إصدارات جديدة : نحن والآخر والهوية

 

 

 

 

 

الكتاب: نحن والآخر والهوية

الكاتب: صالح الطائي

الناشر: دار الفراهيدي للنشر والتوزيع في بغداد

عدد الصفحات: مائة وستين صفحة من القطع الوزيري

الإشراف العام: الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط

الإشراف الفني: الأستاذ نوفل عبد دهش

 

 

شبكة النبأ: بمبادرة قد تكون الأولى من نوعها، وسعيا منها لتأصيل علاقتها بالعراقيين وتأكيدا لهويتها العراقية الأصيلة التي تمتد على كبر خارطة الوطن؛ قررت شبكة الإعلام العراقي استغلال مناسبة حلول شهر رمضان المبارك لطباعة (30) كتاب تكون هدية الشهر المبارك للساحة الثقافية العراقية ولبث برنامج بعنوان (العراقية تطبع) ينوه بهذه الأعمال.

ولتنفيذ الفكرة قامت الشبكة بالاتصال بالباحثين في محافظاتنا العزيزة ليسهموا في هذا المشروع الكبير من خلال بحوثهم وآرائهم ورؤاهم، وقد اختارت الشبكة كتابي الموسوم (نحن والآخر والهوية) ليغطي إحدى حلقات البرنامج وأخذت على عاتقها طباعته بحلة قشيبة وإخراج جميل، ثم تجشم كادرها ممثلا بمعد ومقدم البرنامج الأستاذ رسول زبون والأساتذة مدير الإنتاج والمخرج والمصورين عناء حمل الكتاب من بغداد إلى حيث أقيم ليقدموه لي هدية،  بعدها أجروا معي لقاء ممتعا للحديث عن فكرة الكتاب والغاية من كتابته.

إن كتاب (نحن والآخر والهوية) جاء رد فعل على العنف الذي شغل به بعض العراقيين أنفسهم منذ 2006 فصاعدا؛ فاستباحوا دماء بعضهم البعض، وكفر بعضهم البعض الآخر، وأحل دمه وماله وعرضه، وأوغل به تكفيرا وتفجيرا وتهجيرا ومطاردة، لينقل صور الحزن العميق والألم واللوعة والخوف والسير نحو المجهول بلا أدنى أمل بغد أفضل، عسى أن يكون تأليفه محاولة للوصول بمجتمعنا الممزق إلى الاندماج لا للانصهار، إلى التوحد لا إلى الوحدة، إلى الإيمان بضرورة التعايش مع الآخر؛ لأنه من غير المعقول أن نلج القرن الميلادي الجديد ونحن محملين بثقافة الصد والتخويف والجمود والاختزال؛ وننجح في مسايرة عالم متجدد متبدل متطور متحرك، فالعالم يرفض الجمود ويؤمن بالتجديد المطلق.

وسعيا وراء هذا الهدف النبيل حاول الباحث أن يمرر من خلال التمهيد الذي كتبه للمؤلف فكرة أن دينا مثل دين الإسلام المملوء بالديناميكية لا يمكن إلا أن يخلق رؤى يختلف بفهما وتعليلها وتأويلها من يتلقاها؛ لأن الله سبحانه جعل الاختلاف والتنوع درسا حياتيا لعباده ولذا جاء في الكتاب العزيز: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} [هود 118ـ119]

وقد فهم المفكرون المسلمون هذا المعنى ووعوه  ولذلك رأى المفكر الكبير ابن خلدون في الخلاف الذي وقع بعد عصر البعثة بين الصحابة (رض) فرصة لتنويع الاختيارات، وقال موضحا هذا المعنى: "وأعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة، ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم ويجعله إمامه وهاديه ودليله[المقدمة، ص 218] وفي العصر الراهن أثبت علم الاجتماع هذه الحقيقة إذ يقول عالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي: "إننا نظلم الناس حين نقسرهم جميعا على إتباع عقائد وطقوس متماثلة"[دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، ص188]

بعدها ذهب الباحث في سياحة مفتوحة الأبعاد لينتقل من: تعالوا نتكلم فالحقيقة جميلة، إلى الثوابت والتطور، مرورا بالهوية ومشتركاتها، وصولا إلى العدو المشترك، وثقافة السيف، والسيف والسلفية، والإرهاب وسلطة الدولة، والإسلام والآخر، وتبدل الطقوس وعلاقته بالنمو الحضاري، والصورة الأخيرة للرجل الخارق، ثم ليختم سياحته عند تأملات في منهجية تاريخنا.

ما أراد الباحث أن يقوله في كتابه هذا أن أمريكا في زمن صيرورتها وجدت نفسها بحاجة ماسة إلى ما يصهر مكوناتها الوافدة في بوتقة الأمة فاخترعوا نظاما أسموه (الأمركة) طبق في بعض الولايات قسريا لتغيير أنماط سلوك وعيش ولغة وحتى عقائد المهاجرين الوافدين؛ فنجحوا في خلق أمة لها قدرة تحدي كل الصعاب، أما نحن العراقيين الذين كنا عبر التاريخ قادرين على تحدي جميع الصعاب وأشدها قسوة فنملك وحدة مصير ووجود تمتد إلى أبعد نقطة في جذور التاريخ، ونملك مقومات هوية جمعية لا تملكها أمة أخرى في الكون، وتتوافر فينا كافة مقومات الهوية، ولذا لا نحتاج إلى مشروع (عرقنة) لنثبت عراقيتنا. وجل ما نحتاجه أن يقف كل منا وينظر إلى العراقي الآخر الذي يقف قبالته مهما كان معتقده الديني او السياسي ومهما كان أصله وفصله ومن أي مدينة أو قومية كان وسيرى حتما صورته المشرقة الوضاءة معلقة بوجه صاحبه دلالة على أنهما واحد.

يقع الكتاب بمائة وستين صفحة من القطع الوزيري، الإشراف العام الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط، الإشراف الفني الأستاذ نوفل عبد دهش، الغلاف من تصميم الأستاذ علي محسن، وطبع الكتاب في دار الفراهيدي للنشر والتوزيع في بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/تموز/2013 - 21/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م