السكان... بين الزيادة والنقصان

مشاكل تحتاج الى حلول

شبكة النبأ: يواصل العلماء دراساتهم وبحوثهم الخاصة المتعلقة بالسكان في سبيل الوصول الى نتائج وأرقام مهمة في سبيل تلافي بعض الأزمات والمشاكل المستقبلية والعمل على معالجتها، وعلم السكان أو الدراسات السكانية كما تشير بعض المصادر هو فرع من علم الاجتماع، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو (الإنجاب والوفيات والهجرة) ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، وتمثل الدراسات السكانية الطريقة المبدئية لفهم المجتمع البشري، فبالإضافة إلى تحققها من عدد البشر في منطقة معينة، تحدد سبب زيادة أو نقصان هذا العدد عن الإحصائية السابقة وتفسر هذا الأمر. كما تقدر الدراسات الميول المستقبلية لحدوث تغيير سكاني.

يحظى موضوع السكان وبحسب بعض المتخصصين باهتمام كبير لما له من دور مهم في التأثير على حياة الإنسان من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية ، إلى جانب تأثر المتغيرات السكانية وارتباطها الوطيد بخصائص المجتمع وقيمه وتقاليده والسياسات التي تتخذها الحكومات للتدخل في حل مشكلاته أو تغيير اتجاهاتها وتطوراتها.

وفيما يخص هذا الجانب فقد قالت حكومة سنغافورة انها تريد زيادة عدد سكانها بنسبة 30 في المئة تقريبا خلال العشرين عاما المقبلة لضمان بقاء اقتصادها فعالا. واضافت الحكومة في تقرير ان زيادة السكان الى ما بين 6.6 و6.9 مليون نسمة بحلول عام 2030 مقابل 5.3 مليون نسمة الان ستتضمن اقناع المواطنين بإنجاب عدد اكبر من الاطفال ومنح الجنسية لعدد اكبر من أصحاب الكفاءات المولودين بالخارج.

وقالت الحكومة ان "دولا اسيوية كثيرة تقوم بتحديث نفسها بسرعة وتلحق بنا و"سنغافورة لابد وان تستمر في النمو والتطوير لتظل مركزا رئيسيا في شبكة المدن العالمية ومكانا حيويا تتوفر فيه الوظائف والفرص." ويأتي نشر هذا التقرير قبل ايام فقط من خسارة حزب العمل الشعبي الذي يحكم سنغافورة منذ فترة طويلة في انتخابات جزئية وسط سخط عام متزايد بشأن ارتفاع اسعار العقارات والتنافس على الوظائف وهو ما انحي باللائمة فيه على سياسات الهجرة الحكومية الليبرالية. وتملك سنغافورة مساحة من الاراضي تبلغ 714 كيلومترا مربعا فقط وهي اقل من نصف حجم لندن وعدد سكان يبلغ 5.3 مليون نسمة. ويمثل الاجانب اقل قليلا من 40 في المئة من السكان بزيادة عن نحو 25 في المئة في عام 2000.

في السياق ذاته تعد تركيا مجموعة من الحوافز منها علاج مجاني للعقم في محاولة للتصدي لظاهرة تباطؤ معدل المواليد بعد ان أظهرت الاحصاءات الرسمية ان متوسط الاعمار بين السكان زاد على 30 عاما للمرة الاولى. ويسعى رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي لان تكون بلاده التي يقطنها أكثر من 75 مليون نسمة من بين أكبر عشرة اقتصادات في العالم بحلول عام 2023 في الذكرى المئوية لقيام الجمهورية التركية.

وخلال السنوات العشر التي بقاها في السلطة زاد دخل الفرد ثلاثة امثال. لكن حكومة أنقرة تخشى ان يدفع زيادة متوسط الاعمار بين السكان تركيا في نهاية المطاف الى نفس مسار اقتصادات أكثر تقدما في أوروبا شهد تقلصا في القوى العاملة وزيادة الانفاق على الرعاية الاجتماعية.

كما ان صورة تركيا كأمة بها اعداد كبيرة من كبار السن لا تتواءم مع الصورة التي تروجها لنفسها كأمة شابة متقدة بالحماس متلهفة على القيام بدور بارز على المسرح الدولي. ويحث اردوغان منذ سنوات علنا الاسرة التركية على انجاب ثلاثة اطفال وعدل الرقم مؤخرا إلى خمسة اطفال.

لكن منذ مجيئه إلى السلطة انخفض معدل الخصوبة في البلاد الذي يقاس استنادا الى معدل المواليد مقارنة بعدد النساء في سن الانجاب الى أقل من 2.1 المطلوبة لتجديد دماء السكان ووصل عام 2011 الى 2.02 . وأصدر مكتب الاحصاء التركي بيانات أظهرت ان متوسط الاعمار ارتفع الى ما فوق 30 عاما لأول مرة ووصل الى 30.1 بدلا من 29.7 عام 2011 . بينما تراجع النمو السكاني من 1.35 في المئة عام 2011 الى 1.2 في المئة العام الماضي. وفور نشر هذه الارقام أعلن وزيرا التنمية والمالية انهما يعملان على طرح حوافز لتغيير هذا الاتجاه. بحسب رويترز.

وصرح علي باباجان نائب رئيس الوزراء بأن اردوغان طلب منه قيادة الجهود وهي تتطلب "تنفيذ اجراءات متعقلة للغاية" لعدم الاضرار بالميزانية. وعلى الرغم من ان وزيري التنمية والمالية لم يكشفا عن اي تفاصيل قال وزير التنمية جودت يلمظ ان تركيا عليها ان تقترب من الخط المتبع في أوروبا حيث تحصل بعض الاسر على مدفوعات لصالح كل طفل وتتمتع بخفض في الضرائب.

الأزمة الاقتصادية

الى جانب ذلك انخفض العدد الرسمي لسكان إسبانيا العام الماضي للمرة الأولى منذ بدء الاحتفاظ بسجلات بعدما فر المهاجرون من الركود الذي أدى إلى ارتفاع حاد لمعدلات البطالة. وقال المعهد الوطني للإحصاء إن عدد السكان انخفض 206 آلاف ليصل إلى 47.1 مليون نسمة وان هذا الانخفاض يعود كله تقريبا إلى تراجع عدد السكان الأجانب المسجلين.

وهذه هي المرة الأولى التي يتراجع فيها عدد السكان في الإحصاءات الرسمية منذ بدء الاحتفاظ بسجلات في 1857 على الرغم من أنه حتى عام 1998 كانت الأرقام تنشر تقريبا كل عشر سنوات وليس سنويا. وتعاني إسبانيا وجنوب أوروبا أزمة اقتصادية ومالية. وخلال فترة ازدهار اقتصادي طويلة انتهت فجأة في 2008 توافد المهاجرون الذين يتحدثون الإسبانية من الإكوادور وكولومبيا وبوليفيا إلى إسبانيا للعمل في قطاع التشييد. وبين عامي 2000 و2010 تضخم عدد المهاجرين من 924 ألفا إلى 5.7 مليون.

لكن الركود اصاب قطاع التشييد إذ أدى انفجار فقاعة المساكن وخفض الإنفاق الحكومي في محاولة لتحقيق الأهداف الصارمة لخفض عجز الموازنة التي فرضتها المفوضية الاوروبية إلى الضغط على الاقتصاد بشكل أكبر. كما قفز معدل البطالة إلى 26 بالمئة وعاد كثير من المهاجرين إلى بلدانهم. وقال المعهد الوطني للإحصاء إن أكبر انخفاض في اعداد المقيمين الأجانب المسجلين كان من أمريكا الجنوبية لاسيما من الإكوادور وكولومبيا. بحسب رويترز.

من جهة اخرى كشف بيان عن وزارة المالية لكوريا الجنوبية أن نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لديها بلغ سجل أعلى مستوياته على الإطلاق عام 2012 رغم النمو الاقتصادي المنخفض للبلاد، وبلغ 22720 دولاراً، أي بزيادة 1% عن 2011 الذي بلغ فيه 22 ألفاً و489 دولاراً. ويستند تقدير الوزارة على افتراض أن الناتج المحلي الإجمالي الإسمي ارتفع بنسبة 3.2% عام 2012 مقارنة بالعام الذي سبقه ليصل إلى تريليون و150 مليار دولار، فيما شهد اقتصاد كوريا الجنوبية نمواً نسبته 2% على أساس سنوي في العام الماضي.

وأوضحت الوزارة أن معدل النمو للدخل القومي الإجمالي للفرد كان أقل بكثير من الزيادة التي بلغت 9.4% على أساس سنوي في العام الذي سبقه. وكان نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لكوريا الجنوبية، انخفض 19 ألفاً و161 دولاراً عام 2008 و17 ألفاً و41 دولاراً عام 2009 على أثر الأزمة المالية العالمية، ليعود ويرتفع مرة أخرى عام 2010 إلى 20 ألفاً و562 دولاراً.

ويعزى الأداء الفاتر للنمو السنوي للدخل القومي الإجمالي للفرد في العام الماضي إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي على رأس النمو الاقتصادي المنخفض. وتوقع خبراء اقتصاديون من القطاع الخاص أن يستمر نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الزيادة في السنوات المقبلة نتيجة لإرتفاع قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي.

سكان الصين

من جانب اخر بلغ عدد سكان الصين مع حلول نهاية عام 2012، نحو 1.354 مليار نسمة، في وقت سجلت نسبة التمدن في البلاد ارتفاعاً بنسبة 1.3٪ على أساس سنوي، وبلغت 52.57٪ من إجمالي السكان. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، عن مصلحة الدولة للإحصاء قولها إن نسبة السكان الحضر في الصين بلغت في نهاية العام الماضي 52.57٪، من إجـمالي السـكان بالبلاد، بزيادة 1.3٪ على عام 2011. وأشارت المصلحة إلى أن إجمالي عدد سكان الصين بلغ 1.354 مليار نسمة نهاية العام الماضي، بزيادة 6.69 ملايين عن الرقم المسجل نهاية عام 2011.

على صعيد متصل قالت وسائل إعلام حكومية إن السلطات الصينية بدأت تحقيقا في تقارير تشير إلى أن تشانغ يي موو أحد أشهر المخرجين السينمائيين في الصين أنجب سبعة أطفال في انتهاك لقواعد تنظيم الأسرة الصارمة وهو ما قد يؤدي إلى تغريمه 160 مليون يوان (26.05 مليون دولار). وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة الشعب اليومية لسان حال الحزب الشيوعي الصيني إن تقارير نشرت على الإنترنت أشارت إلى أن تشانغ الذي أبهر العالم بإخراج حفلي الافتتاح والختام لدورة بكين الأولمبية في 2008 "لديه سبعة أطفال على الأقل وسيواجه غرامة قدرها 160 مليون يوان."

ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تذكر اسمه من لجنة السكان وتنظيم الأسرة ببلدية ووشي قوله "استنادا إلى السياسات واللوائح الحالية يجري حاليا إجراء تحقيق." وقال تقرير الصحيفة عن مسؤول بلجنة السكان وتنظيم الأسرة في اقليم جيانغسو ان من غير الواضح اين ولد أطفال تشانغ.

وكان تشانغ (61 عاما) في وقت من الأوقات الفتى الشرير في السينما الصينية وحظرت أفلامه أحيانا في الداخل بينما كانت تحظى بشعبية في الخارج. لكنه أصبح لاحقا مقربا من الحزب الشيوعي الصيني على الرغم شائعات تناقلتها الصحف الشعبية عن علاقات مزعومة مع ممثلات أفلامه. وأحدث مشروعات تشانغ فيلم يتناول الحرب في نانجينغ إبان الاحتلال الياباني ويقوم ببطولته كريستيان بيل نجم هوليوود. بحسب رويترز.

وهناك دلائل على أن الصين قد تخفف سياسة الطفل الواحد التي تطبق منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي للسيطرة على النمو السكاني. وتعارض جماعات حقوق الإنسان والجماعات الدينية هذه السياسة منذ فترة طويلة لكن خبراء كثيرين الان يعتبرونها أيضا سياسة عفا عليها الزمن ومضرة بالاقتصاد. ويوجد الان العديد من الاستثناءات لسياسة الطفل الواحد التي كان مخططا لها ان تستمر 30 عاما فقط لكنها لا تزال تطبق على حوالي 63 بالمئة من السكان.

 الولايات المتحدة الأمريكية

الى جانب ذلك قالت بيانات اصدرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن عدد الأطفال الذين يولدون لأمهات في سن المراهقة في الولايات المتحدة انخفض إلى مستويات قياسية وقال الباحثون في نتائج الدراسة التي نشرت في دورية طب الأطفال (Pediatrics) إن عددا أقل من النساء ينجبن في العشرينات من العمر مقارنة بالسنوات السابقة لكن معدل المواليد لامهات في اواخر الثلاثينات أو اوائل الاربعينات ارتفع.

وقال خبير الإحصاء بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها برادي هاميلتون الذي اشرف على الدراسة "الاقتصاد تراجع وهذا بالتأكيد أحد العوامل التي تؤثر على قرارات الإنجاب." وأضاف قائلا "ربما تقول النساء لانفسهن (ليس هذا هو الوقت المناسب. فلننتظر قليلا)."

لكن هاميلتون قال إن النساء الأكبر سنا عادة ما يكن أكثر أمنا في عملهن ويتفهمن أنه ليس لديهن المزيد من الوقت للانتظار إذا كن يرغبن في الحمل. وأظهرت البيانات انخفاضا بلغ 8 بالمئة في مواليد المراهقات في الفترة بين 2010 و2011 حيث بلغت نسبة الانجاب بين المراهقات في المرحلة العمرية من 15 إلي 19 عاما ما يزيد قليلا عن 3 بالمئة. وخلص هاميلتون وزملاؤه إلى أن 3.6 مليون طفل كانوا سيولدون لنساء في هذه الفئة العمرية على مدى العقدين الماضيين لو لم ينخفض معدل الولادة بين المراهقات عن ذروته التي سجلها في 1991.

وعلى الجانب الاخر زاد معدل المواليد بين النساء اللائي تتراوح اعمارهن من 35 إلى 39 عاما بنسبة 3 بالمئة مقارنة بارقام 2010. وكانت نسبة الانجاب بين النساء في نهاية الثلاثينات 4.7 بالمئة في حين بلغت أكثر قليلا من واحد بالمئة بين النساء في اوائل الاربعينات.

وأظهرت نتائج اخرى للدراسة استمرار الانخفاض في المواليد المبتسرين وظل معدل وفيات الرضع دون تغيير. وظلت الأمهات السود والاسبانيات أكثر عرضة لانجاب طفل مبتسر مقارنة بالنساء من البيض لكن المعدلات تراجعت بين جميع الأجناس. وأظهرت سجلات الوفيات أن وفيات الرضع كانت أكثر من الضعفين بين الأطفال الذين يولدون لأمهات سود مقارنة بالأطفال لأمهات بيض. وقال هاميلتون إن انخفاض المواليد بين المراهقات بشكل خاص هي انباء سارة وتعكس جهود البرامج والسياسات التي تستهدف هذه الفئة العمرية.

على صعيد متصل قال تقرير حكومي إن السكان المنحدرين من اصول لاتينية في كاليفورنيا سيعادلون السكان البيض هذا العام قبل ان يصبحوا أكبر جماعة عرقية في الولاية في 2014 للمرة الاولى منذ ان صارت كاليفورنيا ولاية أمريكية في 1850. وبهذا التغير ستصبح كاليفورنيا أكبر الولايات من حيث عدد السكان وثالث ولاية لا يمثل فيها البيض اغلبية السكان بعد نيو مكسيكو وهاواي.

وقال الاحصاء الأمريكي للسكان إن هذا التحول رافقه نمو في عدد السكان المنحدرين من اصول لاتينية في البلاد ليصل إلى 16.7 بالمئة من العدد الاجمالي للسكان في 2011 ارتفاعا من 12.5 بالمئة في العام 2000. وقال التقرير الجديد الصادر عن إدارة الشؤون المالية في الولاية التي تدقق بشكل منتظم الارقام الخاصة بالسكان إن البيض كانوا يشكلون 40 بالمئة من السكان في 2010 مقابل 38 بالمئة للمنحدرين من اصول لاتينية. ويبلغ اجمالي عدد سكان كاليفورنيا 38 مليون نسمة.

من جهة اخرى أظهرت دراسة أمريكية أن أبناء جيل طفرة المواليد في أمريكا يعانون من وضع صحي أسوأ من الذي كان عليه اباؤهم في نفس المرحلة من العمر رغم التقدم في مجال الطب وهو ما يرجع بشكل كبير الى البدانة وعدم ممارسة التمارين الرياضية. وقال باحثون في دورية جاما للطب الباطني (JAMA Internal Medicine) ان نحو 13 بالمئة فقط من أبناء طفرة المواليد وهو الجيل الذي ولد خلال عقدين بعد الحرب العالمية الثانية يتمتعون بصحة (ممتازة) في مرحلة منتصف العمر مقارنة مع 32 بالمئة من الجيل السابق.

وقال دانه كينج من كلية الطب بجامعة وست فرجينيا والمشرف على الدراسة "جيل طفرة المواليد اشتهر بانه نشط ولا يحب التقاعد .. هذا لا ينسجم مع ما نراه في عياداتنا الطبية." وأضاف "قررنا وضعهم في مقارنة مع الجيل السابق حينما كان في نفس السن تماما في ذلك الوقت." واستخدم دانه وزملاؤه بيانات مأخوذة من مسح محلي يجري الان خاص بالصحة والتغذية لمقارنة اجابات اشخاص تراوحت اعمارهم بين 46 و64 في الفترة بين عامي 1988 و1994 واخرين من جيل طفرة المواليد كانوا في نفس هذا السن بين عامي 2007 و2010 .

وبشكل عام كان نحو 39 في المئة من جيل طفرة المواليد يعانون من البدانة مقارنة بنحو 29 في المئة في الجيل السابق. كما كان أبناء جيل طفرة المواليد أقل ميلا لممارسة التدريبات الرياضية. وقال كينج إن أبحاثا سابقة أظهرت أن أبناء جيل طفرة المواليد يعيشون حياة أطول مقارنة مع الاجيال السابقة لكن هذا الامر ليس جيدا كما يبدو. وقال"من حيث الصحة العامة لدينا سيناريو سيء. تعيش عمرا أطول لكن هذه السنوات التي اكتسبتها ستقضيها مريضا. هذه ليست نتيجة جيدة بالنسبة للصحة العامة." بحسب رويترز.

وبينما لا توضح الدراسة سبب تردي صحة أبناء جيل طفرة المواليد مقارنة بأسلافهم يعتقد كينج ان هذا يرجع الى جلوسهم لفترات طويلة ولانهم لا يمارسون التمارين الرياضية. وأضاف "المهم للقارئ ان يفهم ان الوقت ليس متأخرا لتبني عادات جديدة تساعده على التمتع بحياة صحية واحداث فارق كبير في صحته." وتابع قائلا "الامر يحتاج بالفعل ان يوضع ضمن قائمة اولويات حياتنا. يجب ان يقوم الناس بفعل ما باستطاعتهم ليكونوا نشطين ويتناولوا طعاما صحيا. هذا سيحدث فارقا ملحوظا."

الأمد المتوقع

في السياق ذاته يعيش الأوروبيون أعمارا أطول لكن الامد المتوقع للحياة بصحة جيدة بعد سن ال65 عاما يراوح مكانه منذ العام 2005، مسجلا 8,8 سنوات للرجال و8,6 سنوات للنساء، وفق ارقام نشرت في باريس. وفي حين ارتفع امد الحياة المتوقع بعد سن ال65 عاما بواقع 1,3 عام للرجال و1,2 عام للنساء بالمقارنة مع نتائج العام 2005 في بلدان الاتحاد الاوروبي ال27، الا ان امد الحياة من دون عجز والذي بات يعتبر مؤشرا هاما للسياسات الاوروبية، راوح مكانه، اذ زاد 0,2 عام فقط بالنسبة للرجال وانخفض 0,2 عام للنساء خلال الفترة عينها.

ويوضح جان ماري روبين مدير الابحاث في "المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي" عشية اجتماع في باريس ان هذه النتائج تعني ان "سنوات العمل الإضافية تعاش مع قيود على الانشطة". ولا تزال فرنسا في المرتبة الاولى في تصنيف "امد الحياة المتوقع عند سن ال65 عاما" (اي عدد السنوات المتبقية المتوقعة لشخص في سن ال65 عاما)، عند 19,3 عاما للرجال و23,8 عاما للنساء في العام 2011، مقابل 18 عاما للرجال و21,4 عاما للنساء في مجمل بلدان الاتحاد الاوروبي. وتعتبر فرنسا من البلدان التي شهد فيها امد الحياة المتوقع عند سن ال65 عاما اكبر الزيادات1,8 عام للنساء و1,6 عام للرجال بين 2005 و2011. بحسب فرانس برس.

لكن كما في باقي أنحاء أوروبا، عانى امد الحياة المتوقع بصحة جيدة مراوحة في فرنسا بين 2005 و2011، خصوصا في ما يتعلق بالنساء (+0,3 عام، وهي زيادة تعتبر "غير ذي دلالة")، في حين ارتفع هذا الامد المتوقع لدى الرجال بواقع 1,2 عام، اي بارتفاع اكبر بكثير من المعدل الاوروبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/آيار/2013 - 7/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م