عمل معلن لشروطها - فإن نتنياهو لا يبدو عرضة حتى الآن لمواجهة ازمة سياسية. وتنم الاشادة النادرة به من قبل المعارضة التي تنتمي ليسار الوسط عن انها على استعداد كي تصبح عوضا عن أي من حلفائه القوميين الذين قد يخسرهم نتيجة التوصل لاتفاق سلام في المستقبل.

والتزم نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الصمت بشأن المحادثات المرتقبة تجاوبا مع طلب بالتحفظ من وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي اعلن عن انفراجة بعد اشهر من جهود الوساطة المكثقة.

وتأمل واشنطن في استضافة مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين في غضون اسبوع لاطلاق محادثات "الوضع النهائي" التي تهدف الى اقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل، الا ان افيجدور ليبرمان شريك نتنياهو في تحالف ليكود بيتنا سخر من فكرة امكانية التوصل الى ما هو اكثر من الاتفاق المؤقت بشأن الصراع المستمر منذ عشرات السنين، وكتب على صفحته على فيسبوك "من الاهمية بمكان التفاوض لكن الاكثر اهمية هو ان تكون المفاوضات مبنية على الواقع وليس الاوهام"، واضاف "لا حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني .. على الاقل ليس خلال السنوات القليلة المقبلة لكن العمل الممكن والمهم هو ادارة الصراع".

وسخر وزير النقل يسرائيل كاتس عضو حزب ليكود من عباس الذي تدير حكومته الضفة الغربية المحتلة فيما تسيطر حركة المقاومة الاسلامية حماس على قطاع غزة، وقال كاتس للصحفيين "ما يسيطر عليه ابو مازن (عباس) من الفلسطينيين اقل مما يسيطر عليه (الرئيس بشار) الاسد في سوريا" في اشارة الى الصراع المستمر في سوريا منذ عامين، واضاف "تماما مثلما لا يفكر أحد في التنازل عن أي اراض للاسد في ظل الوضع الراهن فإن احدا لن يفكر بجدية يقينا في التنازل عن اراض لابو مازن في وقت لا يسيطر فيه كلية على اغلب السكان الفلسطينيين، وقالت اسرائيل انها ستستجيب لدعوة عباس للافراج عن عشرات الاسرى الفلسطينيين المحتجزين منذ ما قبل بدء المفاوضات الدبلوماسية بين الجانبين عام 1993، واصيبت المحادثات بالجمود منذ ان انهارت اخر مرة في اواخر 2010 بعدما انقضى وقف اسرائيلي مؤقت للانشطة الاستيطانية في الاراضي المحتلة.

وبعدما واجه تحديات في الماضي بشأن قضايا حاسمة على الصعيد المحلي مثل هل يجب التعامل مع الفلسطينيين او خوض حرب مع ايران بسبب برنامجها النووي سعى نتنياهو الى طمأنة الاسرائيليين بأنه قوي بما يكفي لاتخاذ قرارت صعبة، وقال لحكومته في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية "المفاوضات لن تكون يسيرة، "لكننا نخوضها بنزاهة وصراحة على امل ان تتم هذه العملية بمسؤولية وعلى نحو جاد وواقعي ويجب ان اقول بتحفظ - على الاقل في المراحل الاولى".

وكرر التعهدات السابقة بطرح اي اتفاق لاستفتاء وطني. وتظهر استطلاعات الرأي ان اغلب الاسرائيليين يؤيدون حل الدولتين مع الفلسطينيين لكن نسبة اقل تؤيد ازالة الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، وبعد اداء اضعف مما كان متوقعا في الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني اضطر تحالف ليكود بيتنا لتشكيل ائتلاف يضم احزابا صغيرة مثل حزب (البيت اليهودي) الديني القومي الذي يعارض السيادة الفلسطينية ويؤيد الانشطة الاستيطانية.

وهدد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي بالانسحاب من الحكومة في حال قبول المطلب الفلسطيني - بان تكون حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية قرب حدود الضفة الغربية وغزة - شرطا للتفاوض، وقال بينيت "اصرارنا على مبادئنا اتى بثماره"، واضاف "مع بدء المفاوضات سنصر على مواصلة الحياة الطبيعية وبناء القدس ويهودا والسامرة (الضفة الغربية)... سنشرع في هذه الرحلة بحذر وبعيون مفتوحة. لسنا سذجا"، ولفت معلقون سياسيون اسرائيليون الى ان حزب البيت اليهودي الذي يتولى وزراؤه حقيبة الاسكان يشكو على مدى أشهر من التباطوء الفعلي في الانشطة الاستيطانية بأوامر من نتنياهو الا انه لا يزال في الحكومة، وفي حال انسحاب الحزب من الحكومة اعتراضا على اتفاق نهائي للسلام مع الفلسطينيين فان نتنياهو قد يتوقع ايجاد بديل وهو حزب العمل اليساري الذي يتزعم المعارضة حاليا، وقالت شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل لراديو اسرائيل في اشارة الى استعداد نتنياهو لدخول المحادثات المتوقع ان تستمر لاشهر "نتابع هذه التحركات بتفهم ودعم".

شكوك في اسرائيل حول اعادة اطلاق عملية السلام

الى ذلك يسود جو من التشكيك اوساط المسؤولين ووسائل الاعلام الاسرائيلية عقب اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري احتمال اعادة استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، واعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بنفسه بان "المفاوضات لن تكون سهلة"، واعرب وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز وهو من الصقور المتشددين عن شكوكه قائلا "يبدو انه من الصعب التوصل الى اتفاق نهائي. من الممكن ان يكون ذلك هدفا طموحا للغاية في حين ينبغي القبول باتفاق موقت او جزئي" بينما كرر الفلسطينيون رفضهم لاي اتفاق موقت، ومن جهته، راى افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف وحليف نتانياهو ان النزاع مع الفلسطينيين "غير قابل للحل" وان التوصل "الى اتفاق موقت طويل الامد" هو افضل ما يمكن للطرفين ان يأملا به.

وتبدو وسائل الاعلام على الموجة نفسها، اذ اكد المعلق في الاذاعة العامة شيكو مناشيه "لا يوجد اي مسؤول اسرائيلي يعتقد انه من الممكن التوصل الى اتفاق نهائي"، وكتب ناحوم بارنيا وهو احد اكثر المعلقين تأثيرا في صحيفة يديعوت احرونوت "حقق كيري نجاحا دبلوماسيا، فالمفاوضات ليست الغاية بل الوسيلة. الطريقة التي يتعامل بها كيري مع الصراع ستؤدي بالتاكيد الى فشل اخر".

وراى شالوم يروشاليمي في مقال في صحيفة معاريف (يمين وسط) ان "بنيامين نتانياهو لطالما اراد عملية، ليس بالضرورة عملية سلام بل نوعا من المفاوضات التي تسمح له بتخفيف الضغوط الاميركية"، وكاجراء وقائي، سارع الجناح المتشدد في الغالبية الحكومية الى الاعتراض على اي تلميح الى تنازلات من جانب نتانياهو. وتركزت الانتقادات حتى الان على خطوة اطلاق سراح نحو مئة اسير فلسطيني يتوقع حصولها خلال المفاوضات.

وندد وزير المواصلات اسرائيل كاتز العضو في الليكود ووزير الاسكان اوري اريئيل العضو في حزب البيت اليهودي (قومي متطرف، قريب من المستوطنين) بالخطوة واصفين السجناء الفلسطينيين "بالارهابيين القتلة"، واعرب الوزيران ايضا عن معارضتهما لاقامة دولة فلسطينية ولاي تجميد ولو جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وبحسب وسائل الاعلام، فان نتانياهو يستطيع ببساطة عدم طرح اي عطاءات جديدة للبناء الاستيطاني بينما يسمح في الوقت نفسه بمواصلة اعمال البناء الجارية هناك.

وطالب لوبي المستوطنين في البرلمان الاسرائيلي والذي يبلغ عدد اعضائه نحو 30 عضوا من اصل 120 رئيس الوزراء الاسرائيلي بان ينشر "الترتيبات السرية التي تم التوصل اليها مع الاميركيين"، واكد النائب في الليكود تساحي هنغبي المقرب من نتانياهو انه حتى لو وجهت الولايات المتحدة للفلسطينيين رسالة دعوة للمفاوضات تتضمن اشارة الى حدود عام 1967 كاساس للتفاوض كما يطالب الفلسطينيون او تجميدا للاستيطان فان ذلك "لا يلزم الحكومة الاسرائيلية باي شيء". بحسب فرانس برس.

وفي الائتلاف الحكومي، تبدو تسيبي ليفني الوحيدة المتفائلة بعدما جعلت من استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين اولوية خلال الانتخابات، وقالت رئيسة المعارضة وزعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش انها مستعدة لدعم الحكومة في حال التوصل الى اتفاق، اذ سيؤدي سيناريو مماثل الى انسحاب المتشددين المناهضين لقيام دولة فلسطينية من الحكومة، وابدت وسائل الاعلام شكوكا كبيرة في احتمال ان يعرض نتانياهو غالبيته لادنى خطر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/تموز/2013 - 15/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م