جهاد سنّي... بنكهة تكفيرية

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: الاتحاد الدولي لكرة القدم مشغول هذه الايام بظاهرة العنصرية في الملاعب، وهو انشغال له مايبرره، العقوبات التي شرعها ضد ممارسة العنصرية مستقبلا، عقوبات ليست هينة اوبسيطة، وهي ستستهدف الفرق التي يطلق جمهورها هتافات عنصرية ضد اللاعبين، انهم حتى في كرة القدم يجعلون العقول هي التي تقود الاقدام، وليس العكس كما عندنا، الاقدام هي التي تقود العقول.

بدون فلسفة زائدة، جعلوا الفرق تواجه جمهورها، ولم يتوقفوا عند طرح سؤال كيف تمنع الفرق هذا الجمهور من تلك الهتافات العنصرية، او كيف يمكن لجم تلك الجماهير عن اطلاقها؟

عندنا لايهم ان نساعد احط النزعات الحيوانية من الظهور، ونشجع على ظهورها، ونديم هذا الظهور والتجذر، متعللين باسباب ومبررات لانقبل ان يتعلل بها الطرف الذي نختلف معه.

تذكرون كيف بدأت التظاهرات في المحافظاعت السنية العراقية؟

بسبب امر القاء قبض اصدرته محكمة في مدينة الفلوجة ضد احد حمايات رافع العيساوي، نتيجة جريمة جنائية ضد احد ابناء تلك المدينة.

تذكرون ماهي الشعارات والرايات التي رفعت في بداية انطلاق التظاهرات؟

صور صدام واردوغان واعلام القاعدة.

كيف كانت الخطابات؟

في اقصى حالات التشنج والطائفية والبغض والكراهية لمكون اخر، امتلك حرية ان يكون هو الحاكم في بلد حكمه السنة لاكثر من الف واربعمائة عام.

ابن نحن الان؟

حماية رافع العيساوي، اصبحت ماضيا لم يدخل سجل التاريخ، مجرد ماض حضر في لحظة وغاب، التحشيد ضد الشيعة عبر منابر التظاهرات، ولد خوفا متصاعدا في نفوس الشيعة، وهم يستمعون الى تلك الهتافات، خرج تصريح من هنا وهناك، وهي تصريحات اعلامية، روجت لها احدى القنوات السنية، لاحد القوّادين لعدي صدام حسين، تصريحات تهدد المتطرفين والبعثيين بالقتل.

ثارت ثائرة الاعلام السنّي، وهو الانشط على الساحة العراقية، رغم قلة عدد قنواته مقارنة بالاعلام الشيعي، قامت الدنيا ولم تقعد، واصبح الحديث يدور عن ابادة اهل السنة في العراق، ولايتم الحديث عن ابادة الشيعة، لانهم اكثرية، وهم سيتحملون تلك الخسائر، عبر المفخخات او الاحزمة الناسفة.

اين نحن الان؟

فقط متظاهرون ابرياء، وميليشيا شيعية تطاردهم.. اين اصبح خطاب الكراهية الذي سمعناه في تلك التظاهرات، ووالتي استدعت ردة فعل من قبل من يحسب على الشيعة اعلاميا؟

كان كحماية رافع العيساوي، مجرد ماض، حضر وغاب، ولم يشعر احد بهذا الحضور او الغياب.

ننسى كثيرا افعالنا، لكننا لاننسى ابدا ردود الافعال، انها تبقى في ذاكرتنا جروحا دامية تنزف ولا يمكن ايقاف نزيفها.

افتش قي الانترنت، عن فتوى لعالم شيعي مرموق، حث فيها او دعا الى الجهاد ضد السنة في بلدانهم او في بلدان اخرى، والعالم الشيعي الذي ابحث عنه، آثرت ان يكون بحجم ومكانة القرضاوي بالنسبة للسنّة، لم اجد ذلك العالم.

قد يعترض الكثيرون، ويتبرعون بطرح بعض الاسماء، والتي هي لاترقى الى اي مجتهد شيعي من الذين نعرفهم، ستجد الكثير من تلك الاسماء لاحظ لها من الوجود الشيعي غير المراتب المتاخرة على مستوى الدرس والتحصيل او على مستوى الحضور الجماهيري.

اين نحن الان؟

سمعت المعارضة السورية، ومنها جبهة النصرة، بحديث العالم السني يوسف القرضاوي، واطلقت العنان لغضبها وحقدها ضد منطقة حطلة، وقتلت بدم بارد 60 شيعيا، رجالا ونساءا واطفالا، ثلاثة من القتلى رجال دين شيعة اعدموا وعلقوا على مدخل البلدة . والتهمة جاهزة، التعاون مع النظام، وكأن القاعدة والجماعات التكفيرية تحتاج الى مبرر لقتل الشيعة.

بعد إرتكاب (جبهة النصرة) وتكفيرييها تلك المجزرة أعلن الشيخ الكويتي شافعي العجمي تأييده لقيام التكفيريين بارتكاب المجزرة وقتل العشرات من المدنيين المسلمين الشيعة والتمثيل بجثثهم وخطف الاهالي، داعياً اياهم الى قتل المزيد من المسلمين الشيعة في بلدتي نبل والزهراء. وقال (اليوم أخذنا قرية الحطلة ونحرنا السيد حسين الذي كان في الحطلة بالسكاكين ونحرنا ولده معه).

اين نحن الان؟

بعد معركة القصير تنادى علماء السنة، واجتمعوا في القاهرة، لاعلان الجهاد ضد الشيعة، وهم يقولونها صراحة دون مواربة، القرضاوي يرى أن «الأمة مستعدة للتضحية والجهاد، ولا بد لنا أن ننادى بالجهاد للدفاع عن دين وشرع الله».

الدكتور حسن الشافعي اكد، (إنها حرب على السنة، وإنها الطائفية التي عليها الشيعة).

من جهته، قال الداعية السعودي محمد بن عبد الرحمن العريفي، إنه «عندما حذر العلماء في السعودية من حزب الله وحسن نصر الله كنا نهاجم ونتهم بالطائفية، لكن أحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده الذين يذبحون أولادنا، وتأكد للجميع أن أهل السنة في نظر الشيعة كفار يجب قتلهم».

وأكد الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أن «الحرب في سوريا عقائدية، ولا بد للأمة الإسلامية أن تكون يدا واحدة». وأضاف «لم نعد نتحدث برفاهية تجاه هؤلاء الذين يعملون على محاربة الإسلام»، مشيرا إلى «ضرورة أن تكون وحدتنا من أجل نصرتنا على كل من يحارب الإسلام»، مؤكدا أنه «عندما ننجح وننتصر على النظام في سوريا، فستتحول سوريا لنظام آخر يحارب الشيعة»، وتابع بقوله: «نحن أصحاب رسالة، ولا بد من إنشاء دولة إسلامية عقائدية سنية».

على المستوى الاعلامي، صحيح ان حزب الله يحضر من خلال التصريحات والكتابات، الا انه يقرن دائما بانتمائه الشيعي، حتى لو كان هذا الانتماء، يتعارض مع قناعات الملايين من الشيعة وانه لايمثل جميع الشيعة في كل مكان..اقتبس لعدد من الكتاب، الذين جمع لهم موقع ايلاف بعض التغريدات الطائفية، وهم يتنوعون في انتماءاتهم الجغرافية على مساحة البلاد العربية.

ياسر الزعاترة..

كان لافتا استخدام نصر الله مصطلح "المظلومية" غير مرة، وهو مصطلح شيعي كما هو معروف، ما يؤكد كلام الشيخ القرضاوي على نحو من الأنحاء، أي أنها ثورة المظلومين الشيعة ضد الظالمين السنة.

فيصل بن جاسم آل ثاني.. بصراحة، كم واحد من مثقفينا عليه واجب أدبي ان يقتدي بالشيخ القرضاوي،فيقف ويعلن خطأه بالتسويق ل " الصفويين " والترويج لهم وتسفيه الأصوات المحذرة منهم.

صالح القلاب.. لا يمكن ان يعتبر الشيخ القرضاوي مؤججاً لنيران الفتنة فهو معتدلٌ وواسع الأفق وهو غير '' متمذهب '' ولا طائفي .

اتذكر السنوات التي اعقبت العام 2003 ودعاوى الجهاد التي اطلقها علماء السوء من كل مكان، للقتال في العراق وتحريره من اهله قبل الامريكان، وكيف توافد الالاف من رعاع الارض وسفاحيها، وسبحوا في برك الدماء العراقية، والشيعية منها على وجه الخصوص، فهم يستعذبون تلك الدماء، لم يخرج عالم شيعي، بمكانة القرضاوي وحجمه بالنسبة للمسلمين السنة، ويفتي بالجهاد ضد المسلمين السنة، بل كان التمييز واضحا في فتاواهم، وسموا الاشياء باسمائها الحقيقية، وهم القاعدة والتكفيريين، وطالبوا مقلديهم واتباعهم بحماية السنة قبل الشيعة..

اختم بهذه الكلمات، للاسف لم تجتمع قريش في تاريخها الا لقتل النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وللاسف لم تحصل وحدة عربية الا في معركة الخندق لإبادة الاسلام واهله.

خالص جلبي في كتابه رسالة في الاستبداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/حزيران/2013 - 8/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م