روحاني والرفسنجانية الجديدة.. بوصلة سياسية متغيرة

 

شبكة النبأ: احدث رجل الدين المعتدل حسن روحاني مفاجأة بانتخابه رئيسا جديدا لإيران، منهيا ثماني سنوات من سيطرة المحافظين على الرئاسة والتي اتسمت بالتوتر مع الغرب بسبب برنامج ايران النووي، مما يعكس توقعات أكثر اعتدالا للسنوات الأربع القادمة، إذ يبدي الرئيس الجديد زعامة أكثر مرونة لاستعادة المكانة الإيرانية سياسيا واقتصاديا.

حيث ابدى المجتمع الدولي استعداده للتعاون مع الرئيس الايراني المنتخب روحاني، معربا في الوقت نفسه عن امله في ان يلبي الرئيس الجديد تطلعات الاسرة الدولية الى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي اضافة الى موقفها من النزاع السوري، في حين المقابل قللت اسرائيل من دور الرئيس المنتخب، مؤكدة ان سياسة ايران النووية يحددها المرشد الاعلى علي خامنئي، كما أبدت الولايات المتحدة الخصم اللدود لإيران استعدادها للتعاون مع روحاني رئيس إيران الجديد، إذ ترى امريكا ان انتخاب روحاني يكشف عن رغبة لدى الإيرانيين في تغيير الوجهة نحو مستقبل افضل.

فيما يرى الكثير من المحللين ان الرئيس الايراني الجيد سيسعى جاهدا كي تستعيد مكانتها الدولية ونهوضها بواقع الاقتصاد المنهك بسبب العقوبات الدولي على برنامج إيران النووي، خصوصا وان الطموحات السياسية  لرجل الدين المعتدل تشبه طموحات الرئيس الاسبق رفسنجاني، بهدف استعادة الهيبة الايرانية، من خلال تقديمه صورة رفسنجانية ناعمة جديدة.

كما يرى محللون آخرون ان ايران الحالية ستنتهج ايدلوجية سياسية جديدة تمهد الطريق لإعادة توازن القوى مع الغرب وخاصة أمريكا من خلال التطور العلاقات السياسية والاقتصادية، وكذلك باعتمادها اتجاهات عديدة في سياستها الخارجية من خلال اعتماد مبدأ المصلحة السياسية بغطاء براغماتي، لكي تتمكن من تحقيق الاستقرار وتقلل من ضغوط الحصار العالمية عليها.

بينما رأى متخصصون بشأن الإيراني بان روحاني هو المرشح الامثل لقيادة مبادرة جديدة لانتزاع ايران من معركتها المنهكة مع المجتمع الدولي حول القضية النووية والقضايا الإقليمية الشرق أوسطية، وعليه فأن المعطيات آنفة الذكر تطرح سؤالا هاما هو هل تستطيع إيران من خلال الرفسنجانية الجديدة وانتهاج الإستراتجية التدرجية المرنة تغير البوصلة السياسية الدولية اتجاهها.

اوباما : روحاني يكشف عن رغبة ايران في تغيير الوجهة

في سياق متصل قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة ان نتائج الانتخابات الرئاسية في ايران تظهر ان الشعب الايراني لم يعد يرغب في المواجهة مع العالم الخارجي مستبعدا في الوقت نفسه رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، وقال اوباما في مقابلة اجراها معه الصحافي تشارلي روز على شبكة بي بي اس "اعتقد ان الشعب الايراني يريد التحرك في وجهة مختلفة .. من الواضح ان لدينا في ايران رغبة في التعاون مع الاسرة الدولية بطريقة اكثر ايجابية"، واضاف معلقا على انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا خلفا للمتشدد محمود احمدي نجاد "ان الشعب الايراني رفض في الانتخابات المتشددين ورجال الدين الذين كانوا يدعون الى عدم المساومة في اي شيء في اي وقت واي مكان".

والمقابلة التي تم بثها في البيت الابيض قبل توجه اوباما الى ايرلندا الشمالية للمشاركة في قمة مجموعة الثماني، وقال اوباما ان "روحاني الذي فاز في الانتخابات ابدى على ما اعتقد اهتماما في تعديل نهج ايران في الكثير من المسائل الدولية .. لكنني اعتقد انه في ظل نظامهم، فان المرشد الاعلى هو الذي سيتخذ الكثير من القرارات"، وقال "سيترتب علينا بالتالي الانتظار لنرى كيف ستجري الامور وتتطور خلال الاسابيع والاشهر والسنوات المقبلة"، وقال اوباما بعد لقائه الاثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة الثماني ان الولايات المتحدة وروسيا تبديان "تفاؤلا حذرا" بشان امكانية ان يعطي انتخاب روحاني دفعا الى المفاوضات المتعثرة بين طهران والدول الكبرى حول ملفها النووي المثير للجدل. بجسب فرانس برس.

وتواجه ايران عقوبات شديدة بسبب رفضها تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم التي تخشى الدول الغربية الكبرى واسرائيل ان تستخدم لصنع القنبلة النووية، وهو ما تنفيه ايران على الدوام، وقال اوباما في المقابلة انه من المحتمل ان تسعى القيادة الايرانية لخوض محادثات دبلوماسية "جدية" مع الولايات المتحدة مؤكدا ان ادارته تبقى منفتحة على محادثات مباشرة، واكد اوباما استعداد بلاده لخفض حدة التوتر مع ايران لكنه اضاف "ما طالبنا به في الجوهر هو ان يظهروا للاسرة الدولية انهم يلتزمون بالمعاهدات والواجبات الدولية وانهم لا يسعون لتطوير سلاح نووي"، وتابع "استنادا الى ذلك، هناك مجموعة واسعة من التدابير التي يمكن اتخاذها لمحاولة تطبيع العلاقات بين ايران والعالم، لكننا لا ندري حتى الان ان كانوا على استعداد لقبول هذا العرض"، واوضح انه ليس هناك شروط مسبقة للمحادثات لكنه اكد ان العقوبات الاقتصادية الشديدة "لن ترفع ما لم تتخذ ايران خطوات ذات مغزى تثبت للاسرة الدولية انها لا تسعى الى السلاح النووي".

في الوقت نفسه صرح مسؤول بارز في البيت الابيض ان امام رئيس ايران الجديد حسن روحاني فرصة لاقامة شراكة مع الولايات المتحدة اذا ما كشف برنامج بلاده النووي المثير للخلاف،

وقال دنيس ماكدونو كبير موظفي البيت الابيض لشبكة سي بي اس الاخبارية انه "اذا كان (روحاني) يرغب في (...) اصلاح العلاقات بين ايران وباقي دول العالم، فامامه فرصة للقيام بذلك"، واضاف "اذا التزم بواجباته التي ينص عليها قرار مجلس الامن الدولي بكشف هذا البرنامج النووي السري، فانه سيجد فينا شريكا، وستتاح الفرصة لذلك".

وقال ماكدونو انه اذا وفا روحاني، المفاوض النووي السابق الذي وعد بتبني نهج بناء اكثر في المحادثات، بالتزاماته "فستصبح هناك فرصة اكبر لايران ولشعب ذلك البلد التاريخي، بان يكون لهم المستقبل الذي اعتقد انهم يرغبون به"، وقال البيت الابيض انه مستعد للتعامل "المباشر" مع ايران بشان برنامجها النووي من اجل التوصل الى "حل دبلوماسي يبدد جميع مخاوف المجتمع الدولي". بحسب فرانس برس.

ورغم اعتباره ان "انتخابات الامس شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الاعلام والانترنت في اطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمع"، اشاد البيت الابيض ب"شجاعة الايرانيين لاسماع صوتهم"، واشار ماكدونو الى هذه "الظروف الصعبة"، وقال "اعتقد ان علينا جميعا ان نفخر بالطريقة التي خرج فيها الايرانيون للتصويت والاعراب عن ارائهم وتطلعاتهم الديموقراطية"، وبعيد انتخابه، اشاد روحاني ب"انتصار الاعتدال على التطرف" لكنه طالب المجتمع الدولي ب"الاعتراف بحقوق" ايران في المجال النووي.

المجتمع الدولي

في سياق متصل وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "تهنئة حارة" الى روحاني، مؤكدا انه "سيواصل حض ايران على اداء دور بناء في القضايا الاقليمية والدولية"، مشيدا ب"نسبة المشاركة العالية" في التصويت والتي بلغت بحسب السلطات الايرانية اكثر من 72%.

من ناحيتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتحاد "عازم" على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده، وقالت آشتون في بيان "تمنياتي لروحاني بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة وفي مسؤولياته الجديدة. انا ما زلت عازمة بقوة على العمل مع القادة الايرانيين الجدد من اجل التوصل سريعا الى حل دبلوماسي للمسألة النووية"، بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس "أخذت علما بانتخاب حسن روحاني" وهي "مستعدة للعمل" معه وخصوصا حول الملف النووي و"انخراط ايران في سوريا"، مشيدا ب"تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية". بحسب فرانس برس.

اما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب الى "وضع ايران على سكة جديدة"، وخصوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان"، بدوره رأى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتا لصالح "اجراء اصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا في بيان مقتضب عن امله في "ان تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية".

كذلك اعربت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو عن امل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة "ارتياح" روما لكون الانتخابات الرئاسية في ايران تمت بطريقة "سليمة"، واحدث رجل الدين المعتدل حسن روحاني مفاجأة بانتخابه رئيسا جديدا لايران من الدورة الاولى، ما يكرس عودة المعتدلين والاصلاحيين الى الحكم في طهران بعد هيمنة للمحافظين استمرت ثمانية اعوام.وحصل روحاني على 18,6 مليون صوت من اصل 36,7 مليون صوت، اي 50,68 في المئة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين، بحسب النتائج الرسمية، وبعيد انتخابه، اشاد روحاني ب"انتصار الاعتدال على التطرف" لكنه طالب المجتمع الدولي ب"الاعتراف بحقوق" ايران في المجال النووي.

نتانياهو يحث على مواصلة الضغط

على صعيد مختلف حث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على ايران لوقف برنامجها النووي وعدم الاعتقاد بان انتخاب رئيس اصلاحي قد يؤدي الى تغيير في سياسته، وقال نتانياهو في مستهل اجتماع حكومته الاسبوعي "لا يجب ان يقع المجتمع الدولي في الوهم وينزع لتخفيف الضغوط على ايران لوقف برنامجها النووي".

واشار نتانياهو في تصريحات وزعها مكتبه " سيتم الحكم على إيران بحسب افعالها. وإذا واصلت الإصرار على تطوير برنامجها النووي فيتوجب ان يكون الرد واضحا - ايقاف البرنامج النووي بكل الوسائل الممكنة"، وبحسب نتانياهو فانه "في السنوات العشرين الماضية الشيء الوحيد الذي أدى إلى تجميد مؤقت للبرنامج النووي الإيراني كان قلق إيران في عام 2003 من عملية حازمة ضدها"، ومن جهته قال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستاينتز بانه على الرغم من انتخاب المعتدل حسن روحاني الا ان المرشد الاعلى ايه الله علي خامنئي هو من يتخذ القرارات، وقال ستاينتز لاذاعة الجيش الاسرائيلي "يجب ان نفترض عمليا ان خامنئي الذي تراس هذا (البرنامج) لمدة 24 عاما، سيبقى على راسه ولهذا فانه لا توجد فرصة في رؤية تغيير كبير في السياسة النووية لايران دون الضغوط المتواصلة عليها"، واكد ستاينتز ان "روحاني لا يعتبر نفسه اصلاحيا بل يعرف عن نفسه كمحافظ. هو ممثل خامنئي في مجلس الامن القومي".

اما وزيرة العدل تسيبي ليفني ففضلت الاحتفاظ بحكمها ن روحاني حيث اكدت لاذاعة الجيش "الاختبار سيكون لافعاله.. من المستحيل ان نعرف اليوم"، واشارت ليفني "الايرانيون لديهم الان وجه معتدل ولكن ان اتضح بانه رجل اكثر اعتدالا من حيث المضمون وان ما حدث بالفعل هو عبارة عن رغبة الشعب الايراني في مزيد من الاعتدال وان كان هنالك ضغط ليكون هنالك علاقات افضل مع الغرب فان الاختبار سينتقل حينها الى الغرب".

وكتبت مراسلة شؤون الشرق الاوسط سمدار بيري في صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر توزيعا بان خلفية روحاني واتصالاته قد تجلب التغيير ان سعى اليه، وبحسب بيري فان "روحاني تعهد بتحسين صورة الجمهورية الاسلامية واستخدام اتصالاته للتخفيف من عزلتها الدولية"، وتابعت "بحكم قربه من السلطة وخبرته الطويلة وخلفيته الدينية فلن يكون مقيدا--على الاقل ليس في الايام المئة الاولى" من الحكم.

ومن جهته، راى يغال سارنا في مقال في نفس الصحيفة بان نتانياهو سيشتاق الى الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد الذي لعبت تصريحاته المعادية لاسرائيل دورا في محاولات اسرائيل حشد المجتمع الدولي ضد الجمهورية الاسلامية، وقال "ماذا سنفعل الان دون الفزاعة المتطرف احمدي نجاد (...)ماذا سنفعل دون هتلر الفارسي؟ سيتوجب علينا اما العودة الى الحقيقة او سنجد انفسنا بسرعة الشيطان الجديد".

التغييرات التي يطالب بها الشعب

فيما عقد الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني اول مؤتمر صحافي له لكنه وعد بان انتخابه سيأتي ب"تغييرات" في كافة المجالات بعد تولي المحافظين الحكم في البلاد لثماني سنوات، وقال رجل الدين المعتدل الذي انتخب لخلافة محمود احمدي نجاد انه يجب الا نتوقع ان "تتم تسوية كل الامور بين ليلة وضحاها"، وتطلعات الشعب الايراني كبيرة خصوصا لجهة تحسين الوضع الاقتصادي في بلد يخضع لعقوبات دولية بسبب برنامج طهران النووي.

وتم كشف الخطوط العريضة لبرنامج روحاني وهي المفاوضات مع الدول الكبرى "لتخفيف الضغوط" وتشكيل حكومة تضم معتدلين وتكنوقراطا ومساعدة الطبقات الاشد فقرا، ونقلت الصحافة عن محمد باقر نوبخت مستشار روحاني للشؤون الاقتصادية قوله ان "روحاني سيستعين في الملف النووي بخبرته في الدبلوماسية لتخفيف ضغط العقوبات من خلال التفاوض" مع الدول الكبرى.

وعلى الصعيد الاقتصادي اكد نوبخت ان الحكومة المقبلة ستلغي المساعدات المباشرة الى الاكثر ثراء لنقلها الى الاشد فقرا، وفي اطار خطة الغاء المساعدات لمنتجات الطاقة والماء والخبز تقدم الحكومة شهريا لكل ايراني 455 الف ريال (18,5 دولارا بالسعر الرسمي)، وقال نوبخت "هناك 3,5 مليون عاطل عن العمل. اذا توقفنا عن منح هذه المساعدات للاكثر ثراء يمكننا زيادة مساعدات العاطلين عن العمل باربعة اضعاف"، واضاف ان "العدالة الاجتماعية تملي ذلك. الطبقات الميسورة ليست بحاجة الى هذه المساعدة انها بحاجة الى الامن والاستقرار لاستثماراتها".

تخصيب اليورانيوم

في الوقت نفسه تمسك الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني بموقف النظام الاسلامي في الملف النووي رافضا اي وقف لتخصيب اليورانيوم، لكنه وعد بمزيد من "الشفافية" حول انشطته، وفي ما يتصل بالحرب في سوريا، كرر روحاني موقف بلاده رافضا التدخل الاجنبي في هذا البلد ومعتبرا ان على نظام بشار الاسد ان يبقى حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة العام 2014، كذلك، وضع شروطا للحوار مع واشنطن، العدو التاريخي للجمهورية الاسلامية، داعيا الى اجرائه "ضمن المساواة والاحترام المتبادل" مع الاقرار ب"الحقوق النووية" لايران، وكان روحاني، رجل الدين المعتدل الذي يدعمه الاصلاحيون، يتحدث في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ انتخابه الجمعة بعد ثمانية اعوام من حكم المحافظين في ظل محمود احمدي نجاد.

ومنذ اعوام عدة، تتعثر مفاوضات مجموعة خمسة زائد واحد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) جراء قضية تعليق تخصيب اليورانيوم. ويخشى الغربيون واسرائيل ان تدفع ايران بتخصيب اليورانيوم الى درجة كافية لصنع سلاح نووي (تسعون في المئة)، الامر الذي تنفيه طهران، وقال روحاني في طهران ان "زمن" المطالب الغربية لوقف تخصيب اليورانيوم "قد ولى"، واكد ان هناك "سبلا عديدة لارساء الثقة" مع الغربيين لان ايران "ستبدي مزيدا من الشفافية لتظهر ان انشطتها تتم في اطار القوانين الدولية".

واضاف روحاني "ان المبدأ يتمثل في جعل المفاوضات مع مجموعة 5+1 اكثر فعالية، فالمشكلة النووية لا يمكن تسويتها الا عبر المفاوضات. التهديدات والعقوبات ليست ناجعة"، وكان روحاني مكلفا المفاوضات النووية بين عامي 2003 و2005 في ظل رئاسة الاصلاحي محمد خاتمي. وفي حينها وافقت ايران على تعليق تخصيب اليورانيوم بعد مفاوضات مع الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا)، ووصف روحاني العقوبات الدولية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل ب"الظالمة وغير المبررة".

وقد وعد روحاني اثناء الحملة الانتخابية بمزيد من المرونة في الحوار مع الغرب، لكن فوزه لن يسجل قطيعة في سياسة الجمهورية الاسلامية، اذ ان الملفات الاستراتيجية مثل الملف النووي او العلاقات الدولية تخضع مباشرة لسلطة المرشد الاعلى علي خامنئي الذي يعد الرجل الاول في النظام، وبموجب الدستور يعد الرئيس الشخصية الثانية في الدولة.

ورحبت الدول الغربية وروسيا بانتخاب روحاني واعربت واشنطن عن استعدادها "للتعاون في الملف النووي" مع الرئيس الايراني الجديد. وحدها اسرائيل ابدت تحفظات داعية الاسرة الدولية الى ابقاء الضغوط على ايران لارغامها على وقف انشطتها النووية.

وخلال زيارتها لبغداد، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل الدول الست الكبرى في المفاوضات مع ايران انها ستواصل "حض ايران على العمل في شكل وثيق (...) لاشاعة الثقة حيال طبيعة برنامجها النووي".

من جهتها، دعت المانيا الى "حل عاجل" للمسالة النووية املة في "مواصلة الحوار" مع ايران، من جهة اخرى، اعلن روحاني ان حكومته ستطور علاقاتها مع السعودية والتي تدهورت في السنوات الماضية بسبب النزاع في سوريا وحركة الاحتجاج في البحرين، وقال "اولوية حكومتي هي تعزيز العلاقات مع دول الجوار (...) لدول الخليج الفارسي والبلدان العربية اهمية استراتيجية وهم اشقاؤنا (...) لكن السعودية بلد شقيق ومجاور (...) نقيم معه علاقات تاريخية وثقافية وجغرافية"، وفي ما يتعلق بسوريا حيث تدعم ايران نظام الرئيس بشار الاسد، شدد روحاني على "وجوب ان تحل الازمة السورية من جانب الشعب السوري"، واضاف "نحن ضد الارهاب والحرب الاهلية والتدخلات الخارجية (...) ينبغي ان تحترم الدول الاخرى الحكومة الحالية حتى الانتخابات المقبلة (2014) ثم الشعب هو الذي يقرر"، وعلى صعيد السياسة الداخلية، اكد روحاني ان حكومته لن تكون "منحازة" وستضم "معتدلين واصلاحيين ومحافظين". ودعا المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف للانضمام الى حكومته ثم قال "يعود القرار اليه"، واثناء مغادرة روحاني القاعة بعد مؤتمره الصحافي، وجه شخص مجهول رسالة تاييد الى المسؤول الاصلاحي مير حسين موسوي الخاضع للاقامة الجبرية منذ 2011.

سوريا

الى ذلك عبر الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني عن معارضته اي تدخل خارجي في الشؤون السورية مؤكدا ان الازمة السورية يجب ان تحل من قبل الشعب السوري وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده، وقال روحاني "الازمة السورية يجب ان تحل من قبل الشعب السوري. نحن نعارض الارهاب والحرب الاهلية والتدخل الخارجي. آمل انه بمساعدة كل دول المنطقة والعالم، سيعود السلام والهدوء الى سوريا"، واضاف ان "الازمة السورية ستحل عبر تصويت السوريين. نحن قلقون ازاء الحرب الاهلية والتدخل الخارجي، الحكومة الحالية (الرئيس السوري بشار الاسد) يجب ان تحترم من قبل باقي الدول الى حين الانتخابات المقبلة (الرئاسية في 2014) وبعد ذلك يكون القرار للشعب".

وتدعو ايران، حليفة دمشق الاقليمية، الى حل سياسي في سوريا وتواجه اتهامات من مسلحي المعارضة السورية والدول التي تدعمهم بانها تقدم اسلحة للنظام السوري وهو ما تنفيه طهران، واعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده تامل ب"تعزيز علاقات الصداقة" مع ايران، حليفة دمشق الاستراتيجية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/حزيران/2013 - 12/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م