لبنان وورقة سلام تمام... توافقات دولية للخروج من عنق الازمة

 

شبكة النبأ:  شهدت لبنان حالة من التوتر وعدم الاستقرار السياسي والأمني في الشهور الأخيرة، وذلك بسبب الانقسامات العميقة على خلفية الأزمة السورية في هذا البلد الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة، واستقال نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني من منصبه، فضلا عدم صياغة قانون انتخابي قبل الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران 2013.

بينما في خطوة  جديدة لدرء المخاطر آنفة الذكر الناجمة عن الانقسام والتشرذم السياسي المتصاعد، تم انتخاب  تمام سلام رئيس الحكومة اللبناني بمساعدة سعودية خلفا لنجيب ميقاتي، كمحاولة لتجنب تفجر وتفاقم الأزمات المضطردة خاصة في الاونة الاخيرة.

إذ يرى اغلب المحللين انه بات على الحكومة اللبنانية الجديدة أن تتعامل بجدية مع الاضطرابات المتزايدة المرسومة على المشهد اللبناني الحالي، حيث شكل صراع أثبات الوجود تهديدات واضطرابات كبيرة، قد تفاقم من هشاشة الوضع السياسي في لبنان، لا سيما وان التحركات الخارجية والإقليمية لا تزال مستمرة، كونها تسعى لتحقيق أجندة إقليمية من خلال نقل وتداول أزمات تلك البلدان، لتمرير الأزمة السورية الى لبنان، حيث باتت لبنان مكانا مستهدفا لدى بعض الدول شبه العدائية من الدول الإقليمية، لجذبه الى دول محور الصراع في الشرق الأوسط .

في المقابل شكك بعض المراقبين بقدرة الحكومة الجديدة بقيادة الشخصية البراغماتية لإتمام سلام

استنادا على وجود غايات  مبطنة من لدن الجانب السعودي الداعم للمعارضة اللبنانية وصاحبة النفوذ الواسع لا سيما لدى الطائفة السنية، للعب دور التأثير في قرارات الحكومة الجديدة بعدما لعب الدور الابرز في تشكيلها.

بينما يرى بعض المراقبين بأن إعادة الحياة الديمقراطية لدولة مدنية جديدة سيحتاج وقتا حتى تترسخ معايير الديمقراطية ويزول اللغط حول دور السياسي في بناء الديمقراطية.

في حين ما زال مصير الانتخابات النيابية المقررة في حزيران/يونيو المقبل معلقا في غياب التوافق حول قانون انتخاب جديد، التي كانت سبب اساسي في استقالة الرئيس الحكومة السابق.

كما يرى محللون آخرون ستكون المهمة صعبة أمام سلام في تشكيل حكومة لقيادة وضع امني سياسي وامني هشة واقتصاد متعثر نحو انتخابات برلمانية مقررة في يونيو حزيران لكن تأجيلها متوقع على نطاق واسع.

وعليه ففي الوقت الحالي تحتاج لبنان حلول ومعالجات اكثر فعالية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي كي تنعم بالاستقرار وتمنع الإخطار المحدقة بها على الأصعدة كافة.

رئيس حكومة جديد

في سياق متصل تعهد رئيس الحكومة اللبناني المكلف تمام سلام بحماية لبنان من الاخطار المتأتية عن النزاع في سوريا المجاورة واخراجه من "الانقسام والتشرذم السياسي"، وقال سلام في بيان تلاه امام صحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كلفه تشكيل الحكومة "انطلق من ضرورة اخراج لبنان من حالة الانقسام والتشرذم السياسي، وما انعكس منه على الصعيد الامني، ودرء المخاطر المترتبة عن الأوضاع المأساوية المجاورة والاجواء الاقليمية المتوترة ومنع الانزلاق باتجاهها".

واكد سلام الذي حصل على شبه اجماع على تسميته من الكتل النيابية المختلفة انه سيمد يده الى الجميع، قائلا "هذا الاجماع النيابي في الظروف الراهنة، يحمل الى جانب الثقة التي أعتز بها شخصيا، مؤشرات من القوى السياسية كافة على الرغبة في الانتقال الى مرحلة انفراج تعيد الى الديموقراطية حيويتها، والى المؤسسات الدستورية ضمانتها، والى المواطن اللبناني الأمن والاستقرار".

وتابع انه قبل التكليف "ايمانا مني بان الواجب يفرض تحمل المسؤولية والعمل من أجل مصلحة الوطن بالتعاون مع جميع القوى السياسية"، ودعا الى تغليب مصلحة الوطن في تشكيل الحكومة المقبلة. بحسب فرانس برس.

وقال سلام في بيانه انه ينطلق ايضا "من ضرورة توحيد الرؤى الوطنية والاتفاق بسرعة على قانون للانتخابات النيابية، يحقق عدالة التمثيل لجميع المواطنين والطوائف والمناطق".

وقد صدر بيان عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، اعلن تكليف سليمان لسلام "استنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها بتاريخي 5 و6 نيسان/ابريل 2013"، وسمى اكثر من 120 نائبا من اصل 128 تمام سلام المنتمي الى تحالف قوى 14 آذار (المعارضة)، لكن المعروف بخطابه المعتدل وغير الصدامي.

تداعيات النزاع السوري

وقد نال النائب تمام سلام اكثرية تخوله ترؤس الحكومة اللبنانية المقبلة بعد حصوله على توافق مختلف القوى السياسية، في خطوة مدفوعة بتأثير سعودي بارز في البلد المنقسم سياسيا وطائفيا، ورغبة في الحد من تداعيات النزاع السوري.

وقال النائب محمد رعد باسم كتلة نواب حزب الله، ان تسمية سلام اتت "تأكيدا منا على الانفتاح على اي خطوة قد تدفع باتجاه التفاهم وحرصا على اي فرصة يمكن ان تسهم في الحفاظ على استقرار البلاد او تفتح آفاق تشكيل حكومة جامعة تشكل اطارا للوحدة الوطنية (...) بين مختلف الاطراف والاتجاهات السياسية".

من جهته، قال فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل النيابية وهي جزء من "14 آذار"، ان "الاوضاع الداخلية الصعبة والاقليمية (...) تقتضي العمل على تأليف حكومة تكون قادرة على تشكيل فريق عمل متجانس وفاعل ومنتج".

وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، المنتمي الى 14 آذار ان "حكومة وحدة وطنية تعني حكومة جامعة لكل اللبنانيين (...) لكن نريد حكومة للانتخابات، وقناعتنا ان اي حكومة يكون فيها مرشحون تكون حكومة لتمديد المجلس، وهذا الامر لا نوافق عليه".

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان، ان التوافق على تمام سلام نابع من كون "كل الاطراف في لبنان مهتمة بتخفيف حدة التوتر فيه"، ولانه "الخيار المثالي لفترة انتقالية في انتظار انقشاع الضباب في سوريا"، ويضيف "طالما ان الجميع وافق عليه فهذا يعني ان لا رغبة لدى احد في التصعيد".

سلام تمام.. من النيابة للرئاسة.. في سطور

أعلن مجلس النواب اللبناني اختيارهم للنائب تمام سلام لتولي رئاسة الوزراء، السبت، ليتولى المنصب بعد استقالة رئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي في23 مارس/ آذار.. ولكن من هو تمام؟. بحسب السي ان ان.

إليكم عدداً من النقاط في حياة رئيس وزراء لبنان الجديد:

- ولد تمام سلام في العاصمة اللبنانية، بيروت في 13 مايو/أيار عام 1945.

- متزوج من السيدة لمى بدر الدين، ولديهما ثلاثة أبناء: صائب وتميمة وثريا.

-  تلقى علومه الابتدائية في مدرسة الليسيه الفرنسية، والثانوية في مدرسة برمانا العالية.

- سافر سنة 1965 إلى بريطانيا  ليكمل دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد وإدارة الأعمال.

-  عاد إلى لبنان عام 1968 وعمل في الحقل التجاري.

- ترأس شركة الأعمال العربية منذ عام 1969 ولغاية عام 1982.

-  لكن العمل السياسي جذب اهتمامه، فانطلق في بداية السبعينات ليعمل إلى جانب والده رئيس الوزراء السابق، صائب سلام.

-  أسس عام 1974 حركة «رواد الإصلاح» التي استطاعت استقطاب الشباب في العديد من أحياء بيروت، لكنه ما لبث أن جمّد عملها في بداية حرب السنتين التي استمرت بين عامي 1975 ـ 1976، وذلك بهدف منعها من أن تتحول إلى حركة مسلحة.

- استطاع خلال فترة الحرب أن ينظم النشاطات السياسية التي كانت تنطلق من دارة والده في المصيطبة، بقصد استمرارية الحوار بين اللبنانيين.

- انضم إلى مجلس أمناء جمعية المقاصد عام 1978، وتسلم رئاسة الجمعية عام 1982 واستمر برئاستها حتى عام 2000 .

- أسس إذاعة «صوت الوطن» بيروت عام 2000، وهي إذاعة لجمعية المقاصد.

- عرف تمام سلام بمواقفه الجريئة، وصراحته في التعبير، وتشديده على ثوابت العيش المشترك، والنظام الديمقراطي البرلماني، ودولة القانون والمؤسسات، كما عرف بنشاطاته التربوية والثقافية، من خلال رئاسته لمؤسسة صائب سلام للثقافة والتعليم العالي.

- انتخب نائباً عن بيروت في دورة سنة  1996، و2009 وشارك في أعمال لجنة الإدارة والعدل، وكان عضواً في لجنتي الشؤون الخارجية والمغتربين والاقتصاد الوطني.

- سمي  سلام مرشحاً لرئاسة الوزراء من قبل المعارضة اللبنانية  فور عودته من السعودية بعد لقاء مع كل من الأمير بندر بن سلطان آل سعود، ورئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري ، وبإجماع بين قوى المعارضة، أشار إليه موقع "إيلاف" بأنه "نادر الحصول"، خاصة بعدما زكته قوى 14 آذار، ووافقت عليه غالبية قوى 8 آذار، وكسب تصويت مجلس النواب بـ80 صوتاً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/نيسان/2013 - 28/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م