أمريكا في الشرق الأوسط... معادلات التغيير البراغماتي

 

شبكة النبأ: تعد الولايات المتحدة الأمريكية أهم القوى الدولية التي لها حضورا قويا وفعالا على المسرح السياسي في "قضايا الشرق أوسطية" ومن أبرزها برنامج إيران النووي، والصراع في سوريا، والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلا عن مصالحها الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية في البلدان الأخرى وأهمها دول الخليج، وقد دفعت تلك القضايا أمريكا لانتهاج سياسية جديدة تنسجم مع التطورات المتلاحقة الجديدة على الأصعدة كافة.

حيث باتت منطقة الشرق الأوسط من اسخن المناطق حول العالم على الصعيد السياسي، نتيجة لتزايد العداوات السياسية بشكل كبير في المدة الأخيرة، وسط خلافات كثيرة بين القوى السياسية الإقليمية والدولية.

إذ يرى الكثير من المحللين ان الدور الاميركي في الشرق الاوسط يتسم بالمواقف المتقلبة ازاء القضايا الساخنة في المنطقة فمثلا القضية السورية ففي الوقت الذي تبدي فيه الإدارة الأمريكية مساعي الى إيجاد أساليب واستراتيجيات جديدة لمعالجة الأزمة السورية الحالية، تدخل نفسها في خط الصراع المباشر مع سوريا، مما يعكس بالحقائق والدلائل الدور الحقيقي الذي تقوم به واشطن بالتعاون مع القوى المعادية لسوريا وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سورية واضعافها، وفي الوقت نفسه تتردد الولايات المتحدة في تسليم مقاتلي المعارضة اسلحة خوفا من وقوعها بأيدي مجموعات اكثر تطرفا مثل جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.

بينما يرى معظم المحللين ان اتهام وامريكا وحلفائها لسوريا باستخدام الكيميائي قد يكون ذريعة للحرب، فربما سيكون تكرار السيناريو العراقي في سوريا والمتعلق باستخدام ذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل في البلد كحجة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

في الوقت نفسه تشوب علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها من الخليج موجة الفتور والإرباك، فعلى الرغم من ان واشنطن تشير إلى التزامها العسكري تجاه حلفائها دول الخليج العربية في وقت تشهد فيه شراكتهما التي بدأت قبل عشرات السنين توترا غير معتاد، الا ان الصراع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني، أدى إلى توترات مع دول الخليج التي تريد ردا جازما بشكل أكبر من الولايات المتحدة لوقف البرنامج الإيراني وارغام الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي.  

كما أدت زيادة استقلال الولايات المتحدة في مجال النفط الى زيادة تعقيد العلاقة التي تأسست على النفط والدفاع، وبدأت بعض دول الخليج العربية تتساءل عما إذ كان هذا التحالف لا يعدو عن كونه "زواج مصلحة لفترة محدودة من الزمن" وذلك وفقا لرؤية وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة عام 2007 لعلاقة واشنطن بالمملكة العربية السعودية.

وتشعر بعض دول الخليج العربية بالقلق من احتمال ان يؤدي الاكتفاء الذاتي للولايات المتحدة في مجال النفط الى جعلها أقل التزاما بتأمين مضيق هرمز الذي تمر به 40 في المئة من صادرات النفط العالمية التي تنقل بحرا، كما انه ليست الطاقة مثار القلق الوحيد إذ أن التصورات المتعلقة بتراجع الاقتصاد الأمريكي وانسحاب القوات الأمريكية أولا من العراق والآن من أفغانستان كلها عوامل أدت إلى عدم وضوح الصورة الأمنية بالنسبة لدول الخليج العربية، والخوف من امتداد الربيع العربي يعني أن السلطات في الدول الخليجية العربية تشعر بتهديدات مستقبلية من قوى داخلية مثلها مثل القوى الخارجية التي كانت السبب الرئيسي للدعم العسكري الغربي، إذ ويدرك حكام الخليج تماما انهم يعتمدون في أمنهم على أناس يعيشون على بعد آلاف الأميال ولا يشتركون معهم في الديانة أو أسلوب الحياة وفوق كل هذا يتعاطفون مع دافع ارساء الديمقراطية في دول الربيع العربي.

في حين يرى بعض المراقبين بان أجندة واشطن أهم من إشاعة السلام في المنطقة، وعليه فإن من خلال اعتمادها إستراتيجية مرنة وبصورة براغماتية كي تقدم وجها سياسيا جديدا لأمريكا في صناعة معادلات سياسية جديدة  في الشرق الأوسط.

حلول سياسية لا عسكرية

من جهته صرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان المشاكل التي يواجهها الشرق الاوسط بما في ذلك الطموحات النووية الايرانية والنزاع في سوريا تتطلب حلولا "سياسية لا عسكرية"، وبعد ان اكد ان "النظام القديم" يزول في المنطقة، اكد وزير الدفاع الاميركي ان الولايات المتحدة ستعمل لتشجيع الاصلاحات الديموقراطية مع الاخذ بالاعتبار "حدود" القوة الاميركية، ومع ان هيغل لم يقل بوضوح ان واشنطن استبعدت تحركا عسكريا في المنطقة ضد ايران او سوريا، تؤكد تصريحاته موقف الرئيس باراك اوباما المتحفظ على اللجوء الى القوة في المنطقة المضطربة، وقال ان التحديات الاقليمية "بما فيها التحدي النووي الذي تمثله ايران والاضطراب الخطيرة في سوريا واستمرار تهديد القاعدة وغيرها من المجموعات الارهابية" يمكن ان تعالج "بتحالفات لمصالح مشتركة" تضم اسرائيل وحلفاء آخرين في المنطقة.

واكد وزير الدفاع الاميركي في معهد سياسة الشرق الادنى (واشنطن انستتيوت فور نير ايست بوليسي) ان "القاسم المشترك في الشرق الاوسط هو ان الحلول الاكثر فعالية واستمرارية للتحديات التي تواجهها المنطقة سياسية وليست عسكرية"، ورأى ان "الدور الاميركي في الشرق الاوسط هو مواصلة المساعدة للتأثير على مجرى الاحداث ورسمها باللجوء الى وسائل دبلوماسية واقتصادية وانسانية واستخباراتية وامنية بالتنسيق مع حلفائنا".

وتابع هيغل ان الانتفاضات العربية هزت المشهد السياسي الذي كان قائما في الشرق الاوسط، وقال ان "النظام القديم في الشرق الاوسط يزول وما سيحل محله ما زال مجهولا".

واضاف ان "عدم الاستقرار سيستمر في المنطقة مع استمرار هذه العملية وعلينا ان نتكيف مع الوضع حسب تغيره"، وتابع هيغل الذي زار المنطقة الشهر الماضي ان آفاق الاستقرار على الامد الطويل مرتبطة بنتائج عمليات الانتقال السياسي في مصر وليبيا وسوريا، واضاف ان "الآمال الكبرى في استقرار طويل الامد مرتبطة بدول مثل مصر وليبيا وسوريا تشهد عمليات انتقال الى حكم ديموقراطي"، واكد وزير الدفاع الاميركي ان "الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة المساعدة على رسم النظام الجديد وعلينا المشاركة في ذلك بحكمة"، واضاف ان "هذا الامر يتطلب فهما واضحا لمصالحنا القومية ولحدود تحركنا ولتقديرنا لتعقيدات هذه المنطقة التي لا يمكن التكهن باحداثها المتناقضة وفي الوقت نفسه الواعدة في العالم"، وتابع ان النزاع في سوريا يتحول الى حرب "طائفية" وامكانية انهيار الدولة "تتزايد"، واضاف ان الحرب تجعل "مخزونات الاسلحة الكيميائية (لسوريا) والاسلحة التقليدية المتقدمة في خطر، وتصاعد العنف يهدد بالامتداد عبر الحدود"، الا ان هيغل تبنى لهجة اقل حدة حيال سوريا ولم يكرر حديث اوباما عن "خط احمر" لتحذير دمشق من استخدام اسلحة كيميائية.

اميركا وسوريا

في سياق متصل صرح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان الادارة الاميركية الحالية تتعاطى بحذر مع الملف السوري بعد الاخطاء التي ارتكبتها واشنطن عند غزو العراق واحتلاله عام 2003، وقال بايدن في مقابلة نشرتها مجلة "رولينغ ستون" ان فريق الرئيس باراك اوباما عمل على اصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم. واضاف "لا نريد تخريب كل شيء مثلما فعلت الادارة السابقة في العراق بحديثها عن +اسلحة دمار شامل+".

وكانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش اتهمت بغداد بامتلاك اسلحة دمار شامل واجتاحت العراق عام 2003 بذريعة وجود مثل هذه الاسلحة التي لم يتم العثور على اثر لها بعد سقوط نظام صدام حسين.

وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا انها لم تتوصل الى نتائج قاطعة تثبت استخدام اي من طرفي النزاع في سوريا اسلحة كيميائية، بعد ان اعربت عضو اللجنة كارلا ديل بونتي عن "شكوك قوية" باستخدام مقاتلي المعارضة السورية لغاز السارين، وذكرت الادارة الاميركية للمرة الاولى ان النظام السوري استخدم على الارجح اسلحة كيميائية ضد شعبه غير ان اوباما شدد على ان الادلة غير كافية لاثبات ما اذا كانت دمشق تخطت فعلا "الخط الاحمر". بحسب فرانس برس.

وقال بايدن "نعلم انه تم العثور على اثار لما هو على الارجح اسلحة كيميائية"، مضيفا "ما لا نعرفه حتى الان، وما نبذل كل الجهود للتقصي بشأنه، هو ما اذا كانت اطلقت عرضا في تبادل اطلاق نار او اطلاق صواريخ، او تم تفجيرها أو شيء من هذا القبيل"، وشدد على انه من غير الواضح في الوقت الراهن من هي الجهة التي كانت تمتلك هذه الاسلحة واستخدمتها وفي اي توقيت، واضاف "لا نعرف بشكل مؤكد ما اذا تم استخدامها من قبل فصائل من المعارضة، بمن فيهم المتطرفون الذين اعلنوا انتماءهم للقاعدة"، وقال "العبرة التي استخلصناها من العراق ومن الادارة السابقة .. هي انها بتوليها ادارة شؤون العراق دمرت كل المؤسسات. لم تكن هناك هيئة واحدة متبقية. لم يكن هناك حتى وزارة للاشغال العامة"، واضاف "نعلم اننا قادرون على معالجة هذا الامر ان كنا على استعداد لانفاق الف مليار دولار ونشر 160 الف جندي وتكبد ستة الاف قتيل ولكننا لا نستطيع ذلك" في اشارة الى الحصيلة البشرية والمالية للحرب في العراق من الجانب الاميركي.

ودافع اوباما عن استراتيجية ادارته في الملف السوري في مواجهة انتقادات اعضاء في الكونغرس حضوه على تبني خط اكثر تشددا باعطاء الضوء الاخضر لتسليح المعارضة السورية او اقامة منطقة حظر جوي، وقال اوباما في اشارة واضحة الى اجتياح العراق "انا لا اتخذ قرارات على اساس الانطباعات. لا يمكنني جمع ائتلافات دولية حول انطباعات. سبق وقمنا بذلك في الماضي ولم يجر الامر بشكل جيد".

دول الخليج

على الصعيد نفسه قال مسؤول كبير رافق وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل في جولته في الشرق الأوسط "لن تذهب الولايات المتحدة لأي مكان. انها ملتزمة تماما بأمن كل شركائنا الإقليميين... نتفهم بشكل واضح التهديدات في المنطقة".

وبدأ هاجل جولة دامت أسبوعا بعد أن قالت وزارة الدفاع (البنتاجون) إنها تضع اللمسات النهائية على اتفاق أسلحة حجمه عشرة مليارات دولار ستعزز من جيشي السعودية والامارات العربية المتحدة وكذلك إسرائيل، وسيؤدي الاتفاق الذي تجري مناقشته منذ أكثر من عام إلى بيع 25 طائرة من طراز إف 16 ديزرت فالكون قيمتها نحو خمسة مليارات دولار للامارات.

وستتمكن الامارات والسعودية ايضا من شراء أسلحة تتمتع بما يسمى بامكانيات "مواجهة" تمكنهما من الاشتباك مع العدو بدقة ومن على بعد، وقبل أيام من الجولة استقبل الرئيس باراك أوباما ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض، وفي بيان مشترك أكدا التزاما مشتركا "بالتعاون الدفاعي والأمني الوثيق بما في ذلك تدريبات عسكرية مشتركة وتعاون في مناهضة الارهاب ونشر أنظمة دفاع أمريكية قابلة للتشغيل المتبادل.

والاتفاق وحفاوة استقبال الولايات المتحدة للشيخ محمد هما أحدث اشارات ترسلها واشنطن للمنطقة بشأن تصميمها القوي على دعم الأسر الحاكمة في دول الخليج العربية حلفائها في مواجهتها مع إيران، وتقول الوكالة الدولية للطاقة إنها تتوقع أن يستمر تراجع واردات النفط الأمريكية مع تحول أمريكا الشمالية إلى مصدر صاف للنفط بحلول 2030 تقريبا ومع تحول الولايات المتحدة إلى شبه اكتفاء ذاتي في الطاقة بحلول 2035.

وقال مسؤول أمريكي مقره في الشرق الأوسط إنه من المرجح أن يظل تأمين الطاقة العالمية جزءا مهما من الإستراتيجية الأمريكية، وأضاف انه بالرغم من أن الصفقات الأمريكية من نفط دول الخليج العربية قد تكون تتراجع إلا أن الاعتماد العالمي يتزايد مشيرا إلى أن هذه الحقيقة تفرض الدعم الأمريكي.

وقال لس يانكا المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع والذي يرأس حاليا هيئة استشارية للأعمال في الرياض "لأن صحة الاقتصاد الأمريكي مرتبطة بشكل وثيق بصحة الاقتصاد العالمي فهناك مبرر لأن تساعد واشنطن في حماية حلفائها" في دول الخليج العربية.

وعندما قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في 18 مارس آذار إنه يأمل أن تحقق الولايات المتحدة استقلالا في مجال الطاقة أضاف "ولكني أؤكد لكم انه على الأقل من الناحية العسكرية... ستجدون أن المستقبل سيكون مرحلة من الالتزام الأكبر"، وعندما طلب منه السفير الاماراتي يوسف العتيبة مزيدا من التوضيح قال ديمبسي إن الالتزام يجب أن يقاس بتحسن التعاون.

وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن إن مسؤولين خليجيين عرب على دراية على ما يبدو بأن التهديد الداخلي الذي يواجهم الآن "لا يحرك الأمريكيين بنفس الطريقة" التي كانت التهديدات الخارجية تحركهم بها.

اما الوضع في سوريا وإيران والبحرين فان تأييد واشنطن للحوار يبدو ضعيفا في نظر بعض دول الخليج العربية.

وبالنسبة للبحرين حيث يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي والتي تعد حليفا مهما للغرب من أجل حماية مضيق هرمز دفعت احتجاجات قادها الشيعة إلى مطالب في واشنطن بأن تنقل الولايات المتحدة أسطولها إلى مكان آخر.

ومكررا وجهة نظر العديد من المحللين الغربيين قال روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق لدى الرياض والمتمركز الآن في دبي إنه يشعر بقلق من رسالة "نحن هنا اليوم وسنرحل غدا" التي قد تشير إلى انسحاب. وتابع "المفاهيم السائدة تتحول إلى واقع في هذا الجزء من العالم".

وفي ديسمبر كانون الأول أعلنت قمة لدول مجلس التعاون الخليجي الست خططا لتشكيل قيادة عسكرية موحدة لتعزيز التعاون الدفاعي، ودول مجلس التعاون الخليجي مسلحة بشكل جيد. وارتفع الانفاق الدفاعي في دول مجلس التعاون الخليجي نحو تسعة بالمئة ليصل إلى 74 مليار دولار العام الماضي وفقا لتقديرات نيكول لوزر المحللة بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة فوركاست انترناشونال. وتتوقع أن تصل إلى 86 مليار دولار بحلول عام 2017، إلا أن الدول الخليجية العربية واجهت عددا ن العقبات أمام التوحد العسكري بما في ذلك نقص المعدات المشتركة واعتمادهم على اتفاقات ثنائية مع حليفتهم الولايات المتحدة.

وقال المحلل السياسي في الامارات عبد الخالق عبد الله إن الثقة في الولايات المتحدة تراجعت بسبب الخلاف مع واشنطن بشأن سوريا والخوف من فشل الولايات المتحدة الأمني في العراق وأفغانستان، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت لا غنى عنها وقال عبد الله "نعيش في منطقة خطيرة للغاية ومن ثم... علاقاتنا مع أمريكا ما زالت قوية."

صفقات التسلح

الى ذلك التقى وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل مع القادة الاماراتيين لوضع اللمسات الاخيرة على صفقة تسلح كبيرة يرى فيها البلدان مؤشرا قويا تجاه ايران، وكان هيغل وصل الى ابوظبي في نهاية جولة شملت ست دول في الشرق الاوسط وتهدف خصوصا الى اعادة تجديد العلاقات مع حلفاء واشنطن الاقليميين الذين يتشاطرون في ما بينهم المخاوف ازاء المشروع العسكري الايراني والحرب الاهلية في سوريا، وسيلتقي هيغل خصوصا ولي عهد ابوظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.

وعلق احد مسؤولي الدفاع الاميركيين على الصفقة بالقول "انها من اكثر صفقات بيع الاسلحة تعقيدا وتنظيما في التاريخ الاميركي"، وقال مسؤول آخر في وزارة الدفاع للصحافيين على متن طائرة هيغل التي وصلت الى ابوظبي من القاهرة ان الامارات تظهر من خلال الصفقة "ثقتها بالولايات المتحدة كشريك يمكن الاعتماد عليه".

وبحسب هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فان الصفقة "تعزز الشراكة القديمة والمستمرة" مع الامارات، واضاف المسؤول ان الصفقة التي تشمل ايضا تدريب طيارين اماراتيين وتأمين قطع غيار للطائرات "تؤكد بان الولايات المتحدة ليست ذاهبة الى اي مكان، وهي ملتزمة تماما بامن سائر حلفائنا الاقليميين"، وتبدي الامارات خصوصا قلقها ازاء احتمال حصول ايران على السلاح النووي وازاء امكانية قيام اسرائيل بضربة عسكرية لايران.

وبالرغم من العلاقات التجارية القوية مع ايران، دعمت الامارات التي تعيش على ارضها جالية ايرانية ضخمة، العقوبات الدولية ضد طهران، وشملت رحلة هيغل اسرائيل ومصر والاردن والسعودية، واكدت مصادر دفاعية اميركية ان هيغل تطرق خلال زيارته للقلق الكبير ازاء امكانية ان يكون النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/آيار/2013 - 3/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م