الثورة الإسلامية الإيرانية والاسلاموية الأموية

علي حسين كبايسي

 

استبشرت القيادة الإيرانية خيرا بما يسمى ثورة الربيع العربي بمصر، فجندت قناة العالم بوقا إعلاميا لحركة الإخوان، تهلل وتزغرد لكل رقصة إخوانية!! حتى المرشد خطب بالعربية!! طالبا ود الإخوان وهلل لهذه الثورة!! وقال إنها بذرة لصحوة إسلامية!!!، ولكن باستلام الإخوان السلطة بقي الوضع على ما هو عليه منذ أن فر الثور من الحظيرة!!، كامب ديفيد موثق رباني مع آل صهيون وإلزام شرعي وحرام إخلاف العهود!!!، وإيران عدو يهدد أمن الخليج والدفاع عن أعراب الخليج من مسلمات الإخوان، ومن المسلمات حسن الضيافة لليهود مع رسالة توددية من السلطان الإخواني للصديق العزيز شيمون بيريز!!.

بالأمس وقفت القيادة الإيرانية مع الجحافل الوهابية الزاحفة للاستيلاء على السلطة بالجزائر، وانتظرت بشغف المولود الاسلامي الجديد!!، وما رعت الخطر المحدق بشيعة الجزائر وفنون الإبادة التي تنتظرهم، ولكن لنسلم أنهم أقلية ووجب التضحية بهم والشهادة واجب وسفك دماء الشيعة عادة، فنسأل ما ذنب الطرق الصوفية القبورية أصحاب الشركيات وعبادة الوثن كما تدعي السلفية الوهابية؟؟، أليس المآل هدم لمراقد الأولياء وذبح للأبرياء فتلك عقيدة الوهابية، هل فكرت القيادة الإيرانية في ذلك؟؟، والمفارقة أن القيادة في الجزائر كانت دائما في صف إيران والثورة الإسلامية الإيرانية!!.

ما أشبه اليوم بالبارحة تقف القيادة الإيرانية مساندة الاسلاموية الأموية بمصر، فتجتمع الفلول السلفية متربعا عرشها سلطان الإخوان،فيناشد أحدهم مطالبا بتطهير مصر الطاهرة من الرافضة!!، ويصيح آخر: الرافضة نجس!!، فتهلل الحشود بصيحات الله أكبر والويل للرافضة، حينئذ يقرر السلطان الإخواني قراره التاريخي: قررنا قطع العلاقات مع سوريا!!، ما الذنب يا حضرة السلطان؟ الجواب: يحكمهم الرافضة!!.

ما يسمى ثورات الربيع العربي غربيا، وبالصحوة الإسلامية إيرانيا!! ترسل آلاف المسلحين التكفيريين إلى سوريا للقتل ونبش القبور وفعل المنكرات وإبادة كل ما هو جميل، والسلطان الإخواني من كبار الداعمين فلتمحق سوريا مادام على ظهرها الروافض، فهل أصاب المرشد الصواب!!.

إن ما جهلته القيادة الإيرانية أن صلاح الدين الأيوبي وسليم الأول العثماني وشيخ الإسلام الأموي ابن تيمية وما قاموا به من حروب إبادة بحق الشيعة، وتطهير الشام ومصر من الرافضة النجسة عقيدة راسخة في وعي الاسلاموية الأموية، تتفاعل على السطح كلما تهيأت الظروف من شحن وتحريض مذهبي، وهذا ما حدث مع الشيخ حسن شحاتة ورفاقه رحمهم الله تعالى، لما تحرك أهالي القرية كأنهم بشر مستذئبة على طريقة السينما الهوليودية لتفرس الشيخ وأصحابه كالوحوش الضارية، ويصبح الخيال السينمائي حقيقة واقعية بطله الاسلاموية الأموية!!!.

الناطق باسم الإخوان بعتاب لمرتكبي الجريمة مغلف بالنفاق أهان ببرودة دم الضحايا حيث أعتبرهم أصحاب أفكار فاسدة أرادوا تلويث وسط اسلامي صحيح ذي عقيدة سليمة!!، وهل الفرقة الناجية فرقة الإسلام الصحيح، تجعل أهلها وحوشا بشرية ضارية!!، أين التعاليم الاسلامية السمحاء، وأين الأخلاق السامية المتبجح بها وأين الرحمة المحمدية!!!، وأيهما العقيدة السليمة التي تمثل عقيدة أهل السنة والجماعة: العقيدة الاشعرية أم الواسطية!!!؟؟؟.

العجب القيادة الإيرانية تحرم شعبها من خيراتهم لتنفقها على الحركات الاخوانية!!، والأعجب تعرض على السلطان الاخواني ما توصلت إليه من تكنولوجيا!!، أليس من الهبل التجاهل أن هذه الحركة في خدمة المشاريع الصهيوأمريكية، وأبسط دليل إنسحابها من خط المقاومة!!، وذهاب قائد ما يسمى حماس إلى فنادق قطر حيث القيادة الوسطى الأمريكية، ودخوله إلى غزة بتأشيرة إسرائيلية!!، ويرفض نتنياهو تسلُم نائبه من المخابرات الأمريكية ليتركه حرا طليقا!!.

إن المعرفة تتولد موضوعيا بالاستنباط وذلك بالبراهين العقلية وانطلاقا من القضايا الحملية والشرطية، بينما التوليد الذاتي يولد المعرفة استقرائيا – استقراء ناقص – ويستخدم علم الإحصاء والاحتمالات، ومن منطلق التوليد الذاتي للمعرفة نقدم الإحصاءات التالية وهي غيض من فيض:

1. الاعتداء على المراقد والمقامات لأولياء الله، مقام السيدة زينب(ع)، مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي، ومقام جعفر الطيار، مقام سيدنا إبراهيم الخليل (ع)، مراقد الأولياء في مالي، ليبيا، تونس،.... والعجب يعتدون على مرقد الشيخ زويد بسيناء بينما النصب التذكاري لموشي ديان يتركونه في سلام!!.

2. يقتلون كل من خالفهم من العلماء والمدنيين – فتوى البابا القطري -، وقائمة الضحايا تطول.

3. يشقون صدر جندي ويأكلون قلبه إحياءًا لسنة جدتهم آكلة الأكباد، يقطعون رؤوس الأبرياء - بلجيكي يحوله الدين الوهابي إلى وحش آدمي يقطع رأس رجل متقدم في السن بكل برودة!!-، يفجرون أنفسهم فيحصدون أرواح العشرات من الأبرياء- كفاك تفجيرات العراق اليومية!!! -.

4. يفتون بزواج المناكحة!!، وبسبي النساء العلويات والتمتع بالقاصرات، فتأخذ الفتاوى مجرى الممارسة!!.

5. هدم المساجد والكنائس وسرقة الآثار والمصانع وضرب الدفاعات الجوية، والتواصل مع الإسرائيليين على هضبة الجولان: معالجة جرحاهم في المستشفيات الإسرائيلية، والتزود بالأسلحة واللوجستيك الحربي من عند الصهاينة!!، فلا عجب وكعب الأحبار وموسى بن ميمون حلقة الوصل.

إن الإحصائيات السابقة تجعل التوليد الذاتي يولد المعرفة التالية مع احتمالية أكيدة: الإسلام الأموي إسلام الروع والمفسدة أي إسلام فوبيا فيه هلاك للحرث والنسل، وخطر على البشرية جمعاء باستثناء اليهود الصهاينة.

يأمر الله تعالى نبيه الكريم (ص) أن لا يطلب من أمته سوى مودة قرابته، فيعلن الإسلام الأموي حربه على الله ورسوله (ص) بقتل قرابة النبي (ص) وأهل بيته والسعي بكل وحشية وهمجية في إبادة نسله من محاولة حرق دار فاطمة (ع) إلى كربلاء، إلى خف، إلى....، ضاربا آية المودة والقرآن الكريم عرض الحائط، فتطهير كل بقعة إسلامية من الرافضة سببه الوحيد أنهم شيعة محمد (ص) وآل بيته عليهم السلام، وأصحاب الإسلام المحمدي الحقيقي والنبع الصافي، فالمحصلة تاريخنا كله محن وأيامنا كلها كربلاء، اللهم تقبل الشهيد حسن شحاتة ورفاقه قرابين كربلاء، واحشرهم في ركب سيد الشهداء الحسين عليه السلام.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/حزيران/2013 - 19/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م