|
أكاد أجزم بأن أمتنا العربية، هي الأكثر استخداماً لموقع التواصل
الاجتماعي face book من بين الأمم، وأجزم بأنها الأمة الأقل استفادة من
هذا الاختراع، كما هو دأبها، فنصيب استفادتها من الاختراعات هو الجانب
السلبي لا الإيجابي.
هذه الظاهرة السلبية لاتقتصر على عامة الناس، إنما للنخبة نصيبها
الأوفر منها كذلك.
خلال متابعاتي لما ينشر على الـ فيسبوك، خرجت بالحصيلة التالية:
حين تنشر دراسة على مستوى عالٍ من الأهمية، قد يصل مشاهدوها إلى ١٠٠
مشاهد إذا كنت محظوظاً، وخمسين تعليقاً، وعشرين لايكاً.
في حين حقق مشهداً لفتاة شاركت في برنامج مسابقة للمواهب، مليوناً
وسبعمئة ألف مشاهدة، علماً أن تلك الفتاة لم تكن طبيعية.
وزير الدفاع الاسرائيلي موشي دايان استخدم خطة واحدة لحربين مع
العرب، حين اعترض عليه القادة أجابهم بلهجة الواثق:
العرب لايقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون، لقد
كان الرجل منصفاً في تقييم خصمه.
العرب نشأوا وهم في ذيل قائمة الحضارة، حرب تدوم أربعين عاماً لسبب
تافه، حتى منّ الله عليهم بمحمد ص، الذي انتشلهم، ليرتفع بهم إلى طليعة
سلّم الحضارة، وما أن التحق بربه حتى انقلبوا على أعقابهم.
لقد عادوا اليوم لقمّة حضيضهم، إذ لانصيب لهم سوى الذل والهوان،
يقول أحد الشعراء فيهم:
والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه وربك الوهابُ
عامة الفيسبوكية العرب لايستهويهم سوى التفاهات، والنخب يتنازعها
جنون العظمة والكسل، فتعليق على مقال جيد تعتبره النخبة انتقاصاً
وحطّاً من مكانتها، ولذا لاتجد تعليقاً من أحد مهما كان الموضوع
قيّماً.
أنا أعجب لماذا تصرف أميركا الأموال الطائلة لإشغال العرب ببعضهم،
فهي أمة ماتت منذ زمن بعيد، وإن لم يشيّع جثمانها.
https://www.facebook.com/haider.albasry.90
|
