الامراض الجديدة... تحديات قد يعجز عنها الطب

 

شبكة النبأ: الامراض الجديدة والخطيرة التي تصيب الانسان باتت اليوم من اهم التحديات التي تواجه لطب الحديث الذي عجز وبالرغم من التقدم العلمي الكبير من تشخيص اسباب بعض تلك الامراض المجهولة التي لاتزال في سياق البحث والدراسة كما يقول بعض المتخصصين، وفي هذا الخصوص فقد حذرت المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها مسؤولي الصحة في الولايات الامريكية وعلى المستوى المحلي من اصابات محتملة بفيروس قاتل لم يشاهد من قبل في البشر. واضافت المراكز في تقريرها عن نسبة انتشار المرض وحالات الوفاة ان معظم الاصابات حدثت في الشرق الاوسط ولكن تحليلا جديدا لثلاث حالات مؤكدة للعدوى في بريطانيا يشير الى امكان انتقال الفيروس من شخص لأخر وليس من الحيوانات للبشر.

والفيروس الجديد من الفيروسات التاجية (الإكليلية) وهو جزء من نفس العائلة من الفيروسات مثل البرد الشائع ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) الذي ظهر لاول مرة في اسيا في 2003 . والفيروس الجديد ليس مثل سارز ولكنه مثل فيروس السارز مشابه للفيروسات التي عثر عليها في الخفافيش.

ووفقا لتحليل المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها فان الاصابات في بريطانيا بدأت برجل عمره 60 عاما كان قد سافر في الآونة الاخيرة لباكستان والسعودية واصيب بمرض في الجهاز التنفسي. واظهر عينات اخذت من الرجل اصابته بالفيروس الجديد وبفيروس اتش 1 ان 1 او انفلونزا الخنازير.

وقالت المراكز ان الاشخاص الذين يصابون بمرض حاد في الجزء الاسفل من الجهاز التنفسي خلال عشرة ايام من عودتهم من شبه الجزيرة العربية او دول مجاورة لابد وان يستمروا في تقييم حالتهم وفقا للخطوط الرئيسية الحالية. وقالت انه يجب على الاطباء ان يكونوا متيقظين للمرضي الذين يصابون بعدوى ليس لها تفسير في الجهاز التنفسي في غضون عشرة ايام من عودتهم من شبه الجزيرة العربية او دول مجاورة. وانشات المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها موقعا خاصا على الانترنت بشأن هذه العدوى. بحسب رويترز.

وتشمل اعراض الاصابة بالفيروس الجديد مرض حاد جدا في الجهاز التنفسي مع ارتفاع درجة الحرارة وسعال وصعوبة في التنفس. ولم تصدر المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية قيودا على السفر متصلة بهذا الفيروس.

أكدت وزارة الصحة السعودية انتشار فيروس كورونا بالمملكة وسُجلت نحو 13 حالة توفي منها 7 أشخاص وجميعها في مستشفى واحد في المنطقة الشرقية بمحافظة الأحساء وجميع المصابين من السعوديين وأن الحالات المكتشفة نتيجة فيروس كرونا تم تسجيلها على مستوى العالم في كل من قطر والإمارات والأردن وبريطانيا خلال الأشهر الماضية .

وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية انها "تقوم بكل الاجراءات الاحترازية للمخالطين للمصابين حسب الموجهات العلمية المحلية والعالمية بأخذ عينات منهم لمعرفة ما اذا كانت هناك حالات بينهم. وأوضحت الوزارة ان "فيروس كورونا يعد احد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي حيث تمثل 15 في المئة من الفيروسات المسببة للانفلونزا التي تصيب الانسان، بينما هذا النمط جديد ولا توجد حتى الان على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدره ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي او مضاد حيوي كعلاج لهذا الفيروس".

وصف مسؤول صحي ظهور النمط النادر من فيروس الكرونا بأنه "عابر" ولا يدعو للقلق مؤكدا بأنه ليس له لقاح خاص فيه، ولا علاج مخصصا بذلك. وقال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش ان 15% من الفيروس المسبب لنزلة البرد هو من فيروس الكرونا وأعراضها بسيطة تتمثل في الم واحتقان بالحلق وارتفاع بالحرارة وتستمر لعدة ايام قليلة وتختفي.

وأضاف : " اما نمط الفيروس الجديد من الكرونا فهو نادر جدا، وفيروس متحور جديد وهو اشد ضراوة ويصيب الاشخاص الذين يعانون من امراض قلبية وصدرية مزمنة او نقص بالمناعة او كبار بالسن ويصبح لهم مضاعفات التهاب صدري وفشل كلوي وفي حالات تؤدي للوفاة .

ولفت الى ان فيروسات الانفلونزا تتحول مع الوقت الى نمط جديد، ويتم تشخيصها عن طريق العطاس والسعال وعن طريق اليد اذا كانت ملوثة بالفيروس، ومدة الحضانة من 2 الى 4 ايام وتستمر الى 7 ايام، ومن 95% الى 99% تستجيب للعلاجات المساندة وهي الماء والراحة والسوائل.

خطرا شديدا

في السياق ذاته قال العلماء إن سلالة جديدة من انفلونزا الطيور سببت تفشيا قاتلا بين البشر في الصين تمثل خطرا صحيا عالميا ويجب التصدي لها بجدية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن انفلونزا (اتش.7.إن.9) قتلت 24 شخصا واصابت اكثر من 125 ووصفتها بانها احد فيروسات الانفلونزا "الأكثر فتكا." وقال خبراء إن المعدل المرتفع للوفيات إلى جانب الاعداد الكبيرة نسبيا لحالات الإصابة في وقت قصير واحتمال ان تكتسب القدرة على الانتقال بين البشر تجعل السلالة الجديدة تشكل خطرا وبائيا.

وقال جون ماكولي مدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية بشأن الانفلونزا بالمعهد القومي البريطاني للبحوث الطبية "تعتبر منظمة الصحة العالمية هذه (السلالة) خطرا شديدا." وقال خبراء في علم الفيروسيات في إفادة في لندن إن الدراسات الأولية تشير إلى ان الفيروس لديه خصائص مروعة عديدة تشمل تبادلين وراثيين سيجعلانه على الارجح ينتشر في النهاية من شخص إلى اخر.

وقال كولين بيوت خبير فيروسات الطيور بمعهد بيربرايت بلندن "كلما استمر الفيروس في الانتشار دون مكافحة زاد احتمال ان يبدأ في الانتقال من شخص الى اخر." ومن بين الذين اصيبوا بفيروس (اتش.7.أن.9) وعددهم 125 توفي حوالي 20 في المائة منهم وشفي قرابة 20 بالمئة بينما لايزال الباقون مرضى. بحسب رويترز.

وقال علماء قاموا بتحليل بيانات التبادل الوراثي للفيروس من عينات اخذت من ثلاثة من ضحايا الفيروس إنه "ثلاثي الاختلاط" اي مزيج من جينات من ثلاث سلالات اخرى للانفلونزا اكتشفت في طيور في آسيا. واكتشفت الحالات البشرية من انفلونزا (اتش.7.ان.9) في اجزاء عديدة جديدة من الصين في الايام الاخيرة وباتت مسجلة الآن في جميع اقاليم البلاد.

بكتيريا شرسة

من جانب اخر حذرت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" الأمريكية من زيادة مقلقة لانتشار نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات الأمريكية. وذكرت الهيئة الفيدرالية أن البكتيريا قضت على نصف المرضى الذين أصيبوا بها، لافتةً إلى أن البكتيريا التي تعرف اختصاراً باسم "كري" CRE ) carbapenem-resistant Enterobacteriaceae)، تزايدت خلال نصف العقد الماضي، وأصبحت مقاومة لأقوى أنواع المضادات الحيوية. وأشار مدير "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية"، د. توم فيدين، بقوله: "كري كابوس.. أقوى المضادات الحيوية لا تنجح معها، مما يجعل المرضى عرضة لاحتمال الإصابة بعدوى غير قابلة للعلاج." بحسب CNN.

ودعا العاملين في مجال الطب إلى التكاتف والعمل معاً لتطبيق استراتيجية "الرصد والحماية" المفروضة من قبل الهيئة الفيدرالية، لمنع انتشار هذه البكتيريا الشرسة. يُشار إلى أن العدوى بالبكتيريا في المستشفيات الأمريكية تصيب 1.7 مليون شخص، يتوفى 99 ألف منهم سنوياً، فيما تقضي بكتيريا "كري" على نصف المصابين بها، بينما تودي الأنواع الأخرى من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بحياة 20 في المائة من المصابين بها.

في السياق ذاته قالت كبيرة المسؤولين الصحيين في بريطانيا ان مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدا مفجعا للطب وقد تعني وفاة مرضى يجرون عمليات جراحية بسيطة نتيجة اصابتهم بعدوى لا يمكن علاجها. وقالت سالي ديفيز كبيرة المسؤولين الطبيين في انجلترا ان هناك حاجة للقيام بعمل عالمي لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتطوير ادوية جديدة لمعالجة الامراض الناشئة المتحورة.

ولم يتم تطوير سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة من المضادات الحيوية الجديدة وعرضها في السوق خلال العقود القليلة الماضية وانه سباق مع الزمن للعثور على المزيد في الوقت الذي تتطور فيه العدوى البكتيرية بشكل متزايد الى "جراثيم عملاقة "مقاومة للأدوية الحالية. بحسب رويترز.

وقالت ديفيز للصحفيين مع نشرها تقريرا بشأن الامراض المعدية ان "مقاومة الميكروبات للأدوية يشكل تهديدا مفجعا. اذا لم نتحرك الان فان اي شخص منا قد يدخل المستشفى خلال 20 عاما لاجراء جراحة بسيطة ويتوفى بسبب عدوى عادية لا يمكن علاجها الا بالمضادات الحيوية. "والعمليات الروتينية مثل تغيير مفصل الفخذ او نقل عضو قد تكون مميتة بسبب خطر العدوى." ودعت ديفيز الحكومات والمنظمات في شتى انحاء العالم بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومجموعة الثماني الى اخذ هذا التهديد على محمل الجد والعمل على تشجيع مزيد من الاختراعات والاستثمارات في تطوير المضادات الحيوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/آيار/2013 - 27/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م