إصدارات جديدة: معالجة المصطلحات العربية الحديثة

 

 

 

الكتاب: الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر

الكاتب: محمد سواعي

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.

عدد الصفحات: 335 صفحة كبيرة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يتناول الباحث الاردني محمد سواعي موضوع المصطلحات العربية الحديثة ونشوئها في كتاب بعنوان مركب هو (الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر .. دراسة في مفردات احمد فارس الشدياق في جريدة "الجوائب").

وقد عالج المؤلف موضوع الحاجة الى مصطلحات حديثة بعد احداث تاريخية كان لها تأثير كبير في الحياة والثقافة العربيتين ومن ذلك مثلا احتلال نابليون بونابرت لمصر وما تبعه من نهضة اطلقها محمد علي.

ورد الكتاب في ما زاد على 335 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.

بدأ محمد سواعي الفصل الاول من كتابه بالقول "واجهت اللغة العربية في القرن التاسع عشر صعوبات لغوية شتى ولا سيما في ما يتعلق بإيجاد المفردة المناسبة للمؤسسات الحضارية والعلوم الحديثة التي بدأت تفد من الغرب نتيجة الاحتكاك الحثيث الذي بدأ يرمي بظله على المنطقة العربية وبخاصة بعد غزو الفرنسيين لمصر 1798-1801 م.

"وتضاعفت صعوبات ايجاد المفردات العربية القادرة على التعبير عن العلوم الحديثة الواردة من الغرب والمؤسسات الحضارية الطارئة على المجتمع العربي بكثافة اثر الصحوة التي حمل رايتها محمد علي والي مصر" والبعثات التي ارسلها للدرس في اوروبا.

"وتفاقمت هذه الصعوبات اللغوية خاصة من ناحية المفردات والمصطلحات العلمية اثر عودة هؤلاء المبعوثين الى مصر وانخراطهم في تدريس العلوم الغربية في المعاهد العليا التي اسسها محمد علي في العقد الثالث من القرن التاسع عشر كمدرسة الطب والهندسة والزراعة والعلوم العسكرية."

وأخذ بعض كتاب العربية يستعمل بعض الالفاظ الغربية "بلفظها الفرنسي محرفا قليلا. فرفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873) الازهري المتعمق لغويا يستعمل في كتاباته على سبيل المثال ألفاظا مثل "الكومسيون" و"الكونستيتوسون" و"القونفرانس" مما اثار حفيظة دعاة نقاء اللغة من الشوائب الدخيلة ولو من الناحية النظرية فقط وكرد فعل على ذلك نرى احمد فارس الشدياق يهيب بالطهطاوي ان يتجنب استعمال مثل هذه الالفاظ الاوروبية حفاظا على سلامة العربية وصفائها من شوائب المفردات الدخيلة."

اضاف سواعي ان نداء الشدياق هذا الى الطهطاوي وكتاباته العديدة عن هذا الموضوع قادت المؤلف "لسبر غور جريدته "الجوائب" (التي اصدرها في الاستانة) للاطلاع على المفردات التي استنبطها ذلك الكاتب للتعبير عن مناحي الحياة الجديدة...وسنحاول في هذه الدراسة تبيان مدى التزامه باستعمال كلمات عربية لمظاهر حضارية...وسنتتبع في الصفحات التالية مدى نجاح الشدياق او فشله في التقيد بالدعوة التي اهاب بها رفاعة رافع الطهطاوي باستعمال ألفاظ عربية" وخلص الى القول ان الشدياق مع دعوته المشار اليها استعمل ايضا من خلال عمله الصحافي ألفاظا غير عربية مع سعيه الدائم الىايجاد مصطلحات عربية للكلمات الغريبة.

وقال محمد سواعي "فمن ناحية كان شديد الحماس للعربية والتعبير بها عن كل منحى من مناحي الحياة بمفردات من ذات اللغة...من ناحية اخرى يقترف الشدياق نفسه تناقضات كثيرة وذلك باستعمال بعض الالفاظ الاجنبية التي كان ينادي بتجنبها...فتراه مثلا يستعمل الفاظا كالالفاظ الايطالية "كازته" و"طلمبة" و"اسكلة" والفرنسية "كروسة"...اما في الكتابة عن البريد فنراه يستعمل اللفظ الاجنبي "بوسطة".

وفي مجال الحديث عن الصحف والصحافة اضاف يقول "على الرغم من ان الشدياق ومنذ الاعداد الاولى استعمل لفظة "صحيفة"...من الطريف ان نراه يتبع خطى الطهطاوي في استعمال اللفظ المعرب "جرنال" منذ البدايات الاولى لاصدار صحيفته."

وأضاف "استعمال لفظ "صحيفة" في كتابات الشدياق على رغم استمرار استعماله "جرنال" في احيان كثيرة...نرى ان الشدياق استعمل كذلك لفظة "جريدة".

"ولان لفظ "جوائب" يعني الاخبار حاول الشدياق ان يستنبط مصطلحا للاداة الاخبارية المكونة من ورق عليه كتابات مطبوعة تنقل اخبارا وحوادث محلية ودولية فقد دعاها "جوائب" اي صحيفة او جريدة بالخطاب المعاصر."

واضافة الى ذلك وإلى استعماله مصطلح جرنال فقد استعمل ايضا لفظا معربا هو "كازتة". وسمى الشخص المسؤول عن ادارة الجريدة باسم "مدير جرنال".

واستعمل للمنخرطين في وظيفة الصحافي الذي يدبج مقالات في الصحف ألفاظا كثيرة "أكثرها شيوعا لفظة "كاتب"...ولعل الشدياق كان يعي الفرق بين "كاتب الاخبار" اي الشخص الذي كان يمتهن الصحافة عملا وبين "المكاتب" اي الشخص الذي يكتب في الصحيفة بين فترة واخرى...وكذلك اورد الشدياق لفظة "مراسل كما في قوله" نقله جميع كتاب الاخبار وجميع مراسليهم ومكاتبيهم."

واستعمل الشدياق لفظ "محرر" التي ظهرت في عبارة "محرر الجرنال" وفي قوله انه سيجري انشاء جريدة "يكون محررها الكاتب اللبيب...كاظم بك."

وقد تناول الشدياق (1805-1887) من خلال عمله الصحافي مختلف نواحي الحياة ووضع لها مصطلحات عربية او استعمل مصطلحات معربة. ومن ذلك مثلا تعبير "مدرسة جامعة"...على حد ما يسمى عند الافرنجيونيفرسيتي."

وفي مجالات اخرى استعمل الشدياق تعبير "سكة الحديد" وبعد استعمال ألفاظ مختلفة استعمل كلمة "قطار" نقلا عن تعبير قطار الابل القديم. كما استعمل مصطلح "فطر" واستعمل الشدياق المفردتين "عربة" و"عربية" كلتيهما. كما استعمل تعبير "العجلة" و"العجلات" بالمعنى نفسه.

ومما استعمله تعبير "حوافل" و"حافلات" ترجمة لكلمة اومنيبوس. وبعد استعمال كلمات مختلفة اخذ تعبير مستشفى يظهر تباعا عند الشدياق. واستعمل تعبير "رواية تمثيلية" للاشارة الى المسرحية. ومما اورده تعبير "تشخيص" كما استعمل لفظ "تمثيل"، لابد من ان نقول كما يقال في العربية "هذا غيض من فيض" من المصطلحات المختلفة التي اوردها الشدياق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/آذار/2013 - 9/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م