التدخين... في صدارة الاسباب المؤدية للوفاة

 

شبكة النبأ: تواصل الكثير من الحكومات والمؤسسات الصحية العالمية حملاتها المناهضة للتدخين والذي يعتبر آفة العصر والمسؤول الأول عن الكثير من المشاكل الصحية والاقتصادية للكثير من البشر، وتتعلق المخاطر الصحية الرئيسية الناتجة عن التدخين بالإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري والذي يتسبب فيها ناقل التدخين ومع مرور الوقت يسمح بترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين.

وتعتبر الأمراض الناجمة عن التدخين من أكبر الأسباب المؤدية للوفاة في العالم في الوقت الحاضر، كما تعد من أكبر الأسباب للوفاة المبكرة في الدول الصناعية. وفي الولايات المتحدة ترجع حوالي 500.000 حالة وفاة سنويًا إلى أمراض متعلقة بالتدخين. وفي هذا الشأن فقد نصحت دراسة حديثة أولياء الأمور من التدخين في محيط وجود الطفل؛ حيث أردفت أن التدخين السلبي يعرض الأجنة والرضع والأطفال الصغار لمخاطر صحية جسيمة.

وقالت الجمعية الألمانية لطب حساسية الأطفال والطب البيئي إن تدخين المرأة خلال فترة الحمل مثلاً يتسبب في ارتفاع خطر حدوث ولادة مبتسرة للطفل وولادة طفل غير مكتمل النمو، مشيرة إلى خطر إصابة الرضع بمتلازمة الموت المفاجئ يزداد خلال الشهور الأولى من عمرهم بمعدل ثلاثة أضعاف، إذا كانت الأم تدخن.

وأضافت الدراسة أن تدخين الآباء يتسبب في الحد من نمو الرئتين لدى الأطفال وارتفاع خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب الأذن الوسطى وكذلك ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى في المسالك التنفسية العميقة، فضلاً عن زيادة تكرار الإصابة بنوبات الربو بمعدل 20% عن غيرهم من الأطفال، الذين لا يتعرضون للتدخين السلبي.

الى جانب ذلك ذكرت دراسة أسترالية أن التدخين السلبي يضرّ بصحة المراهقات أكثر من المراهقين. وذكرت الدراسة التي نشرت في إحدى الدوريات العلمية، أن باحثين أستراليين وجدوا أنه لدى تعريض المراهقات للتدخين السلبي في المنزل، تنخفض لديهنّ معدلات البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة (الكولسترول الجيد) التي تساهم في تخفيض خطر الإصابة بمرض القلب.

وقام الباحثون من جامعة أستراليا الغربية بدراسة على 1000 مراهق ولدوا بين عامي 1989 و1992 في بيرت بأستراليا، حيث جمعوا معلومات حول تعرض المشاركين بالدراسة للتدخين في منازلهم بين الأسبوع الـ 18 من الحمل بهم، وبين الـ17 من عمرهم. فلاحظوا أن 47% منهم كانوا معرضين للتدخين السلبي. فأجرى الباحثون فحوص دم على المشاركين بالدراسة، بهدف قياس معدلات الكولسترول.

وقال الباحث الأساسي في الدراسة من جامعة أستراليا الغربية، شي لي ها: "إن دراستنا تظهر أن خطر انخفاض معدلات البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة ازداد لدى المراهقات في سن الـ17 من العمر، اللواتي تربين في منازل تعرضن فيها للتدخين السلبي". وأضاف أن "التدخين السلبي لم يكن لديه الأثر عينه في المراهقين من فئة السن عينها، ما يفترض أن التدخين السلبي مضر أكثر للمراهقات". وأكّد أن "هذا الاستنتاج خطير، باعتبار أن الأمراض القلبية الوعائية هي أحد أسباب الوفاة الرئيسية لدى النساء في الغرب".

هرم الدماغ المبكر

في السياق ذاته خلصت دراسة أميركية حديثة إلى" أن التدخين والكحول يفاقمان من التأثير السلبي للتقدم بالعمر على الذاكرة وسرعة التفكير وحل المشاكل وأداء الحركات الدقيقة". وتمت في هذه الدراسة، التي نشرت في دورية "الكحولية: التأهيل والأبحاث العلمية" مقارنة مجموعة من المهام والقدرات الفكرية والعقلية والذاكرة بين الأشخاص الأصحاء غير المدخنين مع مدمني الكحول بعد شهر من امتناعهم عن تناوله سواء كانوا غير مدخنين أو مدخنين سابقين أو مدخنين حاليين.

وشمل الفحص تقييم قدرة الشخص على تنفيذ بعض الأوامر وكفاءة وسرعة التفكير والربط بين الأمور، وكذلك القدرة على أداء الحركات اليدوية الدقيقة والذكاء العام والذاكرة. وبينت النتائج وجود تراجع أكبر مما هو متوقع بالنسبة للعمر في القدرات والمهارات الفكرية لدى المدخنين الحاليين والمدمنين على الكحول بعد شهر من التوقف عن تناوله بالمقارنة مع غير المدخنين أو الذين توقفوا عن التدخين سواء كانوا كحوليين أولا. وتشير هذه النتائج إلى "أن الجمع بين الكحول والتدخين يزيد من الأثر السلبي لكل منهما على الدماغ، كما أنهما يفاقمان من تأثير العمر على قدرات الدماغ بالنسبة للتفكير والذاكرة".

ولفت الباحثون إلى" أن غالبية الكحوليين مدخنون أيضاً، ولكن يلاحظ إهمال مشكلة التدخين عند علاج الإدمان الكحولي في الممارسة الحالية، ولذلك وبناء على ما ورد من نتائج في هذه الدراسة، يجب أن يتم العمل على معالجة الإدمان على التدخين والكحول معا، حيث إن هذا المدخل الجديد في العلاج يمكن أن يحسن من مقدرة المدمنين على الكحول على التفكير السليم والالتزام بالعلاج والدواء نتيجة لتحسين القدرات الفكرية ومحاكمة الأمور بشكل أفضل عند توقف التدخين أيضاً".

وقال الدكتور دورازو الأستاذ المساعد في قسم الأشعة والتصوير الطبي الحيوي في جامعة كاليفورنيا "إن التدخين وتناول الكحول والتقدم بالعمر تسبب ضررا تأكسديا في نسيج الدماغ والخلايا العصبية". وأضاف" أن التدخين والكحول يعرضان الدماغ لكمية كبيرة من الجذور الحرة والمواد الكيميائية، مما يفاقم من الأثر السلبي الذي يسببه العمر على الملكات الفكرية والذاكرة".

وأشار إلى أن التدخين عامل خطر قابل للتعديل ويرتبط مع وفاة أكثر من 440 ألف شخص في الولايات المتحدة، كما أن الكحول يساهم في ازدياد خطر حدوث داء الزهايمر، وإن الجمع بين عاملي الخطر هذين يزيد من خطر داء الزهايمر أيضا، وبالتالي فإن هناك ضرورة للجمع بين التوقف عن التدخين مع برنامج معالجة الإدمان الكحولي لتحقيق نتائج أفضل".

قوانين حكومية

على صعيد متصل رفعت وزارة الصحة الإيطالية السن القانونية لشراء السجائر الإلكترونية من 16 إلى 18، إذ أن محتوى هذه السجائر تخطى كمية النيكوتين المقبولة التي يتم استنشاقها. وكان الوزير قد طلب من المعهد العالي للصحة إعداد دراسة عن المخاطر المرتبطة باستهلاك السجائر الإلكترونية، لا سيما في أوساط القاصرين. وقد بينت هذه الدراسة أنه تم تخطي الكمية المقبولة من النيكوتين والتي حددتها الوكالة الأوروبية للأمن الغذائي حتى في المنتجات التي تنخفض فيها نسبة النيكوتين، وفي حالات الاستهلاك المعتدل للسجائر الإلكترونية.

واتخذ هذا القرار في ظل تزايد نقاط بيع هذه المنتجات في انحاء البلاد برمتها. وقد ازدهرت السجائر الإلكترونية منذ حظر التدخين في الأماكن العامة، كبديل عن السجائر التقليدية التي تتخذ شكلها. وهي مزودة عند طرفها بصمام ثنائي يحاكي عملية الاحتراق وتحتوي على سائل يسخن بواسطة مقاومة كهربائية. ويتنشق المستهلك الدخان المتصاعد من عملية الاحتراق.

في السياق ذاته بدأ المجلس البلدي في نيويورك يناقش مشروعا يهدف إلى رفع السن القانونية لشراء السجائر إلى 21 عاما، لكنه أرجأ إلى موعد لاحق تاريخ التصويت على هذا المشروع. وبعد خمس ساعات من النقاشات، قال أحد الناطقين باسم المجلس البلدي "ما من تصويت سيجرى اليوم، فهو قد أرجئ إلى الأيام المقبلة". وتسعى نيويورك إلى أن تكون أول مدينة اميركية كبيرة ترفع السن القانونية لشراء السجائر من 18 إلى 21 عاما.

ولا يحظر هذا الإجراء التدخين على من هم دون الحادية والعشرين، لكنه يمنع بيع السجائر لهم ويفرض غرامات على التجار الذين يخالفون الإجراء. وتأمل سلطات نيويورك أن يخفض هذا الإجراء التدخين بنسبة 55 % عند الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما، وبمعدل الثلثين عند هؤلاء بين 14 و17 عاما، إذ أن الفئة الأخيرة تطلب من الأولى أن تشتري لها السجائر. بحسب فرانس برس.

وكانت كريستين كوين رئيسة المجلس البلدي المرشحة لخلافة رئيس البلدية مايكل بلومبرغ قد قالت عند الاعلان عن المشروع "يسمح تأخير السن التي تخول شبابنا الحصول على السجائر بتخفيض احتمال انتشار التدخين في أوساطهم".

حمله منفردة

من جانب أخر يتعرض نمساوي شفي من مرض السرطان للإهانات والانتقادات إثر حملته المنفردة الرامية إلى حظر التدخين في المطاعم والحانات في النمسا التي لا تزال من البلدان الأوروبية القليلة التي تجيز التدخين في أماكنها العامة. لكن ديتمار إرلاشر الملقب ب "شرطي التدخين" والبالغ من العمر 63 عاما لا يعتزم الاستسلام. وقال "لست بانتظار أن يشكرني أحد، لا المدخنين ولا وسائل الإعلام".

وقد كشفت آخر دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية بشأن استهلاك التبغ في أوساط بلدان الاتحاد الأوروبي أن نحو 33 % من النمساويين هم من المدخنين، في مقابل 28 % من الفرنسيين، و27 % من البريطانيين و26 % من الألمان. وحتى في مطعم مقر وزارة الصحة النمساوية، يمكن للزبائن التدخين لكن في قاعة منفصلة.

ولا تجوز أن تكون القاعات المخصصة للتدخين أكبر من نصف مساحة الموقع، وينبغي ألا ينتقل الدخان إلى القاعة الأخرى الخاصة بغير المدخنين، بموجب القانون المعمول به في البلاد. لكن هذا القانون ينتهك مرارا وتكرارا، وهو لا يشمل المواقع التي تقل مساحتها عن 50 مترا مربعا، ويجيز لتلك التي لا تتخطى مساحتها 80 مترا مربعا السماح لزبائنها بالتدخين في القاعة عينها، في حال تعذر عليها إنشاء قاعة لهذا الغرض.

وتختلط الأمور بالتالي في البلاد، بين مؤسسات تتحايل على القانون وأخرى تنتهكه بكل بساطة لتمسي النمسا "منفضة للسجائر في أوروبا" ، على حد قول ديتمار إرلاشر. وقد أظهرت دراسة أصدرتها جمعية طبية في العام 2011 أن 61 % من المؤسسات لا تمتثل للقانون. وما من رقيب على هذه المؤسسات، فهي لا تخضع لرقابة الشرطة أو السلطات المعنية بشؤون الصحة، بحسب ما شرح "الشرطي"، ما دفع أفراد المجتمع المدني، من أمثاله، إلى التحرك. وهو قام بدعم من منظمته بالتقدم بحوالى 18 ألف شكوى منذ دخول القانون حيز التنفيذ في العام 2009، على الرغم من ارتفاع كلفة الدعاوى القضائية.

وينبغي على الفرد الراغب في الانضمام إلى فريقه أن يكشف عن اسمه وعنوان سكنه، أي أن صاحب الحانة قد يعرف هوية المتقدم بالشكوى ضده ويمنعه من دخول حانته. وقد أخبر ديتمار إرلاشر الذي يشبهه بعض منتقديه ب "الواشين النازيين" "منعت من الدخول مثلا إلى أكبر مركز تجاري في فيينا".

وأقر فرانتس بييتش المسؤول في وزارة الصحة بوجود "مشاكل في بعض المناطق" في ما يخص تطبيق القانون، لكنه ذكر بالغرامات المفروضة على المخالفين والرخص التي سحبت منهم. ويخشى أصحاب المطاعم من جهتهم انخفاض عدد زبائنهم. وصرح صاحب مطعم يوناني في قلب فيينا "مساحة مطعمي لا تتعدى 35 مترا مربعا، ويمكنني بالتالي أن أسمح لزبائني بالتدخين أنا لست شخصيا من محبذي التدخين، لكنني إذا حظرته، لن يأتي أحد إلى مطعمي". واعتبرت غرفة التجارة أن الوضع قد تحسن بصورة ملحوظة منذ الدراسة الصادرة في العام 2011، فضلا عن انخفاض الشكاوى. بحسب فرانس برس.

وقال يوزف بيتسينغر المسؤول في الغرفة "ما من داعي لتغيير لوضع، فقد باتت الشكاوى معدومة تقريبا، وأظن أنه لا بأس بالحل الذي توصلنا إليه في النمسا". وقد عزا إرلاشر جهته هذا الانخفاض إلى فتور همة مؤيدي حظر التدخين. وهو يحاول قدر المستطاع تفادي ملاحقة الأفراد، ما عدا في بعض الحالات مثل أرنولد شوارزنيغر الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا النمسوي الاصل أو مستشار بلدي من المدخنين معني بشؤون الشباب والرياضة.

التدخين يرهق اليونان

اليونانيون من أكثر شعوب أوروبا حباً وشراهة للتدخين، ومن الصعب إيجاد مجموعة من الشباب أو الرجال إلا وتكون غالبيتهم من المدخنين، والأسوأ أن هذا الشره للتدخين ينطبق على النساء ولو بدرجة أقل. حتى فترة قريبة، وقبل منع التدخين في الأماكن العامة، كانت تُلاحظ سحب كثيفة من الدخان داخل أروقة المدارس والمؤسسات العامة والخاصة خلال فترة الاستراحة. لكن هذا الأمر خفّ كثيراً من دون أن يختفي نهائياً، إذ لا يزال كثر يدخنون في الأماكن العامة غيـــر مبالين بالقوانين أو إزعاج الآخرين. لكن فسحة التدخين تحولت إلى مداخل المباني العامة والطرق، حيث يتجمع الموظفون للتدخين بسلطة القانون.

ورفعت الحكومات اليونانية غير مرة أسعار علب السجائر، ويُعتقد أن هذه السياسة مفيدة نوعاً ما للتخفيف من عدد المدخنين، ولو كان المدخنون اليونانيون يلجأون عادة إلى السجائر البديلة أو ما يسمى دخان اللف. ونشر المعهد الوطني للصحة العامة، دراسة مهمة حول تأثيرات التدخين في الاقتصاد اليوناني، وأظهرت نتائجها أن التدخين مسؤول عن دخول 200 ألف شخص إلى المستشفيات الحكومية سنوياً، ما يمثل 8.9 في المئة من حالات الدخول إلى المستشفيات العامة. كما يشكل التدخين خطراً أساسياً على الصحة العامة للسكان، لأنه يمثّل سبباً رئيساً لموت 17 في المئة من اليونانيين الذين تفوق أعمارهم الثلاثين عاماً.

وعادة ما تحتاج الأمراض المرتبطة بالتدخين إلى عناية خاصة وتكاليف باهظة تتحملها الدولة اليونانية، والمقدّرة بنحو 3.3 بليون يورو سنوياً، أي 1.5 في المئة من الناتج المحلي اليوناني، استناداً إلى الدراسة. وبالطبع تزداد أهمية الرقم مع استمرار الأزمة الاقتصادية في اليونان، واضطرار الدولة إلى الإنفاق على ملايين العاطلين من العمل والمتقاعدين.

ويشدد الخبراء والمتابعون، على ضرورة إيجاد حلول شافية لمشكلة التدخين وأضرارها على المجتمع والاقتصاد اليونانيين، خصوصاً مع ازدياد نسبة الإقبال على التدخين بين الشباب الناشئ والمراهقين. وأكدت الدراسة، أن على رغم توافر العوامل الخارجية التي تساعد على التوقف عن التدخين، يبقى العامل الأساس في المسألة هو إرادة المدخن نفسه الإقلاع عن هذه العادة، وفي حال لم تتوافر الإرادة الصلبة، تقترح الدراسة التفكير في زيادة الرسوم على السجائر وبالتالي رفع سعرها لتحقيق ذلك الهدف.

واعتبرت الدراسة، أن رفع أسعار السجائر يمكن أن يشكل عامل ردع للشباب صغير السن، كما يمكن أن يردع المدخنين السابقين كي لا يفكروا في العودة إليه، فضلاً عن أنه يقلل من استهلاك المدخنين للسجائر، إضافة إلى العائدات في صناديق الدولة. وأشارت إلى أن إضافة نسبة 10 في المئة على السعر، تخفّض الاستهلاك العام بنسبة تتراوح بين 2.5 و5 في المئة، وتؤثر هذه الزيادة أكثر في المدخنين المتدنيي الدخل.

لكن هذه الخطوة تواجهها حقيقة مهمة، تتمثل في وجود آلاف الشباب الذين يبيعون علب سجائر مهربة بأسعار متدنية، وبات لهم زبائنهم الثابتون. وبيّنت الأرقام، أن نسبة المدخنين اليونانيين من الرجال والنساء تبلغ 41 في المئة، وهي من أعلى نسب التدخين في أوروبا، كما أن التدخين مسؤول عن نسبة 12.9 في المئة من حالات الأمراض بين اليونانيين.

مضار أخرى

من جهة اخرى يبدو ان الخبراء العقاريين الكنديين لا يحبون المدخنين اذ ان منازلهم تباع بصعوبة اكثر من منازل غير المدخنين. واسعار المنازل تتأثر ايضا بهذا التفصيل اذ ان الفارق قد يصل الى نسبة 29 % في اونتاريو و10 الى 19 % في كيبيك على ما اظهرت دراسة. وقد تستفيد مجموعة فايزر لصناعة الادوية من الدراسة التي طلبت من معهد ليجي ماركيتينغ اجراءاها، اذ بين منتجاتها دواء يسهل التخلي عن تدخين السجائر.

وفي اطار هذه الدراسة استطلع رأي نحو 400 خبير عقاري واقر اكثر من نصفهم ان غالبية زبائنهم المحتملين لا يهتمون كثيرا لمنزل تفوح منه رائحة السجائر ومنهم من يتخلى عن فكرة زيارته منذ البداية. ويؤكد هؤلاء ان الرائحة هي عادة الرادع الاساسي فيما الخشية على صحة سكان المنزل تأتي لاحقا.

على صعيد متصل قال ادريانو غالياني الرئيس التنفيذي لنادي ميلان الايطالي لكرة القدم إن المهاجم ماريو بالوتيلي ضبط متلبسا بالتدخين في مرحاض على متن قطار أثناء رحلة الفريق الى فلورنسا وسيتم تغريمه. وذكرت صحيفة جازيتا ديلو سبورت إن حارسا في القطار ضبط بالوتيلي وابلغ غالياني: "يتعين عليك ان تشده من اذنه. كان يدخن في المرحاض".

والتدخين محظور داخل القطارات في ايطاليا. وابلغ جالياني الصحيفة "سنعاقبه بغرامة مالية". وسجل بالوتيلي سبعة اهداف في ثماني مشاركات ونجح في الابتعاد عن المشاكل منذ انضمامه الى النادي في يناير كانون الثاني الماضي قادما من مانشستر سيتي الانكليزي. وكان اللاعب الدولي الايطالي دخل في سلسلة من الخلافات مع روبرتو مانشيني مدرب سيتي. ويحتل ميلان المركز الثالث في دوري الدرجة الاولى الايطالي وسيواجه مضيفه فيورنتينا يوم الاحد. بحسب رويترز.

في السياق ذاته ذهبت امرأة أميركية إلى أبعد الحدود بهدف الإقلاع عن التدخين، ولم تتوانَ عن صفع شرطي من أجل أن تسجن وتضطر عندئذٍ للإقلاع عن تلك العادة الضارة. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن إيتا لوبيز (31 عاماً) اعترضت طريق نائب مدير سجن مقاطعة ساكرامنتو بكاليفورنيا، مات كامبوي، خلال مغادرته للسجن، بعد انتهاء نوبته.

وقال كامبوي إنها "أقدمت على الأمر بدون أي استفزاز، اقتربت فجأة مني وصفتني". وقالت لوبيز إنها جلست لساعات أمام سجن المقاطعة وفي نيتها الاعتداء على شرطي من أجل أن تعتقل وترمى في السجن، حيث ستجبر على الإقلاع عن التدخين. وقد حصلت لوبيز على أمنيتها، واعتقلت بتهمة الاعتداء على عنصر في الشرطة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/آيار/2013 - 17/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م