إسرائيل... بين ترسيخ البقاء وهاجس الزوال

 

شبكة النبأ: يرى كثير من المراقبين والمختصين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواجه اليوم جملة من التحديات والمشاكل الخارجية منها الملف النووي الإيراني وثورات الربيع العربي التي اسهمت بتأجيج الصراع في المنطقة، هذا بالإضافة الى انتهاكاتها المتواصلة لكل المواثيق والقرارات الدولية التي ازدادت بشكل خطير في الفترة الاخيرة وهو ما جعلها موضع انتقاد واتهام من قبل العديد من الدول والجمعيات الحقوقية والانسانية، يضاف الى ذلك مشاكلها السياسية والاقتصادية والامنية الداخلية، والتي اسهمت بإبراز بعض الملفات ومنها ملف الفساد والتميز وغيرها من الملفات الاخرى، وفي هذا الشأن فقد اكد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي السابق داني ايالون الاتهامات الموجهة لوزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان بالاحتيال واساءة الائتمان.

واتهم ايالون الذي يعد الشاهد الرئيسي في القضية، رئيسه السابق امام محكمة القدس بانه طلب منه عام 2009 دعم ترقية سفير قدم له معلومات سرية تتعلق بتحقيق تقوم به الشرطة ضده. وبحسب ايالون فان ليبرمان ضغط عليه لتعيين الدبلوماسي زئيف بن ارييه سفير اسرائيل السابق في بيلاروس برتبة سفير في لاتفيا بدون كشف اي شيء عن المعلومات السرية. ودفع ليبرمان ببراءته في جلسة الاستماع الاولى.

واكد ايالون خلال شهادته ان ليبرمان طلب منه "خلال لقاء مصادفة " تسمية زئيف بن ارييه "افضل مرشح للمنصب في لاتفيا" بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية. واقر ليبرمان بان بن ارييه أرسل له بالفعل وثائق سرية في المقابلات مشيرا "لكن بعد ان علمت قمت برميها على الفور في المرحاض وأغرقتها بالمياه".

وطعن الدفاع بشهادة ايالون مشيرا الى ان نائب الوزير السابق لديه مأخذ شخصية ضد ليبرمان الذي استبعده عن قائمة حزب إسرائيل بيتنا الانتخابية في الانتخابات الماضية بعد ان كان الرقم الثاني على اللائحة. واستقال ليبرمان (54 عاما) رئيس حزب اسرائيل بيتنا القومي المتشدد المتحالف مع الليكود حزب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد الاعلان عن اتهامه مؤكدا انه يريد محاكمة سريعة تتيح له، اذا قام القضاء بتبرئته، بتولي حقيبة الخارجية مجددا في الحكومة.

وفي حال ادانة ليبرمان من قبل القضاة فانه لن يتمكن من ان يشغل منصب نائب في الكنيست لسبع سنوات مما يهدد حياته السياسية. وجرائم الاحتيال وإساءة الائتمان يعاقب عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات في إسرائيل.

في السياق ذاته اوقفت الشرطة الاسرائيلية عشر نساء يهوديات قمن بالصلاة عند حائط المبكى في البلدة القديمة في القدس وهن يرتدين شال الصلاة الذي يقتصر ارتداؤه على الرجال، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الشرطة. وقالت لوبا سمري "جاءت مئات النساء الى حائط المبكى وهن يرتدين شالات الصلاة المحفوظة للرجال، وهو ما حظرته المحكمة العليا. وفي نهاية الصلاة احتجزت عشر منهن".

ويعاقب القانون الديني على هذه الجريمة بالسجن ستة اشهر وبغرامة قدرها 3 الاف دولار. واصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية في عام 2003 قرارا نص على ان تواجد هؤلاء النساء وصلاتهن عند حائط المبكى قد يسبب إخلالا في النظام العام. بحسب فرانس برس.

وتحاول نساء من منظمة "نساء الحائط" اليهودية التابعة للتيار الحديث الاقتراب من الحائط للصلاة والإنشاد هناك على الرغم من اعتراض بعض زملائهن الرجال وإطلاقهم الشتائم تجاههن. وتؤكد النساء انهن ضحايا التمييز الجنسي ولكن الرجال المتدينيين يعتبرون ذلك "استفزازا" للرجال حيث يعد ارتداء الشالات مخصصا للرجال وكذلك حمل مخطوطات التوراة والأناشيد ايضا حيث يرى بعض الحاخامات ان هتافات النساء قد تثير شهوة الرجال.

اتهام بالتمييز

على صعيد متصل اتهم اتحاد عمالي فرنسي السكك الحديدية الوطنية بإبعاد الموظفين السود والعرب عن الأنظار عندما زار الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس باريس لتجنيبه مقابلة المسلمين. ونفت شركة السكك الحديدية الوطنية المملوكة للدولة والسفارة الإسرائيلية في باريس الاتهامات. وقال اتحاد (سود ريل) إن العمال بشركة ايتريميا التابعة للسكك الحديدية جرى استثناؤهم عن قصد عن لائحة مناوبة عندما اختار ناظر محطة (جار دو نور) عمالا إضافيين قبل وصول بيريس إلى المحطة.

وقال الاتحاد في بيان إن عمالا سودا وعربا آخرين طلب منهم الابتعاد عن الرصيف حيث كان بيريس سيصل ضمن جولة أوروبية. وقال البيان "ذهب مدير الموقع مع طاقمه لإصدار توجيهاته بشأن إبعاد السود والعرب لأنه لم يكن يراد للمسلمين استقبال رئيس دولة إسرائيل." وبدأ مجلس شركة ايتريميا تحقيقا داخليا في الاتهامات لتحديد ما اذا كانت تعليمات للتمييز صدرت ومن يقف وراءها.

الى جانب ذلك أمرت وزارة الصحة الإسرائيلية بالتحقيق فيما إذا كان موظفون حكوميون أو عاملون بالقطاع الصحي وصفوا عقارا مانعا للحمل لمهاجرات إثيوبيات بهدف الحد من عدد الإثيوبيين في إسرائيل. وقالت صحيفة هاآرتس إن مسؤولا كبيرا قرر تشكيل فريق للتحقيق في اتهامات بإعطاء بعض الإثيوبيات حقن (ديبو بروفيرا) المانعة للحمل في مسعى للحد من نمو عدد الإثيوبيين في إسرائيل. وأكدت متحدثة باسم وزارة الصحة التقرير وردت في بيان مكتوب بأن الوزارة سوف "تعيد التحقيق في القضية التي جرى التحقيق فيها من قبل للتأكد من عدم صدور هذه التعليمات من أي جهة حكومية أو مؤسسة عامة أخرى في إسرائيل."

وأثارت وسائل الإعلام الإسرائيلية الشكوك بشأن إجبار الإثيوبيات على تلقي عقار (ديبو بروفيرا) قبل أعوام قليلة ثم أثارها مجددا فيلم وثائقي تلفزيوني عرض مؤخرا يربط بين تراجع معدل مواليد الإثيوبيين والإفراط في وصف حقن العقار المانع للحمل. وكانت الحكومة الإسرائيلية قالت بالفعل إنها تعتزم التحقيق في القضية بعد أن اتهمت إحدى جمعيات الحقوق المدنية وزارة الصحة بممارسة العنصرية. بحسب رويترز.

وأظهرت رسالة من الوزارة نشرها الموقع الإلكتروني للجمعية إن الوزارة طلبت من الأطباء بالفعل عدم تجديد وصفات عقار (ديبو بروفيرا) مالم يتأكدوا من فهم المريضة للآثار المترتبة عليه. وأشارت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل إلى أن الإحصاءات الواردة من إحدى الجهات الكبرى في تقديم الخدمات الصحية بإسرائيل تظهر أنها حقنت خمسة آلاف امرأة بعقار (ديبو بروفيرا) في عام 2008 تشكل الإثيوبيات 57 بالمئة منهن. ونفت إسرائيل انتهاجها أي سياسة للحد من معدل المواليد بين اليهود الإثيوبيين البالغ عددهم مئة ألف.

الاقتصاد الاسرائيلي

من جهة اخرى اكد حاكم البنك المركزي الاسرائيلي ستانلي فيشر الذي اعلن بشكل مفاجئ تركه لمنصبه في حزيران/يونيو المقبل، بانه ترك الاقتصاد الاسرائيلي "بحال جيدة" ولكن امام "تحديات خطيرة". وقال فيشر في مؤتمر صحافي "اترك الاقتصاد في حالة جيدة ولكن هنالك تحديات خطيرة لمواجهتها خاصة في اعتماد ميزانية (2013) لضمان الاستقرار في الوقت الذي يجب فيه تخفيض العجز الى مستوى معقول".

وردا على سؤال حول خلافات محتملة مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اكد فيشر لإذاعة الجيش بانه "يثق في الادارة الاقتصادية لرئيس الوزراء الذي يعرف جيدا هذا الملف. كل مناقشتنا حول المسائل الاقتصادية كانت دائما على مستوى عال". واضاف فيشر "لم ارتكب اي خطأ خطير" خلال ولايته التي استمرت ثماني سنوات.

واكد فيشر ايضا التقارير الاعلامية التي تحدثت عن رفضه لمنصب وزير المالية الذي عرضه عليه نتانياهو. وينسب الى فيشر تمكنه من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتجنيب الدولة العبرية اثار ازمة الرهن العقاري عام 2008 وازمة منطقة اليورو بالإضافة الى نمو الاقتصاد الاسرائيلي على الرغم من التباطوء الطفيف بنسبة 3,2% عام 2012. بحسب رويترز.

ويأتي إعلان فيشر رحيله في وقت حساس للغاية حيث ستقوم الحكومة الاسرائيلية بفرض اقتطاعات من الميزانية لا تقل عن 3 مليارات يورو نتيجة لعجز مالي بنسبة 4,2% اي ضعفي ما كان متوقعا. وكان فيشر الذي شغل منصب الرجل الثاني في صندوق النقد الدولي في الفترة بين (1994-2001) قدم طلب ترشيح لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي بعد الفرنسي دومينيك ستروس كان ولكن تم استبعاده بسبب عمره المتقدم (68 عاما وقتها).

تهديد مستمر

من جانب اخر وفيما يخص التهديدات المتواصلة التي تتبعها اسرائيل فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل لن تخضع "للإرهابيين ولمن هم دون البشر"، مؤكدا أنها ستضربهم في اي مكان تجدهم فيه، وذلك في خطاب بمناسبة إحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في المعارك وذكرى الأشخاص الذين قتلوا في هجمات. وقال نتانياهو في احتفال رسمي في مقبرة جبل هرتسل "ان كان أحدكم بحاجة لذلك فإننا نذكركم بان الحجر هو سلاح قاتل" في إشارة الى الطفلة اديل بيتون التي أصيبت في 14 من آذار/مارس الماضي بجروح خطيرة بعد إطلاق حجارة على سيارة والدتها المستوطنة في شمال الضفة الغربية.

وأضاف ان "إرهاب الحجارة ينضم الى إرهاب الزجاجات الحارقة وإرهاب السكاكين وإرهاب الصواريخ والأجهزة المتفجرة وتفجير السيارات والتفجيرات الانتحارية". واعتبر نتانياهو ان كل هذا "يهدف الى قتلنا وزرع الخوف والارتباك لزعزعة امننا لطردنا من بلادنا". وتابع "لكننا لن نتراجع ولن نستسلم. سنلاحق الإرهابيين بلا توقف ونضربهم في اي مكان. الإرهاب ليس ضربة من الأعلى انه من عمل البشر ومن هم دون البشر".

الى جانب ذلك أعتذر روبرت مردوك عن رسم كاريكاتوري نشرته صحيفة صنداي تايمز المملوكة له ومقرها لندن يصور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يبني جدارا تتخلله جثث فلسطينيين باستخدام اسمنت ممزوج بالدم وذلك بعد شكاوي من جماعات يهودية. ونشر الرسم في ذكرى المحرقة النازية وحمل عنوانا يقول "الانتخابات الاسرائيلية.. هل يستمر تعزيز السلام؟"

وقال مجلس نواب اليهود البريطانيين إن الرسم الكارتوري "تذكير صادم برسوم التشهير التي تشير الي الدماء وكثيرا ما تنشر في قطاعات من الصحافة العربية المعادية بشدة للسامية." ويشير رسم فنان الكاريكاتير جيرالد سكارف المنشور في العدد الاسبوعي للصحفية إلى الجدار الذي تشيده اسرائيل منذ عشر سنوات في الضفة الغربية. وبدأ مشروع الجدار في ذروة انتفاضة فلسطينية وقالت اسرائيل إنه وسيلة لوقف تسلل المهاجمين الانتحاريين الفلسطينيين إليها. بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم شركة نيوز انترناشونال التي تصدر صنداي تايمز إن من المقرر أن يجتمع رئيس تحرير الصحيفة مع قادة الجماعات اليهودية في بريطانيا للتعبير عن اسفه لنشر الرسم. وقال مردوك في تغريده في موقع تويتر إن سكارف لم يعكس آراء الصحيفة "لكننا مدينون باعتذار كبير عن الرسم الغريب والعدائي." وقال مجلس نواب اليهود البريطانيين الذي يمثل الجماعات اليهودية في بريطانيا إنه تقدم بشكوى ضد الرسم الكاريكاتوري إلى مفوضية شكاوى الصحافة. ونفت صنداي تايمز أن يكون الرسم معاديا للسامية قائلة إنه استهدف نتنياهو وليس الشعب الاسرائيلي. وقالت الصحفية إن توقيت نشر الرسم ارتبط بفوز حزب نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/آيار/2013 - 10/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م