الانتخابات الايرانية... تطورات الساعات الاخيرة قد ترجح كفة الفائز

شبكة النبأ: يبدو أن الانتخابات الإيرانية قد بالغت ذروتها قبل ايام من بدئها والمقررة في الشهر الحالي، حيث يتضح من المعركة الانتخابية الرئاسية بأن مساعي المرشحين لحسم المنافسة من خلال مناظرتهم الأخيرة، التي اتسمت بتبادل الانتقادات والاتهامات بحدة حول القضايا الاساسية الساخنة كالسياسات الخارجية والاقتصاد وملف النووي الايراني، قد ترجح كفة الفائز.

إذ يرى بعض المحللين أن البداية الساخنة للسباق النهائي للانتخابات أظهرت الخلافات بين المرشحين التي باتت أكثر واضحا، حيث جسدت هذه الخلافات في المناظرة الثالثة انقسامات عميقة لدرجة يجب اعادة تحديد الانشقاقات السياسية بعد الاقتراع الرئاسي، في الوقت الذي لا تزال فيه إيران منخرطة في مواجهة مع قوى عالمية بشأن برنامجها النووي فإن الخلافات بين المنافسين على كرسي وخاصة من لدن الموالين للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي تهدد بتقويض شرعية نظام الحكم الديني في البلاد.

ويعزو بعض المحللين حدة الصراع على السلطة بين المرشحين هيمنة الطرف الفائز على مراكز صنع القرار الإيراني والبرلمان الجديد، إذ يرى الكثير منهم أن القيادة العليا في إيران المتمثلة بخامنئي ستعمل بكل السبل من أجل الحصول على المزيد من السيطرة، وذلك من أجل منع الرئيس القادم من تحدي سلطة خامنئي. لكنها في الوقت ذاته قد تفتح الطريق امام نزاعات جديدة على نتائج الانتخابات.

فيما تتهم بعض المنظمات الدولية الانتخابات الايرانية بالتزوير وانتهاكات حقوقية، وتنفي الدولة دائما تزوير الانتخابات وتقول إن أعداء خارجيين حرضوا على الاضطرابات.

في حين يتوقع معظم المحللين بأن يبحث الموالون المقربون للزعيم الأعلى التوحد خلف مرشح محافظ واحد للحد من امكانية حدوث انقسامات كبيرة بين المحافظين البارزين، ولتقويض سلطة ونفوذ الرئيس أحمدي نجاد الذي يخشون أن يساند مرشحا ليستكمل ما يقولون إنها خطته لإضعاف نفوذ رجال الدين والزعيم الأعلى.

كما حدث فعلا عندما تم استبعاد اثنين من المستقلين كل من اسفنديار رحيم مشائي الذي يلقى دعم الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد وأكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق وأشهر شخصية سياسية في إيران، حيث كانا سيمثلان تهديدا لسلطة الزعيم الأعلى، وبالتالي تشير اغلب التوقعات الى احتمالية فوز مرشح من المرشحين المحافظين البارزين الموالين لخامنئي ومن بينهم سعيد جليلي كبير المفاوضين في المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامج إيران النووي وعلي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق، لكن الرغم من ذلك لا يزال مشهد الانتخابات الايرانية غير محسوم، فكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في ايران، تنطلق موجات جديد من الصراع والمعارك بين المرشحين التي لن تحسم الا بعد اعلان النتائج.

خلافات قبل بدء الانتخابات

في سياق متصل رحبت الصحافة الايرانية بالمناظرة التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية مشددة على التبادل الحاد بشأن المفاوضات حول الملف النووي وايضا حول الحريات السياسية، وعنونت صحيفة دنيا الاقتصاد "الخلافات بين المرشحين باتت واضحة. بداية ساخنة للسباق النهائي" في حين رحبت صحيفة ارمان الاصلاحية بالنقاش الذي "اظهر الخلافات" بين المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية.

وقال المحلل السياسي صادق زيباكلام في مقال نشر في صحيفة اعتماد الاصلاحية "كنت اود ان اكتب بان الفائز في المناظرة كان حسن روحاني (المعتدل) او محمد رضا عارف (اصلاحي) لكن علي ان اقول بان (المحافظ) علي اكبر ولايتي كان الفائز الحقيقي"، واضاف "من جهة لانه دافع عن السياسة الخارجية (للرئيس السابق المعتدل اكبر) هاشمي رفسنجاني ومن جهة اخرى لانه انتقد علنا موقف سعيد جليلي في المفاوضات النووية" مذكرا بان " احدا لا يمكنه اتهام ولايتي بانه غير مطلع وبانه مرتبط بالغرب (...) او انه لا ينتمي الى معسكر المحافظين"، وخلال النقاش انتقد وزير الخارجية السابق (1981-1997) والمستشار الدبلوماسي للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي بشدة جليلي ممثل المرشد الاعلى الى المفاوضات النووية لموقفه المتعنت مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا)، وقال ان "فن الدبلوماسية هو انقاذ حقنا في النووي وفي الوقت نفسه الحد من العقوبات".

وقال المحلل السياسي القريب من المحافظين امير موهبيان ان "الملف النووي كان هناك منطقان الاول دافع عنه ولايتي وروحاني ورضائي الذين يرون انه للتوصل الى نتيجة في المفاوضات مع مجموعة 5+1 يجب تقديم تنازلات للحصول على منافع. والثاني دافع عنه جليلي وغلام علي حداد-عادل ويعتبران انه للحصول على نتيجة يجب اتخاذ موقف حازم حتى يرضخ الجانب الاخر"، واوضح "في تصريحات روحاني وولايتي كان هناك هذه الرسالة غير المباشرة بان رؤية جليلي والرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد متطابقة وان الوضع الحالي للبلاد هو نتيجة لموقف جليلي خلال المفاوضات النووية".

من جهتها قالت صحيفة بهار الاصلاحية ان "الاصلاحيين (روحاني وعارف) اظهرا وحدتهما عندما كشف المحافظون خلافاتهم"، وتركز الصحافة على نقاط في المناظرة حيث انتقد محمد رضا عارف الضغوط السياسية على مناصريه. "هل من الطبيعي منع انصاري من رفع صور لمحمد خاتمي" الرئيس الاصلاحي السابق المتهم من قبل السلطات بدعم مير حسين موسوي ومهدي كروبي المرشحين اللذين دانا في 2009 عمليات تزوير كبيرة وطلبا من انصارهما النزول الى الشارع وهما في الاقامة الجبرية منذ اكثر من عامين، ورأى حداد-عادل ان هذا الحظر "عمل منفرد" وليس سياسة متعمدة من قبل السلطات. وقال جليلي انه "لا يحق لاحد حتى رئيس سابق الدفاع عن +الفتنة+" الاسم الذي يطلقه النظام على حركة الاحتجاج في 2009، والدليل على نجاح هذه المناظرة طلب مرشحون من التلفزيون تنظيم مناظرة رابعة قبل موعد الاقتراع.

السياسة الخارجية

فيما تبادل مرشحان في الانتخابات الرئاسة الإيرانية الاتهامات بشأن السياسة الخارجية للبلاد في آخر مناظرة تلفزيونية بينهما وقال المرشح المحافظ الأوفر حظا إن منافسه "المعتدل" أضر بالبلاد لخضوعه للقوى الغربية، وستكون الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 يونيو حزيران الاولى منذ اعادة انتخاب الرئيس الحالي احمدي نجاد في 2009 التي أعقبتها احتجاجات واسعة النطاق لأنصار التيار الاصلاحي الخاسر استمرت عدة أشهر. ويخضع زعيمان اصلاحيان للاقامة الجبرية منذ عام 2011، ودافع حسن روحاني وهو معتدل شغل منصب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي ابان حكم الرئيس محمد خاتمي عن دوره في السياسة الخارجية أثناء شغله للمنصب وقال انه جنب البلاد هجوما عسكريا امريكيا كما قال إنه ينبغي على إيران ان تتجنب "التطرف"، وقال روحاني "خلال رئاسة السيد خاتمي نجت البلاد من أزمة...تعرض بلدان إقليميان لهجمات وكان إيران على القائمة دائما" في إشارة منه إلى افغانستان والعراق. وللبلدين حدود مع ايران من ناحية الشرق والغرب. بحسب رويترز.

وأضاف روحاني "تمكنت إيران من ان تنأى بنفسها عن هذا المسار من خلال الحكمة والتخطيط"، وشارك روحاني في المفاوضات الخاصة بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم في بلاده مما أدى إلى تهدئة حدة التوتر مع القوى الغربية وإن جلب عليه ذلك انتقادات من جانب منافسيه المحافظين. واستؤنف البرنامج بعد وصول الرئيس احمدي نجاد للسلطة في 2005، وانتقد المرشح "المتشدد" سعيد جليلي رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي حاليا سياسة بلاده الخارجية خلال عهد خاتمي الذي امتد من 1997 وحتى عام 2005 وحذر من ان القوى الغربية قد تستفيد من "تهاون" ايران، وقال "عندما كان بعض الأصدقاء يقولون ينبغي علينا ان نتجنب المواجهات غير الضرورية معهم (القوى الغربية) .. ماذا كانت النتائج؟"، ويقول محللون إن المؤسسة الحاكمة في ايران وعلى رأسها الزعيم الأعلى اية الله علي خامنئي تسعى لإيصال مرشح موال لها الى سدة الحكم لتجنب تكرار اضطرابات 2009 التي كانت الأسوأ في إيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

الملف النووي

كما ذكر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي بانه المسؤول الوحيد عن الملف النووي، رافضا كل "تنازل لاعداء" طهران، وذلك في رسالة موجهة الى المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 14 حزيران/يونيو والى القوى الكبرى، وطلب آية الله علي خامنئي من المرشحين ان يقطعوا وعدا "بعدم وضع مصالح الاعداء قبل المصلحة الوطنية"، في حين بلغت المفاوضات بين القوى الكبرى وايران طريقا مسدودا ويواجه البلد عقوبات اقتصادية قاسية، وقال خامنئي في خطاب عند ضريح الامام الخميني بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية، ان "البعض يعتقدون خطأ انه يتعين علينا تقديم تنازلات للاعداء لتخفيف غضبهم. هذا خطأ"، ولم يتطرق اي من المرشحين الى الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران/يونيو الى امكانية تليين موقف طهران في المجال النووي. لكن بعضهم، مثل المرشح المعتدل حسن روحاني، تطرقوا الى ضرورة اقامة حوار مباشر مع الولايات المتحدة العدو التاريخي للجمهورية الاسلامية الايرانية. بحسب فرانس برس.

ومباشرة بعد الخطاب، اكد علي اكبر ولايتي احد المرشحين الثمانية ومستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية للشؤون الدولية، انه "سيتبع توجيهات" خامنئي، وعلي خامنئي البالغ من العمر 73 عاما، هو اول شخصية في النظام وله الكلمة الفصل في المسائل السياسية والاقتصادية الكبرى في البلاد، والمفاوضات النووية مع القوى الكبرى المنضوية في مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) يتولاها ممثله المباشر سعيد جليلي المرشح هو ايضا الى الانتخابات، وقال خامنئي "اذا ما توصلنا الى حل المشاكل الاقتصادية التي تشكل ابرز التحديات، فسيصبح (الاعداء) عندئذ عاجزين"، وتشتبه الدول الكبرى في ان ايران تريد صنع السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه طهران بشدة، وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منذ 2012 حصارا نفطيا ومصرفيا ضد ايران سبب ازمة اقتصادية خطيرة وصل معها معدل البطالة رسميا الى 31 بالمئة وتراجع قيمة العملة الوطنية 70 بالمئة، وشددت واشنطن ايضا عقوباتها مستهدفة العملة وقطاع السيارات الايراني بصورة مباشرة.

وعلى الرغم من ذلك، طلب خامنئي من المرشحين الثمانية ان لا يرسموا صورة سوداء للوضع، وقال ان "المرشحين يوجهون انتقادات، وهذا من حقهم. لكن يتعين عليهم ان لا يزيدوا من قتامة الصورة، ينبغي ان لا ينكروا كل الامور المهمة جدا التي تحققت خلال ولاية هذه الحكومة (محمود احمدي نجاد) والحكومات السابقة" برئاسة الاصلاحي محمد خاتمي (1997-2005) والمعتدل علي اكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997)، واضاف المرشد الاعلى "ينبغي ان لا ننكر كل ما تم القيام به تحت ذريعة وجود مشاكل اقتصادية والتضخم" وعلى المرشحين ان لا "يقطعوا وعودا لن يكون من الممكن الوفاء بها"، واكد ايضا انه لا يفضل احدا على احد بين المرشحين. وقد صدرت انتقادات من الخارج ضد عملية اختيار المرشحين بعد رفض ترشيح شخصيتين مهمتين هما الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني واسفنديار رحيم مشائي المقرب جدا من الرئيس محمود احمدي نجاد الذي لا يحق له الترشح لولاية ثالثة، واضاف خامنئي ان "وسائل الاعلام الاجنبية ستبدا القول منذ اليوم ان لدي افضلية لهذا او ذاك من المرشحين الثمانية. ليست لدي اي افضلية"، داعيا الناخبين الى التصويت بكثافة في 14 حزيران/يونيو، وقال ان "كل صوت في صندوق الاقتراع سيكون صوتا لصالح الجمهورية الاسلامية، هو تصويت على الثقة بالنظام".

ايران لا تريد صنع قنبلة نووية

من جهته اعلن علي اكبر ولايتي احد ابرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الايرانية ان بلاده لا تسعى لامتلاك القنبلة النووية كما يتهمها الغرب واسرائيل وذلك في مقابلة حصرية، لكنه استبعد اي تغيير في النهج في حال انتخب رئيسا في 14 حزيران/يونيو قائلا انه سيتبع "بدقة" توجيهات المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي للدفاع عن حق ايران في "الاستخدام السلمي للطاقة النووية".

واكد ولايتي على هامش حملته الانتخابية ان "مرشدنا الاعلى قال ان الدين (الاسلامي) يحظر صنع قنبلة، ولقد كررنا القول اننا نعارض صنع اسلحة نووية"، وكان آية الله خامنئي اعلن في شباط/فبراير "نعتقد انه يجب ازالة الاسلحة الذرية ونحن لا نريد صنعها" ويكرر القول منذ سنوات ان السلاح الذري "حرام". ويشير القادة الايرانيون باستمرار الى هذه التصريحات التي تعتبر بمثابة فتوى، وولايتي وزير الخارجية الاسبق (1981-1997) يشغل حاليا منصب مستشار المرشد الاعلى للشؤون الدولية. بحسب فرانس برس.

ويثير الملف النووي الايراني منذ عشر سنوات توترا في العلاقات بين ايران والقوى الكبرى من مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا الى جانب المانيا) التي تشتبه في ان طهران تسعى لصنع القنبلة الذرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وتخضع البلاد لسلسلة عقوبات فرضتها الامم المتحدة وشددت بحظر نفي ومالي فرضه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ما تسبب بازمة اقتصادية خطيرة، وتخوض ايران صراع قوة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحقق في طبيعة برنامجها النووي، وقال ولايتي "لقد حاولنا الرد على كل اسئلة (الوكالة) منذ اكثر من عشر سنوات، لكن حين نعطي ردا يطرح سؤال جديد علينا" مضيفا انها "دوامة مفرغة علينا الخروج منها"، واقترح المرشح المحافظ، في حال انتخابه، اجراء محادثات ثنائية مع بعض الدول الاعضاء في مجموعة 5+1 ومع دول "لها نفوذ على الساحة الدولية" بدون تحديدها.

إلقاء القبض على أعضاء بالحملة الانتخابية لمرشح للرئاسة الايرانية

على صعيد ذو صلة قال موقع الكتروني معارض إنه تم إلقاء القبض على أعضاء بفريق الحملة الانتخابية لمرشح معتدل للرئاسة الإيرانية وذلك بعد مؤتمر انتخابي انتقد فيه الإجراءات الأمنية المشددة المطبقة في البلاد، كما ردد أنصار حسن روحاني شعارات مؤيدة لزعيم المعارضة المعتقل مير حسين موسوي خلال مؤتمر انتخابي في طهران وذلك وفقا لتسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب، ويمكن اعتبار انتقادات روحاني مثيرة للمشاعر قبل انتخابات 14 يونيو حزيران التي تتعشم السلطات السيطرة عليها بإحكام لحرصها على تفادي الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت بعد انتخابات عام 2009.

وسحقت قوات الأمن تلك الاحتجاجات التي قادتها "الحركة الخضراء" المعارضة ضد ما اعتبرته فوزا غير مستحق للرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد، وموسوي وزوجته والإصلاحي مهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية منذ اكثر من عامين. وسجن الكثير من النشطاء او تركوا ايران، ويغلب المرشحون المتشددون والمحافظون المقربون من الزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي على قائمة العام الحالي المكونة من ثمانية مرشحين. بحسب فرانس برس.

وألقى روحاني وهو أبرز المعتدلين في السباق كلمة امام حشد من مئات المؤيدين الشبان في حي جاماران بشمال طهران وفقا لما ظهر في الفيديو، وقال "لماذا توجد أجواء أمنية في كل مكان؟ في الشوارع والجامعات والمدارس. يجب أن نضع نهاية لهذه الأجواء الأمنية"، وشجع روحاني أنصاره على التوجه الى صندوق الاقتراع في مجموعات. وأضاف "يستحق شعبنا المزيد من السلام والمزيد من الحرية والمزيد من الرخاء والمزيد من الشرف والمزيد من الأمن. لن يكون هذا ممكنا الا بوجودكم. لا تدعوهم يثبطوا عزيمتكم"، وأضاف "اذا لم يحضر الناس في يوم الانتخابات فإنهم بذلك سيتركون الساحة لخصمهم"، وردد الحشد هتافات اثناء كلمته مثل "روحاني.. روحاني.. نحن ندعمك" و"يجب الإفراج عن السجناء السياسيين" و"المجد لموسوي مرحبا روحاني" وذلك وفقا للفيديو الذي نشر على صفحة على موقع تويتر تؤيد حملة روحاني، وقال موقع سحام نيوز المعارض والمقرب من كروبي إنه عقب المؤتمر أغلقت قوات الامن ووحدات من الشرطة في ملابس مدنية الشوارع القريبة. وأضاف أن عددا من العاملين في الحملة الانتخابية لروحاني اعتقلوا منهم سعيد الله بيداشتي الذي يرأس قسم الشباب، وكانت حملة رئيس وفد التفاوض في المحادثات النووية الايرانية سعيد جليلي قد انتقدت روحاني المفاوض السابق في المحادثات النووية لتقديمه تنازلات اكثر من اللازم للقوى العالمية في المحادثات بشأن برنامج ايران النووي. ورفض روحاني هذا الاتهام.

اعتقال عدد من الاشخاص بعد رفع صور المعارض موسوي في ايران

الى ذلك اعتقل العديد من الاشخاص في طهران بعد رفع صور المعارض مير حسين موسوي خلال اجتماع المرشح المعتدل الى الانتخابات الرئاسية حسن روحاني، على ما افادت عدة وسائل اعلام ايرانية، وافاد موقعا "نسيم اون لاين اي ار" و"اليف اي ار" (محافظان) ان عددا من عناصر حملة روحاني اعتقلوا خلال ذلك الاجتماع في مسجد جمران بشمال طهران، وافاد موقع كاليمي دوت كوم المعارض ان سبعة اشخاص اعتقلوا ونقلوا الى سجن ايوين، وقاد موسوي المرشح الاصلاحي الى الانتخابات الرئاسية سنة 2009 حركة احتجاج على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد وهو قيد الاقامة الجبرية منذ اكثر من سنتين، ما اضعف كثيرا معسكر الاصلاحيين.

وحذرت السلطات منذ بداية الحملة من انه لن يتم التساهل مع اي تظاهرة احتجاج، وتشير صور عن اللقاء الانتخابي نشرتها عدة مواقع الى موسوي ولافتات تطالب بالافراج عنه وتقول "افرجوا عن السجناء السياسيين" و"الجامعة ليست ثكنة" او "الموت للديكتاتورية"، وقد اعلن قائد الشرطة الوطنية الجنرال اسماعيل احمدي-مقدم بحسب ما نقلت وكالة الانباء الطلابية ان "احد تعهدات المرشحين هو عدم اتباع قادة التمرد في 2009. هذه القضية ليست مرتبطة ربما بالمرشح، وقد يكون البعض اراد الاستفادة من الوضع"، واضاف ان "الشرطة تقوم بواجبها وتتحرك ضد كل من يتصرف ضد الثورة"، ولم يؤكد متحدث باسم حملة روحاني التوقيفات، موضحا ان "بعض الاشخاص حاولوا ارباك اللقاء". بحسب فرانس برس.

وفي بيان، دان مكتب روحاني "اي حركة غير مناسبة ودعا الجميع الى احترام القانون والتحلي بالهدوء والصبر"، مؤكدا ان مثل تلك التحركات "تناقض خط المعتدلين" وانها "تصب في خانة العدو"، وفي 2009 رفض المرشحان الاصلاحيان حسين موسوي ومهدي كروبي الاعتراف باعادة انتخاب احمدي نجاد ودعيا انصارهما الى الخروج الى الشوارع. لكن السلطات قمعت تلك التظاهرات بقوة، ويعتبر روحاني مقربا من الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005) وكان كبير مفاوضيه في الملف النووي الايراني بين 2003 و2005، واثناء انتخابات 14 حزيران/يونيو، قد يجذب قسما من الناخبين الاصلاحيين او المعتدلين بعد اقصاء الرئيس السابق المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني القريب منه سياسيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/حزيران/2013 - 2/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م