الآثار... مهام جسيمة في مواجهة السراق

 

شبكة النبأ: تعتبر الآثار القديمة كنز وهوية تاريخية للكثير من الأمم والشعوب التي لاتزال تواصل البحث والتنقيب لأجل الوصول الى استكشافات جديدة في سبيل الحصول على كنوز أخرى قد تغير الكثير من الحقائق، وللآثار علم خاص يسمى علم الآثار وهو دراسة علمية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية تدرس فيه حياة الشعوب القديمة و البحث الآثاري هو السبيل الوحيد لكشف حياة المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثاري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.

وهذه الكنوز الحضارية المهمة كانت ولاتزال عرضة للخطر او التدمير او السرقة من قبل عصابات متخصصة بسرقة الآثار والتي اتسعت في الآونة الأخيرة بسبب الحروب وتدهور الأوضاع الأمنية في بعض الدول كما يقول بعض المراقبين، وفي هذا الشأن فكنوزا أثرية تعود لألفي عام نهبت من موقع أثري شهير في سوريا وتباع في السوق السوداء في لبنان لمشترين أجانب مقابل ثمن زهيد لا يمثل سوى قدرا ضئيلا من ثمنها الحقيقي.

وتقول صحيفة الصنداي تايمز إن أحد صحفييها كان يعمل بصورة سرية وبهوية منتحلة وعرض عليه تاجر على مشارف بيروت عشرات القطع الأثرية من بينهما تمثال روماني يرجع للقرن الثاني الميلادي يقدر ثمنه بنحو 1.4 مليون جنيه إسترليني. وتقول الصحيفة إن خبراء في مجال الآثار من بينهم خبراء في اليونيسكو والمتخف البريطاني تحققوا من أن القطع الأثرية المعروضة للبيع حقيقية وليست زائفة.

ويقول الخبراء الذين استشارتهم الصحيفة إن التماثيل مصدرها الآثار الرومانية في مدينة تدمر التاريخية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وتضيف الصحيفة إن تسجيلا نشر العام الماضي على الأنترنت يبدو أنه يصور قطعا أثرية مشابهة يتم تحميلها على شاحنة ويقوم رجال يرتدون زيا عسكريا بعرضها أمام الكاميرا.

وتقول الصحيفة إن من بين القطع التي عرضت على الصحفي، الذي كان متخفيا في صورة مشتر للآثار، عمودا رومانيا تقدر قيمته بنحو 383 ألف جنيه استرليني وآنية تعود للقرن الثالث الميلادي. وتقول الصحيفة إنها أخطرت الشرطة الدولية عن القطع المسروقة التي تعد من أندر الآثار التي نهبت من سوريا منذ بدء الحرب الأهلية منذ أكثر من عامين.

الآثار في مصر

في السياق ذاته لم تتمخض الثورة المصرية عن انقلابات سياسية فحسب، بل أفضت الى إحياء أعمال الحفائر غير الشرعية للباحثين عن الكنوز الأثرية والذهب. ويتناقل سكان منطقة الجيزة القريبة من الأهرام قصصا عن ظهور حفر كبيرة في المنطقة القريبة من الهضبة الأثرية بعد الثورة. وكشف تفقد سريع للمنطقة عن أدلة تشير الى ما يتناقلونه، إذ عثر على مقربة من المسار الصحراوي المواجه للأهرام على حفرة كبيرة حفرت بشكل عمودي. ويصل قطر الحفرة الى نحو متر ونصف. وعلى مقربة منها وجد نفق آخرا لكنه كان يبدأ بانحدار غير شديد.

وقال الدكتور أسامة الشيمي عالم الآثار المسؤول عن الموقع "من الواضح أن الناس يحفرون من أجل الوصول إلى كنوز أثرية، فهم يحلمون بأنهم عندما يحفرون هنا سيعثرون على الذهب وسيحققون الثراء السريع." لكن الدكتور الشيمي يؤكد أنه من الخطورة بمكان التعامل مع أناس مثل هؤلاء لأنهم غالبا مايكونون مسلحين.

ولا يقتصر وجود الحفائر غير الشرعية على الجيزة فحسب، فخلال الساعة التي قضيناها من الهرم إلى دهشور، بالقرب من موقع هرم سنفرو، بدت بعض الأراضي تشبه مشهدا على سطح القمر بسبب كثافة الحفريات بالمنطقة. يذكر ان العديد من المسلحين كانوا هاجموا مخازن الآثار بالقرب من سقارة وأبوصير، وسرقوا الآثار من مواقع تنقيب خاصة لم تكن قد تم تسجيلها، وكانت لاتزال تحت الدراسة، ولا أحد يعلم بالضبط كمية الآثار التي سرقوها.

قادنا البحث عن جذور المشكلة إلى جنوب مصر أيضا، إلى الأقصر، حيث توجد عاصمة مصر القديمة والعظيمة التي أطلق عليها طيبة، هنا حيث وادي الملوك والكثير من الآثار المذهلة، الأرض زاخرة بالكنوز الأثرية. ولكن خلال العامين الماضيين امتلأت دفاتر الشرطة بالكثير من التحركات الجريئة من الناس الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار، وأطلعتنا قوات الأمن على صور فيديو خاصة تم التقاطها داخل شبكة أنفاق جرى الكشف عنها.

في الأقصر يبدأ الحفر من مجمع سكني قريب من المنطقة الأثرية أو حتى من داخل أحد المنازل مما يجعل الحماية أكثر قوة. وهو ما أكده حسني حسين رئيس شرطة السياحة والآثار بالأقصر الذي قال الحفر غير المشروع يحدث عادة ولكنه تزايد منذ الثورة، حيث يظنون أنه لايوجد أمن." ولكن رئيس الشرطة قلل من حجم المشكلة، نافيا احتمالية وجود أنفاق أخرى لم يتم اكتشافها بعد، مؤكدا استعادة كل شيء تمت سرقته، وقال "نحن نعلم ما يحدث، ويسعدني أن أخبركم بأن كل شيء في نهايته. بسبب مجهوداتنا لم تتم سرقة أي شيء في أي مكان في مصر."

تعد الحفائر وتجارة القطع الاثرية القديمة دون موافقة السلطات نشاطا غير مشروع في مصر، لذا يكثر انتشار العديد من تجار اثار السوق السوداء في القاهرة. والتقى احد الزملاء المحليين بتاجر معروف وقال له إنه يمثل أحد المشترين البريطانيين الخبراء في علم المصريات، على نحو جعل التاجر يثق به بدرجة كافية دفعته الى ان يقدم صندوقا يحتوي على ما قال انها قطع اثرية تعود لما يربو على 3000 عام، اي تعود الى عصر المملكة الوسطى في مصر. وبدت معظم القطع الاثرية تماثيل لموظفين عثر عليها في الغالب داخل مقابر. وقال التاجر انه طالما لم يكشف عن الوجه يمكن تصوير لقطات فيديو للآثار. وأضاف انه بالإمكان الاستعانة بخبير اثار للاستوثاق من اصالة القطع الاثرية خلال لقاء اخر، وقال انه سيدفع سعرا ابتدائيا للكمية قيمته 5000 دولار.

بالطبع مازالت سرقة المقابر مستمرة منذ العصور القديمة، غير ان كنت ويكس، استاذ علم المصريات بالجامعة الامريكية بالقاهرة، قال ان العامين الماضيين شهدا زيادة كبيرة في ممارسة مثل هذه الجريمة. وقال "منذ اندلاع الثورة وتراجع قدرة الحكومة المركزية عن احكام السيطرة على المواقع، يبدو ان المشكلة تفاقمت مقارنة بالاوضاع السابقة."

يعتقد ويكس ان ذلك يرجع الى اسباب اقتصادية الى حد ما، مشيرا الى انه خلال السنوات العشر الماضية اصبح المصريون مدركين للامكانيات المالية التي تدرها الاكتشافات الاثرية. ومنذ اندلاع الثورة تواجه الشرطة عجزا كبيرا عن اداء مهامها بفاعلية. ومع تراجع القانون والنظام على نحو واضح للغاية في شتى ارجاء البلاد، فقدت قوات الامن هيبتها واحترامها مقارنة بوضعها قبل الثورة عام 2011.

ويعتقد ويكس انه في ظل هذه الظروف يتعرض التراث المصري لتلف طويل الاجل، وكذا التراث العالمي بالطبع. وقال "ربما سرقت الاف القطع دون ان نعرف عنها شيئا." واضاف "هذه القطع يحميها ويحافظ عليها اللصوص لانهم يجنون من ورائها اموالا طائلة، وكذا جامعو الاثار وما لديهم من مجموعات اثرية، لذا فان القطع الاثرية محمية في أمان." بحسب بي بي سي.

وقال اناس يعيشون بالقرب من اهرام الجيزة ان انفاقا جديدا مازال يكشف عنها دائما، واحيانا كانوا يشاهدون شاحنات تنتظر على مقربة من مداخل النفق في الصحراء. وعلى الرغم من تأكيدات السلطات المصرية بان مجموعة من الحرس المسلح تراقب المواقع الاثرية، وعدم حدوث اي حفائر غير شرعية، فنحن لا نشهد دليلا على ذلك.

على صعيد متصل حسمت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر الجدل المُثار حول مشروع يسمح لشركات السياحة العالمية بتأجير المناطق الأثرية الشهيرة مثل الأهرام وأبو الهول ومعبد أبو سمبل ومعابد الأقصر والانتفاع بها قائلة إنها رفضت هذا الاقتراح. وقوبل الاقتراح الذي أثارته وسائل إعلام مصرية برفض شعبي وسخرية المواطنين والأثريين من الفكرة التي قدمها مواطن مصري إلى وزارة المالية طارحا مشروع حق انتفاع للمناطق الأثرية لمدة ثلاث أو خمس سنوات.

وكان المواطن صاحب العرض أوضح في اقتراحه الذي أرسلته وزارة المالية إلى وزارة شؤون الآثار لدراسته أن هذا الاقتراح "بمثابة حل سريع ينقذ الموقف المالي للخزانة العامة وسد فجوة العجز بها. العائد من هذا المشروع.. قد يصل إلى 200 مليار دولار كقيمة إيجارية لمدة خمس سنوات متتالية." وقالت وزارة شؤون الآثار في بيان إن أعضاء مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار رفضوا هذا الاقتراح "بالإجماع شكلا ومضمونا. وجميع المواقع الأثرية مملوكة للدولة وتعد جزءا من الأموال العامة لا يجوز استغلالها كحق انتفاع للغير.

وشدد البيان على "استحالة المساس بتراثنا الثقافي والحضاري أو استغلاله بهذا الشكل فهو ملك لكل مصري وعليه حق حمايته." وقال عادل عبد الستار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في البيان إن ما ذكرته مواقع صحفية عن تقدم دولة خليجية بعرض لتأجير الآثار لمدة خمس سنوات "مناف للحقيقة."

الى جانب ذلك قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر في بيان إن سلطات مطار القاهرة أحبطت محاولة تهريب قطع أثرية من حضارتي الإكوادور وبيرو داخل طرد قادم من الولايات المتحدة الأمريكية باسم مواطن مصري قبل تهريبها إلى داخل البلاد حيث كانت متجهة إلى مدينة الإسكندرية الساحلية.

وأضاف البيان أن وحدة المضبوطات الأثرية التابعة لوزارة شؤون الآثار فحصت الطرد واكتشفت أنه يضم ثلاثة رؤوس تماثيل قديمة من فنون الإكوادور التي ترجع إلى 800 عام قبل الميلاد وتحمل بقايا ألوان وعليها أرقام تسجيل بالمداد الأسود. كما يضم الطرد تمثالين من حضارة بيرو يرجعان لعام 250 قبل الميلاد لرجل وامرأة وعليهما بقايا ألوان ويحملان أرقام تسجيل بالمداد الأسود.

ورجح حسن رسمى رئيس الإدارة المركزية للوحدات الأثرية بالمنافذ المصرية في البيان "أن تكون تلك الآثار مهربة لإحدى الدول الأخرى واتخذت الأراضي المصرية كدولة عبور." وأضاف أنه فور ضبط الطرد تمت مخاطبة سفارتي الإكوادور وبيرو للتعرف على القطع الأثرية ومصدرها وقامت لجنة من سفارتي البلدين بفحص القطع وتصويرها لمراجعتها بالسجلات الأثرية في كلتا الدولتين. بحسب رويترز.

وتنتشر وحدات المضبوطات الأثرية في جميع المنافذ المصرية لمنع تهريب أي قطع أثرية مصرية أو أجنبية داخل مصر أو الخروج منها تنفيذا لاتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1970 والتي وقعت عليها مصر.

عشرة ملايين دولار

من جانب اخر اعلنت منظمة اليونيسكو ان المجتمع الدولي تبنى خطة عمل بقيمة تتجاوز عشرة ملايين دولار (7,5 ملايين يورو) لترميم الإرث الثقافي في شمال مالي الذي تعرض للتخريب من جانب المقاتلين الإسلاميين وللحفاظ على المخطوطات القديمة في تمبكتو. وقال وزير الثقافة المالي برونو مايغا في ختام اجتماع دولي لخبراء عقدته اليونيسكو في باريس بمشاركة الحكومتين الفرنسية والمالية "اعود الى البلد مفعما بالامل". واوردت وثيقة لليونيسكو وزعت على الصحافيين في باريس ان الهدف الاول لخطة العمل هو "اعادة تأهيل الارث الثقافي الذي اصيب باضرار خلال النزاع" من اضرحة ومقابر في تمبكتو، الامر الذي قدرت كلفته ب5,1 ملايين دولار.

واضافت الوثيقة ان المطلوب لاحقا "اتخاذ اجراءات للحفاظ على مخطوطات" تمبكتو عبر اعادة بناء مبنى معهد الدراسات العليا والابحاث الاسلامية الذي خربه الاسلاميون واعادة ترقيم الوثائق، وذلك بكلفة 3,9 ملايين دولار. ودعت ايضا الى التحرك لتامين "حماية دائمة للتراث" عبر تدريب محترفين ومجموعات محلية ومكافحة التهريب بكلفة 1,7 مليون دولار. واعلنت دول عدة بينها جنوب افريقيا وفرنسا والنروج ولوكسمبورغ دعمها لبعض جوانب خطة العمل هذه.

وفي هذا السياق، ستشارك المكتبة الوطنية في فرنسا في حماية مخطوطات تمبكتو فيما سيساهم المعهد الفرنسي للتراث في تدريب محترفين. وكان المقاتلون الاسلاميون الذين احتلوا شمال مالي عمدوا الى تدمير العديد من الاضرحة والمخطوطات في تمبكتو، وذلك قبل ان يطردهم الجيش المالي في شكل جزئي مدعوما بجنود فرنسيين ومن دول افريقية. بحسب فرنس برس.

وقالت الوزيرة المفوضة شؤون الفرنكوفونية يمينة بنغيغي ان "الأضرحة وهذه المخطوطات هي ملك مشترك لنا ومسؤولية مشتركة". وستوفد اليونيسكو بعثة تقييم ما ان يسود الامن شمال مالي. وقال سامويل سيديبيه مدير المتحف الوطني في باماكو "ليس لدينا حتى الان تقدير واضح للاضرار التي اصابت المخطوطات"، علما بان مايغا لفت الى انقاذ 95 في المئة من هذه المخطوطات.

 اكتشاف جديد

في السياق ذاته سعد علماء الاثار في تيسالونيكي ثاني مدن اليونان في شمال البلاد العام 2006 عندما عثر على جادة رومانية تعود الى 2300 سنة عند انطلاق عمال بناء قطار انفاق في المدينة. والقرار الذي اتخذ اخيرا بابقاء هذه الجادة الواقعة تحت الارض في مكانها شكل انتصارا كبيرا لعلماء الاثار هؤلاء في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة دفعت الى اقتطاع كبير في ميزانية كل المجالات الثقافية.

وقال اريستوت مينتزوس استاذ علم الاثار البيزنطي في جامعة تيسالونيكي "انه انتصار كبير". واوضح ان ممرات كثيرة كالذي اكتشف "موجودة في مدن رومانية اخرى لكن ايا من هذه الممرات لم يستخدم لفترة بهذا الطول اي سبعة قرون". وسمحت الحفريات على عمق خمسة امتار من مستوى المدينة الحالية بكشف اثار مهمة جدا لحياة مدينية بين القرنين الرابع والتاسع.

فعلاوة على جزء معبد بالرخام يمتد على 76 مترا ويعود بناؤه الاساسي الى القرن الثالث قبل الميلاد ويؤدي الى المرفأ، عثر علماء الاثار على بوابة رومانية ضخمة واثار ابنية عامة عدة تعطي لمحة نادرة عن الحياة اليومية التجارية والاجتماعية في حي في مطلع الامبراطورية البزنطية. واوضحت ديسبينا كوتسومبا التي تدير جمعية علماء الاثار اليونانيين "انه ملتقى طرقات رئيسي في المدينة قرب السوق الكبرى والابنية العامة". واضافت "الحي حافظ على كل مميزات المتوافرة اليوم في قلب مدينة تيسالونيكي العصرية".

وثمة نصوص كثيرة تعود الى تلك الحقبة من علمانية ودينية تشير صراحة الى هذه الجادة التي كانت تعرف في تلك الفترة ب اسم "الطريق الوسط" وهي تجارية في النهار فيما تحتلتها الزياحات الدينية ومسيرات الايقونات والذخائر ليلا وكان ذلك تقليدا منتشرا جدا خلال الفترة البزنطية في اليونان. وفي البداية طلبت شركة الهندسة المكلفة اعمال شق الانفاق وخطوط سكك الحديد ان يتم انتشال هذه الجادة كليا ونقلهاالى مكان اخر. الا ان ذلك كان ليمنع الحفاظ عليها "من الناحية التقنية".

وقال علماء الاثار الساخطون في عريضة وقعها اكثر من 12 الف شخص من بينهم الكثير من الاستاذة الجامعيين "تصوروا نقل برج ايفل او ساعة بيغ بن من موقعهما الاصلي؟" وبعد وساطة قام بها المجلس البلدي واساتذة جامعيون تراجعت الشركة عن موقفها. والخطط الحالية تقوم على ابقاء 84% من القطع التي عثر عليها في المكان عينه الذي ستبنى فيه محطة قطار انفاق.

وقد تم حتى الان اخراج حوالى مئة الف قطعة وما لا يقل عن 50 الف قطعة نقدية تبرز النشاط التجاري للمكان وحلي ومصابيح واوان فضلا عن 2500 قبر عائد للمرحلتين الهيللينية والرومانية. وتيسالونيكي وهي مدينة مطلة على الساحل لها ماض عريق تتكدس فيها طبقات التاريخ منذ قرون ولها موقع جغرافي فريد يربط بين البلقان والبحر الابيض المتوسط. بحسب فرانس برس.

واسس الملك كاساندر المقدوني المدينة في القرن الرابع ومنحها اسم زوجته تيسالونيكي ابنة الاسكندر الكبير. وكان يفترض ان ينتهي مشروع بناء قطار الانفاق الذي بوشر في العام 2006، في العام 2012. ويتوقع الان ان يوضع في الخدمة في العام 2016.

على صعيد متصل قال علماء آثار في بيرو إنهم اكتشفوا معبدا في موقع أثري قديم في منطقة إيل بارايسو قرب العاصمة البيروفية ليما. واضاف علماء الآثار بأن الدخول إلى مبنى المعبد المستطيل الشكل، والذي يعود تاريخه إلى ما يقدر بنحو 5000 سنة، يتم عبر ممر ضيق من خارجه. ووجد علماء الآثار التابعين لوزارة الثقافة البيروفية موقدا وسط المعبد، يعتقد أنه كان يستخدم لحرق النذور المقدمة في الاحتفالات الدينية. وتعد منطقة إيل بارايسو التي تحتوي على عشرة مواقع أثرية من أكبر المناطق التي تضم آثارا في وسط بيرو.

ووجد علماء الآثار البناء الذي تقدر أبعاده بـ 6.82 مترا في 8.40 مترا في الجناح الأيمن من الهرم الرئيسي. وكان علماء الآثار يقومون بعمل استكشافي لحساب وزارة الثقافة البيروفيه عند الهرم الرئيسي عندما اكتشفوا البناء الذي كان مطمورا تحت الرمل والصخور. وقال علماء الآثار إن جدران المعبد بنيت بالحجر المغطى بنوع من الصلصال الأصفر الذي يحتوي أيضا على آثار صبغة حمراء.

واضافوا أن الاكتشاف يشير إلى أن المجتمعات في عصر ما قبل ظهور الخزف المتأخر (3500 قبل الميلاد إلى 1800 قبل الميلاد) كانوا أكثر ترابطا مما كان يعتقد في السابق. وقال وكيل وزارة الثقافة في بيرو رافائيل فارون إن المعبد هو أول بناء من نوعه يتم اكتشافه في ساحل بيرو الأوسط. وأضاف فارون "ويثبت أن المنطقة المحيطة بليما كانت بؤرة للحضارات في مقاطعة أنديان، فضلا عن إنه يعزز أهميتها الدينية والاقتصادية والسياسية التي تمتلكها منذ أزمنة سحيقة". بحسب بي بي سي.

وقال عالم الآثار ماركو غيلين الذي قاد الفريق الذي حقق الاكتشاف إن الموقد يعطي انطباعا عن طبيعة الحضارة التي استخدمت الموقع. وأضاف "أن السمة الأساسية لدينهم كانت استخدام النار التي تشعل في وسط المعبد". وكان يعيش في مستوطنة بارايسو مجتمعا يقدر تعداده بمئات الأشخاص كانوا يعيشون على الزراعة وصيد الاسماك. ويعتقد أن ثمة آلاف الخرائب الأثرية القديمة التي ما زالت غير مكتشفة في بيرو، الأمر الذي يجعل منها مركزا للبحث عن الكنوز الأثرية يفضله علماء الآثار ولصوص الآثار كذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/آيار/2013 - 28/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م