البحرين... اجرام ممنهج لنظام مأزوم

 

شبكة النبأ: لا تزال الانتفاضة البحرينية التي اغفلها العالم تتجلى وتتألق يوما بعد يوم، على الرغم من قمع السلطة التي تمارس حملتها الإجرامية ضد المتظاهرين العزل من خلال استخدام أساليب القمع والعنف في سبيل إبعادهم عن مطالبهم المشروعة، في ظل تصاعد العنف سجل مؤخرا بشكل مضطرد في هذه المملكة الخليجية، وذلك نتيجة الانتهاكات الحقوقية الصارخة بحق الشعب، كالمحاكمات السياسية لشخصيات المعارضة والمداهمات الليلية للبيوت والتعذيب والاستهداف بشكل مباشر ومتعمد بالسلاح وبكل وسائل العنف الاخرى، فضلا عن التعتيم الإعلامي المستمر، ومع كل ذلك مازال الشعب البحريني يقود مخاض ثوري مستمر يفصح للعالم مدى صمود هذا الشعب الذي  ينتظر حقه في الانتصار بالحرية والديمقراطية والعدالة السياسية والاجتماعية، وإسقاط النظام الدكتاتوري.

فيما أعربت العديد من المنظمات الحقوقية الرسمية  والشبه رسمية عن قلقها الشديد إزاء تدهور حقوق الانسان في البحرين، وسط تنديد خجول من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان, في الوقت الذي تقف فيه المنظمات الحقوقية والبلدان العربية والعالمية، مكتوفة الأيدي ومغمضة العينين أمام العنف والاضطهاد غير المبرر ضد ابناء البحرين، في حين تقدم الحكومة وحلفاؤها من الغرب تعهدات لا تغني ولا تنفع الشعب البحريني، كونها وعود كاذبة جوفاء، تخفي حقيقة معرفة الوجه الاخر لحقوق الانسان وانتفاضة البحرين، وعلى من كل ذلك مازلت الثورة التي اغفلها العالم متقدة بصمودها الرصين بوجه السلطة القامعة، التي باتت على اعتاب التغيير.

محتجون يشتبكون مع الشرطة البحرينية بعد مداهمة منزل رجل دين

في سياق متصل اشتبك مئات الشيعة البحرينيين الغاضبين من مداهمة قوات الأمن لمنزل رجل دين بارز مع قوات الشرطة في حين تجمع آلاف آخرون في قرية رجل الدين للمشاركة في اعتصام سلمي ضد الحكومة التي يقودها السنة، وداهمت قوات الأمن منزل آية الله عيسى قاسم الأمر الذي أغضب المعارضة، ودفعت مداهمة منزل قاسم جمعية الوفاق الوطني الاسلامية وهي جماعة المعارضة الرئيسية في المملكة إلى أن تعلن أنها ستنسحب من محادثات المصالحة مع الحكومة. بحسب رويترز.

وقال شاهد إن محتجين في قرية دراز إلى الغرب من المنامة قذفوا الشرطة بالحجارة وإن قوات الأمن ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، وأضاف الشاهد أن الاشتباكات استمرت لأكثر من ساعة قبل أن يتفرق المحتجون، ولوح المحتجون المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه جمعية الوفاق وسمحت الحكومة بتنظيمه بالأعلام البحرينية ورفعوا صور قاسم، وتقول الشرطة إن المداهمة لم تكن تستهدف منزله لكنها حدثت خلال عملية أمنية في نفس الحي الذي يقيم فيه.

جماعة المعارضة الرئيسية في البحرين تقاطع المحادثات

في الوقت نفسه علقت جماعة المعارضة الرئيسية في البحرين مشاركتها في محادثات المصالحة مع الحكومة لمدة اسبوعين بسبب بطء وتيرة المحادثات ومداهمة منزل احد كبار رجال الدين الشيعة، ولم يحرز تقدم يذكر في المحادثات التي بدأت في فبراير شباط في اطار المساعي الرامية لانهاء عامين من الجمود السياسي في اعقاب احتجاجات مطالبة بالديمقراطية نظمتها الاغلبية الشيعية في 2011 لكن الحكومة التي يقودها السنة سحقته، وقالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام سميرة رجب ان قرار جمعية الوفاق مقاطعة المحادثات اظهر عدم جديتها بشأن المساعدة في التغلب على المشكلات التي لا تزال تقسم المملكة.

وارجعت الوفاق انسحابها الى مداهمة قوات الامن لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم قرب العاصمة المنامة يوم 17 مايو ايار وما قالت انه تأخير متعمد وغياب الرد الايجابي من جانب ممثلي الحكومة في المحادثات، وقالت الوفاق في بيان انها ستتوقف مؤقتا عن حضور الجلسات التمهيدية للحوار لمدة اسبوعين وذلك بالتنسيق مع احزاب المعارضة الوطنية الديمقراطية. بحسب رويترز.

وقالت رجب إن المحادثات مستمرة مع جماعات المعارضة الاخرى واضافت ان قرار الوفاق جاء نتيجة املاء من قوى خارجية لعرقلة جهود المصالحة، واستطردت ان الذين يطالبون بالاصلاح عليهم ان يبدأوا بأنفسهم ويظهروا النية الجادة للوصول إلى المصالحة، وتشارك ست جماعات معارضة في المحادثات الى جانب مسؤولين حكوميين وعدد من الجمعيات المؤيدة للحكومة.

ولم يتطرق رئيس الامن العام في بيان لوسائل الاعلام إلى مداهمة منزل قاسم لكنه قال ان الشرطة في المنطقة تعرضت في وقت مبكر يوم الجمعة لاطلاق نار من سلاح محلي الصنع مما اسفر عن اصابة ضابطين، وقال العميد طارق الحسن لوكالة انباء البحرين الرسمية انه تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتعزيز دوريات الامن بافراد من وحدة مكافحة الارهاب لاكتشاف مصدر اطلاق النار.

السجن بتهمة الارهاب

من جانب آخر اصدرت المحكمة الكبرى الجنائية البحرينية احكامها في قضية 9 بحرينيين شيعة بعد اتهامهم بتأسيس جماعة إرهابية، وتراوحت أحكامهم بالسجن بين 10 إلى 15 عاما، وفق ما افاد مصدر قضائي، واوضح المصدر ان المحكمة عاقبت احد المتهمين وهو رجل دين يدعى أحمد الماجد ومتهما آخر بالسجن لمدة 15 عاما. ومثل المتهمان امام المحكمة بصحبة محامي دفاع عنهما. كذلك حكمت المحكمة على متهم ثالث قيد الاعتقال ايضا، بالسجن عشر سنوات وفق المصدر نفسه. في حين صدرت احكام غيابية على المتهمين الستة الاخرين الفارين بالسجن عشر سنوات لكل منهم. بحسب فرانس برس.

وذكر المصدر أن "النيابة العامة البحرينية اتهمت المتهمين الأول والثاني بأنهما في العام 2012 أسسا جماعة على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل أحكام القانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطن، والإضرار بالوحدة الوطنية، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق وتنفيذ الأغراض التي تدعو إليها هذه الجماعة"، وأضاف "ووجهت النيابة للمتهمين من الثالث إلى التاسع أنهم انضموا إلى هذه الجماعة، وشاركوا في أعمالها مع علمهم بأغراضها الإرهابية، كما وجهت النيابة العامة للمتهمين جميعا أنهم حازوا وأحرزوا المفرقعات (العبوات الناسفة) دون ترخيص من الجهة المختصة بذلك، وتنفيذا لغرض إرهابي".

المعارضة البحرينية تتظاهر ضد التعذيب

كما تظاهر الالاف من انصار المعارضة البحرينية الجمعة قرب المنامة ضد التعذيب الذي يتعرض له معارضون معتقلون بحسب شهود، وافاد الشهود ان الاف الرجال والنساء تجمعوا قرب بلدة الدية الشيعية وحملوا اعلام البحرين وصورا خطوا عليها عبارة "المنامة عاصمة التعذيب"، وافادت المعارضة بقيادة جمعية الوفاق الشيعية في بيان ان "التعذيب منهجية متجذرة بالأجهزة الأمنية ومترسخة مع العقيدة الأمنية الفاسدة التي تعادي المواطن بدلاً من حمايته ورعاية حقوقه، وأصبحت واحدة من أبرز السلوكيات التي تمارسها الأجهزة الأمنية ضد المواطنين"، وتابع البيان ان "البحرين تعيش صراعا مريرا بين الغالبية السياسية المطالبة بالتحول الديومقراطي والديكتاتورية المتصلبة التي ترفض التغيير والاستجابة للإرادة الشعبية". بحسب فرانس برس.

التجسّس على الناشطين

الى ذلك قالت صحيفة "أوبزيرفر"، إن السلطات في المنامة استخدمت تقنية تجسّس صنعتها شركة مقرها المملكة المتحدة لاستهداف ناشطة بحرينية تحمل الجنسية البريطانية، تحوّلت إلى شخصية رائدة في أحداث "الربيع العربي" في البحرين.

وقالت الصحيفة إن الشهادة التي قدّمتها، آلاء الشهابي، للمحكمة العليا في لندن اعتبرتها الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان حاسمة في محاولات إجبار الحكومة البريطانية على فرض قيود على تصدير معدات المراقبة، وتأمين إجراء مراجعة قضائية لما اعتبرته فشلها بتزويدها بمعلومات عن الإجراءات التي تتخذها لتحديد ما إذا كان بيع تكنولوجيا التجسّس لأنظمة قمعية يشكل خرقاً لضوابط التصدير والترخيص، وتُعتبر آلاء الشهابي، التي حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة أمبريال كوليدج في لندن، أحد مؤسسي المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان (بحرين ووتش)، التي أُنشأت في أعقاب الحملة الأمنية في البحرين في شباط/فبراير 2011، وأضافت الصحيفة أن والد آلاء، هو زعيم حركة أحرار البحرين، وتعرّض زوجها للاعتقال والسجن والضرب وأُخلي سبيله العام الماضي، في حين تعرّضت شخصياً للاعتقال في نيسان/أبريل 2010 خلال الاحتجاجات على إقامة سباق الجائزة الكبرى لسيارات "فورمولا 1" في البحرين وتم الإفراج عنها في وقت لاحق. بحسب يونايتد برس.

ونقلت عن شهادة الناشطة البحرينية للمحكمة العليا في لندن قولها "إنها تلقت سلسلة من رسائل البريد الالكتروني من مصادر مختلفة تحتوي على فيروس، ووجدت الأبحاث أنها تحتوي على تقنية تجسّس من إنتاج الشركة البريطانية غاما الدولية، تسمح بالوصول إلى بريدها الإلكتروني ورسائلها إلى وسائل الإعلام الاجتماعية ومكالمات "سكايب"، ونسخ الملفات المحفوظة على حاسوبها، وكتبت الشهابي في شهادتها، ووفقاً للصحيفة، أن لديها "مخاوف حقيقية من أن النظام البحريني تمكن من الوصول بشكل فعّال وغير مقيّد لجهاز حاسوبها، وقراءة رسائلها الإلكترونية ورصد مكالمتها عبر الانترنت، وفي إطار ممارسة لا تمثل انتهاكاً لخصوصيتها، لكنها تعرّض أيضاً أفراد عائلتها والناشطين الآخرين للخطر"، وقالت (أوبزيرفر) إن منظمة الخصوصية الدولية زودت قبل أشهر السلطات البريطانية بملف يحتوي على أدلة بأن منتجات شركة غاما الدولية تُستخدم في 25 بلداً للتجسّس على الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، رغم امتلاك العديد من هذه الدول سجلات في انتهاك حقوق الإنسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/حزيران/2013 - 1/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م