الاغتصاب... معدلات ترتفع ومكافحة ضئيلة

 

شبكة النبأ: لاتزال جرائم الاغتصاب التي انتشرت في العديد من دول العالم محط اهتمام العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، التي تخشى من تفشي وانتشار هذه الظاهرة الخطيرة في العديد من المجتمعات، بسبب ضعف القوانين الرقابية او التهاون بتطبيق العقوبات هذا بالإضافة الى ذلك انتشار ظاهرة العنف وتعاطي المخدرات والبطالة وغيرها من الأمور الأخرى. وفيما يخص أخر جرائم الاغتصاب فقد أعلنت الشرطة ان سائحة اميركية كانت بانتظار سيارة تقلها، تعرضت للاغتصاب من قبل سائق شاحنة وشريكين اخرين في مدينة في شمال الهند. وأعلن الشرطي ابيمانيو كومار ان "المرأة في الثلاثين من العمر، اغتصبت من قبل رجال في شاحنة عرضوا عليها نقلها (الى جهة ما) ووافقت".

ووقعت عملية الاغتصاب الجماعي في قرية مانالي في ولاية هيماشال برادش في مرتفعات الهيمالايا التي يرتادها سياح وتقع على بعد حوالى 500 كلم من العاصمة الفدرالية الهندية نيودلهي. واكدت فحوصات طبية ان السائحة اغتصبت، كما اعلن كومار الذي اوضح ان الشرطة تلاحق المنفذين المفترضين للقبض عليهم.

وروى الشرطي ان "المرأة لم تحفظ رقم تسجيل الشاحنة ولم تفهم عما كان يتحدث المشتبه فيهم (في الشاحنة). ساروا بها الى مكان منعزل واغتصبوها لمدة ساعة تقريبا". واضاف ان كل سائقي الشاحنات الثقيلة في مانالي تلقوا الامر بالتوجه الى مفوضية الشرطة المحلية. وهذا الحادث الجديد يأتي غداة اعلان شرطة كالكوتا (شرق) عن توقيف رجل اعمال محلي يشتبه في انه قام بتخدير ايرلندية في الحادية والعشرين من عمرها واغتصبها وهي تعمل في جمعية خيرية محلية.

وقضايا الاعتداءات الجنسية في الهند باتت من ابرز مواضيع الساعة منذ الاغتصاب الجماعي لطالبة في الثالثة والعشرين من العمر في حافلة في نيودلهي في كانون الاول/ديسمبر الماضي، ووفاتها بعد 13 يوما. وصدمت بشاعة هذا الاعتداء الراي العام في الهند واثارت نقاشا حول المعاملة التي تلقاها النساء في هذا البلد الذي لا تزال فيه المرأة خاضعة لسلطة الرجل. وارتفعت اصوات عدة ضد لامبالاة الشرطة والقضاء في قضايا الاعتداءات الجنسية.

وتحت ضغط الراي العام، تبنى البرلمان قانونا جديدا يشدد العقوبة ضد منفذي الجرائم الجنسية. وكانت الاميركية التي لا يمكن كشف هويتها بموجب القانون الهندي، وصلت الى مانالي. وطلبت منها الشرطة البقاء فيها لدواعي التحقيق. وتبلغت السفارة الاميركية بالاعتداء. واكتفى متحدث باسم السفارة في نيودلهي بالقول "نحن على اتصال مع السلطات لكننا لن ندلي باي تعليق لدواعي السرية". بحسب فرانس برس.

وبحسب دراسة لهيئة متخصصة نشرت هذا العام واعترضت عليها الحكومة، فان عدد السياح الاجانب في الهند تدهور بنسبة 35 بالمئة في الاشهر الاولى التي تلت عملية الاغتصاب الجماعي في كانون الاول/ديسمبر. ومنذ وقوع هذه العملية، تعرضت سائحة سويسرية في الهند كانت مع زوجها على دراجة هوائية للاغتصاب الجماعي في ولاية مادا برادش في اذار/مارس الماضي، بينما اكدت سائحة كورية جنوبية انه تم تخديرها واغتصابها في هذه الولاية نفسها في كانون الثاني/يناير من جانب نجل صاحب الفندق الذي تنزل فيه.

اغتصاب في حافلة

في السياق ذاته اعتقلت السلطات في ريو دي جانيرو ثلاثة شبان بتهمة الاغتصاب الجماعي لطالبة اميركية والاعتداء بالضرب المبرح على صديقها الفرنسي، في جريمة حصلت على متن حافلة نقل مشترك كان احدهم يقودها واثارت غضبا عارما في البلاد. ووقعت الجريمة عندما استقل الشاب الفرنسي (23 عاما) وصديقته الاميركية (21 عاما)، وهما طالبان في ريو، حافلة صغيرة للنقل المشترك في حي كابوكابانا السياحي عمد اثرها المتهمون الى انزال بقية الركاب والاعتداء على الفرنسي والاميركية طوال الليل، بحسب الشرطة.

واثر الجريمة اعتقلت الشرطة اثنين من المتهمين الثلاثة وعمرهما 20 و22 عاما، في حين توارى المتهم الثالث عن الانظار الى ان وقع في قبضة الشرطة كما اعلنت الاخيرة. وقد احتلت صور المتهمين الثلاثة الموقوفين مقدمات نشرات الاخبار في كل التلفزيونات المحلية التي افردت مساحات واسعة لجريمة مروعة. وقال مصدر دبوماسي ان "الشابة اميركية والشاب فرنسي"، من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.

وبحسب بيان للشرطة فقد استقل الشاب وصديقته الحافلة بقصد التوجه الى حي لابا في وسط المدينة المشهور بأماكن السهر التي يزخر بها. وأضاف البيان انه على الاثر عمد شابان كانا على متن الحافلة الى انزال بقية الركاب وضربا الشاب الفرنسي بقضيب حديدي، ثم اوثقا ضحيتيهما وبدآ باغتصاب الفتاة، بينما كانت الحافلة تجوب المدينة.

وبحسب موقع جي1 الالكتروني فان الشاب اصيب بنزيف في احدى عينيه وبكسر في وجهه، في حين اصيبت الفتاة بكسر في انفها. وأفادت وسائل الإعلام المحلية ان السائق ايضا شارك في اغتصاب الفتاة بعدما تناوب والشابين الباقيين على قيادة الحافلة، مضيفة ان الاعتداء استمر طيلة ست ساعات.

واوضحت انه اضافة الى الضرب المبرح والاغتصاب فقد عمد المعتدون الى الاستيلاء على بطاقة ائتمان عائدة لأحدى الضحيتين ودفعوا بواسطتها لتعبئة الحافلة بالوقود ولشراء طعام قبل ان يستخدمونها لسحب أموال نقدا. وبحسب الصحافة البرازيلية فقد اصطحبت العصابة الضحيتين الى منزلهما للاستيلاء على المزيد من البطاقات المصرفية وسحب المزيد من الأموال. بحسب فرانس برس.

واكدت الشرطة ان اثنين من الموقوفين الثلاثة يشتبه في انهما ارتكبا جريمة مماثلة في وقت سابق. وقالت الشرطة ان شابة برازيلية تعرضت لاغتصاب جماعي في ظروف مماثلة تعرفت على المعتدين عليها لدى بث القنوات التلفزيونية صور الموقوفين في قضية اغتصاب الشابة الاميركية.

إعدام مصري

على صعيد متصل اعدم مصري في الثالثة والثلاثين من عمره في الكويت بعد ان ادين باختطاف واغتصاب 17 طفلا خلال اقل من عشر سنوات، بحسب ما اعلنت النيابة العامة في بيان. واعدم حجاج السعدي الملقب ب"وحش الحولي" نسبة الى المنطقة التي ارتكب فيها جرائمه، شنقا تنفيذا لخمسة احكام بالاعدام صدرت بحقه.

وذكر احد الشهود ان السعدي اشتكى قبيل تنفيذ حكم الاعدام فيه من ان السلطات المصرية لم تقدم له اي مساعدة. وكان السعدي نفى امام المحكمة ارتكاب جميع الجرائم التي نسبت اليه والتي صدمت الرأي العام في الكويت، مؤكدا ان اعترافاته انتزعت منه تحت التعذيب. وكان الرجل اعتقل بينما كان يهم بركوب طائرة متجهة الى الاقصر في مصر.

واكدت السلطات ان السعدي اعترف باغتصاب 17 صبيا وبنتا بعد استدراجهم الى سطوح المباني بمنطقة الحولي القريبة من العاصمة الكويت. كما اعدم في نفس الوقت مصري آخر ادين بقتل زوجين آسيويين بحرق منزلهما وبمحاولة قتل زوجين مصريين بالطريقة نفسها. وكانت السلطات اعدمت ثلاثة اشخاص هم سعودي وباكستاني وثالث من البدون.

واجلت السلطات اعدام سريلانكيين اثنين وباكستاني كان يفترض ان يتم اعدامهم دون إعطاء تفسير لدوافع التأجيل. وكانت منظمات حقوقية دعت الكويت الى عدم تنفيذ الإعدام. وقالت المديرة المساعدة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية حسيبة حج في بيان "يجب وقف جميع الاعدامات في الكويت حالا".

وذكرت ان المنظمة التي مقرها لندن بعثت برسالة الى امير الكويت اكدت فيها ادانتها لمعاودة تنفيذ عقوبة الإعدام في الكويت. اما هيومن رايتس ووتش فاعتبرت ان "هذه الجولة الجديدة من الاعدامات تدل على ان الكويت تسير في الاتجاه الخاطئ تماما في ما يتعلق بعقوبة الإعدام". بحسب فرانس برس.

وكان مسؤول رفيع اكد ان 48 شخصا في الكويت ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام فيهم، ومصيرهم في يد امير البلاد الذي يملك صلاحية خفض العقوبة الى السجن المؤبد. وبين المحكومين عضو في اسرة ال الصباح الحاكمة ادين بالاتجار بالمخدرات، وأعدمت الكويت 71 رجلا وثلاث نساء منذ اقرار عقوبة الاعدام في منتصف الستينات.

نائب من حزب كاميرون

من جانب اخر ذكرت وسائل اعلام بريطانية ان احد نواب رئيس مجلس العموم البريطاني ينتمي الى حزب رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، اوقف للاشتباه باغتصابه رجلا والاعتداء على آخر. وقالت هذه المصادر ان نايجل ايفانز (55 عاما) النائب والعضو في حزب المحافظين، يستجوب من قبل المحققين بشأن اعتداءين على رجلين في العشرين من العمر منذ 2009، حسب المصادر نفسها.

ويتمتع ايفانز بشعبية كبيرة في مجلس العموم وانتخب عن لانكشير (شمال غرب انكلترا). وهو احد ثلاثة نواب لرئيس مجلس النواب في البرلمان البريطاني. وقد شارك في رئاسة حزب المحافظين من 1999 الى 2001. وقالت الشرطة في بيان ان "رجلا في الخامسة والخمسين من العمر يتحدر من بندلتون في لانكشير اوقف من قبل شرطة لانكشير بشأن شبهات بارتكاب اغتصاب واعتداء جنسي"، بدون ان تكشف هويته.

ووقع الاعتداءان في قرية بندلتون حيث يقيم النائب، بين تموز/يوليو 2009 وآذار/مارس 2013. وكان نايجل ادامز كشف في 2010 بعد عشر سنوات على انتخابه انه مثلي الجنس مؤكدا انه "تعب من العيش في الكذب". وقال لصحيفة ميل اون صاندي حينذاك ان خصومه السياسيين كانوا يستعدون لكشف سره. بحسب فرانس برس.

واضاف "لا استطيع ان اسمح لنفسي بان يستخدم احد ذلك ضدي ولم اكن استطيع ان اجازف بذلك. لا اريد ان يواجه نواب آخرون هذا الشكل من الشر". وتأتي هذه القضية الجديدة بينما تهز بريطانيا سلسلة من الفضائح الجنسية وخصوصا تحقيق حول اعتداءات يشتبه بتورط النجم التلفزيوني جيمي سافيل الذي توفي في 2011، فيها.

قاض اسرائيلي يستقيل

الى جانب ذلك استقال قاض اسرائيلي من هيئة التماسات حكومية بعد حالة من الغضب الشعبي بسبب تقارير عن أنه قال في قاعة محكمة ان بعض الفتيات "يستمتعن بالاغتصاب". وكان نسيم يشعيا يرأس هيئة من ثلاثة أعضاء لنظر التماس شابة اسرائيلية للاعتراف بها كضحية لهجوم بدوافع قومية نظرا لاغتصابها حين كان عمرها 13 عاما في جريمة أُلقي باللوم عنها في ذلك الوقت على أربعة فلسطينيين.

وقال محام يمثل المرأة لمحطات الإذاعة الإسرائيلية ان يشعيا قال خلال احدى جلسات نظر القضية "هناك بعض الفتيات الصغيرات يستمتعن بالاغتصاب." ودفعت التقارير ناشطات نسائيات وساسة الى الاسراع بمطالبته بالاستقالة وأعقب ذلك بساعات بيان من سلطة المحاكم الاسرائيلية يقول ان يشعيا قرر ترك منصبه. بحسب رويترز.

وجاء في البيان انه "عبر عن أسفه" لهذا التصريح مضيفا "انه لم تكن لديه نية إهانة أحد أو التعبير عن رأي." وأشادت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني بقرار يشعيا الاستقالة بسبب ما وصفته بالتعبير "الخطير" عما قالت انها "فكرة ملتوية وغير مقبولة تكافحها النساء منذ سنوات وهي توجيه اللوم للضحية عن الاغتصاب. واضافت "على القضاة ايضا ان يدركوا انه حين تقول امرأة لا فهذا ما تعنيه."

ضحية من باكستان

من جانب اخر تدعو ضحية اغتصاب جماعي في باكستان الى توفير تعليم افضل للفتيات كوسيلة اساسية لوضع حد للاضطهاد الذي تتعرض له النساء في بلادها. وتقول ماي مختار خلال مقابلة على هامش اجتماع حول حقوق الانسان نظم في جنيف من قبل منظمات غير حكومية "التربية هي الاهم فعلا". لكن ماي التي لا تعرف عمرها بالضبط لكن تظن انها في الاربعين تقريبا، حصلت على اعتراف دولي بعدما تجرأت على تحدي المعتدين عليها. ومنذ الاعتداء عليها قبل عشر سنوات تقريبا اسست عدة مدارس في باكستان.

في العام 2002 عندما ارادت رفع شكوى على المعتدين عليها كتب عناصر الشرطة "ما ارادوه" في تقريرهم. وقد وقعت ماي الامية على افادتها من خلال بصمة بسيطة في اسفل الوثيقة ولم يكن لديها اي وسيلة للتحقق من ان راويتها دونت بحذافيرها. وكان مجلس البلدة امر بتعرضها لاغتصاب جماعي لمعاقبة شقيقها البالغ 12 عاما الذي اتهم خطأ استنادا الى نتيجة تحقيق لاحق، بإقامة علاقة غير شرعية مع امرأة من قبيلة منافسة.

وبموجب التقليد كان نبغي على ماي ان تقدم على الانتحار او مغادرة البلدة لصون شرف عائلتها. الا انها تحدت التقليد واختارت ان تلاحق المعتدين عليها قضائيا. وسمح لها العطل والضرر الذي حصلت عليه بتمويل اول مدرسة اسستها للبنات. واصبحت قصتها منذ ذلك الحين مصدر الهام لنساء أخريات في باكستان.

وتقول ماي التي استعانت بمترجمة فورية "انا فخورة فعلا بان نساء اخريات غير مضطرات بفضلي الى الفرار او الانتحار وان يتمكن من تقديم شكوى لدى الشرطة". لكنها تقر انها فكرت فعلا بالانتحار. توضح "الذين اعتدوا علي جنسيا اتوا شخصيا لتهديدي بالقتل ان توجهت الى الشرطة". وتضيف "كنت انوي التوجه الى الشرطة لكي يقدموا على قتلي واتمكن تاليا من مغادرة هذا العالم".

في هذه الاثناء التقت ماي "اشخاصا مثقفين جدا" اقنعوها "بالقيام بشيء ما من اجل الاخرين بدلا من الموت، حتى لا تستمر الأمور على هذا النحو". ومع ان والدتها ايدت قرارها الا ان بقية العائلة اصيبت بصدمة. وهددها احد اشقائها بالقتل اذا رفضت الانتحار على ما تؤكد ماي. ومنذ ذلك الحين تعلمت ماي الكتابة والقراءة وفتحت مدرستين ابتدائيتين في منطقة البنجاب فضلا عن ملجأ للنساء وقد تغير موقف عائلتها منها. وتقول "الآن يدعمونني جميعا".

لكن محكمة باكستان العليا برأت خمسة رجال حكم عليهم بالإعدام بعد ادانتهم بتهمة اغتصابها وحولت الحكم الصادر بالمتهم الرئيسي الى السجن مدى الحياة. وتتلقى ماي تهديدات باستمرار. لكنها تؤكد "هذا لن يوقفني عن العمل. علينا ان نأمل دائما بان الوضع سيتغير في باكستان". بحسب فرانس برس.

ومع ان الاعتداءات الجنسية تحصل في كل دول العالم الا انها منتشرة كثيرا في باكستان والهند على ما تضيف. وتقول بأسف "المشكلة تأتي من ان القوانين اقل صرامة. هي لا تفينا حقنا". ومع ان الاجراءات القانونية متوافرة فانها نادرا ما تطبق. ولماي طفلة في الثالثة وصبي في عامه الاول وتقول "احاول ان اولي اهتماما اكبر بهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/حزيران/2013 - 19/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م