الصين وامريكا... حرب خلف الكواليس

 

شبكة النبأ: يبدو أن مؤشرات الصراع بين امريكا والصين حقيقية، إذ أن تصاعد التوترات بينهما منذ شهور والاتهامات المتبادلة بالضلوع في عمليات اختراق وسرقة من خلال الانترنت يضع السباق على عرش العالم اكثر حتداما.

حيث تشكل حروب الإنترنت إلكترونية بوابة جدية للصراع الأمريكي من خلال الحرب الجاسوسية وسرقة الملكية الفكرية بما فيها الأسرار التجارية باهظ التكاليف، فضبل تصاعد لهجة الكلامية بالاتهامات المتبادلة بين الجانين بعد التوتر الاخير حول قضية التجسس الالكتروني، إذ تشير الامور آنفة الذكر الى ان العلاقات بين واشطن وبكين قد تدخل مرحلة الصراع النفس الطويل.

كما اصبح قُطبا العالم الجديد اقتصاديا تحت وطأة الحروب الباردة، حيث تنتهج امريكا اليوم سياسية عسكرية استراتيجية جديدة تهدف الى تعزيز الادوات الاميركية في المنطقة خصوصا لمواجهة الصعود العسكري للصين.

إذ يرى اغلب المحللين ان تصاعد لهجة الحرب الكلامية المستعرة خلال الاونة الأخيرة بين طرفي الصراع الصيني والامريكي، يظهر النوايا المبيتة والرهانات شبة الحتمية لإثبات الوجود العالمي،  وتؤكد هذه الحرب الكلامية التوتر المتزايد بين اكبر اقتصادين في العالم بعد ان اتهمت الولايات المتحدة الصين بتأييد سلسلة من هجمات القرصنة على الشركات والوكالات الحكومية الامريكية، وتقول الصين ان هذه الاتهامات تفتقر الى دليل وانها ايضا ضحية لهجمات قرصنة نصفها تأتي من الولايات المتحدة.

في حين يرى محللون آخرون ان قضية أمن الانترنت تختبر العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم الأمر الذي دفع امريكا إلى اثارة مخاوف بشأن التسلل على الانترنت، وتنفي الصين ضلوعها في أعمال تسلل ترعاها الدولة قائلة إنها ضحية هجمات على الانترنت من الولايات المتحدة.

بينما يرى بعض الخبراء في هذا الشأن ان التجسس باستخدام الكمبيوتر سيعطي الصين معرفة يمكن استغلالها في أي صراع مثل تعطيل الاتصالات وتخريب المعلومات. ويمكن ان يسارع من تطوير التكنولوجيا العسكرية الصينية ويعزز صناعة الدفاع الصينية، خصوصا وان الصين رفعت قدراتها على مواجهة اي تهديد الكتروني في السنوات الماضية من خلال انشاء وحدات جديدة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، عكس الولايات المتحدة التي تعرضت للعديد من الهجمات الالكترونية في الاونة الأخيرة، فقد نجحت شبكات القرصنة في اختراق فضاء الانترنت الأمريكي، لكنها تسعى اليوم لزيادة في الانفاق لحماية شبكات الكمبيوتر للولايات المتحدة من الهجمات عبر الانترنت في دلالة على ان الحكومة تهدف الي وضع المزيد من الموارد في السباق العالمي الناشيء للتسلح الالكتروني.

حرب التجسس الالكتروني

في سياق متصل انتهز وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل فرصة انعقاد منتدى حول الامن في آسيا يحضره وفد عسكري صيني في سنغافورة، ليتهم بكين بالتجسس الالكتروني، في ظاهرة تتسع وتثير قلق واشنطن، وبهدف الضغط على السلطات الصينية على ما يبدو قبل قمة بين الرئيسين باراك اوباما وشي جينبينغ، اكد وزير الدفاع الاميركي من جديد ان الاقتطاعات في ميزانية وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لن تؤثر على الاستراتيجية الاميركية لآسيا المحيط الهادىء.

 وقال هيغل امام كبار مسؤولي الدفاع في آسيا خلال المنتدى الذي ينظم سنويا ان "الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من التهديد المتزايد لعمليات الاختراق الالكترونية التي يرتبط بعضها بالجيش والحكومة الصينيين على ما يبدو"، ويحضر المنتدى عدة وزراء وكذلك عسكريون صينيون بينهم احد خمسة نواب رئيس الاركان، الجنرال تشي جيانغو، وقال هيغل "علينا الاعتراف بالحاجة الى قواعد سلوك مشتركة في عدد كبير من المجالات"، مؤكدا في الوقت نفسه ان تشكيل مجموعة عمل اميركية صينية حول الانترنت "امر ايجابي"، وكان البنتاغون تحدث في تقرير قدمه الى الكونغرس مطلع ايار/مايو عن حملة واسعة للتجسس المعلوماتي تقوم بها بكين لجمع تفاصيل عن البرامج الدفاعية الاميركية. بحسب فرانس برس.

وتأتي اتهامات هيغل بعد ايام من الاعلان عن نجاح قراصنة صينيين في اختراق انظمة معلوماتية تتضمن معطيات عدة انظمة اميركية للاسلحة، ونفت بكين كل هذه الاتهامات، ويفترض ان يبحث الرئيس الاميركي الذي تحدث عن مناقشات "حادة" مع الصينيين حول التجسس الالكتروني، هذه المسألة مع نظيره الصيني في القمة التي ستجمعهما في السابع والثامن من حزيران/يونيو في كاليفورنيا، وفي تحذير مبطن، اكد تشاك هيغل ان الولايات المتحدة ستواصل عملية "اعادة التوازن" في الوسائل العسكرية الاميركية في آسيا المحيط الهادئ على الرغم من الاقتطاعات الآلية في ميزانية البنتاغون والتي قد تصل الى 500 مليار دولار على مدى عشر سنوات، وقال محذرا انه "سيكون من التهور تصور ان التزامنا في آسيا لا يمكن ان يستمر، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار انه حتى في اقصى السيناريوهات المرتبطة بالميزانية، سيبقى الجيش الاميركي يمثل اربعين بالمئة من نفقات الدفاع العالمية"، وسيتمركز حوالى ستين بالمئة من السفن الاميركية في المحيط الهادئ في المستقبل. وهذا الامر ينطبق حاليا على ستين بالمئة من طائرات سلاح الجو الاميركي غير المتمركزة على الاراضي الاميركية، وستنشر احدث منظومات الترسانة الاميركية في المنطقة اولا ومن بينها القاذفة المقبلة التي تتسم بشعاع عمل طويل، وغواصة هجومية اضافية في غوام وطائرات اف-35 بينما سيتواصل تطوير تدريبات مع القوات المسلحة الآسيوية.

من جهة اخرى، قال هيغل ان زيادة الاتصالات بين العسكريين الاميركيين والصينيين يثير الامل في اضفاء "الوضوح على النوايا الاستراتيجية المقبلة لكل من الجانبين"، وسيستقبل وزير الدفاع الاميركي نظيره الصيني شانغ وانكوان في البنتاغون في آب/اغسطس المقبل، كما اكد مجددا ان واشنطن ترحب بتحمل الصين مسؤولياتها في المنطقة وان الاستراتيجية الاميركية ليست موجهة ضد الصين، وعلى الرغم من هذه التأكيدات، قال احد اعضاء الوفد الصيني الجنرال ياو يونجو لوزير الدفع الاميركي ان "الصين ليست مقتنعة" بذلك.

من جهة اخرى، قال هيغل في كلمته انه سيتوجه الى بروناي في آب/اغسطس لحضور اجتماع وزراء الدفاع لدول رابطة جنوب شرق آسيا -- مع ان الولايات المتحدة ليست عضوا في المجموعة --، كما اقترح تنظيم اجتماع لهذه الرابطة في هاواي العام المقبل، واكد مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته ان "البلد الوحيد الذي يتساءل هل لدينا استراتيجية للتصدي للصين هو الصين. وجميع البلدان الاخرى تقر بأن ليس لدينا استراتيجية، واننا لا ننوي ذلك".

خفايا الخطر الالكتروني

من جهته قال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل ان التهديدات الالكترونية تشكل خطرا "كامنا خفيا غادرا" على الولايات المتحدة وعلى دول اخرى ودعا الى وضع "قواعد للطريق" تحكم السلوك وتتفادى نشوب صراعات على شبكات الكمبيوتر على مستوى العالم، وصرح هاجل بأنه سيتطرق الى الامن الالكتروني في الخطاب الذي سيلقيه السبت في حوار شانجري لا الامني في سنغافورة كما ستثار هذه القضية على الارجح خلال اجتماع قصير مع الوفد الصيني على هامش المؤتمر، وقال هاجل للصحفيين الذين يرافقونه على طائرته في طريقه الى الاجتماع "المخاطر الالكترونية حقيقية وهي خطيرة للغاية انها على الارجح مثل اي خطر غادر وحقيقي على الولايات المتحدة وبالمناسبة على الصين ايضا وكل الدول."

وقال وزير الدفاع الامريكي ان الصراع الالكتروني يمكن ان يؤدي الى "نتائج بشكل كامن وخفي وغادر" تتفاوت ما بين تعطيل شبكات الطاقة الى تدمير الانظمة المالية الى ايقاف شبكات الدفاع، واستطرد "هذا الخطر ليس قاصرا على الولايات المتحدة (بل يؤثر) على الجميع.. لذلك علينا ان نتوصل الى طرق...ان نعمل مع الصينيين ان نعمل مع الجميع (لوضع) قواعد للطريق والتوصل الى نوع من التفاهمات الدولية.. قدر من المسؤولية تتحملها الحكومات."

جاءت تصريحات هاجل بعد نشر تقرير أمريكي عن سرقات الكترونية تمكن خلالها متسللون صينيون من الوصول إلى تصاميم أكثر من 24 نظاما هاما للاسلحة الأمريكية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقرير أعدته لجنة علوم الدفاع الأمريكية وهي من الخبراء المدنيين جاء فيه ان التصاميم التي سرقت تشمل طائرات وسفنا مقاتلة ونظم دفاع صاروخية حيوية لأوروبا وآسيا والخليج. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ومسؤولو دفاع أمريكيون ان هذا التقرير قديم ومبالغ فيه.

لكن البنتاجون أبرز مخاوفه من عمليات تسلل صينية في تقرير منفصل رفع الى الكونجرس في وقت سابق هذا الشهر واتهم الصين باستغلال التجسس الالكتروني لتحديث جيشها، وطلب من هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية التعليق على تصريحات هاجل فقال ان الصين تريد ان تتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الامريكيين "في القضايا ذات الصلة" على هامش اجتماع سنغافورة، وقال هونغ في افادة صحفية في اشارة للامن الالكتروني "نعتقد انه فيما يتعلق بهذه القضية فعلى الجانبين ان يجلسا معا ويجريان مناقشة هادئة، "يجب ان نجعل قضية الامن الالكتروني تبرز التعاون الثنائي ونبذل جهودا مشتركة للحفاظ على فضاء الكتروني مفتوح ومتعاون وآمن وشفاف."

الصين لا تحتاج لسرقة اسرار عسكرية أمريكية

من جهتها نفت وزارة الدفاع الصينية تقريرا أمريكيا عن سرقات الكترونية تمكن خلالها متسللون صينيون من الوصول إلى تصاميم أكثر من 24 نظاما هاما للاسلحة الأمريكية ووصفته بالسخف قائلة ان الصين لا تحتاج إلى مساعدة من الخارج لتطوير جيشها.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقرير أعدته لجنة علوم الدفاع الأمريكية جاء فيه ان التصاميم التي سرقت تشمل طائرات وسفن مقاتلة ونظم دفاع صاروخية حيوية لأوروبا وآسيا والخليج، ونفى قنغ يان شنغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية التقرير الذي هونت من شأنه أيضا وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ومسؤولو دفاع أمريكيون وقالوا انه قديم ومبالغ فيه، وقال قنغ في افادة صحفية شهرية طبقا لما جاء في موقع وزارة الدفاع الصينية على الانترنت ان التقرير "يقلل من قدرات البنتاجون في مجال الامن الدفاعي وأيضا من ذكاء الشعب الصيني"، واستطرد "الصين تملك بالقطع القدرة على تصنيع الاسلحة التي تحتاجها للامن القومي. ومؤخرا أظهرت ذلك بوضوح حاملة الطائرات الصينية والطائرات النفاثة الجديدة وطائرات النقل"، وتنفي الصين دوما مزاعم عن سرقات الكترونية موجهة اليها. بحسب رويترز.

ومن المقرر ان يبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الامن الالكتروني مع رئيس الصين شي جين بينغ خلال اجتماع في كاليفورنيا مع تنامي قلق واشنطن من تسلل صينيين إلى شبكات عسكرية أمريكية.

تعميق العلاقات العسكرية مع الصين

على صعيد مختلف أدلى توم دونيلون مستشار الامن القومي الأمريكي بهذه التصريحات خلال اجتماع مع فان تشانغ لونغ قبل اسبوعين من اجتماع قمة بين الرئيسين الأمريكي والصيني في كاليفورنيا، وقال دونيلون لفان في مقر وزارة الدفاع الصينية في تصريحات مقتضبة امام الصحفيين "جزء اساسي من بناء نموذج جديد للعلاقات بين القوى الكبرى هو ضمان ان يكون لدينا علاقة عسكرية قوية ومستقرة وموثوق بها"، واضاف أن البلدين سيعملان على مواجهة "التحديات الامنية غير التقليدية" بما في ذلك حفظ السلام والاغاثة من الكوارث ومكافحة القرصنة، ودعا فان وهو نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية التي تحظى بنفوذ الى "نوع جديد من العلاقات بين القوي الكبرى"، ولم يذكر دونيلون او فان المجالات الحساسة العديدة التي من المتوقع ان يناقشها الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي باراك أوباما في يونيو حزيران ومن بينها التوترات في شبه الجزيرة الكورية وسلسلة من الهجمات الالكترونية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وتم ربطها بالصين. بحسب فراس برس.

وعقد دونيلون اجتماعا مع شي قال فيه شي إن العلاقات الصينية الأمريكية تمر"بمرحلة مهمة تصل الماضي بالمستقبل" وذلك حسبما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا)، وعلى الرغم من ان العلاقات العسكرية بين اكبر اقتصادين في العالم تحسنت بشكل كبير خلال العامين الماضيين فمازالت توجد شكوك عميقة ونقاط عالقة من بينها دور الصين في دفع كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها للاسلحة النووية، والتقى فان وشي مع مبعوث صيني خاص للزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون في وقت سابق من الشهر الجاري. ومن المرجح ان تواصل الولايات المتحدة الضغط على الصين لفرض تطبيق العقوبات الدولية على بيونجيانج.

حرب كلامية مستعرة

وسط تراشق الكلمات بين واشنطن وبكين بشأن تهديد الهجمات الإلكترونية أصدرت غرفة التجارة الأمريكية في الصين تقريرا جاء به أن ربع شركات الغرفة وقعت ضحية لسرقة بيانات، وقالت الغرفة إن 26 بالمئة من شركاتها التي اشتركت في استطلاعها السنوي ذكرت أن بياناتها الخاصة أو أسرارها التجارية قد تعرضت للخطر أو السرقة خلال عملها في الصين، وأضافت "يشكل هذا عقبة كبيرة للأعمال التجارية في الصين لاسيما عندما نضع في الاعتبار المخاوف بشأن تطبيق حقوق الملكية الفكرية ومتطلبات نقل التكنولوجيا."

وكانت شركة مانديانت الأمريكية للأمن الإلكتروني قد قالت في فبراير شباط إن وحدة سرية تابعة للجيش الصيني تقف على الأرجح وراء سلسلة من هجمات التسلل الإلكتروني التي استهدفت الولايات المتحدة وسرقت بيانات ما يربو على 100 شركة، وأشعل ذلك حربا كلامية بين واشنطن وبكين، وقال عضو مجلس النواب الأمريكي داتش رابرسبرجر الشهر الماضي إن الشركات الأمريكية تكبدت خسائر في عام 2012 تجاوزت 300 مليار دولار بسبب السطو على أسرار تجارية وبخاصة نتيجة تسلل إلكتروني صيني. بحسب رويترز.

وتقول الصين إن هذه الاتهامات لا تستند إلى أدلة وإنها هي نفسها ضحية هجمات تسلل إلكتروني أكثر من نصفها مصدره الولايات المتحدة، من جانبه وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي الاستطلاع بأنه "عمل لا يتسم بالمسؤولية على الإطلاق"، وقال للصحفيين "نأمل ألا يقوم الجانب المعني بتسييس المشكلات المالية والتجارية وألا يبالغ فيما يسمى بمسألة تسريبات الإنترنت وأن يفعل أشياء أكثر إيجابية بالنسبة للصين والولايات المتحدة"، وشمل استطلاع غرفة التجارة الأمريكية 325 عضوا بالغرفة في الصين نهاية العام الماضي قبل أن يصدر تقرير شركة مانديانت، وقالت عشرة بالمئة فقط من الشركات في الاستطلاع إنها ستستخدم خدمات الحوسبة السحابية -وهي تخزين البيانات على ملفات افتراضية- وعزت معظمها ذلك إلى مخاوف تتعلق بالأمن الإلكتروني. وعطلت عمليات حجب البحث على الإنترنت في الصين عمل 62 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، وحث مسؤولون أمريكيون الصين على معالجة هجمات الإنترنت والتجسس الإلكتروني التي تستهدف الشركات الأمريكية. وأثار أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مخاوف التسلل الإلكتروني في مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ هذا الشهر.

الجيش الصيني يجري أول تدريب على التكنولوجيا الرقمية

الى ذلك قالت وسائل إعلام حكومية إن الصين ستجري الشهر القادم أول تدريب عسكري باستخدام التكنولوجيا "الرقمية" وسط مخاوف متزايدة في واشنطن وغيرها من الهجمات الالكترونية الصينية، وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) في تقرير مقتضب إن التدريبات التي ستجري في منطقة منغوليا الداخلية ستتم خلالها "تجربة أنواع جديدة من القوات المقاتلة منها وحدات تستخدم التكنولوجيا الرقمية في إطار جهود للتكيف مع الحرب المعلوماتية. بحسب رويترز.

وجاء في التقرير الذي صدر باللغة الانجليزية "ستكون هذه أول مرة يركز فيها تدريب لجيش التحرير الشعبي على القوات المقاتلة بما في ذلك الوحدات الرقمية وقوات العمليات الخاصة والطيران الحربي والقوات الالكترونية"، ويبحث الرئيس باراك أوباما قضية الأمن الالكتروني مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع يعقد في كاليفورنيا الاسبوع القادم فيما تزداد واشنطن قلقا بشأن تعرض شبكات الجيش الأمريكي لهجمات الكترونية صينية، وعبرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن مخاوفها في تقرير للكونجرس في وقت سابق من الشهر الحالي اتهمت فيه الصين باستخدام التجسس عبر الانترنت لتحديث جيشها. وقالت إن الحكومة الأمريكية كانت هدفا لعمليات تسلل "تنسب مباشرة للحكومة والجيش الصينيين" فيما يبدو، ونفت الحكومة الصينية مرارا ضلوعها في هجمات الكترونية في الوقت الذي تزيد فيه من إنفاقها الدفاعي وتطور تقنيات جديدة مثل حاملات الطائرات وطائرات الشبح المقاتلة.

جامعة صينية كبيرة على علاقة بوحدة للتجسس على الانترنت

على صعيد ذو صلة تعاون أعضاء احدى الكليات بجامعة صينية كبيرة لأعوام مع وحدة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في اعداد أبحاث فنية، ومن بين من أعدوا عددا من الأبحاث المتعلقة بأمن الانترنت ورصد عمليات التسلل -والتي يمكن الحصول عليها بسهولة عن طريق الانترنت- باحثون في وحدة 61398 التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني المزعوم انها وحدة عمليات منخرطة بنشاط في أعمال التجسس على الشبكة العنكبوتية واحدى الكليات بجامعة شنغهاي جياوتونغ وهي مركز أكاديمي له علاقات ببعض من أكبر الجامعات في العالم وتخرجت فيها شخصيات تنتمي للنخبة السياسية الى جانب رجال أعمال في البلاد، وعلاقة العمل الواضحة بين وحدة 61398 وجامعة شنغهاي جياوتونغ تتعارض مع الممارسات العامة في معظم الدول المتقدمة حيث لم يبد أساتذة جامعيون في العقود الأخيرة حرصا على التعاون مع وحدات العمليات الاستخباراتية.

وليس هناك دليل يشير إلى أن أيا من الأكاديميين في جامعة شنغهاي جياوتونغ الذين شاركوا في اعداد الأبحاث مع وحدة 61398 عملوا بشكل مباشر مع أي من الضالعين في عمليات تجسس على الانترنت، وقال جيمس لويس مدير برنامج التكنولوجيا والسياسة العامة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الأمر يتعلق بما إذا كانت هذه المؤسسات البحثية انخرطت في عمليات استخباراتية حقيقية مضيفا "هذا أمر لا تفعله الولايات المتحدة"، وتابع أن في الولايات المتحدة هناك "خطا فاصلا بين الباحث الأكاديمي والناس الضالعين في أنشطة جمع معلومات استخباراتية."

ورفضت جامعة شنغهاي جياوتونغ التعليق. وفشلت جهود الحصول على تعليق من جيش التحرير الشعبي الصيني عن تعاونه مع جامعة شنغهاي جياوتونغ، وفي مراجعة للصلات بين جيش التحرير الشعبي الصيني وجامعة شنغهاي جياوتونغ رصدت رويترز على موقع لنشر الوثائق ثلاثة أبحاث على الأقل عن حرب الانترنت أعدها أعضاء بالجامعة وباحثون من جيش التحرير الشعبي الصيني.

الصين تطلب من الولايات المتحدة "وقف التدخل" بشان تيان-انمين

من جهة اخرى طلبت الصين من الولايات المتحدة الكف عن التدخل في شؤونها بعد ان دعتها واشنطن الى تحمل كامل المسؤولية عن قمع تظاهرات ساحة تيان-انمين في 1989 عشية ذكرى تلك الاحداث، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي في بيان صحافي نقلته وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) "نحث الجانب الاميركي على وقف التحامل السياسي والتعامل بشكل صحيح مع التطورات الصينية، وان يصحح اخطاءه على الفور ويكف عن التدخل في شؤون الصين الداخلية كي لا تخرب العلاقات الصينية-الاميركية"، وتأتي التعليقات ردا على تصريحات للمتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي. بحسب فرانس برس.

وقالت بساكي "ان الذكرى الرابعة والعشرين للقمع العنيف للتظاهرات في ساحة تيان-انمين في الرابع من حزيران/يونيو تدفع الولايات المتحدة الى تذكر الخسارة الماسوية لارواح بريئة"، واضافت "نجدد نداءنا للحكومة الصينية لوقف مضايقتها للذين شاركوا في الاحتجاجات وان تتحمل كامل المسؤولية عن الذين قتلوا"، وفي تلك التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في بكين، قتل الجنود مئات المحتجين الذين وصفوهم ب"المعادين للثورة"، ولم تقدم الحكومة بعد حصيلة رسمية لعملية القمع التي دانتها دول العالم وادت الى عزل بكين لفترة على المسرح الدولي، وبحسب تقديرات غير رسمية فان عدد الذين قتلوا يتراوح بين 200 الى اكثر من 3 الاف.

اعادة التوازن الامريكي لمنطقة اسيا

من جانبه قال تشاك هاجل وزير الدفاع الامريكي ان الجيش الامريكي سيخصص مزيدا من القوة الجوية والقوات البرية والاسلحة المتطورة لمنطقة اسيا والمحيط الهادي، وفي تصريحات تحدد رؤيته للامن الاقليمي أكد هاجل لحلفاء وشركاء في الحوار الامني السنوي شانجاري-لا في سنغافورة ان الولايات المتحدة قادرة تماما على مواصلة دورها المحوري الاستراتيجي في المنطقة على الرغم من قيود الميزانية في الداخل.

وقال في تصريحات معدة سلفا ان "استنتاج ان التزامنا لاعادة التوازن لا يمكن استمراره سيكون من قبيل عدم الحكمة وقصر النظر" مشيرا الى ان الولايات المتحدة مثلت 40 في المئة من الانفاق الدفاعي العالمي حتى في ظل "اقصى سيناريوهات الميزانية تطرفا"، وحدد هاجل الخطوط العريضة لبعض من اصعب القضايا الامنية من بينها محاولة كوريا الشمالية تطوير اسلحة وصواريخ نووية والمطالب المتعارضة للسيادة على مناطق بحرية تقع حول الصين والنشاط التخريبي في الفضاء والفضاء الالكتروني.

وفي الوقت الذي اشار فيه للمخاوف الامريكية بشأن هجمات الكترونية مرتبطة بالحكومة والجيش الصينيين اكد هاجل اعتقاده بان حل مشكلات امنية اقليمية كثيرة سيتطلب زيادة التعاون بين واشنطن وبكين. بحسب رويترز.

وقال ان "بناء علاقة ايجايية وبناءة مع الصين..جزء اساسي من اعادة توازن امريكا لاسيا، "السبيل هو معالجة الخلافات على اساس حوار متواصل ومحترم، وهذه اول كلمة يلقيها هاجل كوزير للدفاع امام اجتماع القمة الامني، وشدد هاجل على الجهود الامريكية الرامية الى تعميق العلاقات مع الحلفاء والشركاء في المنطقة من خلال اتفاقات ثنائية ومتعددة الاطراف. واعلن انه دعا وزراء دفاع مجموعة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) لعقد اول اجتماع تستضيفه الولايات المتحدة في هاواي، وكان ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي السابق قد ابلغ تجمع شانجاري-لا العام الماضي ان الولايات المتحدة ستخصص 60 في المئة من قواتها البحرية لمنطقة اسيا والمحيط الهادي بحلول 2020، واعتمادا على ذلك قال هاجل للمؤتمر ان القوات الجوية الامريكية ستخصص 60 في المئة من طائراتها وطياريها للمنطقة وهو نفس المستوى الموجود حاليا تقريبا في حين ان قوات الجيش الامريكي ومشاة البحرية ستستأنف ادوارها في اسيا والمحيط الهادي مع انسحابها بعد الحربين في العراق وافغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/حزيران/2013 - 26/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م