الأمراض المهملة... قنابل موقوتة تستهدف الجسد

 

شبكة النبأ: تتواصل الجهود التي يقوم بها العلماء والأطباء وباقي المؤسسات الإنسانية والصحية في مختلف أنحاء العالم، في سبيل منع انتشار بعض الأمراض التي تهدد صحة وحياة الإنسان، ومنها الأمراض المدارية المهملة أو الأمراض المهملة وهي مجموعة من الأمراض المدارية المتوطّنة في المناطق الفقيرة من الدول النامية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتسبب هذه الأمراض مجتمعة بين نصف مليون ومليون وفاة سنوياً، وبعضها قابل للاتقاء والعلاج بتطبيق تدابير وأدوية متوفرة في الدول المتقدمة.

وتتم مقابلة الأمراض المهملة بالأمراض القاتلة الثلاثة الكبرى (الأيدز والسل والملاريا) التي تحظى باهتمام ملحوظ وتمويل أكبر من قبل المؤسسات العالمية والدول التي تسعى الى منع انتشار هذه الأمراض. وفي هذا الشأن قالت منظمة الصحة العالمية إن اكثر من 50 في المئة من سكان إقليم شرق المتوسط يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بمرض الملاريا. وأضافت أنه بناء على تقديرات عام 2010 تأثر حوالي 10.4 مليون شخص بالملاريا ويتوفى 15 الف شخص سنويا من جراء الإصابة به.

وقالت "لا تقتصر مشكلة الملاريا على اقليم شرق المتوسط وحده فالمرض لايزال يقتل ما يقدر بنحو 660 الف شخص في العالم معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة من العمر في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى." ومضت تقول في تقريرها "كل عام تقع اكثر من 200 مليون حالة ومعظم الحالات لا يجري لها الاختبار التشخيصي ولا يتم تسجيلها."

وحث الدكتور علاء الدين العلوان المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط على تحسين وتعزيز الجهود في مجال مكافحة الملاريا قائلا "نحن بحاجة الى تركيز جهودنا في المناطق التي تشتد فيها الحاجة." وقالت المنظمة إن جهود مكافحة الملاريا لاتزال مقيدة بسبب ضعف الالتزام السياسي وضعف البنية الاساسية ونقص القدرات الوطنية.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن إقليم شرق المتوسط حقق نجاحات عديدة في مكافحة الملاريا في السنوات العشر الأخيرة ومنذ انطلاق "مبادرة دحر الملاريا". وقالت إنه في عام 2000 بلغ عدد الدول الخالية منه عشر دول وارتفع العدد الى 14 دولة في عام 2010. ويضم إقليم شرق المتوسط 22 دولة منها مصر والعراق والمغرب وباكستان إضافة الى الأراضي الفلسطينية.

وباكستان واحدة من أكثر ثلاث دول تتوطن فيها الملاريا في الإقليم. وقالت المنظمة إنه منذ عام 2000 انخفضت معدلات وفيات الملاريا بنسبة تزيد عن 25 في المئة وتراجعت بنسبة 50 في المئة في 99 دولة مازالت العدوى تنتقل فيها. وقالت المنظمة إنه على الرغم من المكاسب التي تحققت على الصعيد العالمي في مجال الوقاية من هذا المرض ومكافحته فإن التمويل العالمي لمكافحة الملاريا شهد انخفاضا. وأضافت أنه ظهرت كذلك مقاومة طفيل الملاريا للأدوية والمبيدات الحشرية مما يهدد التقدم الذي تحقق.

في السياق ذاته أحاط الجمود بالتمويل العالمي اللازم لجهود مكافحة الملاريا في العامين الاخيرين الامر الذي يهدد بالقضاء على "المكاسب الكبيرة" التي تقول منظمة الصحة العالمية إنها تحققت أخيرا في مكافحة ذلك المرض الطفيلي وهو من أبرز الامراض المعدية المميتة. وزاد تمويل مكفاحة الملاريا بسرعة في الفترة بين 2004 و2009 لكنه استقر في الفترة بين 2010 و2012 وهو ما يعني تقلص جهود المكافحة في المناطق التي يشتد فيها تفشي المرض مثل افريقيا جنوبي الصحراء.

ووجد تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن الملاريا في العالم ان عدد شبكات مكافحة البعوض المعالجة بالمبيدات الطويلة المفعول التي قدمت للدول لباس ستوطن فيها المرض جنوبي الصحراء الافريقية تراجع من 145 مليونا في عام 2010 الى 66 مليونا حسب التقديرات في 2012. وقال التقرير "هذا يعني ان كثيرا من العائلات لن تتمكن من إبدال الشبكات التي توضع حول الاسرة عندما تحتاج إلى ذلك الامر الذي يعرض مزيدا من الاشخاص للإصابة بمرض يمكن أن يسبب الوفاة." بحسب رويترز.

ويسبب الملاريا طفيل يحمله البعوض في لعابه ويموت بها مئات الالاف سنويا أغلبهم من الرضع والاطفال دون سن الخامسة في افريقيا. وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية بأن زهاء 219 مليون شخص أصيبوا بالمرض في 2010 وتوفي منهم قرابة 660 ألفا. لكن من الصعب الحصول على ارقام دقيقة ويقول خبراء آخرون ان وفيات الملاريا السنوية قد تكون ضعفي هذا العدد.

الملاريا في الهند

على صعيد متصل ربطت مجموعة أبحاث تعاونية متعددة الجنسيات درجات حرارة مياه البحر بتفشي الملاريا في شمال غرب الهند، وهو استنتاج قد يتيح لمسؤولي الصحة اتخاذ المزيد من التدابير لمنع انتشار الأوبئة. واستنادًا إلى بيان صحفي أصدرته جامعة ميشيغن، يمكن استخدام درجات حرارة سطح البحر في القسم الاستوائي من جنوب المحيط الأطلسي لتوقع تفشي وباء الملاريا الذي سيتطور بعد أشهر لاحقة في شمال غرب الهند، على الرغم من بعدها مسافة آلاف الكيلومترات عنه.

وترأست عالمة البيئة مرسيدس باسكوال، في جامعة ميشيغن، مجموعة الأبحاث التي شملت مساهمات من المعهد الوطني لأبحاث الملاريا في نيودلي، ومعهد كتالونيا للأبحاث والدراسات العليا، ومعهد كتالونيا لعلوم المناخ، وكلاهما في إسبانيا، وكلية لندن للنظافة الصحية والطب الاستوائي. وقالت بساكوال: "إن بالإمكان استخدام الرابط المناخي الذي كشفنا عنه كمؤشر لخطر انتشار الملاريا". واستطردت: "على الجانب العملي، نأمل بإمكانية استخدام هذه النتائج كجزء من نظام تنبيه مبكر."

وكانت مجموعة الأبحاث هذه قد قامت بدراسة بيانات تم جمعها بدءًا من العام 1985 وحتى العام 2006. ووجد الباحثون أن درجات حرارة سطح البحر التي تكون أكثر برودة من المعتاد في تموز/يوليو، "ترتبط بشكل كبير" بزيادات الأمطار الموسمية وحالات تفشي وباء الملاريا في شمال غرب الهند، التي حصلت في الربع الأخير من تلك السنة. وشرحت عالمة البيئة في جامعة ميشيغن قائلة: "بالنسبة لهذه المنطقة من الهند ولهذه النافذة من الزمن في العقود الحديثة، يبدو أن القسم الاستوائي من جنوب المحيط الأطلسي يلعب دورًا مهيمنًا على هطول الأمطار، ومن خلال هطول الأمطار تتفشى الملاريا."

وتحدث معظم حالات تفشي وباء الملاريا في شمال غرب الهند في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. وقد وجدت المجموعة أن حدوثها يرتبط بالأمطار الموسمية في فصل الصيف، إذ يسبقها هطول أمطار غزيرة تديم حياة بعوض "الأنفويلة" التي تحمل الجرثومة الطفيلية المتصوّرة المنجلية (بلاسموديوم) التي تسبب الملاريا.

وتحصل حوالي 9 ملايين إصابة بالملاريا سنويًا في الهند. وقد تزود نتائج الدراسة المسؤولين الصحيين بالوقت اللازم لزيادة نطاق الإنذار حول احتمال تفشي الوباء في أي سنة معينة. ومن شأن هذه المعرفة أن تتيح اتخاذ قرارات أفضل حول إجراءات مراقبة البعوض وحشد الموارد في الوقت المناسب لتخفيف وطأة تفشي المرض.

ولا يُخفى أن الملاريا هي أكثر من مجرد مرض بائس، فهو فتّاك في بعض الأحيان. إذ أثبتت الأبحاث العلمية على مدى العقد الماضي أن تكرار حدوث نوبات هذا المرض يمكنها أن تستنزف القوة العاملة في البلاد، وتستنزف مواردها، وتعيق النمو الاقتصادي فيها. وقال عالم التنمية الاقتصادية المشهور، جيفري ساكس، في دراسة نشرها عام 2002: "حيثما تتفشى الملاريا، يتقلص ازدهار المجتمعات البشرية". وأكدت دراسته "وجود ارتباط عضوي ملحوظ بين الملاريا والفقر."

وقد دعم العديد من الوكالات الحكومية الأميركية أبحاث باسكوال حول الملاريا. وتعمل الولايات المتحدة مع شركاء دوليين للمساعدة في مكافحة الملاريا من خلال تنفيذ برامج تتصدى لفيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز، وكذلك من خلال مبادرة الرئيس لمكافحة الملاريا، التي تهدف إلى إنهاء الوفيات الناجمة عن الملاريا بحلول العام 2015. وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 219 مليون إصابة بالملاريا وقعت في عام 2010 ونتج عنها وفاة ما يقدر ب 660 ألف مصاب.

أسرع الأمراض

من جانب اخر قالت منظمة الصحة العالمية إن حمى الضنك هي أسرع الأمراض الاستوائية انتشارا في العالم وتمثل "تهديدا وبائيا" بعد ان أصابت حوالي 50 مليون شخص في جميع القارات. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن المرض الذي ينتقل عن طريق لدغة انثى البعوض يحدث على نطاق يزداد اتساعا نظرا لزيادة حركة الناس والبضائع وكذلك الفيضانات المرتبطة بظاهر تغير المناخ.

والمرض الفيروسي الذي اقتصر في خمسينيات القرن الماضي على عدد قليل من المناطق موجود الآن في أكثر من 125 دولة بدرجة أكبر بكثير من الملاريا وهي من اشهر الأمراض التي ينقلها البعوض. وأظهرت التجارب العام الماضي أن اللقاح الأكثر تقدما لحمى الضنك فعال بنسبة 30 بالمئة فقط. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان "في 2012 جاءت حمى الضنك في المرتبة الأولى كأسرع الأمراض الفيروسية انتشارا في العالم مسجلة زيادة قدرها 30 ضعفا في حالات الاصابة بالمرض على مدى السنوات الخمسين الماضية."

وفي أواخر العام الماضي تعرضت أوروبا لأول ظهور مستمر للمرض منذ عشرينيات القرن الماضي بعد إصابة 2000 شخص في جزيرة ماديرا البرتغالية في المحيط الأطلسي. وقال الدكتور رامان فيلايودان الخبير في قسم مكافحة أمراض المناطق الاستوائية بمنظمة الصحة العالمية إن مليوني حالة إصابة بحمى الضنك تسجل على مستوى العالم كل عام في 100 دولة معظمها في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية وتتسبب في وفاة 5000 إلى 6000 شخص.

لكنه اضاف أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير لأن المرض انتشر بشكل كبير وموجود الآن في جميع قارات العالم. وقال فيلايودان "تقدر منظمة الصحة العالمية أنه في المتوسط هناك حوالي 50 مليون حالة تحدث كل عام وهذا تقدير متحفظ للغاية" مضيفا أن بعض الدراسات المستقلة قدرت العدد بحوالي 100 مليون اصابة بالمرض. وقال "حمى الضنك هي المرض الأكثر تهديدا والأسرع انتشارا الذي ينقله البعوض."

وفي مؤتمر صحفي بعدما اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا حول 17 مرضا استوائيا مهملا تؤثر على مليار شخص قال فيلايودان "وسع البعوض انتشاره في صمت. "لذلك لدينا اليوم بعوض الزاعجة في أكثر من 150 دولة. خطر حمى الضنك موجود في جميع أنحاء العالم. " وقال إن بعوض الزاعجة الذي يسبب حمى الضنك وحمى الشيكونغونيا انتشر في 18 دولة في أوروبا غالبا عن طريق استيراد خيزران الزينة أو إطارات السيارات المستعملة. وقال فيلايودان "لكننا نحاول معالجة هذه المسألة بطريقة أكثر منهجية من خلال التحكم في دخول النواقل في منافذ الدخول مثل الموانئ البحرية والمطارات فضلا عن المعابر البرية" مشيرا إلى أنه من الصعب رصد البعوض وبيضه. بحسب رويترز.

وتسبب حمى الضنك أعراضا تشبه اعراض الانفلونزا التي تهدأ في غضون أيام قليلة في بعض الحالات. لكن الإصابة الشديدة بالمرض تتطلب علاجا في المستشفى من المضاعفات بما في ذلك نزيف حاد قد يكون فتاكا. وتقول منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف انه لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك لكن الكشف المبكر والحصول على الرعاية الطبية الملائمة يخفضان معدلات الوفيات إلي أقل من واحد في المئة. وقال فيلايودان محذرا "على المرء أن يضع في الاعتبار أنه لا يوجد علاج لهذا المرض ولا تزال اللقاحات في طور الابحاث."

خطر عالمي

من جانب اخر قال مسؤولون دوليون في مجال الصحة ان سلالات فتاكة من السل مقاومة لعدة عقاقير تنتشر حول العالم وان السلطات في حاجة ملحة الى 1.6 مليار دولار سنويا للتصدي لها. وقالت منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا في بيان مشترك ان على المانحين ان يقدموا "تمويلا كبيرا" لمساعدة الخبراء على التصدي لجميع الحالات الموجودة وعلاج السلالات الخطيرة منها. وقالت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "نحن لا نحرز اي تقدم في وقت نحتاج فيه بشدة الى تكثيف استجابتنا للسل المقاوم لعقاقير متعددة."

وكثيرا ما ينظر الى السل على انه مرض من الماضي لكن ظهور سلالات تستعصي على العلاج حولته الى احد اكثر المشكلات الصحية الحاحا في العالم خلال السنوات العشر الماضية. والسل هو ثاني اكثر الامراض المعدية فتكا بعد فيروس نقص المناعة المكتسب الذي يسبب الايدز.

ففي 2011 اصيب 8.7 مليون شخص بالسل وتوفي 1.4 مليون متأثرين بالمرض. وتقول منظمة الصحة العالمية ان ما يصل الى مليوني شخص ربما يعانون من سلالات مقاومة للعقاقير بحلول 2015. وحتى السل النمطي فان علاجه يستلزم عملية طويلة. فالمرضى يحتاجون الى تناول مجموعة من المضادات الحيوية ستة اشهر ويتقاعس كثيرون عن اكمال العلاج وقد ادى هذا الى جانب زيادة استخدام المضادات الحيوية واساءة استخدامها الى زيادة مقاومة مسببات المرض لهذه العقاقير.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان سلالة اكثر خطورة يمكنها مقاومة حتى اكثر الادوية فاعلية ظهرت فيما لا يقل عن 77 دولة في 2011. كما ابلغ الاطباء في الهند عن حالات مقاومة تماما للعقاقير بحيث لا يجدى معها نفعا اي دواء مهما كانت فاعليته. وقالت منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي انهما وجدا فجوة متوقعة قدرها 1.6 مليار دولار في الدعم العالمي السنوي لمكافحة السل في 118 من الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل. وقالا انه إذا تم سد هذه الفجوة فإن ذلك يعني ان 17 مليون مريض بالسل وبالسل المقاوم للعقاقير يمكن علاجهم بشكل كامل الامر الذي ينقذ نحو 6 ملايين روح بين 2014 و 2016.

وقال مارك ديبول المدير التنفيذي للصندوق العالمي في بيان "من الامور الحاسمة ان نزيد التمويل الذي تشتد الحاجة اليه من اجل مكافحة المرض. اذا لم نتحرك الان فسترتفع تكاليفنا بصورة قياسية." وقالت الوكالتان ان اغلب الاموال الاضافية تلزم للاسراع بالتشخيص الدقيق للسل وعملية تحديد العقاقير التي تقاومه. والاموال لازمة ايضا لتحسين الوصول الى الادوية الفعالة.

في السياق ذاته أظهرت دراسة كانت منتظرة على نطاق واسع لأول لقاح جديد للوقاية من مرض السل منذ 90 عاما إن اللقاح لم يقدم أي فائدة جديدة عن سابقه فيما يتعلق بوقاية الأطفال من الإصابة بالسل وهي نتيجة مخيبة للآمال لكنها كانت متوقعة. واللقاح الذي يحمل اسم أم.في.ايه85 أيه هو الأكثر تطورا بين اكثر من عشرة لقاحات يجري تجريبها معمليا حاليا على البشر وينكب العلماء على النتائج لمعرفة سبب فشل التجربة وكيف يمكن الاستفادة من النتائج في دراسات مستقبلية.

وقام باحثون من جامعة أوكسفورد في بريطانيا بإنتاج اللقاح بمساعدة اريس وولكوم تراست والمفوضية الأوروبية واتحاد اوكسفو إيمرجنت للوقاية من السل وهو مشروع مشترك بين اوكسفورد وايمرجنت بايوسوليوشونز. وقالت آن جينسبرج من ايراس وهي مؤسسة غير هادفة للربح في روكفيل بماريلاند تمولها أساسا مؤسسة بيل وميليندا جيتس "من الواضح أننا جميعا كنا نحب أن نرى وقاية أكبر."

واللقاح المستخدم حاليا للوقاية من السل والمعروف باسم باسيل كالميت جيرين أو (بي.سي.جي) تم تطويره عام 1921 ويعطى بشكل منتظم للأطفال في الدول ذات معدلات الإصابة الكبيرة بالسل للوقاية منه. لكن الوقاية تتبدد خلال بضع سنوات ولا يحمي هذا اللقاح من اكثر أنواع السل شيوعا الذي يهاجم الرئتين لدى الكبار والبالغين ويمكن ان تنتقل عدواه عن طريق السعال والعطس.

وفيما يتعلق بالدراسة المنشورة في النشرة الطبية البريطانية لانسيت جرب الباحثون اللقاح على نحو ثلاثة آلاف طفل غير مريض في جنوب افريقيا كانوا قد اعطوا بالفعل اللقاح القديم. أعطي نصف الأطفال اللقاح الجديد والنصف الآجر دواء بلا مادة فعالة. وبعد فترة المتابعة التي استمرت عامين أصيب 32 طفلا من الذين أعطوا اللقاح الجديد بالسل بالمقارنة مع 39 من المجموعة الثانية التي أعطيت دواء دون مادة فعالة. بحسب رويترز.

فيما يظهر تحسنا بسيطا غير ملحوظ إحصائيا. وقال الباحثون إن مستوى الوقاية بين الأطفال جاء أقل بكثير من مستواها بين البالغين الذي جرب عليهم اللقاح الجديد وانهم يعتزمون مواصلة البحث لمعرفة السبب. ولم يوردوا بيانات عن مدى نجاح اللقاح مع الكبار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/آيار/2013 - 24/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م