قطر... نهاية الدور

 

شبكة النبأ: يبدو أن قطر أدركت أن سياسية التخبط التي اتبعتها أبان ما يسمى بالربيع العربي أوشكت على وضعها على محك التغيير، خصوصا بعدما تلقت عاصفة من الانتقادات والاتهامات الحادة كونها غامرت بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال دعم المعارضين في سوريا أو الاخوان المسلمين، فضلا التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية في بعض الدول العربية.   

لتلجأ اليوم إلى سياسية التوريث الديمقراطي من خلال تخلي أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني عن السدة الحكم في قطر وتسليمها لابنه ولي العهد الشيخ تميم، وهذه الخطوة نادرة في منطقة كان حكامها يظلون في السلطة مدى الحياة حتى بدأت ثورات الربيع العربي قبل عامين تقريبا.

لتحدث مفاجأة سياسية فريدة من نوعها في سياسة العالم العربي الحديث، تكمن وراءها العديد من الأجندة السياسية الإستراتيجية إقليما ودوليا. فيما اعتبر بعض المحليين أن تجربة قطر لن تتكرر في دول الخليج الأخرى.

إذ يرى الكثير من المحللين أن أمير قطر الجديد سيسعى جاهدا لخلق إستراتيجية مرنة من خلال اعتماد مبدأ المصلحة السياسية بغطاء براغماتي، بهدف تكوين استراتجية سياسية جديدة اكثر مع المجتمع الدولي وداخل قطر ايضا، فكما يبدو ان تحويل السلطة في هذا التوقيت تحديدا وفي مرحلة حساسة محليا وإقليما ودوليا ليس تغيير سياسي تلقائي وانما وجود أجندة بالتوافق مع الاسرة الحاكمة لاجتياز هذه المرحلة بتنصيب قيادة شابة براغماتية، ناهيك عن هدف اخماد ربيع قطر كان وشيك نظرا للاضطرابات الداخلية في قطر ومنطقة الخليج عامة.

في حين رأى محللون آخرون أن امير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني سيبقي على الخط السياسي لوالده الا انه من المتوقع ان يعتمد اسلوبا اكثر تحفظا خصوصا في الملف السوري، حيث لم يتطرق الى القضية السورية خلال خطابه الاول كأمير للبلاد  بعدما كانت سوريا على راس اولويات والده.

وبحسب معظم المحللين السياسيين المتخصصين في شؤون الخليج فان الشيخ تميم يمسك بملفات حساسة عدة في السياسة الخارجية وليس من المتوقع ان يتخذ اي قرارات كبرى من دون العودة الى والده، لتحسين الصورة المشوهة إقليما ودوليا بعد ضلعها بالعديد القضايا الخارجية أمام المجتمع الدولي، لكن انه لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة في حالة نقل السلطة وأن الشيخ تميم يشارك بالفعل في إدارة شؤون البلاد بتوجيهات من والده.

واشارت مصادر سياسية عدة الى ان رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم سيخسر منصبه على الارجح، وبسبب صغر سن الأمير تميم والنفوذ المالي والسياسي الكبير الذي سيتمتع به على المسرح الدولي، قد يشعر حلفاء قطر ببعض القلق حتى تتبين معالم رؤيته لمستقبل بلاده.

ففي مجال السياسة الخارجية سيرث الأمير الجديد توترا في علاقات قطر مع عدد من الدول الخليجية، وفي طليعتها السعودية المنافس الابرز إقليميا، فيما أصبحت البحرين والإمارات أكثر ارتيابا حيال قطر وحلفائها ومبادراتها في السياسة الخارجية، بسبب ما تصفانه هاتان الدولتان بالتقارب القطري مع حركة الإخوان المسلمين.

أما دول ما يسمى بالربيع العربي كـ ليبيا وتونس ومصر فقد تحول ضد دولة قطر، على الرغم أو ربما بسبب المليارات التي ضختها قطر في هذه الدول، إلا أن مواصلة دعمها للإسلاميين كان سببا في إثارة غضب الكثيرين، لاسيما حلفاءها من الغرب.

في حين تعد سوريا التحدي الأكبر أمام حاكم قطر الجديد، أذ كان يعتقد أن نظام بشار الأسد في سوريا سينهار أمام الضغط الدولي وإمداد قوات المعارضة بالسلاح، الا أن الحرب الآن بدت تتحرك في صالح نظام الأسد.

فإذا ما كان النصر حليفا لقوات الجيش السوري، فإن التبعات على قطر ستكون مدمرة، وخاصة أن هذه الأخيرة قدمت دعمها للمعارضة على مدار عامين كاملين، وأنفقت ثلاثة مليارات دولار على الأسلحة والدعم الإنساني. كما أن وضع قطر وتأثيرها في المنطقة سينحسر بقوة إذا ما منيت المعارضة السورية التي كانت تدعمها علانية بالهزيمة.

وعليه فأن رؤية المستقبلية للدولة الخليجية الصغيرة تحت حكم تميم اضعف مما تبدو، كون قيادة قطر الجديدة تنتهج آيدولوجية سياسية وفق إستراتجية متخبطة، تمهد الطريق لمرحلة سياسية محورية لا تخلو من روح المغامرة، وعليه فقد تلوح في الأفق معارك سياسية حيوية قد تصنع تحديات وصراعات محلية ودولية كبرى.

أسلوب مختلف

في سياق متصل ركز امير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في خطابه الاول على شؤون قطر الداخلية وعلى اولوية تحديث الحكومة فضلا عن العمل ضمن الخط الخليجي والعربي، الا انه لم يتطرق الى الملف السوري الذي كان يشكل اولوية بالنسبة لوالده، اذ ان قطر هي من اكبر الداعمين للمعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال المحلل السياسي الاماراتي عبد الخالق عبد الله ان "قطر لن تغير سياستها، ولكن من الطبيعي ان يعتمد الفريق الجديد اسلوبا جديدا في الحكم"، واضاف المحلل انه "على المدى القصير، ستغلب متطلبات السياسة الداخلية على الدبلوماسية، وعلى الشيخ تميم ان يستمع الى الشعب".

كما رأى ان تنازل الشيخ حمد بن خليفة عن الحكم لابنه الشيخ تميم "ليس مقنعا سياسيا"، في وقت تشهد البلاد صعودا مذهلا على الساحة العالمية بفضل ثروتها ودبلوماسيتها، والشيخ تميم البالغ من العمر 33 عاما اكد في خطابه ان تغير شخص الامير لا يعني تغيير "التحديات والمسؤوليات"، من جهته، قال المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان ان امير قطر الجديد "سيعمل في اطار الاستمرارية وانما مع اسلوب مختلف"، وبحسب بدرخان، فان عدم اشارة الشيخ تميم الى سوريا في خطابه الاول "لا يعني تغييرا في السياسة، ولو ان الامير بامكانه ان يعيد النظر في دعم قطر للاسلاميين" الذين وصلوا الى السلطة في بعض دول الربيع العربي. بحسب فرانس برس.

بدوره، اعتبر المحلل في معهد بروكينغز بالدوحة ابراهيم شرقية ان "الشيخ تميم تعمد عدم الاشارة الى القضايا الشائكة بما في ذلك النزاع في سوريا، الا ان جدد التأكيد على الثوابت السياسية، لاسيما دعم القضية الفلسطينية"، كما اعتبر شرقية انه "من الطبيعي ان يركز الشيخ تميم في على القضايا الداخلية في خطابه الاول للقطريين الذين بايعوه للتو"، وبحسب شرقية، فان "السياسة التي رسمها الشيخ حمد بن خليفة ستستمر وانما باسلوب آخر بعد مغادرة رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، مشيرا الى ان وزير الخارجية الجديد خالد العطية "كان يمسك بالملفات الاقليمية الكبرى منذ سنوات"، وقال "ستستمر السياسية نفسها، وانما بحدة اقل"، الا ان شرقية قال "سنفتقد التصريحات الصريحة والمباشرة والنارية لحمد بن جاسم" معتبرا ان رئيس الوزراء السابق "قد يظهر مجددا في المستقبل كلاعب على الساحة العالمية على غرار المبعوث الاممي، الجزائري الاخضر الابراهيمي".

ومن المفترض في الاثناء ان يستمر الشيخ حمد في عمله في ادارة جهاز قطر للاستثمار، وهو الصندوق السيادي لقطر الذي يرأسه الامير جديد نفسه والذي يدير استثمارات قطر السيادية في الخارج، بحسب مصادر متطابقة في الدوحة، الامر الذي يوحي بان حمد بن جاسم لم يفقد الرضى الاميري.

كما اكد امير قطر الجديد غداة استلامه مقاليد الحكم ان بلاده لا تحسب على تيار سياسي ضد آخر، واعتبر ان الانقسام الطائفي "يسمح لقوى خارجية بالتدخل بقضايا الدول العربية وتحقيق النفوذ فيها"، واكد الشيخ تميم البالغ من العمر 33 عاما، ان بلاده "تلتزم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لنيل حقوقه المشروعة وتعتبر تحقيقها شرطا للسلام العادل الذي يشمل الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية التي احتلت في 1967 بما في ذلك القدس الشرقية واقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية وعودة للاجئين ولا تسوية من دون سلام عادل".

رئيس الوزراء

على الصعيد نفسه افادت مصادر متطابقة ان وزير الدولة للشؤون الداخلية في قطر قد يصبح خليفة رئيس الوزراء البالغ النفوذ الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ضمن اطار تعديل حكومي سيجريه الامير الجديد للبلاد، واصبح الشيخ تميم بن حمد ال ثاني اصغر حكام دول الخليج عمرا (33 عاما) بعد ان خلف والده الشيخ حمد الذي تنحى عن العرش، ومن المتوقع ان يجري تعديلا وزاريا يشمل تغيير رئيس الوزراء الذي يشغل ايضا منصب وزير الخارجية ولعب دورا بارزا في حركة الاحتجاجات العربية، وقالت مصادر قطرية ان وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني الذي يشغل هذا المنصب منذ شباط/فبراير 2005 سيخلف الشيخ حمد بن جاسم، الامر الذي اكدته قناة الجزيرة القطرية، واضافت ان الشيخ عبد الله وهو من الاسرة الحاكمة سيتولى رئاسة حكومة تضم تغييرا متوقعا في وزارات الداخلية والخارجية والمال والتجارة خصوصا، واشارت المصادر الى ان نائب الشيخ حمد خالد العطية سيشغل منصب وزير الخارجية. بحسب فرانس برس.

وفي المقابل، سيبقى وزير الطاقة والبترول محمد السادة في منصبه في حين سيتم تعيين النائب العام علي بن فطيس المري وزيرا للعدل، وسيعلن الشيخ تميم في اول خطاب يوجه الى القطريين الحكومة الجديدة التي ما تزال تشكيلتها النهائية غير واضحة.

الخارجية الامريكية

فيما اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصالا هاتفيا بامير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني معربا عن الامل في المزيد من التعاون بين البلدين، حسبما صرح مسؤول اميركي، واضاف المسؤول ان كيري الذي يقوم بجولة في المنطقة هدفها تنسيق المساعدات للمعارضة السورية تحدث هاتفيا مع الشيخ تميم ووالده الشيخ حمد، وتابع ان كيري "اكد ان الولايات المتحدة ستستمر في الوقوف الى جانب قطر كشريك له مكانته"، وقد اعلن الشيخ حمد تخليه عن الحكم الذي تولاه طيلة 18 عاما وذلك بعد يومين على لقائه بكيري الذي التقى ايضا الشيخ تميم بعد اجتماع "اصدقاء سوريا" في الدوحة، وقد عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تمنياته للحاكم الجديد مؤكدا ان واشنطن تتطلع الى "تعزيز التعاون بيننا في الاعوام المقبلة".

إيران والملف السوري

في حين حث وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مراجعة سياسة بلاده المتعلقة بالقضية السورية، وقال صالحي في مؤتمر صحفي في طهران نقله تلفزيون برس تي.في "نأمل أن يتدبر الشيخ تميم القضية السورية وأن يجري مراجعة جادة للسياسات السابقة ومن ثم نتمكن من... التكاتف ومعالجة الأزمة السورية"، وأضاف "في ضوء انتقال السلطة الذي حدث في قطر فاننا نأمل ان تدخل قطر عهدا جديدا في التعاملات الدولية مع دول المنطقة وغيرها."

وتدعم ايران الرئيس السوري بشار الاسد وقواته منذ بدء الازمة في عام 2011. وتتهم ايران قطر والسعودية بتسليح من يصفهم الاسد بأنهم جماعات "ارهابية". بحسب رويترز.

وتقول ايران ان عزل الاسد سيؤدي الى فراغ خطير في السلطة وان أي تسوية للوضع السوري يجب ان تكون من خلال الشعب نفسه وألا تفرض عليه من الخارج، لكن مؤيدي المعارضة يقولون إن ايران نفسها قدمت للأسد دعما ماليا وعسكريا بمليارات الدولارات.

رئيس الوزراء القطري السابق

على صعيد ذو صلة استخدم رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي رفع مكانة بلاده عالميا العذوبة والصلابة والنفوذ الاقتصادي للتوسط في اتفاقات سلام والإطاحة بحكام دكتاتوريين في الخارج والقيام باستثمارات تنفع الأجيال القادمة، وشمل التعديل الوزاري الذي أعلن الشيخ حمد الذي شغل منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية بعد أن أصبح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (33 عاما) أميرا للبلاد.

ولم يتضح على الفور ما اذا كان الشيخ حمد سيحتفظ بمنصب نائب رئيس جهاز قطر للاستثمار وهو صندوق ثروة سيادي يعتقد أن أصوله تتراوح بين 100 و200 مليار دولار غير أن مراقبي الشأن القطري يتوقعون ان يبقى في المنصب، في عهده كوزير للخارجية الذي استمر 20 عاما استضافت قطر أكبر قاعدة جوية امريكية في الشرق الاوسط لكنها أقامت في الوقت نفسه علاقات ودية مع ايران وسوريا وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) اعداء الولايات المتحدة في مسعى لكسب النفوذ.

كان وراء توجه أنظار العالم الى الدوحة قرار اتخذ في بدايات حكم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هو التوقف عن الإذعان التلقائي للسعودية القوة المهيمنة في شبه الجزيرة العربية، ونتيجة لهذه السياسة الاستقلالية فاق أداء دولة قطر الصغيرة حجمها في الشؤون العالمية وأصبحت وسيطا للسلام في صراعات في مناطق يقطنها مسلمون.

وأدهشت تحالفات قطر الخارجية غير المألوفة أصدقاءها وأذهلت منتقديها. على سبيل المثال فعلت ما لم يفعله معظم جيرانها حين أقامت اتصالات مع اسرائيل على الرغم من توقف هذه الاتصالات فيما بعد.

الى جانب السياسة الخارجية جاء دور الشيخ حمد في جهاز قطر للاستثمار ليصبح له القول الفصل في عمليات الاستحواذ العديدة التي نفذها الجهاز ومن بينها متجر هارودز الشهير في لندن وفندق رافلز في سنغافورة وحصة في شركة بورشه الألمانية للسيارات وبنك باركليز، وهو يملك شخصيا حصصا في شركات قطرية منها الخطوط الجوية القطرية وكذلك شركة بروجكت جراند المالكة لمشروع وان هايد بارك بلندن وعدة فنادق في الدوحة. وتقدر ثروته الشخصية بالمليارات.

وقال ديفيد روبرتس مدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن ومقره الدوحة "كان واحدا من المهندسين الاساسيين للمشروع القطري بمشاركة الامير. نفوذه العملي في الداخل لا يضاهيه أحد"، وأضاف "كما كان يجيد تسويق قطر وساعد في تحسين أدائها في الخارج بقوة"، ولعب الشيخ حمد الذي عين وزيرا للخارجية عام 1992 دورا رئيسيا في تسهيل انقلاب عام 1995 الذي نجح خلاله ابن عمه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الاستيلاء على السلطة من والدهن ويبدو أنه كوفيء على هذا بنفوذ مدى الحياة.

وقال مايكل ستيفنز الباحث بالمعهد الملكي "سيصعب جدا العثور على من يحل محل حمد بن جاسم لما يتمتع به من كاريزما. عنده كاريزما مميزة وطاقة وهي صفات يلزم توافرها في دبلوماسي جيد"، عين الشيخ حمد رئيسا للوزراء عام 2007 ولعب دورا شخصيا في تسهيل جهود قطر في حل صراعات عدة وقام بالوساطة في محادثات متعلقة بصراعات من لبنان الى اليمن ودارفور الى الأراضي الفلسطينية، وفي عام 2007 نجح في عقد اجتماع في قطر بين الحكومة اللبنانية والمعارضة التي قادها حزب الله لإجراء محادثات في مسعى لانهاء مواجهة سياسية أصابت البلاد بالشلل لاكثر من عام مما ساهم في إنهاء أسوأ اقتتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية، وفي عام 2009 شارك في الوساطة في اتفاق للسلام بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة السودانية مما ساهم بدرجة كبيرة في إخماد الصراع في دارفور.

وشجع الشيخ حمد ايضا انتفاضات الربيع العربي فقدمت قطر دعما ملموسا لمقاتلي المعارضة الذين أطاحوا بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من خلال مدهم بالسلاح والوقود، وكانت قطر ايضا من اكبر الداعمين ماليا لمصر وعبرت عن عزمها للقيام بدور بارز في إعادة بناء اقتصاد البلاد بعد انتفاضة عام 2011.

يعتقد بعض المسؤولين في دول خليجية اخرى أن قطر لديها استراتيجية طويلة المدى تنطوي على الاستعانة بجماعة الاخوان المسلمين في إعادة رسم المنطقة. والجماعة هي حركة عالمية تسعى الى إقامة حكم إسلامي في الدول الإسلامية من خلال وسائل سلمية، وفي مارس اذار نفى الشيخ حمد علنا للمرة الأولى الانحياز لجماعة الاخوان.

وقال في مؤتمر صحفي إن الاخوان لم يكونوا في السلطة حين زار مصر ومنحتها قطر ملياري دولار بل كانت حينها تحت الحكم العسكري. وأضاف أن قطر كانت متواجدة قبل أن تجرى الانتخابات، ومضى يقول "اتهمنا اننا نريد أن نشتري مصر ومصر اكبر من ان نشتريها"، وانتقد بعض المسؤولين في دول غربية وعربية خليجية دعم قطر لمقاتلي المعارضة السورية وقالوا إنها توفر السلاح والمال دون تمييز لإسلاميين متشددين يريدون إقامة دولة سنية في سوريا.

وتقول قطر إنها لا تريد الا الإطاحة بالاسد ووقف اراقة دم المدنيين. لكن بعض المحللين يقولون إن دعمها لمقاتلي المعارضة ربما يضر بقدرتها على ان تكون وسيطا أمينا في صراعات تحدث مستقبلا، وقال نيل باتريك الخبير في أمن الخليج "بعد الصراع في سوريا لا تستطيع قطر أن تأخذ هذا الوضع في العالم العربي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/تموز/2013 - 24/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م