الطاقة النظيفة... وسائل مجدية تثير فضول المجتمع الدولي

 

شبكة النبأ: اعتماد الطاقة النظيفة يعتبر اليوم من اهم الامور التي تسعى اليها الكثير من دول العالم، خصوصا مع تطور تقنيات تحصيل الطاقة المتجددة والبديلة لدرجة أصبح استخدامها بشكل واسع من قبل بعض الدول أمرا معتادا ولاعتبارات صحية واقتصادية كما يقول بعض المراقبين، الذين توقعوا بقرب إحلال مصادر الطاقة المتجددة بدل الطاقة الأحفورية مثل النفط والغاز، باعتبارها طاقة متوفر للجميع حيث يمكن الاستفادة من الشمس والرياح وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة وآليات تحويل طاقات الطبيعة لطاقة يستفيد منها البشر بشكل رخيص وغير مؤثر. يضاف الى ذلك المطالبات الدولية المتزايدة التي تدعوا الى اعتماد الطاقة النظيفة لا اجل التخلص من المشاكل الكثيرة التي اضرت بالبيئة والصحة العامة.

وفي هذا الشأن ذكرت تقارير إخبارية أن الصين تتصدر دول العالم في التوسع في استثمارات مشروعات الطاقة المتجددة للوفاء بالتزاماتها الدولية من أجل مكافحة ظاهرة التغير المناخي. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تقرير للجنة المناخ الأسترالية إن الصين خفضت اعتمادها على الوقود الكربوني بمعدلات فاقت التوقعات في الوقت الذي خفضت فيه وتيرة نمو الطلب على الكهرباء بمقدار النصف تقريبا.

وأشار التقرير الصادر تحت عنوان "عقد حاسم التحرك العالمي لمواجهة التغير المناخي" إلى أن معدل نمو استهلاك الوقود الكربوني في الصين بدأ يتراجع بعد سنوات عديدة من الارتفاع. وأوضح التقرير أن أكبر اقتصادين فى العالم وهما الولايات المتحدة والصين يسيران على طريق الوفاء بالتزاماتهما الدولية بشأن تغير المناخ وأضاف أن الصين بدأت تتصدر مسيرة العالم في استخدام الطاقة المتجددة اذ اتخذت خطوات طموحة من أجل إضافة مصادر الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة لديها.

ووفقا للأرقام المتاحة فإن إنتاج الكهرباء من الرياح في الصين زاد بمقدار 50 مثل تقريبا خلال الفترة من 2005 إلى 2012. كما زادت كمية الكهرباء المولدة من طاقة الرياح خلال 2012 بنسبة 36 في المئة عن 2011. وزاد إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 75 في المئة خلال العام الماضي. ومن المتوقع وصول إجمالي إنتاج الطاقة الشمسية عام 2015 إلى أكثر من 21 ألف ميغاوات بما يعادل 3 أمثال الإنتاج خلال العام الماضي.

كما أشار التقرير الأسترالي إلى استثمار الصين 65.1 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة خلال العام الماضي بزيادة نسبتها 20 في المئة عن هذه الاستثمارات عام 2011، مضيفا أن هذه الاستثمارات هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم وتمثل حوالي 30 في المئة من إجمالي استثمارات مجموعة الدول العشرين الكبرى في الطاقة النظيفة العام الماضي.

الى جانب ذلك قالت مصادر مطلعة ان مفوض التجارة بالاتحاد الاوروبي سيوصي بفرض رسوم استيراد عقابية على واردات الاتحاد من الواح الطاقة الشمسية من الصين في اجراء حمائي من المحتمل ان يثير غضب بكين. وتريد اوروبا ان تحمي مصنعيها للألواح الشمسية مثل شركة سولر وورلد الالمانية من واردات رخيصة لكنها تحتاج ايضا الى الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الاوروبي لمساعدة المنطقة في التعافي من الركود. بحسب رويترز.

وقالت المصادر ان من المتوقع ان يبلغ المفوض التجاري الاوروبي كاريل دي جوشت زملاءه بمفوضية الاتحاد أنه ينبغي للمفوضية ان تفرض تعريفات للحماية من الانتاج الصيني الذي تضاعف أربع مرات في الفترة من 2009 إلى 2011 . ويقول المنتجون في الاتحاد الاوروبي ان الشركات الصينية استحوذت على اكثر من 80 بالمئة من السوق الاوروبي للالواح الشمسية بعد ان كانت حصتها صفرا تقريبا قبل سنوات قليلة مما دفع المفوضية الاوروبية الي التحرك للتصدي لما تعتبره إغراقا. ووفقا لشركة (آي.اتش.اس) للأبحاث فإن اوروبا شكلت حوالي نصف السوق العالمي لالواح الطاقة الشمسية العام الماضي والذي بلغت قيمته 77 بليون دولار.

في السياق ذاته قالت شركة التكنولوجيا ايه.بي.بي إنها ستشتري شركة الطاقة المتجددة باور ون مقابل نحو بليون دولار لتعزيز وجودها في سوق معدات الطاقة الشمسية المتنامية. واضافت ايه.بي.بي أنها ستدفع 6.35 دولار مقابل كل سهم نقداً وستمول الشركة السويسرية الصفقة من مواردها الذاتية وتشمل الصفقة صافي السيولة في باور ون وتبلغ 266 مليون دولار. وذكرت ايه.بي.بي ان الصفقة تتيح لها ان تكون من اكبر الموردين للعواكس الشمسية على مستوى العالم. وباور ون هي ثاني أكبر منتج للعواكس الشمسية في سوق الطاقة الشمسية.

وأضافت الشركة السويسرية ان التوقعات تشير لنمو سوق اجهزة العاكس الشمسي باكثر من عشرة بالمئة حتى 2021 بفضل زيادة الطلب على الطاقة لا سيما في الأسواق الناشئة في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء. وقالت ايه.بي.بي إن باور ون توظف 3300 شخص معظمهم في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة وسلوفاكيا وبلغت مبيعاتها نحو بليون دولار في 2012.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

على صعيد متصل اكد كريستوف دو مارجري الرئيس التنفيذي لشركة توتال النفطية الفرنسية انها عازمة علي تنفيذ العديد من المشاريع مع شركة مصدر في ابوظبي وخاصة في مجالات توليد الطاقة الكهربائية من ضوء الشمس وتجميع (التقاط) غاز ثاني اكسيد الكربون في مناطق حقول النفط والغاز البحرية والبرية . وذكر ان توتال مستعدة للعمل مع شركة مصدر في مشروعات خارج دولة الامارات لمواكبة الآفاق الكبيرة لنمو قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط .

وقال ان منطقة الشرق الأوسط تمتلك حوالي نصف القدرات العالمية في مجال الطاقة المتجددة حيث تتيح وفرة الطاقة الشمسية فرصا مجدية لتأمين إمدادات موثوقة من الكهرباء النظيفة التي تسهم في ضمان أمن الطاقة والحد من انعكاسات تغير المناخ. واضاف ان المنطقة العربية بحاجة إلى تنفيذ مزيد من المشاريع على نمط شمس1 للطاقة الشمسية المركزة بأبوظبي والتي تعتبر اكبر محطة في العالم لتوليد الطاقة من الشمس . وقد افتتحت هذه المحطة في المنطقة الغربية بإمارة ابو ظبي وهي تسهم في إنتاج 100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة تكفي لإمداد 20 ألف منزل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وستسهم هذه المحطة المبتكرة في الحد من الانبعاثات الكربونية بما يقارب 175 ألف طن سنويا أي ما يعادل زراعة مليون ونصف المليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من الطرقات. من جهة ثانية اعرب دو مارجري تفاؤله بالمستقبل الواعد الذي يتنظر صناعة الغاز في الشرق الأوسط. وأضاف قائلا ان العالم يشهد حالياً نمواً كبيراً في الطلب على الغاز بسبب النمو الاقتصادي، وبالتالي علينا البحث عن مصادر جديدة للغاز وتطوير المصادر الحالية باستخدام أحدث التقنيات لرفع الطاقة الإنتاجية وتلبية الطلب العالمي الكبير.

وأوضح أن المرحلة القادمة ستشهد الكشف عن تقنيات جديدة للحصول على مصادر جديدة للغاز في المناطق البرية والبحرية. وتوقع كريستوف دو مارجري استملرار ارتفاع الطلب على النفط عالمياً، بقوله هناك عدة عوامل مؤثرة أحدها ضعف بعض الاقتصادات خاصة في اوروبا وهذا يضغط على الاسعار، ولكن في المقابل التعداد السكاني العالمي في تزايد والكل يحتاج لطاقة وكهرباء.

واشار الى ان الاساسيات لا تزال قوية وذلك على الرغم من الاكتشافات الجديدة في الولايات المتحدة والتكنولوجيا الجديدة التي تستخدمها الشركات مما يزيد من المعروض. وتوقع رئيس شركة توتال الفرنسية التي تعتبر ثالث أكبر منتج للنفط في أوروبا، أن تبقى أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل في عام 2013 .

وأكد أن الشركة تنوي الاستثمار بشكل مكثف في عمليات الاستكشاف التي لدى الشركة أصلاً وخصوصاً في الجبهات الجديدة مثل ساحل العاج وكينيا وموزمبيق وتنزانيا وأنغولا. وذكر دو مارجري في ختام حديثه ان توتال تخطط لبيع ما يقدر بعشرين مليار دولار من الأصول خلال السنوات الثلاث المقبلة تعزيزاً لربحيتها، كما تهدف إلى بلوغ هدف إنتاج 3 ملايين برميل نفط وغاز يومياً في عام 2017.

وقال إن صناعة النفط والغاز العالمي تشهد تغيراً كاملاً ، في وقت تشجع فيه الأسعار عمليات الاستكشاف الجديدة وطرق الاستخراج غير التقليدية الأمر الذي يلغي مفهوم نفط الذروة الذي يقول إن كميات إنتاج النفط في تناقص. وذكر إن توتال عدلت مؤخراً تكهناتها لإنتاج النفط العالمي من 95 إلى 98 مليون برميل يومياً وثباته على هذا المستوى لفترة طويلة.

الطاقة في المغرب

على صعيد متصل تشهد مشاريع طاقة الرياح في المغرب، رغم قلة شهرتها مقارنة مع مشاريع الطاقة الشمسية، ازدهارا كبيرا خاصة في منطقة طرفاية (جنوب غرب)، حيث يبدأ أكبر حقل للطاقة الريحية في أفريقيا مع سعة 300 ميغاواط، في إنتاج الطاقة اعتبارا من العام المقبل. وواجهت المملكة المغربية التي لا تملك مصادر للطاقة الأحفورية، تحديا كبيرا لتغطية 42% من احتياجاتها للطاقة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، ووضعت لهذا الغرض برنامجا يهدف الى إنتاج 4000 ميغاواط.

ولتحقيق جزء من هذا البرنامج طرح المغرب عروضا دولية لإنشاء محطات لإنتاج الطاقة الشمسية، وتم الشروع رسميا في بناء أول محطة من هذا المشروع الضخم قرب مدينة ورزازات (جنوب شرقي)، والتي ينتظر ان تبدأ في إنتاج الطاقة اعتبارا من 2015. وإلى جانب الطاقة الشمسية، تعول المملكة المغربية على طاقة الرياح لإنتاج ال 2000 ميغاواط المتبقية من برنامجها الطموح، حيث تنتشر عدة محطات للطاقة الريحية في أرجاء المغرب، لكن منطقة الساحل الجنوبي الغربي ببيئتها الصحراوية ورياحها القوية، تظل مشروع البناء الأضخم الذي تعول عليه المملكة.

وغير بعيد عن مدينة طرفاية (جنوب غرب)، حيث تعتزم المملكة بناء أكبر حقل لإنتاج الطاقة الريحية في القارة الأفريقية، انطلقت الأشغال التي تقودها كل من المجموعة الفرنسية "جي.دي.إف سويز" والشركة المغربية "ناريبا القابضة". ويوضح فرانسيس شانغ المسؤول لدى شركة "زيمنس" المكلفة مع شركات أخرى بإنجاز المشروع، ان "أعمال البناء بدأت أواخر كانون الأول/ديسمبر 2012، لكن المرحلة الأولى لإنتاج 50 ميغاواط، سوف تكون جاهزة للدخول في الخدمة ابتداء من كانون الاول/يناير المقبل".

وتابع فرانسيس ان "هذا المشروع يسير بوتيرة قطار فائق السرعة"، موضحا انه مع نهاية 2014 "سيكون علينا بناء 131 توربينا عملاقا طول كل واحد 80 مترا وذلك لانتاج 300 ميغاواط، لتلبية الاحتياجات الطاقية لمئات الآلاف من السكان". من جانبها تشرح بثينة السفياني، مديرة المشروع ان محطة طرفاية التي ستبلغ تكلفتها 500 مليون يورو وتمتد على مساحة 20 كلم "ستسمح بتجنب انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بحجم يبلغ ما تمتصه 150 مليون شجرة يوميا". ويوضح شانغ ان "المشكل الوحيد بالنسبة للتوربينات هو الغبار والأتربة في بيئتها الصحراوية، ما سيتطلب صيانة مكثفة ومعاملة خاصة".

وعلى بعد مائة كلم إلى الشرق، تقع محطة "أخنفير" الصغيرة مقارنة بمحطة طرفاية، لكنها متقدمة تقنيا. وينتصب على أرض صخرية تغزوها كثبان رملية تحوم حولها بعض قطعان الإبل الهائمة مع رعاتها، 61 توربينا، تعمل منها 50 بكامل طاقتها.

ويقول محمد بن عصمان مدير مشروع "الطاقة الريحية المغربية" ان "المرحلة الأخيرة من هذا المشروع لتحقيق قدرة إنتاجية تصل الى 100 ميغاواط، سيتم استكمالها في وقت قريب". ويؤكد بن عصمان انه من المتوقع ان تتم مضاعفة الطاقة الإنتاجية للموقع.

ويوضح فؤاد الدويري وزير الطاقة المغربي انه "من مجموع المحطات المبنية أو قيد البناء، سيبلغ المغرب قدرة إنتاجية تقدر ب1000 ميغاواط". ويضيف الدويري "لبلوغ 2000 ميغاواط المسطرة في أفق 2020، تم إطلاق مناقصة دولية لإنتاج 850 ميغاواط، استجابت لها ست مجموعات عالمية"، موضحا في الوقت نفسه انه "سيتم الكشف عن اسم الفائز بالصفقة نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل على ابعد تقدير". بحسب فرانس برس.

ويؤكد الدويري "ان برنامج الطاقة الريحية في المغرب يسير بشكل جيد جدا، ونحن نعتقد أنه بحلول عام 2020 سنتجاوز إنتاج 2000 ميغاواط بقليل، وبعد بلوغ الأهداف المسطرة في أفق 2020 سنستمر في مشاريع جديدة". ويمتلك المغرب حسب وزير الطاقة "إمكانيات لاستغلال الطاقة الريحية، تقدر بحوالي 25 ألف ميغاواط".

فوارق الكلفة

من جهة اخرى دعا رئيس مشروع الربط الكهربائي الأوروبي المتوسطي اندري ميرلين الدول الأوروبية إلى اتخاذ الخيارات المناسبة لمستقبل إنتاج الطاقة المتجددة، إذ ستكون فوارق الكلفة من واحد إلى خمسة بين سعر الكهرباء الشمسية في جنوب المتوسط خلال المرحلة المقبلة وكلفة الإنتاج في شمال أوروبا. وقد تصل كلفة الميغاوات من الطاقة الشمسية في الضفة الجنوبية إلى 40 يورو في مقابل 200 يورو في ألمانيا ودول البلطيق.

وأشار إلى إمكان استكمال دراسات الجدوى لخطة الربط الكهربائي بين جنوب وشمال حوض البحر المتوسط في أفق 2020 - 2030 خلال سنة ونصف سنة، موضحاً أن دراسات الجدوى التقنية تشمل مد كابلات نقل الكهرباء عبر البحر الأبيض على عمق كيلومترين، ما يتطلب تحديد ممرات خاصة للشبكات. وتوجد ثلاث ممرات، الأول بين المغرب واسبانيا والثاني بين الجزائر وتونس وليبيا من جهة وايطاليا من جهة أخرى، والثالث عبر تركيا الذي قد يكون نقطة محورية لعبور الشبكات ومنتجات الطاقة.

وتتطرق دراسات الجدوى أيضاً إلى الفوائد الاقتصادية من مشاريع نقل الكهرباء التي ستنتجها محطات الطاقة المتجددة، الشمسية والجنوبية، في دول الضفة الجنوبية نحو أسواق أوروبا، في حين تعمل اليوم شبكة واحدة في الاتجاه المعاكس أي من اسبانيا إلى المغرب. وتستهدف الدراسات الجوانب القانونية ومصادر التمويل والاستحقاقات التكنولوجية المتعلقة مثلاً بخزن فوائض إنتاج الكهرباء الشمسية والمواصفات التقنية للشبكات التي ستنقلها والربط بينها وبين شبكات نقل الكهرباء الحرارية.

وأكد ميرلين على الاحتياطات الهائلة لإنتاج الطاقة الشمسية في دول المغرب العربي وتصديرها إلى السوق الأوروبية. وتملك دول المغرب العربي امتيازات المساحة الجغرافية الواسعة والمشمسة في معظم ساعات اليوم وغير الآهلة بالسكان، إذ يمكن نشر أعداد غير محدودة من الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء بكلفة منخفضة جداً مقارنة بالتسعيرة العالية للطاقة المتجددة في السوق الأوروبية.

ولفت إلى أن سعر الميغاوات ساعة في دول البلطيق يبلغ 200 يورو، بينما قد يكون دون 50 يورو في الساعة في دول الضفة الجنوبية للمتوسط. وشدد على ضرورة أن يتنبه الاتحاد الأوروبي للخيارات التي يسلكها في شأن مصادر الطاقة المتجددة. وأشارت التقديرات إلى أن خيار ألمانيا التخلي تدريجاً عن الطاقة النووية لصالح الطاقة المتجددة يؤدي، حتى اليوم، إلى زيادة قيمتها 50 يورو للكيلوات ساعة عن السعر الأصلي، ما سيؤثر سلباً على المستثمرين والمستهلكين خصوصاً في مرحلة الكساد الاقتصادي.

وأوضح ميرلين أن أسعار الإنتاج متفاوتة بحسب مصادر الطاقة والمناطق، إذ يقدر سعر الميغاوات ساعة في محطات الفحم الحجري بـ40 يورو في السوق الأوروبية، وبين 70 و80 يورو في المحطات النووية، وبين 80 و90 يورو بالنسبة الى طاقة الرياح. وتوقع أن يكون سعر إنتاج كهرباء الطاقة المتجددة في شمال إفريقيا 40 يورو للميغاوات، ما يحتم على الاتحاد الأوروبي التنبه واختيار السياسات المستقبلية المناسبة. وتستهدف الدراسات جوانب الشبكات التي قد تنقل بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ميغاوات من جنوب المتوسط إلى شماله، في حين أظهرت تقديرات أن كلفة المشروع قد تراوح بين اثنين وثلاثة بلايين يورو.

وأكدت ليبيا اهتمامها بالانخراط مستقبلاً في مشروع الربط الكهربائي المتوسطي ميد غريد، وقال وزير الكهرباء الليبي محمد علي محيريق خلال لقائه ميرلين إن ليبيا أعادت تشغيل محطات إنتاج الكهرباء بكلفة بلغت 800 مليون يورو، وتخطط لبناء محطات الطاقة المتجددة لتغطي 20 في المئة من إجمالي الاستهلاك، كما بدأت بناء محطتين للطاقة الشمسية وواحدة هوائية. وأكد الوزير أن بلاده تمتلك احتياطات هائلة من النفط تقدر بنحو 50 بليون برميل، إضافة إلى مناطق لم يتم التنقيب فيها بعد.

وانطلق مشروع ميدغريد لدراسات الجدوى في خريف عام 2010 في باريس ويجمع 12 شركة معظمها من كبار الشركات الأوروبية مثل الستوم الفرنسية و سيمنز الألمانية، ويندرج ضمن المخطط الشمسي المتوسطي الذي يتضمن إنشاء قدرات إنتاجية للطاقة الكهربائية المتجددة، خصوصاً الشمسية منها، في جنوب المتوسط وشرقه. ويتوقع أن يبلغ الإنتاج في المرحلة الأولى 20 جيغاوات عام 2020، خمسة منها تصدر إلى أوروبا.

وأنشأ المغرب مشاريع متقدمة لإنتاج الطاقة الشمسية وسد حاجات الاستهلاك المتزايدة في بلد لا يمتلك المصادر الأحفورية. وقال مدير الكهرباء والطاقة المتجددة في وزارة الطاقة المغربية عبدالرحيم الحفيظي إن استهلاك الكهرباء يرتفع ثمانية في المئة، أي ضعف معدل النمو الاقتصادي، ويشكل ضغطاً كبيراً على الشبكات ومحطات الإنتاج، خصوصاً خلال ساعات اكتظاظ الحركة الاقتصادية والبشرية. وتساهم محطات الطاقة الشمسية في توفير الاستهلاك وتخفيف الضغط لثلاث ساعات وبكلفة تصل إلى 1.6 درهم (نحو 0.2 دولار) للكيلوات - ساعة.

وسيلجأ المغرب إلى تغيير ســاعات الدوام واعتماد ســـاعة غرينيــتش زائد واحد، ليصل عدد ساعات الإضاءة الطبيعية إلى 16 ساعة. وينتج المغرب 6700 ميغاوات من الكهرباء المائية ويفرض مواصفات جديدة على صناعات البناء لفرض استهلاك الطاقة الشمسية بمعدل لا يقل عن 30 في المئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/حزيران/2013 - 22/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م