متى ستهبط الرحمة؟!

عبدالعزيز حسن آل زايد

إن للرقيب مقصات حادة وشرسة، والأقسى والأمر عقارب القبضة الأمنية التي تحب أن تنعت بـ (الحديد والنار)، وتنتشي طرباً بلقب (اليد الحديدية)، الفولاذ أكثر قسوة وصلابة، ولكن التكلس له سيطرته حتى في الألفاظ والتعبير!

كثيرة هي الملاحقات الأمنية التي نسمع بها كل يوم، تطالعنا هذه الأخبار بين فينة وأخرى، فهذا الرجل: مطلوب أمنياً، وآخر أصبح رهين السجن والمعتقل، وثالث أحتضنه التراب وعلقت راية الشهادة في قبره، ورابعٌ وخامسٌ وتطول القوائم والتهم المعلبة لا تنتهي، المظلوم لا نصير له، والخصم هو القاضي فيا ترى من ستقاضي؟!

الشكاية للخالق لا للمخلوق، ولكن الوجدان يعتصره الألم، هل فكر (الوحش) أن للمعتقلين أسر؟! هل فكرت (السباع) أن لهؤلاء البشر أواصر وأرحام؟! هل فكروا بمن يعوله السجين؟!، إن لهؤلاء البشر أحبة: أب وزوجة وأبناء صغار وأم لا تكف دموعها عن الهطول؟!، التفكير الإنساني المحض غائب ومعدوم عن كوكبنا؟! فهلا تعلمنا قانون الذئاب أن أكل لحومها محرم؟!

المعاناة التي تعانيها الأسر قاسية وممضة، والذكريات الجميلة لم تضمحل، الألم يتجذر في النفوس، فهل تنسى الأيادي البيضاء والطلة الرحيمة، ولكن ماذا بعد الحدث؟!

دمعة وحسرة وترقب، وغيث دموع لا يعرف التوقف، العقوبة لا ترتبط بفرد واحد في هذه المعادلة، فالمعتقل شريان ليس مقطوع من شجرة، وبعد الحدث كارثة مدمرة لأسر عديدة، ونحن نشاهد الأرقام المتزايدة التي تحفل بها منطقتنا التي كانت واحة أمن وسلام، تكالبت الاستدعاءات وتراكمت الاعتقالات، أظن أن لكل أسرة تجربة مريرة تذوقت فيها هذه المعاناة، فهل فكر المجتمع المتكاتف الذي يرحم الفقراء والأيتام، أن يقف صفاً إلى صف مع هذه الأسر المنكوبة والمكلومة الجريحة؟!

نحن لا نطلب الدعم المالي بقدر ما ندعو لرفع المعنويات والتراحم، أوليس (الرحماء يرحمهم الرحمن) أم أن الأمة تناست أبناءها؟!، مناشدة الرحمة لا تنقطع في ديننا الحنيف: (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، كنا نتوقع هطول المكرمات والعفو من قبل السلطات المعنية، إلا أن التسامح بضاعة ضائعة وليس في القلوب إلا اليأس المتغلغل، نعم تعلقنا بكرم الخالق لا يأس فيه ولا يأس معه، أوليس النصر قريب والفرج قادم؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/حزيران/2013 - 25/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م