الشيخ حسن شحاته... دروس من رحم الأزمة

محمود جابر

اعلن مسئول وزارة الصحة المصرية يوم الاحد 23/6/2013 نبأ وفاة سماحة الشيخ حسن شحاته وثلاثة من احبائه، بعد معركة استمرت قرابة الخمس ساعات وسط حضور شرطي ضعيف ومتواطئ ووسط تغطية اعلامية هزيلة، لم تتحرك الا بعد تدخلنا مع العديد من الصحفيين الشرفاء الذين نعرفهم... على وناصر وباهر وماهر والسيد ومصطفي وأخرين... فشكرا لهم وشكرا لكل من اتصل وتابع من كل الاصدقاء على اختلاف اعتقادهم وانتمائهم الديني والمذهبي والسياسي والوظيفي وهم من الكثرة بمكان.

 ولكن الامر برمته لا يخلو من دروس كبيرة وهى:

 اولا: الازهر ليس بريء وليس بعيدا مما حدث ويحدث. فالأزهر استقبل رموز الارهاب المادي والفكري وعقد الندوات وورش العمل من اجل اضطهاد الشيعة وعلى حد تعبيره " مكافحة التشيع".

 الأزهر فتح صفحات اصداراته من مجلة الازهر وصوت الازهر للهجوم على الشيعة وعقائدهم وشخوصهم وهى دعوة احتراب يجب أن يعاقب عليها قانونا ويجب أن لا يعفي من المسئولية الاخلاقية.

 ثانيا: ما حدث في الصالة المنقبة من الرئيس الهارب من العدالة هو وجماعة الارهاب الدولي هو جزء لا يتجزأ مما حدث وما يحدث وما يمكن ان يحدث في المستقبل.

 الثالث: أن مسئولية ما حدث لا تقع فقط على عاتق هؤلاء السابقين حصريا ولكن بعض القوى الشيعية في العالم ولا اقول ايران وحدها ولكن كل من يحاول ان يستخدم شيعة مصر كورقة في اللعبة السياسية الاقليمية والمحلية.

 الرابع: الحادث يكشف ان الجماعة المصرية الوطنية واحزابها تعج في نوم عميق وهى بكل تأكيد جماعات واحزاب – علمانية – مزيفة لا تعرف معنى الدولة المدنية ولا تعرف ماذا يعنى التعددية في الوطن الواحد.

 **

 بعض من هذا المشهد كان جزء من حوار مع عدد من الاخوة في القاهرة قبل الامس القريب والحوار الذى استمر لساعات الصبح الاولى رغم ارهاق والتعب الذى كان يكبدني من لسفر والعودة خارج مصر وداخلها.

 الحالة المصرية الشيعية حالة صعبة ومرهقة ولكنها ليست عصية على الحل، هناك العديد من طرق الخروج من الأزمة، والازمة في عمقها ليست أزمة مصرية، ولكنها هي نتيجة وليست سببا. نتيجة لتدخلات عديدة واستغلالات لا تنتهى، لم يدرك الجميع ما ادركه الامريكان والانجليز من أن الشيعة في مصر رقم صعب، ولكنهم كما يقول بعض الاخوة هم – الشيعة المصريين – صفر، ولذلك يفضلون التلويح بورقة مصر ويلعبون دائما مع غيرهم، وكذلك يدفعون ويدافعون عن غيرهم وهناك اشهر الدافعين والمانحين وليس عزا للدين.

 **

 نحن ايها الاخوة الاعزاء موظفين او عملاء لدى الايرانيين أو غيرهم نعم تحملت انا وغيرى من سنة وشيعة ومسيحين وعلمانيين يسار ويمين تبعات المناداة بأهمية ان يكون هناك علاقة مصرية ايرانية لان هذا ما كنا نراه انه يمثل خيرا لبلادنا وأمتنا ومازلنا نرى هذا الموقف، ولكن القوم – الايرانيين – فضلوا ان يقيموا العلاقات مع النظام الحاكم وليس مع الدولة المصرية وهذا ما جعلنا نغير مقاعدنا في المشهد كما غير الكثيرين موقعة وهم من الكثرة بمكان ما المفكرين والمثقفين والكتاب وكلهم يتخذوا نفس الموقف لا من باب العداء للجمهورية ولكن من باب الحرص على المصلحة القومية والاسلامية.

 هذا الموقف دفع العديد من الاشخاص للمزايدة علينا ومحاولة الانتقاص من قدرنا ووجودنا، وردنا عليهم أننا نحبكم ونعذركم ونحن بخدمتكم جميعا.

 **

 ونعود للحدث والمصب الجلل. المجتمع المصري عن بكرة أبيه انتفض ويتأهب لمزيد من الانتفاض من اجل خلع سلطة المستولى على مقاليد السلطة وجماعته الجماعة خطط للهروب من هذا الاستحقاق الى الامام وابتكار حدث لم يحدث في تاريخ مصر على الاطلاق وهو تفجير الدم المسلم على ارضية الخلاف المذهبي والعقائدي، وهى رسالة ليست للشيعة المصريين وحسب بل هي رسالة الى الاقباط بالخصوص والى الصوفية بوجه آخر. وهذه واحدة.

 الثانية: الدفع بالجماعة الاكثر دموية ووحشية حتى اذا ما سقطت تخلص منها الاخوان وليس الجماعة الاسلامية وفقط ولكن الدفع باسم السلفية الى وسائل الاعلام يشبه مذبحة القلعة القديمة، فالاخوان دبرت لحادث تتخلص به من السلفية وعدم تعاونها ومن الجماعة الاسلامية حتى ينفرد جماعة الاخوان بالحكم ومن بقى من هؤلاء وهؤلاء يكون تحت الاسر لجماعة الاخوان وتحطم انيابه.

 الثالث: توسيع المهام الامنية على الشرطة والجيش قبيل 30 يونيه من اجل ان يدفع بهم في مواجهة رجل الشارع فتفقد مؤسسة الشرطة والجيش ما تبقى لها من هيبة أو من حضور في الحاضنة الشعبية.

 الرابع: بكل تأكيد فإن حادث مقتل الشيخ حسن شحاته في مصر والذى نشرته وكالة انباء الاناضول قبل حدوثه يعنى ان المجرم المنفذ للحادثة هو اداة في يد اجرامية اكر منه قتلت المسلمين في الباكستان والعراق ولبنان اليوم حتى يتم تعميق الازمة بين المسلمين وتدشن الحرب الطائفية على الدم.

 **

 وختاما:

 الى كل أخواني من شيعة مصر نساء وشبابا ورجالا وشيوخا يجب ان تدركوا جميعا انه لا يحك جلدك مثل ظفرك، فقربوا الصفوف وتحملوا بعضكم البعض وديروا اموركم باتفاق وليس بتقاسم الصراع وتوسيع دائرته.

 • الى اجهزة الدولة والقانون مصر امانة في اعناقكم ومصر حاضرة من خلال ابنائها فلا تدعو الجريمة تمر مرور الكرام.

 • الاعلام المصري بعض من التغطية الاعلامية قصد منها ان التشيع مرفوض اجتماعيا فهل هذا جهل يا أصدقائي الاعلاميين ام ان "الزبون عاوز كده" ؟!!

 • الاعلام الموالي الكبير..... العالم والمنار والعهد رأيناكم في كل مؤتمرات مرسى ومن لا يحضر عزائنا لا يحضر افراحنا شكرا لكم.

 • من جلال تلك الدماء وبركتها انهم سقطوا يوم النصف من شعبان فما عظمها موته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/حزيران/2013 - 15/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م