أفكار إدارية... خطوات التغيير الناجح

 

شبكة النبأ: أوضحت بعض التعاريف مفهوم التنمية على أنه عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات.

وللتطوير الذاتي مدلولات كثيرة فتربية النفس هو تطوير لها، وإدارة الإنسان لذاته إدارة إيجابية هو تطوير وارتقاء بالإنسان. ومن الواقع أن يتم تطوير الإنسان تلقائيا منذ ولادته فتقوم الأسرة والمدرسة والمجتمع بتطوير الإنسان وتربيته وتنشئته على الأخلاقيات وتعويده من أجل أن  يطور ذاته.. ولكن تدخل الإنسان في تطوير ذاته هو من أهم وأجل الأعمال التي يقوم بها ليتمكن من تطوير ذاته ..

يقول "كريستين ريوردان"، عميدة كلية دانيال لإدارة الأعمال في جامعة دنفر، وأستاذة جامعية في الإدارة. إن القدرة على إحداث التغيير والمبادرة به بفعالية، خصوصا إن كنت ضمن بيئة أعمال تتسارع فيها الإحداث بشكل متواصل، يعد أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لأي قائد وعلى جميع المستويات.

ويرشد الكاتب القراء نحو كتابات ومؤلفات "جون كوتر" حول قيادة التغيير؛ وبالذات حول 6 مجالات مهمة تؤثر في جوهر عملية التغيير هي: خلق شعور بوجود حادة ملحة للتغيير، إضافة إلى حشد مجموعة من الآراء التي تدعم فكرتك، وأسعى إلى التواصل مع كل المستويات لتحقيق التناغم، أعمل على تحقيق مكاسب قصيرة الأجل لإحداث الزخم، اجعل أي تغييرات تقوم بها جزء من المجتمع التي يحيط بك.

حيث يرى ريوردان ان نصيحة "كوتر" لا تقدر بثمن وتهدف إلى التعمق في فهم آلية عملية وقيادة التغيير،  والتي يجب عليك كقائد، أن تسعى إلى توجيه التغيير بشكل ناجح وأن تتفهم ردود أفعالك الشخصية لهذه التحولات والتعديلات؛ فالآخرون يرون الرمزية في تصرفاتك لأنك من بدأت في هذه العملية، ولطالما كان القائد هو من يحرك العاطفة والنشاط والحماس في من حوله. ويقول "كريستين ريوردان"، إذا أردت قيادة تغيير يلفت الانتباه، جرب اتخاذ الخطوات التالية:

أولويات قيادة التغيير

حيث يقول "ريوردان"، تفشل العديد من مبادرات التغيير لأن القادة يتعاملون مع المبادرات على أنها أحداث لا عمليات ولا أولويات، وبالتالي فإن إدارة التغيير يجب أن تكون عملية مستمرة، كما يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من لائحة مهامك؛ اذ يجب عليك أن تدون الأعمال اليومية التي يجب أن تقوم بها لإحداث التغيير، ومن ثم تقوم بتحديثها أسبوعيا.

ويستشهد "ريوردان"، بمثال، حيث يقول ان "كيفن ريدي"، يقود الرئيس التنفيذي لمطعم "نودلز وشركاه" التغيير يوميا، فهذا المطعم هو جزء من سلسلة المطاعم الأسرع نموا في الولايات المتحدة الأمريكية. ويضع "ريدي" وفريقه النمو المنضبط والابتكار والتنفيذ على رأس أولويات لائحة المهمات. يقول ريدي:"تحتاج إلى بذل قدر كبير من الجهد لتبقي موهبتك تتحرك في الاتجاه نفسه مع الجهود المبذولة لإحداث التغيير، ويجب أن يكون هذا الجهد من أولويات القادة".

وأضاف "ريوردان"، لقد كان "ريدي" على دراية بذلك الأمر الذي أنعكس على عدد المطاعم بالزيادة، منذ توليه إدارة سلسلة المطاعم في عام 2007، من 100 إلى 290 ، مع المحافظة على استمرار المبيعات في الارتفاع في جميع الفروع. ولم يحدث ذلك بمحض الصدفة؛ بل كان توسعا تدريجيا عمل ريدي على إدارته بقوة.

ضبط ردود الأفعال

أما حول ردود الأفعال تجاه تغيير إدار ما يقول "ريوردان"، يجب أن يشارك القادة باستمرار في نشاطات وأفكار جديدة كجزء من عملية التغيير، وغالبا ما يتطلب ذلك منهم تغيير عاداتهم وتصرفاتهم وتعديل سلوكياتهم. إن الاستجابة للتغيير تختلف من شخص إلى آخر؛ لذا عليك أن تحدد طريقة استجابتك للتغيير: هل أنت مؤيد للتغيير؟ هل أنت مناصر له؟ هل أنت مقاوم سلبي لا يقود التغيير كما ينبغي له؟، إن قيادة التغيير ليست بالأمر السهل إن لم تكن أنت نفسك تتبنى هذه الفكرة.

وأثبت "ريوردان"، قوله بمجموعة من الأبحاث التي أجريت مؤخرا والتي رأى فيها أن القادة الذين لا يرغبون في التغيير يعملون على رفع وتيرة مقاومة موظفيهم للتغيير، بينما يقلص القادة الذين يقودون عملية التحول، والذين يركزون على خلق بيئة إيجابية، من مقاومة موظفيهم للتغيير. وهذا يتطلب منك أن تروي قصة مقنعة وتطلع الآخرين عليها؛ بحيث تخبرهم ما الذي سيتغير، وما الذي سيبقى كما هو من دون تغيير، ولماذا يعتبر التغيير مهما، ولماذا يتوجب على الموظفين إحداث التغيير. وينبغي لك، بصفتك الشخص الذي يمسك بزمام التغيير، أن تظهر إيمانك بإحداث التغيير.

إدراك الأمور

وحول إدراك الوقائع يعتبر "ريوردان"، التغيير السريع حاليا أمرا طبيعيا، ولذا يجب على جميع القادة تتبع منحى الاتجاهات التي تؤثر على جميع الصناعات وقطاعات الأعمال بشكل عام،  وكما تتسارع هذه الاتجاهات، فإن الوتيرة التي تجري بها الأمور تتسارع أيضا، وحتى تتأقلم مع التغيير بسرعة، يجب عليك أن تنظر دائما إلى الأمام؛ فأنت بحاجة إلى أن تسأل ما هو الجديد وما هو القادم. ربما يكون التغيير السريع مربكا، ولكن ابحث بشكل فعال عن أقرب نقطة من هذه الاتجاهات، وفكر في المستقبل وبما يمكن أن يخفيه بين ثناياه. يقول براديب بوبا، المدير العام لفندق "لو ميريديان سان فرانسيسكو"، "بأن معظم مهامه الوظيفية الحالية تتلخص في فحص البيانات المعنية بسرعة وتيرة الاتجاهات التي قد تغير وتؤثر في ربحية الفندق"، ويضيف هناك الكثير من البيانات والمعلومات التي تتراكم سريعا لديك، وبالتالي فإن مفتاح النجاح يكمن في التغلب على هذه الوتيرة السريعة بدلا من الانقياد لها، بالإضافة إلى كشف النقاب عن الاتجاهات التي ستساعدك في تغيير عملك وإنمائه.

شبكة من العوامل المساعدة

وحول بناء شبكة قوية داخل مؤسسة ما يقول "ريوردان"، لا تقع مسؤولية قيادة التغيير على عاتق الأشخاص ذوي المناصب العليا في المؤسسة فحسب؛ بل إن إحداث التغيير يكون سهلا فقط عندما تملك المؤسسة شبكة قوية من العوامل المساعدة على التغيير. ونتيجة لذلك، يجب على القادة إدراك أن الأتباع والمؤيدين غير الرسميين للتغيير أقوياء نوعا ما بطبيعتهم؛ لذا فمن الواجب عليك أن تستمع إلى ما يريدون قوله، وأن تفسح المجال لهم ليقودوا التغيير. ومع أن لونا إنمان، الرئيس التنفيذي لشركة "بيلابونغ للملابس الرياضية"، تتبع هذا الأسلوب، إلا أن هذه الشركة تعاني حاليا من هبوط في الأرباح وفي ثبات المبيعات. ولطالما دعت إنمان ، والتي كانت تعمل سابقا لدى متجر "تارغت أستراليا"، الأشخاص ضمن الشركة للإتيان بأفكار قد تساعد في حل المشكلات وتقود إلى النجاح. كذلك فقد استمعت إليهم جميعا فردا فردا؛ بمن فيهم كبار الإدارة موظفي التنفيذية، ومديري الإدارة الوسطى، وطاقم المبيعات، والزبائن والشركاء في العمليات، وقد حظي كل منهم بفرصة لإثبات وجوده والمساعدة في قيادة التغيير. تعول إنمان على هذه الشبكة القيادية لإنعاش شركة "بيلابونغ"، كما دعمت الأبحاث هذا النهج بالوثائق التي تؤكد أن الآراء المؤثرة للزعماء تساعد في إحداث تغيير إيجابي داخل المؤسسات.

ويرى "ريوردان"، إن الإدارة الذاتية من خلال التغيير أمرا ضروريا لقيادة الآخرين نحو التغيير؛ وبالتالي يجب أن تكون قيادة التغيير على رأس سلم أولوياتك أثناء قيامك بنشاطاتك الخاصة، مما يساعد الآخرين على توقع التغييرات القادمة وقبولها، وهذا بدوره سيساعد مؤسستك على الازدهار ضمن بيئة حيوية وسريعة الرتم.

جدل في القيادة

وترى الكاتبة "واحة كمال" ان الحديث عن فنون القيادة جاء من خلال 21 قانونا في كتاب 21- قانونا لا تقبل الجدل في القيادة- لكاتبه جون سي ماكسويل، الخبير بالقيـادة، وصاحب شركتي إن جوي ستيوردشيب و إيكويب، والأمر العام الذي يذكره في كل قانون من هذه القوانين أن القيادة أمر يمكن تعلمه، واكتسابه بالمثابرة.

ويعد الكتاب الأكثر مبيعا وفقا لتقييم نيويورك تايمز ومجلة وول ستريت و بيزنس ويك. صدر الكتاب بنسخته العربية عن مكتبة جرير للترجمة والنشر والتوزيع، ولكن هذه ليست النسخة الأولى للكتاب، حيث نشر للمرة الأولى عام 1998، ومنذ ذاك الحين، وإلى اليوم، وهو بنسخته العاشرة، ما زال كتاب ماكسويل الكتاب الأكثر مبيعا في العالم. وفي هذه النسخة العاشرة أضاف ماكسويل خلاصة ما تعلمه منذ أن كتب هذه القوانين للمرة الأولى بعد مرور سنوات، هناك أشياء لم أعد راضيا عنها في الطبعة الأصلية، وعرفت أنني أستطيع تحسين بعض الأفكار.

ويبدأ ماكسويل أولى هذه القوانين بـقانون السقف موضحا فيه الفرق بين كون المرء ناجحا، وكونه قادرا على القيادة، فغالبا ما يصطدم الأشخاص الناجحون بسقف قدرتهم المنخفض على القيادة، ويوضح ماكسويل هذا القانون بما حدث في شركة آبل، فسر بلوغها مرحلة الشركات العالمية لم يكن في العقل المفكر لأجهزة الكمبيوتر ستيف ووزنياك، الذي امتلك النجاح في إنتاج هذه الأجهزة، ولكن سقف قيادته كان منخفضا، وكان السر في شريكه ستيف جوبس الذي امتلك سقف قيادة مرتفعا للغاية حتى وصلت آبل إلى ما هي عليه اليوم. إن لم تكن تمتلك التأثير؛ فإنك لن تكون قادرا على قيادة الآخرين، يحدد ماكسويل بهذا التعريف المعيار الحقيقي للقيادة، وهو القانون الـ2 التأثير مستشهدا بذلك بالأم تيريزا، التي استطاعت من خلال مؤسستها مبعوثو المحبة أن تساعد أكثر من 4 آلاف فرد خلال فترة حياتها، وهذا البناء التنظيمي، كما يقول ماكسويل: لا يمكن أن يتم إنجازه إلا بواسطة قائد حقيقي.

ملكة القيادة

وتتساءل الكاتبة واحة كمال هل القيادة شيء يولد به المرء، ويمتلكه منذ البداية، أم لا يولد به، ولا يمتلكه؟ وتجيب الكاتبة قائلة: أن يكون المرء قائدا أمر يشبه كثيرا الاستثمار بنجاح في سوق المال، إن كنت تطمح في أن تكسب ثروة في يوم واحد؛ فإنك لن تنجح؛ هذه إجابة ماكسويل، وهي جوهر القانون الـ3 قانون العملية، إذ أن القيادة عملية تتطور يوميا. ومن الصفات التي على القائد أن يتحلى بها، تحديد المسار، وهي القانون الـ4 الملاحة، إن أي شخص يستطيع توجيه السفينة، ولكن تحديد المسار يتطلب قائدا. والقيادة كما يراها ماكسويل في القانون الـ5 الإضافة أن القائد الجيد الفعال ليس بالمنصب، الذي يتولاه، ولكن بما يستطيع أن يقدم للآخرين التابعين له، جوهر القيادة ليس هو إلى أي مدى نتقدم نحن على أنفسنا، ولكن إلى أي مدى نساعد الآخرين على التقدم.

وترى "واحة كمال" انه لا بد للقائد الجيد أن يكسب ثقة تابعيه، وهذه الثقة تعد أساس القيادة، وهي ما تسمى قانون الأرض الصلبة. وهذه الثقة هي التي يعمل القائد على بنائها يوما تلو الآخر عبر أخذ القرارات الصائبة، وتحقيق الانتصارات لزيادة ثقة التابعين لهم باستمرار، لكي يظهر القائد الثقة عليه أن يظهر الكفاءة والمقدرة والارتباط والشخصية، حيث يبين ماكسويل الصفات التي يجب توافرها في القائد لكي يكتسب الثقة. ولا تنشأ هذه الثقة بالعادة، إلا عندما يجد الأشخاص أفرادا أقوى منهم، ولديهم قدرة أكبر على القيادة، وهذا هو قانون الاحترام، حيث ينجذب الأشخاص إلى الشخصيات التي يرون فيها قادة أفضل، وبهذا يقول ماكسويل: عندما يحترمك الناس كإنسان يشعرون بالإعجاب نحوك. وعندما يحترمونك كصديق يحبونك. وعندما يحترمونك كقائد يتبعونك.

وترى الكاتبة ان القادة ينظرون إلى الأشياء بصورة مختلفة عن التي ينظر بها غيرهم، إنهم يقيمون كل شيء وفقا لمنظورهم القيادي، ويمتلكون حدسا قياديا يصبغ كل ما يفعلونه، إنه جزء لا يتجزأ من ذاتهم، وهذا ما يعبر عنه ماكسويل بقانون الحدس، الذي يعد جزءا آخر مكملا لصورة القائد، حيث إن الناس بشكل عام ينزعون إلى الحدس في مناطق قوتهم، والقائد الجيد ينزع للحدس في منطقة قوته،  حيث يبني قراراته القيادية على الحدس بقدر ما يبنيها على الحقائق. والقائد الفعال أيضا كما يعبر عنه ماكسويل في القانون التاسع المغناطيسية يسعى دوما من خلال شخصيته إلى أن يجتذب أناسا مثله من أجل بناء محيط عمل إيجابي وفعال، فغالبا يسعى القائد الفعال إلى اجتذاب تابعين من الجيل نفسه، والتوجه الذهني، والخلفية العلمية، والاجتماعية، ويشاركون في القيم نفسها، ولديهم مستويات طاقة متشابهة، ومواهب قريبة إلى مواهبهم، ولديهم قدر من القيادة يقارب ما عندهم.

لا يمكنك حث الناس على العمل ما لم تؤثر فيهم عاطفيا أولا، فالقلب يأتي قبل العقل. فالقادة، كما يصف ماكسويل، عليهم أن يعملوا ليلامسوا قلوب تابعيهم أولا، قبل أن يطلبوا المساعدة، وهذا ما اسماه ماكسويل بقانون الارتباط، ويضع مثالا على هذا القانون ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق بوش عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، حيث حتم عليه دوره كقائد أن يذهب إلى موقع الحدث، ويقضي وقتا مع رجال الإطفاء والشرطة وعمال الإنقاذ، وهذا النوع من الارتباط الذي قام به بوش رفع روح العمال المعنوية، كلما كانت العلاقة والارتباط بين الأفراد أقوى زادت احتمالات أن يرغب التابعون في مساعدة القائد.

وترى "واحة كمال" ان القائد يجد الحلم أولا ثم الناس، والناس يجدون القائد أولا ثم الحلم؛ هذا ما يعبر عن القانون الـ14 الاقتناع، حيث يجد ماكسويل أنه عندما يقتنع التابعون بما يمثله القائد؛ فلا يمانعون أي شيء يقوله لهم، وخير مثال ساقه ماكسويل على هذا القانون؛ قدرة الإقناع التي تحلى بها ماهاتما غاندي، حيث حول طريقة تابعيه في طلب الحرية والاستقلال من استخدام العنف إلى العصيان المدني. وبهذا انتصر غاندي وشعبه، وهذا النصر يعد قانونا لا يتجزأ من شخصية القائد، حيث يجد القادة دوما طريقة للفوز، وهو القانون الـ15 النصر القادة الذين يمارسون قانون النصر، ليست لديهم خطط بديلة للفوز، وهذا سبب استمرارهم في القتال.

ولتكون خطط القائد فعالة عليه أن يمتلك قوة دافعة، وهو ما يعبر عنه ماكسويل بالقانون 16 القوة الدافعة؛ فهي على حد تعبيره الشيء الوحيد الذي يصنع الفارق بين الفوز والخسارة. ولابد للقائد أيضا أن يمتلك أوليات يسير على أساسها، وهو القانون الـ17 الأولويات؛ فالقادة لا يصلون إلى مرحلة لا يحتاجون عندها لوضع الأولويات، فهو شيء مستمر، سواء كانوا يقودون شركة كبيرة أو مشروعا صغيرا.

وحل التضحية تحدثنا الكاتبة اذ تقول: هي لب القيادة الجيدة؛ فالتضحية، وهي القانون الـ18، تعد أمرا ضروريا يبذله القائد في كل خطوة من مسيرته، وثمنا لابد منه، إن حياة القائد قد تبدو ساحرة للناس من الخارج، ولكن الحقيقة هي أن القيادة تتطلب التضحية. ومن القوانين الأخرى التي يحددها ماكسويل في الكتاب والتي تعد فاصلا مهما بين النجاح والفشل القانون الـ19 التوقيت القادة البارعون يدركون أن توقيت القيادة بنفس أهمية ما يتم فعله، وما يراد تحقيقه. ويثبت القائد فعاليته القصوى عندما يصبح قائدا يطور القادة، أن تصبح قائدا يطور القادة أمر يتطلب تركيزا، وتوجها ذهنيا مختلفا تماما عن اجتذاب وقيادة الأتباع.

البدء في تنفيذ مشروع

وحول البدء بخطوات تنفيذ مشروع ما يقول الكاتب "بول براون" ينبغي ايجاد دراسة نوعية الأفكار التي قامت عليها أكبر وأنجح المؤسسات في العالم وستجد أن سبب عدم وجود الكثير من رواد الأعمال هو أنه ليس هنالك الكثير ممن لديهم الحاجة أو الجرأة لتنفيذ أفكارهم الإبداعية وتجربتها في السوق.

ويرى "بول براون" رائد الأعمال الناجح هو من ينفذ فكرته ويعمل على إنجاحها حتى ولو واجه الكثير من المشاكل غير المتوقعة ولم تكن فكرته ممتازة في المقام الأول. لكن الأفكار لا يتم تنفيذها بالإقدام على مخاطرة كبيرة، بل إن أكثر رواد الأعمال نجاحا يحاولون تجنب المخاطر قدر ما أمكن وينفذون مشاريعهم خطوة بخطوة على النحو الآتي:

1. جد الحافز والفكرة. فكر بمشروع تريد تنفيذه، ولا تحتاج أن تكون شغوفا به أكثر من اللازم، بل يكفي أن يكون لديك الطموح والإرادة للبدء.

2. اتخذ خطوة ذكية باتجاه تحقيق هدفك. ما هي الخطوة الذكية؟ إنها عبارة عن مبادرة تتخذها بسرعة حين تتوفر لديك الموارد لذلك، وهذه الموارد تشمل معلوماتك ومعارفك وكل ما يتوفر لديك من سبل للتقدم، ولكن احرص على ألا تكلف هذه الخطوة أكثر مما تستحق وذلك تحسبا لعدم نجاحها، واطلب المساعدة من الآخرين  لزيادة مواردك وتخفيف نسبة المخاطرة التي تقدم عليها.

3. فكر بتمعن وتصرف بناء على ما تعلمته من الخطوة التي اتخذتها. عليك أن تنفذ ذلك لأنك كلما قمت بخطوة ما كلما تغيرت الظروف من حولك. وأحيانا تقربك الخطوة التي تتخذها من هدفك، وأحيانا أخرى يتغير هدفك نفسه، وإذا انتبهت جيدا فستتعلم درسا جديدا كل يوم. وبعد أن تقدم على خطوتك اسأل نفسك إن كانت هذه الخطوة مفيدة وإن قربتك إلى هدفك، وهل لا يزال هدفك هو نفسه؟

4. كرر ما سبق. أقدم على خطوة ذكية، وتعلم مما مر بك، وتطور، ثم كرر هذه الخطوات. هذه هي الوسيلة الوحيدة لكسر الشك بنفسك، والمهم هو أن تكون قد بدأت بتنفيذ فكرتك على أرض الواقع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/حزيران/2013 - 2/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م