عالم الحيوان...  سير حثيث نحو الانقراض

 

شبكة النبأ: تشير بعض التقارير الخاصة الى ارتفاع معدل الانقراض العالمي لعديد من الحيوانات والنباتات والذي اصبح اليوم أكبر من معدلات الانقراض الطبيعي، بسبب عمليات الصيد الجائر والتغيرات المناخية، وبحسب أحد التقارير البيئية فإن العالم سيفقد وإلى الأبد نحو خمسة وخمسين في المئة من الكائنات خلال فترة تتراوح ما بين خمسين ومئة عام من الآن وقد سبق أن حصلت في الماضي وتيرة خسائر مماثلة في التنوع الحيوي، وعلى مدى الأعوام الثلاثين القادمة يتوقع العلماء انقراض نحو ربع الثدييات المعروفة وعشر أصناف الطيور المسجلة نتيجة لهذه الاسباب، وفي هذا الشأن قال باحثون إن المستعمرات البشرية تسبّبت في انقراض 1300 نوع من الطيور في جزر المحيط الهادئ قبل آلاف السنوات. وأشارت الدراسة التي نشرت في دورية (بروسيدينغ أوف ناشول أكاديمي أوف ساينس) إلى أنه قبل ما بين 700 و3500 سنة استعمر البشر الجزر النائية في المحيط الهادئ، واصطادوا الطيور المحلية وقطعوا الأشجار.

وقال الباحث المشارك في الدراسة تيم بلاكبورن، مدير جمعية علم الحيوانات في لندن، 'إن احتسبنا كافة الجزر في المحيط الهادئ الاستوائي، بالإضافة إلى الطيور البحرية والطيور المغردة، فإن إجمالي الأنواع المنقرضة يبلغ حوالي 1300 نوع من الطيور'. وأجرى الباحثون تحاليل لأحفوريات من 41 جزيرة في المحيط الهادئ وقارنوها مع الدلائل التاريخة لتواجد أنواع من الطيور. وتوصلوا إلى استنتاج بأن على الأقل 983 نوعاً من الطيور انقرض بعد استعمار جزر المحيط الهادئ، تضاف إليها الطيور المغردة والطيور البحرية. وكانت الطيور المحلقة أكثر قابلية بـ30 مرة للنجاة من النشاطات البشرية مقارنةً بالطيور غير القادرة على التحليق. بحسب يونايتد برس.

في السياق ذاته قال تقرير إن عدد الفيلة التي يجري صيدها في أفريقيا للحصول على العاج منها اكثر من تلك التي تولد سنويا مع تربح عصابات الجريمة المنظمة من هذه التجارة وهو ما قد يهدد قريبا اعداد الفيلة في بعض المناطق. ويزداد الطلب على العاج المستخدم في صناعة أدوات الزينة في آسيا مدفوعا بالقوة الشرائية المتنامية للطبقات الغنية في بلدان القارة إلى جانب الاستثمار الصيني المتزايد في أفريقيا والطلب على مواردها.

وقال التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة وجماعة ترافيك للحفاظ على الحياة البرية إن العصابات المتورطة في تجارة العاج تنشط دون ملاحقة. وقال توم ميليكن خبير تجارة العاج بجماعة ترافيك "تربح شبكات الجريمة المنظمة المال من ازمة صيد الفيلة وتهريب العاج بكميات غير مسبوقة مع افلات نسبي من العقاب وخوف محدود من الملاحقة."

وقال التقرير إن 17 ألفا من حيوانات الفيلة تم صيدها في عام 2011 وذلك في المواقع التي تخضع لمراقبة برنامج رصد صيد الفيلة في أفريقيا والذي يغطي حوالي 40 بالمئة من قطعان الفيلة في القارة. ويمثل العدد الذي تم صيده 7.4 بالمئة من اعداد الفيلة في هذه المناطق.

وقال التقرير "يتراوح معدل النمو السنوي الطبيعي لفيلة صحيحة بين 5 و6 بالمئة.. اذا استمر هذا الاتجاه على مدار عدد من السنوات فإن مستويات الصيد الحالية ستؤدي إلى تناقصات كبيرة في الاعداد في كثير من مناطق القارة." وتسارع معدل الصيد اذ تذهب التقديرات إلى أن حوالي 11 ألفا من الأفيال تم صيدها في تلك المناطق في عام 2010. وتشير بيانات النصف الأول من عام 2012 إلى أن الحصيلة النهائية ستماثل تلك المسجلة في عام 2011.

من جهة اخرى اطلقت حديقتا حيوانات في بريطانيا نداء للمتطوعين لتنظيم دوريات حراسة بعدما تلقت تحذيرات من الشرطة من امكانية استهداف صيادين لحيوانات وحيد القرن فيهما. وتباع قرون هذه الحيوانات باسعار باهظة في دول شرق آسيا حيث تستخدم خصوصا في الطب التقليدي، ولذلك تشكل حيوانات وحيد القرن هدفا للصيادين في افريقيا.

غير ان التهديد وصل هذه المرة الى بريطانيا على ما يبدو، فقد تلقت شرطة منطقة كنت في جنوب انكلترا معلومات عن "امكانية استهداف حيوانات وحيد القرن"، وقررت تشديد المراقبة. وأبلغت الشرطة ادارة حديقتين للحيوان في المنطقة بعذه المخاوف، وهما تضمان "اهم قطيع من حيوانات وحيد القرن السوداء خارج افريقيا"، فاطلقت الحديقتان نداء للمتطوعين للمساعدة في المراقبة. بحسب فرنس برس.

وقالت مؤسسة "اسبينال فاونديشن" المسؤولة عن الحديقتين "للمرة الاولى، يبدو ان الصيادين الذين جعلوا من حيوانات وحيد القرن فصيلة مهددة بالانقراض، يستعدون لهجمات في بريطانيا". واضافت "بحسب الشرطة فان الخطر جدي، ولذلك نحن نقوم بكل ما في وسعنا لحماية هذه الحيوانات"، طالبة من زوار الحديقتين الابلاغ عن اي امر قد يرونه مريبا. وبحسب هذه المنظمة، يصل ثمن قرن وحيد القرن الى 280 الف دولار. وتضم الحديقتان عشرين حيوان وحيد قرن اسود، من بين 200 تعيش في الاسر في العالم. ويعيش منها حوالى 700 حيوان في الطبيعة.

تبني الفيلة

علىى صعيد متصل فأن بيلا وآنا وسينتا ودادانج وإلينا خمسة أفيال إندونيسية متاحة "للتبني" ضمن مشروع لحماية الفيلة الآسيوية المهددة بالانقراض على ان يسمح لهذه الحيوانات بالبقاء في البرية. يقول خبراء في المشروع الدولي للأفيال الذي أطلق في سيدني إنه بينما تواجه الأفيال الأفريقية خطرا متزايدا بسبب اتساع نطاق الصيد الجائر فأن الفيلة الآسيوية مهددة بسبب فقدان الموائل.

وذكر ليف كوكس أحد مؤسسي المشروع أن إزالة الغابات في جزيرة سومطرة دفع القرويين إلى تسميم الفيلة لحماية محاصيلهم من الحيوانات الجائعة. وأضاف كوكس "مع اختفاء موائلهم الطبيعية يتزايد الصراع مع المجتمعات المحلية وتقع وفيات على الطرفين" مشيرا إلى أنه بينما توجد قوانين إندونيسية لحماية الغابات المتبقية فان وسائل تطبيق القانون ليست قوية بما يكفي.

وقال"الأفيال الأسيوية تواجه خطر الانقراض بصورة أكبر من الفيلة الأفريقية لأن اعدادها أقل." والأفيال الخمسة المعروضة "للتبني" تنتمي لقطعان مختلفة في منطقة بوكيت تيجابولوه في سومطرة التي شهدت إزالة سريعة للغابات في الفترة الماضية لصالح الزراعات المستخدمة في انتاج زيت النخيل والورق. بحسب رويترز.

وكل فيل مزود بطوق مرتبط بنظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.اس) الأمر الذي يتيح لمراقبي المشروع اقتفاء أثر كل قطيع وتحركاته. وتتيح الأطواق للعاملين في المشروع معرفة متى تقترب الأفيال من مناطق مأهولة بالسكان لابعادها قبل حدوث أي مشكلات. ويبدأ التبني من 65 دولارا أستراليا (68 دولارا أمريكيا).

اعادة 32 ببغاء

من جانب اخر اعلنت منظمة غير حكومية بلغارية تعنى بالمحافظة على التنوع الحيوي ان 32 ببغاء من فصيلة نادرة كانت صودرت في بلغاريا قبل ثلاث سنوات اثر محاولة تهريبها من لبنان بطريقة غير قانونية، سيتم نقلها الى اوغندا. وقال ستيفان افراموف الخبير في شؤون الانواع المحمية في المنظمة "انها اول حالة تتم فيها اعادة ببغاوات تمت مصادرتها في اوروبا الى افريقيا".

وهذه الببغاوات ال32 التي تنتمي الى فصيلة مهددة بالانقراض مصدرها الغابون هي الوحيدة التي لا تزال حية من اصل 107 انواع طيور تمت مصادرتها في 23 نيسان/ابريل 2010 في مطار صوفيا. كما عثر حينها على ببغاء نافق من جانب مفتشي الجمارك. وتم نقل هذه الطيور من لبنان داخل اربعة اقفاص من جانب رجل بلغاري من اصل لبناني لم يكن يحمل الاوراق اللازمة لنقل هذه الحيوانات وبينها تصريح "سايتس" الذي يعنى بحماية الانواع المهددة بالانقراض. بحسب فرنس برس.

وتم تسليم الببغاوت ال107 الى حديقة للحيوانات في صوفيا. ونفقت غالبية هذه الحيوانات في غضون اشهر قليلة بسبب المشاكل التي عانتها جراء فترة الحبس الطويلة في الاقفاص والتنقل. وانتظرت الببغاوات التي بقيت حية عامين الى حين انتهاء محاكمة المهرب الذي حكم عليه بدفع غرامة قدرها 75 الف يورو. كما امتد مسار انهاء معاملات نقلهم النهائي لعام اضافي. واقترح خبراء في منظمة حماية التنوع الحيوي واخرون من وزارة البيئة البلغارية تعديل القانون للاسراع في عملية نقل الحيوانات المهددة بالانقراض وعدم انتظار انتهاء محاكمة المهربين، وفق ما اعلنت المنظمة في بيان

حياة اخرى

من جانب اخر تكتفي أرملة بريطانية بتناول كوب حساء واحد فقط يومياً حتى تتمكن من ادخار ما يكفي من المال لإطعام حيواناتها الـ11 الأليفة التي تربيها. وأفادت صحيفة 'صن' البريطانية ان بيرنيس ماكتيل (52 سنة) تكرس حياتها للاهتمام بـ3 كلاب وقطتين و4 عصافير وأفعيين لدرجة انها لا تحصل إلا على كوب حساء واحد يومياً كي توفر حوالي 250 دولارا شهرياً لإطعام حيواناتها الأليفة.

ولفتت إلى ان المرأة، التي تمشي بصعوبة نتيجة إصابتها بمشاكل في العظام وبجلطة، تحصل على إعانة قيمتها 190 دولارا أسبوعياً ، ويتوجب عليها دفع 120 دولارا لإيجار شقتها وتسديد فواتيرها فيما تخصص كل ما يتبقى لديها من مال لشراء طعام لحيواناتها. لكن ماكتيل أكدت انها سعيدة بحياتها بالرغم من انها محرومة من كل شيء حتى من الطعام، وشددت على انها لا تمانع في إنفاق كل ما لديها للحفاظ على حياة حيواناتها الـ11. وقالت ان لا حياة لها من دون هذه الحيوانات، فهي تعطيها هدفاً تعيش من أجله.

الى جانب ذلك يرفع السياح رؤوسهم للتمتع بنسيم الصباح، بينما يبحر الزورق في رحلة كغيرها من الرحلات ... مع فارق واحد هو ان ركابها هم من الكلاب. وتخبر أندي بي البالغة من العمر 43 عاما وصاحبة ستة كلاب "هذه رحلتها الثالثة ... فهي تعشق البحر". من الرحلات البحرية إلى الجولات في المقابر، مرورا بمراكز الاستجمام، تعيش الكلاب عيشة الملوك في سنغافورة التي تعتبر من أثرى المدن في العالم.

وجو هووه البالغ من العمر 48 عاما هو على علم بهذا الواقع، وقد أسس شركة متخصصة في الرحلات البحرية للحيوانات الأليفة في تموز/يوليو الماضي. ويضم زورقه حوضا للسباحة وصالون تجميل واطواق نجاة . كلها مخصصة للكلاب. وتكلف الرحلة الممتدة على ساعتين في عطل نهاية الأسبوع حوالى 30 دولارا، او 400 دولار في حال حجز الزورق برمته.

وينظم جو هووه وهو سمسار عقاري متقاعد رحلتين اثنتين كل اسبوع، وفي بعض الاحيان يكون ركابه من السلاحف. وهو يشرح أن "الأزواج الشباب يمتلكون حيوانات أليفة قبل إنجاب الاطفال، او بدلا عن الاطفال في بعض الأحيان". ويعتبر معدل الولادات في هذه الدولة المدينة التي تضم 5,3 ملايين نسمة من المعدلات الأكثر انخفاضا في العالم، وغالبا ما تحول اسعار العقارات المرتفعة دون تملك الازواج شققا واسعة ما فيه الكفاية لتأسيس عائلة كبيرة. وتقر أندي بي بأن الكلاب "هي بمثابة أولادي ... فانا عزباء ولدي متسع من الوقت".

وبحسب الإحصاءات الرسمية، يوجد 57 ألف كلب مسجل لدى سلطات سنغافورة في العام 2012. وفي ظل ازدهار سوق الحيوانات، فتح 250 متجرا أبوابه في سنغافورة، وهي تبيع فئرانا بأقل من 12 دولارا، وكلابا قد يصل سعرها إلى آلاف الدولارات. وتخصصت بعض الصالونات في خدمات للحيوانات، حتى أن بعضها قد وسع نطاق نشاطاته، مثل "بيتوبيا" حيث توفر خدمات الحضانة والألعاب والأكسسوارات وتقدم حمامات خاصة لإزالة الروائح النتنة بسعر يتراوح بين 40 و 70 يورو، حسيب حجم الكلب.

وتزداد الخدمات التي كانت في ما مضى حكرا على البشر رواجا في عالم الحيوانات مثل الدوغا (وهو مصطلح يجمع بين كلمة "دوغ" بالإنكليزية أي كلب ويوغا). وقد أبصرت هذه اليوغا المخصصة للكلاب النور في هونغ كونغ وتايوان، قبل أن تنتقل إلى سنغافورة. وتشرح روزاليند أو صاحبة نادي "سولر كادلز كلابهاوس" الذي يقدم صفوف دوغا منذ آب/أغسطس أن "الحيوانات الأليفة تبقى في المنازل طوال ساعات. وتجمع الدوغا بين الكلب وصاحبه". بحسب فرنس برس.

ويستمر النمط الرافه حتى بعد نفوق الحيوانات الثمينة. وقد خصصت صحيفة "ذي سترايتز تايمز" الشهيرة في سنغافورة صفحة وفيات للكلاب. وتتلقى محرقة "بيتس كريمايشن سنتر" المخصصة للحيوانات طلبات متزايدة. ويخبر باتريك ليم مدير هذه المحرقة أن "أغلبية الحيوانات الأليفة تعد بمثابة فرد من العائلة" ولها مكانتها الخاصة في حياة صاحبها.

جرذان عملاقة

على صعيد متصل لجأت السلطات الإيرانية في العاصمة طهران إلى خدمات مجموعات متخصصة من القناصة سعيا منها للتخلص من اجتياح أعداد هائلة من الجرذان العملاقة التي انتشرت في أحياء عديدة، وذلك في محاولة لتجنب المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن وجودها. وقال محمد هادي حيدرزادة، أحد كبار المسؤولين في قطاع البيئة الإيراني، إن الجرذان التي تنتشر في طهران من نوع نرويجي قد يصل طول الواحد منها إلى أكثر من أربعين سنتيمتر، وانتشرت في 26 حياً من طهران.

ورجح حيدرزادة أن تكون تلك الجرذان قد وصلت إلى إيران عبر سفن الشحن، مضيفا أن هذا النوع شديد الشراسة، ويمكن أن يعض، وأن يطارد مخلوقات أخرى. وتحاول السلطات الإيرانية التصدي لتلك الجرذان نهارا عبر استخدام السم، لكنها قررت اللجوء إلى خدمات القناصة في ساعات الليل، والذين يعملون بحرفية مستخدمين مناظير تعمل بالأشعة تحت الحمراء. وبحسب حيدرزادة، فإن السلطات الإيرانية لجأت إلى برامج كمبيوتر لتحديد أوكار تلك الجرذان، مشيرا إلى أن طهران تأمل بتدريب 40 فرقة من القناصة بحلول نهاية 2013، علماً أن عمليات القنص حتى الساعة نجحت بالقضاء على أكثر من ألفي جرذ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/نيسان/2013 - 30/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م