المرجعية ميزان التوازن والاستقرار السياسي

 

شبكة النبأ: ظهرت في الآونة الاخيرة أصوات تحاول أن تلقي باللائمة على المرجعية الدينية، خاصة ما يتعلق بإدارة البلاد، وعدم تحقيق ما يصبو إليه العراقيون من خدمات وسواها، ولكن لو أننا نظرنا الى دور المرجعية بعين الانصاف الحقيقي، فإننا لا يمكن أن نتناسى أو نغفل دورها الكبير في تحقيق التوازن السياسي بين الاحزاب والكتل المتصارعة، كما اننا نتفق على دور المرجعية في تذليل الكثير من العقبات والمصاعب التي مرت بها البلاد.

وعندما نتحدث عن المرجعية ودورها في البناء السياسي والمجتمعي، ودورها الديني والشرعي أيضا، فإننا لا نخص المرجعية الشيعية فقط، إذ حتى السنة يؤكدون على الدور المهم الذي تؤديه المرجعي في تحقيق الاستقرار السياسي والمجتمعي عموما، لهذا ليس صحيحا أن نقلل من شأن هذا الدور، وهو لا يخدم أحد، طالما اننا متأكدون من اهمية المرجعية في التقريب بين وجهات النظر المختلفة لدى الفرقاء، وسعيها الدائم لجعل الحوار هو الوسيلة الافضل لتحقيق المصالح المختلفة لمكونات المجتمع كافة.

كذلك هناك دور كبير ومهم جدا للمرجعية يتمثل بايمان الجماهير بها، استنادا الى التأريخ المشرف لها في مقارعة المستعمرين منذ أن قامت ثورة العشرين في القرن الماضي عندما قاد سماحة المرجع الديني محمد تقي الشيرازي، الجماهير لطرد الاستعمار الانكليزي، وفي ضوء نتائج هذه الثورة الخالدة تأسست أول دولة عراقية حديثة في عام 1921، وتم القضاء على الفتنة الطائفة التي كان من الممكن ان تجر البلاد كلها الى مستنقع الحروب الاهلية الطاحنة.

يُضاف الى ذلك فإن مواقف المرجعة واضحة بشأن ما يجري في البلاد من أخطاء حكومية وسواها، لأن المرجعية تتابع الفعل الحكومي وادارة البلد على مدار الساعة، وتبدي ما يستوجب من ملاحظات وتوجيهات تكفل قضية التصحيح وتحث المعنيين من قادة البلد على وضع مصلحة المواطن قوق كل اعتبار او هدف، لكن المرجعية تنأى بنفسها عن التدخل المباشر في القضايا السياسية، كما أنها لا تريد أن تكون بديلا عن مؤسسات الدولة الدستورة، لكنها بحكم مسؤوليتها الدينية والشرعية والاخلاقية تجاه المجتمع عموما، فإنها تصحح الامور وتدعو الى الانسجام والتناغم بين مكونات المجتمع، كما أن ممثلي المرجعية يعلنون في خطبهم جميع الملاحظات التي تتعلق بالتلكؤ في ادارة البلاد، وتطالب بالتصحيح، وأحيانا تتخذ اجراءات قوية كي تشعر المسؤولين بغضبها، مثل عدم استقبال القادة السياسيين الكبار من لدن المراجع، حتى تشعرهم بأخطائهم ازاء المجتمع، علما أن المرجعية كما سبق الذكر لا تريد أن تكون بديلا للدستور الذي تدار في ضوئه شؤون الدولة كافة.

لهذا لا يجوز النيل من المرجعية بأية صورة كانت، وتحت اي تبرير كان، لأن هناك كثيرين يريدون النيل من مكانة المرجعية الشريفة، ولا يريدون لها هذا الدور الذي يعد بمثاية الميزان الذي يزن جميع الامور في البلاد، لاسيما في المجال السياسي حيث نمر في مرحلة غاية في التعقيد والخطورة، وتتطلب من الجميع الحذر من مخططات الاعداء في الداخل والخارج، ألئك الذين لا يريدون الخير العراق او لشعبه، ويحاولن تدمير كل الركائز التي يقوم عليها استقرار البلد، ومن اهم هذه الركائز واقواها ما تقدمه المرجعية الشريفة من عوامل كبيرة تساعد على استقرار البلاد وتطورها.

لذلك من الواضح أن كل من يحاول الاساءة للمرجعية، هو ضد استقرار المجتمع العراقي، خاصة أن جميع الاحداث الماضية على تعقيدها وخطورتها، قد أثبتت بما لا يقبل الشك الدور الكبير للمرجعية في تحقيق التوازن والاستقرار، لأنها تقف في مسافة واحدة من الجميع، وتوظف علاقتها الكبيرة مع المواطنين لصالح تقدم البلاد لاسيما في الجانب السياسي، لذا فإن الاصوات التي تحاول ان تنال من دور المرجعية ومكانتها، لا يمكن أن تحب الخير للعراق والعراقيين، لأنها صمام الامان في حفظ توازن المجتمع والبلاد عموما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/نيسان/2013 - 2/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م