زينب (ع) واليزيديون الجدد

محمد العرادي

عندما تزرع الحقد في قلبك فأنه ينمو ويكبر وربما يدمر كل شيء لأنك تغذيه وترويه، ومن ذلك اليوم الذي صرف عن أهل البيت حقهم الشرعي فأن مزرعة الاحقاد قد سقيت بماء الحقد والانتقام، فكل من جاء واعتلى عرش السلطة الظالمة جعل من أوليات المحافظة على عرشه الزائل هو الإمعان في إذلال أهل البيت وشيعتهم وذلك ليطفئ نار حقده وحسده لما فضل الله به أهل بيت نبيه عليهم السلام، وما مقتل سيد الشهداء عليه السلام وما جرى على أهل بيته عليهم السلام إلا نموذج الحقد والبغضاء والتشفي من النبي والإسلام لان الحسين عليه السلام هو امتداد للنبي والرسالة وظن من قتل الحسين عليه السلام بأنه قضى على الرسالة المحمدية الأصيلة وكيف ذاك وهناك من يحملها ويحارب من أجلها؟!!

أن الشموخ وكل الشموخ تجسد في زينب عليها السلام التي كانت تمثل الإسلام كله ضد الشرك كله، لقد كانت زلزالا يهز عروش الجبابرة الظلمة ويكشف إسلامهم العاري القشري ((أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وضيقت علينا آفاق السماء فأصبحنا لك أسارى نساق إليك سوقا في قطار وانت علينا ذو اقتدار إن بنا من الله هوانا وعليك منه كرامه وامتنانا)) لقد حجمته ووضعته في قالبه الحقيقي رغم بهرجت سلطته وحاشيته فهو ليس إلا حاقد ومبغض لله ورسوله ((وضِب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر)).

هل انتهى حقد يزيد بهلاكه؟

وهل توقفت زينب عليها السلاع عن مقارعة الظالمين؟

اليوم يعود التاريخ ليجدد احداثه فإن هلك يزيد فإن عقليته الحاقدة تمثلت في شرذمة تحاول إعادة مشروعه الكافر وتوجيه سهامها إلى من أذلته في مجلسه وسط قوته وجبروته الزائل فراحوا يحاربونها في روضتها الطاهرة انتقاما ليزيدهم الفاسق وسجلوا حقدهم بقولهم سترحلين مع الراحلين وهي ما زالت تذلهم بشموخها وكلماتها التي وكأنها سيوف النصر المؤزر ((فمهلاً مهلاً، لا تطش جهلاً)) ((أنسيت قول الله عز وجل (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيراً لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين)

ما تقوم به الفسقة من محاولات التعدي على مقام السيدة زينب عليها السلام هو وضع طبيعي لهؤلاء المفسدين في الأرض وكأنها تخاطبهم ((لا غرو منك ولا عجب من فعلك)) ((وأنى ترتجي مُراقبة ابن من لفظ فُوه أكباد الشهداء ونبت لحمه بدماء السعداء)) فذاك النهج وهم اليوم يطبقوه، ولكن ليعلموا أن زينب لا تزال شامخة كشموخ جدها وأبيها وستبقون انتم اقزام التاريخ وستهزمون لانكم تحاربون الله ورسوله، إنها حرب جديدة قديمة يقودها اليزيديون الجدد والنتيجة محسومة لمن عرف اين يزيد اليوم وأين زينب عليها السلام.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/آيار/2013 - 15/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م