اغلقوا مواخير السياسة اولا

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: (إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني)... و(ما رأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيع)... الامام علي عليه السلام.

هذا الموضوع لا يمت الى الواقع بصلة، واي تشابه في الاسماء او الاماكن هو مجرد خيال.. ولهذا جاء (خبط لصق) غير مفهوم او متجانس ولا تعرف بدايته من نهايته، وحتى كاتب السطور لم يعرف ما اراد قوله، لذا اقتضى التنويه.

في مسلسل العراف لعادل امام، والذي يتناول شخصية احد النصابين الكبار في مصر، يقول الضابط المكلف بمتابعة ملفه، وهو يتكلم مع الضابط المسؤول عنه: في اخر شخصية انتحلها كان قد ترشح لانتخابات مجلس الشعب، وكان سيكتسح الاصوات.. يسأله الضابط المسؤول: هل هو محسوب علينا او على المعارضة؟ لا يا افندم انه مستقل.

اكتشف علماء الفلك في ناسا، وكالة الفضاء الامريكية، وبعد مراقبات وارسال مركبات فضائية الى المريخ، في برنامج تدعمه الحكومة الامريكية، لغرض اكتشاف مقومات حياة على المريخ، اكتشف هؤلاء العلماء، ان هناك تجمعات بشرية صغيرة تسكن هذا الكوكب، وهي قادرة على التاقلم مع درجات مناخه المتطرفة، وهؤلاء السكان لهم حياتهم الخاصة التي يحيطها الترف الكبير.. وعن مصدر الاموال التي يتداولها هؤلاء السكان، ذكر موقع الوكالة الذي نشر التقرير، بان هؤلاء السكان لهم قدرة عجيبة على سحب الاموال عبر انابيب وكبسولات غير مرئية، وسحب المليارات من المبالغ النقدية، وبكافة العملات العالمية، ولو انهم يفضلون الدولار الامريكي واليورو الاوربي والجنيه الاسترليني، وقد اقتصرت مناطق اعمالهم خلال السنوات العشر السابقة على دولة العراق، وكانت تقارير صحفية واعلامية قد روجت خلال تلك السنوات، ان السياسيين العراقيين وقادة الاحزاب وقادة الميليشيات والوزراء والمدراء العامون والموظفون والضباط الكبار، هم وراء عمليات نهب الاموال التي حصلت طيلة تلك السنوات محل الدراسة.. لكن الحقيقة التي كشفها التقرير العلمي، قد وضعت حدا لتلك الاقاويل والاتهامات والتخرصات، فسكان المريخ هم من قام بذلك النهب المنظم طيلة السنوات المنصرمة تنفيذا لاجندات خارجية.

وقد علقت احدى وسائل الاعلام على التقرير بقولها، اننا كنا قد اشرنا الى مثل تلك الحقيقة سابقا، الا ان احدا لم يصدقنا، فمطربة الحي لا تطرب، لكن هذا التقرير اثبت بالدليل القاطع، اننا شعب نحتل المرتبة السابعة في تديننا، وساستنا وقادتنا ورؤساء احزابنا لا تفوتهم فرصة لاظهار تدينهم الا واغتنموها، فهو يصومون رمضان كل عام، وهم يحجون ويعتمرون طيلة مواسم العام، وهم يدخلون ويخرجون من وزاراتهم ومناصبهم، وعليهم ديون كثيرة، كانوا قد اقترضوها لتوزيعها على الفقراء والارامل والمساكين والعاطلين عن العمل والمعوقين.

كتبت احدى الصحفيات تحت موضوع حمل عنوان (عصر الأنبياء): قبل ما يقارب الثماني سنوات وفي مؤتمر لمنظمة بريطانية.. جلست بجانب إمراة.. وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث وبمنتهى العقلانية.. سألتها ماذا تعمل.. وببساطة شديدة أجابت أنا نبيّة.

ما معنى الماخور؟.. هو بيتُ الرَّيبة، وهو مَجمَعُ أهل الفِسق والفَساد من شاربي الخمر، او هو مجلس الفساق والعواهر، وهو بيت الدعارة .

اين كان يذهب اركان النظام السابق ليمارسوا حياتهم الخاصة في بغداد؟ واين تعرض عدي ابن الطاغية صدام لمحاولة الاغتيال، التي فقد اثرها (فحولته)؟

كانوا يذهبون الى منطقة المنصور الشهيرة، بمطاعمها ومقاهيها ونواديها الاجتماعية.. وكانوا يذهبون ايضا الى الكرادة، بخارجها وعرصاتها وجادريتها، اضافة الى اماكن اخرى اكثر تحصينا وخصوصية، مثل البساتين والمزارع الخاصة.

في جميع تلك الاماكن هناك طرق لهوهم الخاصة، والتي لا تبتعد عن الخمر والنساء.. وكثيرا ما كانت تتسرب الينا بعض الاحاديث عن تلك المجالس، رغم الادعاءات بالتقوى والتدين التي كان يظهر عليها القائد الضرورة في زياراته الى المساجد او العتبات المقدسة.

اين يذهب الان سكان المريخ وابناؤهم؟

(من خلال التجوال في المنطقة وجدنا الكثير من المقاهي التي هي خارج نطاق الاعراف والتقاليد وفوجئنا بالتصرفات العشوائية الرعناء الموجودة في البعض منها)، (نحن اصحاب دين حنيف يرفض هذه التصرفات وهذه الاماكن التي تمارس فيها امور خارج الاخلاق والقيم).

تناولت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الاتجار الجنسي بالنساء في تقريرها السنوي الخاص  بالعراق في شباط 2011، اذ تذكر (منذ الغزو عام 2003، أدى تدهور الوضع الأمني  والنزوح والمصاعب المالية والتحلّل الاجتماعي وضعف سيادة القانون وسيادة الدولة إلى  زيادة الاتجار بالنساء والدعارة القسرية). ويضيف التقرير أنه (استناداً إلى سجل  الهجرة القسرية بين عامي 2003 و2007، أصبحت نحو 3500 امرأة عراقية مفقودة، ويُرجح  أن جزءاً من هذا العدد قد فُقِدَ في عمليات اتجار بالنساء لأغراض الدعارة).

لكن  الفقرة الأخطر التي جاءت في التقرير ذاته، هي تلك التي تكشف عن (قيام الميليشيات  والمتمردين وقوات الأمن العراقية والقوات متعددة الجنسيات والمتعاقدين الأمنيين الأجانب الخاصين، باغتصاب وقتل نساء بعد عام 2003).

ووفق (هيومن رايتس ووتش)، يرى المتاجرون بالرقيق الأبيض أنه (كلما صغر سن الفتاة، كان الربح المتوقع منها أكبر).

يؤكد تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي أنترناسيونال) أن انتشار الاتجار بالبشر  يشمل 139 دولة بينها 17 دول عربية يقع العراق في مقدمتها. ويشير التقرير الى ان  اكثر من ألفي فتاة عراقية يتعرضن سنوياً للخطف من أجل تحويلهن إلى سلع يتم بيعهن  مقابل آلاف الدولارات، أو يُحتجزن ليُسخَّرن للعمل كالرقيق حتى يسددن ديوناً تسجَّل  عليهن. والكثير منهن يتعرضن للعنف أو الاغتصاب.        

ثلاثة الاف حالة طلاق من اصل (3686) عقدا، واين تحدث هذه الحالات؟ في مدينة الصدر.. ماهي الاسباب؟

(الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الشاب، والزواج المبكر الذي تتبناه العادات والتقاليد والطقوس العشائرية، والخيانة الزوجية، أبرز الأسباب التي دفعت الى زيادة هذه الظاهرة).

احتج سكان منطقة البلديات, شرق بغداد, على اغلاق متنزهاتها و"الاستيلاء عليها من قبل اشخاص متنفذين في الحكومة".

ووجه اهالي حي التجار في المنطقة رسالة الى امين بغداد تحدثوا فيها عن سرقة واغتصاب أراض خصصت لمتنزهات تحمل اسم "الف ليلة وليلة" سابقا، ومنحت لاحقاً لمدارس الأطفال ولمستوصف صحي.

وجاء في الرسالة إن سكان منطقة حي التجار في البلديات "يشتكون من مافيات تزعم انها مدعومة من مجلس الوزراء، وهم من الذين عاثوا في الأرض فساداً وسرقوا مال الشعب وقاموا بعمليات اغتصاب وسرقة قطع الأراضي وتوزيعها مناصفة من كبار مستشاري رئاسة الوزراء والوزراء انفسهم وكبار القضاة".

وبين الاهالي في رسالتهم ان "الاراضي الممتدة على طول شارع قناة الجيش تعد من المناطق المحرمة بموافقة أمانة بغداد والتسجيل العقاري ودوائر التصاميم وبعض من الدوائر ذات العلاقة"، مشيرين الى أن "كبار المسؤولين في تلك الدوائر حصلوا على نصيبهم من عمليات السرقة الممنهجة لتسهيل معاملات تغيير صنفها من المحرم إلى السكني".

الروائي العراقي احمد سعداوي يذكر ماشاهده ويتساءل ايضا (المصيبة انه يتساءل): (احصيت عشرات اللافتات الكبيرة الخاصة بجهة مليشياوية مسلحة، موزعة على ساحات وشوارع بغداد، تمتدح روحانية رمضان والقيم الروحية للصوم وما إلى ذلك، ولا ادري ما علاقة الروحانيات بالاسلحة والمليشيات).

كتب احد المصريين في وصفه لحالة مصر بعد ربيعها الثوري: لا فرق الآن بين الطبال والسياسى، فالأول يقوم بدور الثانى فى الفضائيات والصحف وصياغة البيانات، والثانى يقوم بدور الأول فى الاجتماعات والمجالس واللجان والمناقشات، بينما الراقصة تظل على حالها «راقصة» خاصة إن كانت من سكان العالم الثالث أو العاملين بكباريهات الدرجة الثالثة، تتاجر بجسدها وتدعى الشرف، وتمنح نفسها لمن يدفع أكثر وتدعى العصمة والرشاد والعفاف.

تعرف الجماهير أن الطبال «طبال» لا أكثر ولا أقل، لكنها سرعان ما تتأقلم مع هذه الحالة الشاذة وتظن فى زمن كثر فيه الطبالون واحتلوا المقاعد والصناديق والفضائيات والكلام واللجان والاستشارات والمبادرات والأحزاب والجماعات والائتلافات والتيارات أن الطبل هو القاعدة، زاد الطبالون عن الحد، وكلما زاد عددهم تبغددت الراقصة على جمهورها، لتحصد ما بجيوبهم من أموال، وما بأيديهم من نقوط، وما ببضائعهم من عمولات، يطبل الطبالون «بهدوء» على أدمغة السامعين و«بصراحة» وقحة كما لو كانوا صادقين، ملتحقين بـ«مصر الجديدة» بعد أن كانوا سببا لخراب مصر القديمة، يقولون بفم مليان «هنا القاهرة» غير عابئين بأن القاهرة ليست ماخورا، مدنسين كل معنى نبيل وكل غاية شريفة، وإذ ليس يهمهم من الأمر شىء إلا رضا الراقصة.

ما هو الفرق بين الماخور والوطن؟

ربما سيجيبنا عن ذلك سكان المريخ في تقرير جديد لوكالة ناسا الفضائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تموز/2013 - 14/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م