استكشاف الفضاء... بحث في نطاق اللا محدود

 

شبكة النبأ: يواصل علماء الفضاء في مختلف أنحاء العالم أبحاثهم ودراساتهم العلمية في سبيل الوصول الى نتائج جديدة ومهمة تمكنهم من التعرف على اسرار الفضاء خصوصا مع أحدث التقنيات التي مكنتهم من الوصول الى نتائج واكتشافات مذهلة، وفي هذا الشأن انطلق صاروخ من طراز أطلس من قاعدة كيب كنافيرال التابعة لسلاح الجو الامريكي لوضع قمر صناعي مطور ضمن شبكة أقمار نظام تحديد المواقع العالمي في الفضاء (جي.بي.اس). وأطلق الصاروخ البالغ طوله 58 مترا وصنعته شركة يونايتد لونش اليانس وهي شراكة بين شركتي بوينج ولوكهيد مارتن وحمل القمر الصناعي (جي.بي.اس 2.اف) ووزنه 1542 كيلوجراما وهو القمر الرابع من 12 قمرا مطورا من المتوقع أضافتها إلى مجموعة أقمار نظام (جي.بي.اس) في الفضاء خلال السنوات القليلة القادمة. وسيحل القمر الذي تكلف بناؤه 121 مليون دولار محل قمر اطلق عام 1996 وتجاوز عمره الافتراضي مرتين. وبهذا القمر الجديد ستضم شبكة اقمار (جي.بي.اس) 31 قمرا عاملا في الفضاء.

الى جانب ذلك قال عالم أمريكي في جامعة هارفارد ان الصين أطلقت صاروخا وصل الى ارتفاع عشرة آلاف كيلومتر فوق الأرض وهو أعلى مدى تحت المدار تصل اليه الصواريخ الصينية منذ عام 1976. وقال جوناثان مكدويل وهو عالم فيزياء الفضاء في مركز هارفارد سميثسونيان لفيزياء الفضاء انه تم إطلاق الصاروخ من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في غرب الصين وقالت بكين انه يحمل معدات علمية لدراسة المجال المغناطيسي للأرض.

وذكر ان هذا الصاروخ يمكن ان يستخدم مستقبلا ليحمل شحنة مضادة للأقمار الصناعية لكن لا يوجد ما ينم على ان عملية الإطلاق كانت تهدف الى اختبار مثل هذه القدرات. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من تطوير الصين قدرات مضادة للأقمار الصناعية بعد ان أطلقت صاروخا ضرب قمرا صناعيا صينيا معطلا في المدار عام 2007 وهو ما خلف كميات كبيرة من النفايات في الفضاء. بحسب رويترز.

وقال مكدويل في بيان ان الصاروخ الصيني الذي أطلق مماثل للصاروخ الأمريكي بلو سكاوت جونيور الذي اختبرته القوات الجوية الأمريكية في الستينات لإجراء أبحاث عن المجال المغنطيسي للأرض. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التعليق على إطلاق الصاروخ الصيني.

الرحلة إلى المريخ

من جانب اخر قال علماء أمريكيون إن مستويات الاشعاع التي سجلها المسبار كيوريوسيتي التابع لادارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) تظهر ان رواد الفضاء سيتعرضون على الارجح إلى مستويات اشعاع تفوق المستويات الأمريكية الراهنة خلال رحلة ذهاب وعودة من كوكب المريخ.

وهبط المسبار على الكوكب الاحمر في اغسطس اب الماضي للبحث عن اي بيئة يمكن ان تكون دعمت وجود حياة على المريخ من قبل. وتشير النتائج التي جمعها المسبار في المريخ الى ان رواد الفضاء سيتعرضون الى جرعة من الاشعاع تصل الى 660 ملليسيفرت من الاشعاع خلال رحلة ذهاب وعودة الى الكوكب الاحمر تستغرق 360 يوما وهي اسرع رحلة متاحة الان بالصواريخ الكيماوية الراهنة.

والسيفرت هو وحدة لقياس جرعة الاشعاع المكافئة وهو يترجم مدى تأثير الاشعاع على المادة الحية وحيوية الجسم. وقياس الإشعاع هذا لا يتضمن اي فترة مكوث على سطح الكوكب. وتقول ناسا إن خطر اصابة رواد الفضاء بالسرطان تزيد بنسبة ثلاثة في المئة وهذا يترجم الى تعرضهم لجرعة من الاشعاع تتراوح بين 800 و1200 ملليسيفرت كما يعتمد على السن والجنس وعوامل أخرى.

وقال ريتشارد وليامز كبير مسؤولي الطب في ناسا للجنة الطبية لاكاديمية العلوم الوطنية "حتى بالنسبة لاقصر المهام (في المريخ) نحن نقترب بشكل خطير من الحدود المتعلقة بالاشعاع والصحة التي وضعناها لروادنا." ويتعرض رائد الفضاء الذي يعيش ستة اشهر في محطة الفضاء الدولية التي تحلق فوق الارض على ارتفاع نحو 400 كيلومتر لجرعة تصل الى نحو مئة ملليسيفرت.

واجراء اشعة سينية معتادة على البطن يولد نحو عشرة ملليسيفرت. وبطلب من ناسا تدرس لجنة معهد الطب المعايير الاخلاقية والصحية للتعرض للاشعاع لفترات طويلة خلال رحلات الفضاء. وقال ادوارد سيمونز المسؤول عن الاشعاع والصحة في رحلات الفضاء في مركز جونسون للفضاء في هيوستون خلال مؤتمر هاتفي مع الصحفيين في وقت لاحق "نحن ننظر الى معيار الثلاثة في المئة وتطبيقه على المهام الاستكشافية. "الخلاصة اليوم هي اننا سنتخطى الحدود التي وضعناها." بحسب رويترز.

وتبحث ناسا ايضا في تقنيات بديلة للدفع النفاث تسرع الرحلة الى المريخ وفي انواع مختلفة من دروع الحماية لسفن الفضاء. ومن المنتظر نشر المعلومات التي جمعها المسبار عن كم الاشعاع ونوعه الذي ينتظر رواد الفضاء على سطح المريخ في وقت لاحق هذا العام.

روسيا تستعيد

في السياق ذاته عادت الى الارض كبسولة فضاء روسية امضت شهرا في مدار الارض وعلى متنها حظيرة حيوانات تضم فئرانا وسحالي وقواقع، لاجراء تجارب علمية تهدف الى التحضير لرحلات مأهولة الى المريخ. وحطت الكبسولة "بيون-ام" بسلام على الارض في منطقة اورنبورغ على مسافة 1200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، بحسب ما اعلنت ادارة الفضاء الروسية.

وكان على متن هذه الكبسولة 45 فأرا وثمانية قوارض صغيرة و15 سحلية و20 قوقعة وكائنات حية اخرى، وقد وضعت في حجرات وتحت المراقبة المستمرة لكاميرات الفيديو. وستخضع هذه الحيوانات، التي لم يعرف ما اذا كانت كلها بقيت على قيد الحياة، لفحوص لتحديد اثر الاقامة في الفضاء عليها.

وقال فاليري ابراشكين مدير البرنامج في المركز الفضائي الروسي ان هذه التجربة تهدف الى "تحديد قدرة الجسم البشري على التكيف مع ظروف انعدام الجاذبية، وفهم ما ينبغي فعله في الرحلات الفضائية الطويلة". وجرى تزويد عدد من هذه الفئران بلواقط تتيح القياس المستمر لضغط الشرايين ووتيرة عمل القلب، وسيتم رفع عينات من انسجة فئران لم ترسل في المهمة لمقارنتها وتحديد التغيرات التي طرأت على الفئران المقيمة في الفضاء. بحسب فرانس برس.

وتعود التجربة السوفياتية الاولى من هذا النوع الى العام 1957، عندما ارسلت الكلبة لايكا الى الفضاء، تلاها بعد ذلك ارسال اول انسان الى الفضاء، ايوري غاغارين، في العام 1961. وقد نفقت لايكا في الفضاء بعد ساعات على اقلاعها من الارض. ويعتزم علماء الفضاء الروس منذ زمن طويل ارسال رحلات مأهولة الى المريخ، وهم يدرسون امكانية اقامة قاعدة ثابتة على سطح القمر اعتبارا من العام 2030 تكون منصة انطلاق للرحلات الى الكوكب الاحمر. الا ان قطاع الفضاء الروسي يعاني في السنوات الاخيرة من عدد من الاخفاقات التي قد تؤخر تنفيذ هذه المشاريع.

مشاريع تجارية

على صعيد متصل أظهرت نتائج دراسة عن الرحلات المأهولة للفضاء في المستقبل أن باحثي الشركات ربما يعيشون على سطح القمر في الوقت الذي يتوجه فيه رواد الفضاء في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في زيارة لكويكب في عشرينيات القرن الحالي. والدراسة التي أميط عنها اللثام مؤخرا أجرتها مؤسسة بيجيلو للفضاء بطلب من ناسا. وقال روبرت بيجيلو مؤسس ورئيس الشركة ومقرها لاس فيجاس إن الدراسة أظهرت "الكثير من الحماسة والاهتمام من جانب كثير من الشركات" لهذه المشاريع.

وأضاف أن المشاريع تتراوح بين الأبحاث الدوائية في الموائل التي تدور حول الأرض إلى الرحلات إلى سطح الأرض مستشهدا بمسودة من التقرير الذي سيصدر في غضون أسابيع قليلة.

وتعتزم ناسا ان تتبع برنامج محطة الفضاء الدولية بتنظيم رحلات لرواد فضاء إلى كويكب بحلول 2025 وثم إلى المريخ بعد ذلك بنحو عشر سنوات.

وتطلب الميزانية التي اقترحها الرئيس الأمريكي باراك اوباما للسنة المالية 105 ملايين دولار لناسا كي تبدأ العمل في مهمة للعثور على كويكب صغير وإعادة وضعه حول القمر من أحل زيارة مستقبلية لرواد الفضاء. وقال بيجيلو إن الشركات الصغيرة ومن بينها بيجيلو للفضاء مهتمة أكثر بالقمر نفسه. وذكر وليام جيرستنماير مدير عمليات الفضاء في ناسا أن "من المهم بالنسبة لنا أن نعرف أن هناك قدرا من الاهتمام بنشاط القمر ونشاط سطح القمر." بحسب رويترز.

وأضاف "يمكن أن نستفيد مما يفعله القطاع الخاص" في مجالات مثل الرحلات الفضائية وأنظمة دعم الحياة وغيرها من التقنيات اللازمة للسفر خارج المدار المرتفع لمحطة الفضاء على بعد 400 كيلومتر. وشملت الدراسة التي أجرتها بيجيلو للفضاء نحو 20 شركة ووكالة فضائية أجنبية ومؤسسة أبحاث.

مشاكل فنية

في السياق ذاته قال مسؤولون أمريكيون ان أول تلسكوب أطلقته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) للبحث عن كواكب شبيهة بالأرض لم يعد باستطاعته استخدام نظام التوجيه الخاص به مما يعرض مهمته للخطر. وأحدث تلسكوب كيبلر الفضائي الذي أطلق عام 2009 ثورة في دراسة ما يسمى بالكواكب الخارجية باكتشاف 130 كوكبا تدور حول نجوم بعيدة بالإضافة الى 2700 كوكب محتمل يحتاج الى تأكيد.

وصمم التلسكوب ليركز على نحو 100 الف نجم شبيه بالشمس بحثا عن كواكب تدور حولها. ويتطلب رصد أي نقطة معتمة نتيجة مرور كوكب أمام أحد النجوم دقة بالغة في توجيه التلسكوب. وفقد تلسكوب كيبلر وهو عماد مهمة تتكلف 650 مليون دولار هذه الخاصية حين توقفت عن العمل عجلة دوارة تضبط التوازن وهي العجلة الثانية التي تصاب بعطل. ويحتاج التلسكوب حتى يقوم بمهمة رصد الكواكب ثلاثا على الاقل من اربع عجلات موجودة به. وكانت العجلة الاولى قد أصبحت غير صالحة للاستخدام العام الماضي.

وقال تشارلز سوبيك نائب مدير المشروع التابع لمركز أبحاث ايمز في ناسا خلال مؤتمر صحفي "هذه بالقطع ليست أنباء طيبة للمهمة التي كانت تعمل بشكل جيد وكانت الآمال منعقدة عليها لتعمل بشكل أفضل." وأضاف جون جرانسفيلد مدير ناسا المساعد للعلوم ان التلسكوب يدور على ارتفاع نحو 64 مليون كيلومتر من الأرض وهي مسافة لا يمكن ان تصل اليها أي مهمة إصلاح آلية او عن طريق رواد الفضاء.

واستطرد "لسنا على استعداد لان نعلن انتهاء المهمة لكن على كل الأحوال كانت هذه مهمة ناجحة بشكل مذهل." ويحاول المهندسون والعلماء إصلاح العجلة لتعمل من جديد والبحث عن طرق بديلة لتشغيل التلسكوب. كما يدرسون امكانية استخدام كيبلر في اشكال اخرى لمراقبة الفلك لا تتطلب مثل هذه الدقة في التوجيه.

الى جانب ذلك وبعد حوالي عامين من انطلاق مكوك الفضاء اتلانتس للمرة الأخيرة وضعت إدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لافتة كتب عليها "للإيجار" على احدى منصات إطلاق المكوك في ولاية فلوريدا. وفي اعلان نشر في موقعها الالكتروني للمشتريات قالت ناسا انها تبحث عن شركة أو أكثر لتولي أعمال تشغيل وصيانة مجمع الإطلاق 39إيه. بحسب رويترز.

وشيدت المنشأة وهي احدى منصتين للاطلاق في مركز كنيدي الفضائي في ستينات القرن الماضي لدعم برنامج أبولو لاستكشاف القمر. وتم تعديل الاثنتين في وقت لاحق لإطلاق مركبات المكوك الفضائي التي بدأت الطيران في 1981. وتعتزم ناسا تجديد مجمع 39بي لاستخدامه في نظام إطلاق صواريخ الفضاء وكبسولة اوريون الفضائية المصممة لحمل رواد الى وجهات أبعد من المحطة الفضائية الدولية وهو مجمع ابحاث تكلف 100 مليار دولار يدور حول الارض على ارتفاع يبلغ حوالي 400 كيلومتر. لكن منصة الإطلاق 39إيه هي واحدة من بين مئات من المنشآت تعود لعهد المكوك الفضائي والتي لم تعد ناسا بحاجة لها. وتتطلع ناسا الى تأجير المنصة لمدة خمس سنوات أو اكثر.

مارس اكسبرس يحتفل

من جهة اخرى اتم المسبار الاوروبي "مارس اكسبرس" اعوامه العشرة في الفضاء، فيما كان مرتقبا الا يعمل اكثر من عامين بحسب توقيت الارض، أي عام مريخي واحد. فقد جرى تمديد مهمة "مارس اكسبرس" اربع مرات، وباتت عملياته ممولة بالكامل حتى نهاية العام 2014، وهو نجاح لم يكن في حسبان العلماء. وكتبت وكالة الفضاء الالمانية على موقعها الالكتروني "انه نجاح علمي، التجارب العلمية ما زالت متواصلة بشكل ممتاز".

اطلق هذا المسبار في الثاني من حزيران/يونيو 2003، من قاعدة بايكونور الواقعة في سهوب كازاخستان، على متن صاروخ روسي من طراز سويوز فريغات. والهدف الاساسي من هذه المهمة كان البحث عن مياه على سطح الكوكب الاحمر، ما قد يترتب عنه وجود أي نوع من أشكال الحياة في الحاضر او في الماضي.

وتتألف هذه المهمة التابعة لوكالة الفضاء الاوروبية من مسبار يحمل على متنه سبعة اجهزة للرصد والمراقبة، ومركبة هبوط "بيغل 2" مزودة بحفارة يمكنها ان تحفر على عمق مترين لرفع عينات صخرية. وبعد أشهر على الانطلاق من الارض، أرسل مسبار مارس اكسبرس في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 2003 اول اشارة تدل على انه دخل بنجاح في مدار كوكب المريخ. وهو اليوم اتم اكثر من 12 الف دورة حول الكوكب الاحمر. في المقابل، لم يتمكن العلماء من اجراء اي نوع من الاتصال مع المركبة بيغل 2 التي كان يفترض ان تهبط على سطح المريخ في 25 كانون الاول/ديسمبر 2003 ايضا، وقد اعتبرت المركبة مفقودة بشكل رسمي في السادس من شباط/فبراير 2004.

اما مارس اكسبرس، فقد بدأ أعمال الرصد والمراقبة العلمية في كانون الثاني/يناير من العام 2004، وبدأ بدراسة الغلاف الجوي للمريخ، وتركيبته وتكوينه الجيولوجي. وأتاح تحليل المعطيات التي جمعها جهاز قياس الطيف اوميغا، التثبت من وجود المعادن التي تتشكل حصرا من اختلاط الصخور البركانية طويلا مع الماء. أما جهاز الرادار مارسيس، فقد تمكن من تحديد مكان وجود الماء على شكل جليد تحت سطح المريخ.

وقامت الكاميرا "اتس آر سي أس" المتطورة جدا والتي صممتها مجموعة استريوم لحساب وكالة الفضاء الالمانية بعمل كبير ايضا، اذ ان الصور التي التقطتها بدقة عالية تمثل 40% من مجموع المعطيات المتوفرة من كوكب المريخ بحوزة العلماء. وبحسب مجموعة استريوم المصممة للمعدات الفضائية، فان هذه الكاميرا تمكنت حتى الآن من تصوير 90% من سطح المريخ.

وتمكن المسبار مارس اكسبرس من التحليق قرب القمر الأصغر فوبوس، وهو ثاني قمرين يدوران حول الكوكب الاحمر مع القمر الأكبر "ديموس"، والتقط صورا عالية الدقة لسطحه. ووفقا لهذه المعلومات، فان القمر فوبوس يقترب من المريخ شيئا فشيئا، وعلى ذلك فانه سيصطدم به بحلول عشرة ملايين سنة او عشرين مليونا. بحسب فرانس برس.

ومارس اكسبرس واحد من المسبارات الثلاثة التي تدور حول المريخ حاليا، مع "مارس اوديسي" و"مارس ريكونيسانس اوربيتر"التابعين لوكالة الفضاء الاميركية ناسا. ولا يستبعد الخبراء ان يظل المسبار مارس اكسبرس يعمل حتى وصول المهمة غير المأهولة "اكزو مارس" التابعة للوكالتين الاوروبية والروسية الى محيط المريخ. وتهدف مهمة اكزو مارس الى معرفة ما اذا كان كوكب المريخ قد شهد شكلا من أشكال الحياة على سطحه. وتقضي المهمة بارسال مسبار في العام 2016 يدور حول المريخ، وارسال مركبة غير مأهولة في العام 2018 تهبط على سطحه.

تأثير الجاذبية

في السياق ذاته قال رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من هيوستون إنه يواجه صعوبة في التكيف مع الجاذبية منذ عودته إلى الأرض بعدما أمضى خمسة أشهر على متن المحطة الفضائية الدولية. وأصبح هادفيلد واحدا من نجوم موسيقى الروك على مواقع التواصل الاجتماعي بأدائه وهو في الفضاء لأغنية "غرائب الفضاء" لمغني الروك البريطاني ديفيد بوي ومن خلال التعليقات المتواصلة على حسابه على تويتر بشأن حياته في الفضاء.

لكن العيش في ظل انعدام الجاذبية لخمسة أشهر جعل الضابط السابق يشعر بالدوار والضعف وبالشيخوخة المبكرة. ويرتدي هادفيلد الذي سافر في ثلاث رحلات فضائية سترة ضغط تحت ملابسه لمساعدة دورته الدموية بينما يعيد جسمه التكيف مع الجاذبية. وقال هادفيلد (53 عاما) لصحفيين كنديين من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة بعد ثلاثة أيام من عودته إلى الأرض "دون تأثير الجاذبية المستمر يصبح الجسم في حالة جديدة تماما وكان جسمي مرتاحا في العيش في الفضاء دون جاذبية." بحسب رويترز.

وقال رائد الفضاء "بعد أن هبطت مباشرة بدأت أشعر بثقل في شفتي ولساني ولم أدرك أنني تعلمت أن أتحدث بلسان لا وزن له." ويعاني من تعب في جسمه كله وخصوصا في العنق والظهر اللذين يضطران مرة أخرى لحمل رأسه بعد أشهر من انعدام الوزن. وهبط هادفيلد وهو أول كندي يقود طاقم المحطة الفضائية الدولية في قازاخستان مع رائدي الفضاء توماس ماشبرن من إدارة الطيران والفضاء (ناسا) الأمريكية والروسي رومان رومانينكو. ونقل هو وماشبرن جوا إلى هيوستون لبدء إعادة التأهيل. وأعد هادفيلد قبيل عودته من الفضاء فيديو موسيقيا يؤدي فيه أغنية "غرائب الفضاء" الشهيرة لمغني الروك ديفيد بوي والذي شوهد اكثر من 13 مليون مرة على موقع يوتيوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/حزيران/2013 - 28/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م