أوباما والوجه الابيض... مداعبة مشاعر الشرقيين

 

شبكة النبأ: في زيارته الأخيرة الى الشرق الأوسط، قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكشف وجها بديلا له بطابع إنساني وروحاني، من خلال خروجه غير المعهود عن الرسميات كاستخدام لغة التملق أو التقارب من بعض القادة السياسيين وزيادة بعض الأماكن الدينية والسياحية في المنطقة.

إذ يرى الكثير من المحللين أن رئيس الولايات المتحدة، حاول أن يلعب جميع الأوراق الدبلوماسية بصبغة أهتمامية، التي تثير المشاعر والعواطف الإنسانية بإظهار اهتمامه بالجوانب الدينية والتي تمثلت بزيارته عدة إمكان مقدسة في المنطقة، لكنها لم تقدم سوى إيماءات رمزية نحو صنع السلام في الشرق الأوسط.

وبينما كان منتقدو أوباما يشكون من أن رحلته إلى الشرق الاوسط كانت رمزية الى حد كبير وتفتقر الى الجوهر الا ان تحرك اللحظة الاخيرة نحو مصالحة اسرائيلية-تركية اظهرت مساعيه الدبلوماسية السياسية صورة واضحة جدا تخلو من أهداف السلام.

لذا يجمع الكثير من المراقبين بأن أوباما يمس القلوب لكنه لا يكاد يغير العقول في الشرق الأوسط.

فمن مفردات التملق إلى عبارة "أشعر بألمكم" تراوح حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يخوض في دبلوماسية الشرق الاوسط بلمسة شخصية متفردة نادرا ما يظهرها على المسرح العالمي.

انه يحاول ما يمكن وصفه باستخدام سحره الخاص ليخرج بنتائج مختلطة عن عمد بالنسبة لخصومه السياسيين في الوطن ويأمل ان يساعد ذلك الآن على دفع فرص السلام قدما في منطقة خالية من تلك الفرص أصلا.

ورغم ان الشكوك السائدة هي بعمق انعدام الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في جهود أوباما الاخيرة عمد الرئيس الامريكي الى جس النبض على اي الاحوال في اول زيارة رسمية يقوم بها كرئيس للولايات المتحدة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية.

فعلى كل الاحوال أعلى المخاطر التي يمكن ان يواجهها لن تزيد على الفشل وهو شيء لم يفلت من الشعور به كل الرؤساء الامريكيين المعاصرين تقريبا في سعيهم لاقرار السلام في الشرق الاوسط.

الميزة واضحة لرئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية ولن يضطر الى خوض الانتخابات مجددا انها منحة محتملة لتركته الرئاسية.

وفي الوقت الراهن يتحرك أوباما بحذر مستخدما عبارات ملطفة وضغط محبب من صديق خلال زيارته للقدس ورام الله.

وأطلق الصحفي الامريكي جيفري جولدبرج وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط على هذا الاسلوب تعبير "عملية مداهنة الصحراء."

بدأ أوباما فور وصوله الى أرض مطار بن جوريون بالتقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ضعف سياسيا بعد انتخابات يناير كانون الثاني ويتطلع الى الحصول على دفعة من حليفته الكبرى أمريكا.

وفجأة أصبح الرئيس الامريكي الذي يعرف بطبعه الهاديء المتباعد الذي لا يعرف عنه التبسط مع الناس على علاقة حميمة تسمح له بان يخاطب رئيس الوزراء الاسرائيلي باسمه الاول بل باسم التدليل الذي التصق به منذ طفولته "بيبي" وكأنه نسي تأييد نتنياهو لمنافسه الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة الامريكية التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال أوباما المتمرس في حشد الشبان في وطنه للشبان الاسرائيليين "أقول لكم كرجل سياسة اني اعدكم بهذا: الزعماء السياسيون لن يقدموا على اي مخاطرة اذا لم تطالب شعوبهم بذلك." وطلب منهم ان يضعوا انفسهم في مكان الفلسطينيين ويحاولوا تصور ماذا سيكون عليه شكل الحياة تحت احتلال جيش أجنبي.

وقال تيسير خالد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان السياسة الامريكية منحازة للموقف الاسرائيلي، مع نتنياهو استخدم أوباما الاسلوب القديم للربت على الكتف لتجاوز ماضيهما التصادمي.

وقد جلس أوباما ونتنياهو جنبا الى جنب في مأدبة العشاء التي اقيمت بمقر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس وشوهد الاثنان وهما يتهامسان عن قرب مثل التلاميذ الصغار.

أوباما في البتراء وكنيسة المهد

في سياق متصل أبدى الرئيس الامريكي باراك اوباما دهشته عند مشاهدته مواقع مدينة البتراء الاردنية القديمة في ختام جولته بالشرق الأوسط والتي استغرقت اربعة ايام منحيا بذلك المواضيع الدبلوماسية الشائكة وقام بدور السائح لمدة يوم.

كما قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية حيث لقي استقبالا فاترا من الفلسطينيين في نهاية جولته بالأرض المقدسة التي زخرت باللفتات الرمزية وافتقرت إلى خطوات عملية تجاه السلام.

وفي كنيسة المهد أحنى أوباما رأسه ليمر عبر بابها الضيق المعروف باسم باب التواضع. وكانت ساحة المهد الواقعة أمام الكنيسة شبه خالية من الناس باستثناء أفراد الأمن.

وزار أوباما في وقت سابق مواقع ذات دلالة رمزية شملت نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا المحارق النازية وقبر مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة تيودور هرتزل وقبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين الذي قتله متطرف يهودي عام 1995 غضبا من جهوده لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/آذار/2013 - 15/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م