البحث العلمي اساس في التقديم للدراسات العليا

كمقياس كفاءة بدل المعدل والعمر

علي اسماعيل الجاف

 

تشهد البلدان المتطورة ابداعا في مجال التطبيق والممارسة كونها اعتمدت على دراسات كاب (KAP) والتي تعني: المعرفة (Knowledge) و الممارسة (Practise) والسلوك (Attitude) لانها الاساس في التقدم المؤسساتي والانتاجي، ويجعل الانتاج فعالا ونموذجيا ومثاليا لان هناك جزئين اساسين هما: الممارسة والسلوك.

 لو اخذنا مخرجات طلبتنا في المعرفة الاولية نراها هامشية من حيث الامكانية والكفاءة والخبرة والمهارة كموارد بشرية يمكن استثمارها (الطلاب) واردنا قياسها فلانجد امكانية معرفية، قدرة وكفاءة في الممارسة والخزين المعرفي كمعلومات، وطاقاتهم الذاتية الابداعية مقتصرة ومحدودة كالإبداع الفكري والتنفيذي؛ لكن ذلك موجودا في البلدان المتقدمة والمتطورة عند حملة الشهادة الاولية (الاعدادية) ويكون الطالب كفوء ومتطور ذاتيا كونه اعتمد على البحث المستدام والمعرفة المتواصلة والاطلاع العلمي والانساني الابداعي، ونرى انتاجاته العلمية منشورة في ارصن المجلات المحكمة، ونحن نعتمد على المعدل لمناهج اولية لاتنفع كمخرجات تطبيقية لان العلم لا يتوقف على عمر او معدل، بل يتوقف على الكفاءة والابداع وعجلة العلم متواصلة الحركة، ونشاهد اليوم اعتماد الكثيرين على الآية القرآنية الكريمة: (وقل ربي زدني علما) على جدران وفي مقدمات المؤلفات وقصائد الشعراء والمحافل الدولية والعامة كاستشهاد لايطبق ولانلمس لها اثرا واقعيا وفعليا على ارض الواقع، وأتسأل عن هل ان كلام الله ليس له صحة من حيث التطبيق، وهل انا اعيش بأرض الاحلام؟ والآية الكريمة الاخرى: "وأما بنعمة ربك فحدث" والنعمة هنا تعني العلم والمعرفة وليس المال فقط!

بات الطلاب والموظفين يعتمدون على مدخلاتهم الجامعية الاولية القديمة والنظرية كمرجع معرفي محدود ومختصر ومقتصر لانهم يشعرون بأن ابداعهم الفكري والمعرفي قد توقف عند مرحلة التعين او التخرج لان ثقافة التعليم والتدريب والتدريس معرفية اكثر مما هي تطبيقية وشكلية وكمية اكثر مما هي نوعية وانتاجية.

ونحتاج الى ما يأتي لتطوير التعليم العالي والمؤسسات في بلدنا:

1. اعتماد البحث في القبول للدراسات العليا كمقياس على ان يكون لدى المتقدم ثلاثة بحوث نموذجية موسومة ومعيارية وتخضع الى تقييم من جهات اشرافية اكاديمية وتخصصية (اساتذة متقاعدين) مسؤولة عن الدراسات.

2. ازالة مطلب العمر والمعدل لان ذلك يعني التركيز على الكمية المحدودة بدل النوعية الشاملة، والمعرفة والتقدم المحلي المحدود بدل التطوير المستدام لمواردنا البشرية وجعل حركة البحث اكبر وأوسع ليكون البحث مرجعا ومستندا معتمدا في بلدنا.

3. جعل عام 2013 عام البحث العلمي والتطوير الذاتي والبشري وفق نظريات التطبيق والممارسة والاداء.

4. تذليل الصعوبات امام الطموح والابداع والتميز والاداء المؤسساتي الوظيفي (الموارد البشرية المثالية) ومنحهم اجازة لان مخرجاتهم تصب في تطوير مؤسساتهم مستقبلا.

5. اعتماد المخرجات الاولية للبحوث في الدراسات الجامعية الاولية من حيث تطبيقها واعتمادها وفسح المجال للباحثين بشر بحوثهم المميزة في مجلات الجامعات المحكمة وليس اقتصار النشر على حملة الشهادات العليا والاساتذة لغرض ترقيتهم وتصبح خاصة لهم! كذلك ارسال نسخ من البحوث الى المؤسسات حسب الصنف والاختصاص والنوع للاستفادة من بحوث الطلبة خصوصا المؤسسات الخدمية والانتاجية والتنفيذية والتشريعية.

6. يجب اعتماد حديث نبي الرحمة: "اطلب العلم من المهد الى اللحد" و"اطلب العلم ولو كان في الصين" نناشد اصحاب القرار في التعليم العالي والجهات الاشرافية الاخرى العمل على تذليل الصعوبات امام الطلبة وموظفي المؤسسات لإكمال دراساتهم العليا، لان من يدرس اليوم لايفكر بخدمة بلده وانما خدمة نفسه اولا، وقد حذفت كلمة المواطنة والمواطن من قاموس...كيف اطلب العلم والمعدل والعمر والروتين والبيروقراطية والتعليمات والضوابط الاجتهادية والمزاجية موجودة في المؤسسات الحكومية!!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/حزيران/2013 - 8/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م